الاثنين، 5 أكتوبر 2020

الثورة الصناعية و التقنيات الطبيعية


" من أكبر ما ما تقوم به الثورة الصناعية أن تمنع الناس من الوصول إلى تقنيات طبيعية موجودة فطريا ، لتقود الناس لتبني نفس التقنية لكن بأجهزة مادية صناعية تظاهي تلك الطبيعية ... فتنبهر الناس لكل ماأتاهم من صناعات و تكنولوجيا ضانين أنها إختراع جديد غير موجود في الطبيعة و ان الإنسان إخترع وصنع ماهو غير موجود ... ليترك الناس كل ماهو طبيعي غير ضار و يشتري بأمواله كل ماهو صناعي و مهلك لصحته و طبيعته .."

كانت هذه العبارة الذهبية هي ما اخبرني بها صديق قبل مدة ، والحقيقة أننا نترك كل كل ماهو طبيعي ونقزم أي فكر يدعوا لتسخير المخلوقات الطبيعية و نصفهم باصحاب نظريات الرسوم المتحركة ، مع أنه حتى مخرجي الرسوم المتحركة الذين نراهم يروضون الحيوانات و يستغلون الحشرات و يركبون الطيور هي حقيقة يمكن الوصول لها ، لكن تم حشوها وتوجيهها للصغار عمدا  على أنها "خيال علمي" لايمكن الوصول له ، فعندما يرى الإنسان الطفل الصغير يتابع مثل تلك الافكار في الكرتونات "يبرمج للمتلقي انها خرافة لانها تابعها ولد"..بالمقابل يسيل لعاب البشرية عندما ترى روبوت مصنع يتحدث وطائرة بدون طيار تطير و تصور  ... ومع أن المنتوج الصناعي قبل أن يصنع كان مجرد خرافة بمثل مايعتبر الإنسان ان تسخير الكائنات الطبيعية خرافة ..إلا أن البشر أصبحت تعشق الصناعي بكافة سلبياته و همومه وتجعل الطبيعي ينقرض و يذهب هباء الريح حتى أن الإنسان يشاهد بعينه الكائنات تنقرض ، بل وهناك كاىنات لايعرف جتى إسمها ماهو ؟! ...  فوضع فكر الإنسان داخل مخرجات منتوج الثورة الصناعية بسياج يشبه سياج بهيمة الأنعام ، و إذا خرج أي شخص من ذلك السياج ليفكّر في كل ماهو طبيعي يصبح في فكر منطقهم المبرمج انه مراهق و صبياني و أفكاره غير واقعية .

كمثال تقنية "الويفي" التي يتفاخر بها بأنها التقنية التي تعتمد على ذلك الجهاز الذي يخترق الجدران و المساحات لنقل البيانات في ثواني معدودة ، لو سألت اي شخص لايعرف هذه التكنولوجيا سيخبرك بان اختراعك ضرب من الخيال لكنه عندما يراه أمامه يعمل يصدق ويؤمن به ... اما المتعاطي للتكنولوجيا هذه لو أخبرته أنّ الحلزون يمكن ان يصل إلىنفس التقنية طبيعيا إذا سخرنا تفكيرنا و عقولنا في دراسة سبب خلقه و إمكانياته ، سيصفك بالولد الصغير !؟

اريدك ان تتأمل في الصور أسفله وتقارن بديع خلق الله الطبيعي ،وكيف سرقوا ما هو طبيعي و ترجموه إلى آلات تحمل نفس التقنية ..قرون الإستشعار الطبيعية حولوها لنا إلى لاقطات هوائية تسبب خلل في الذبذبات و كوجات الراديو لتسبب امراض و مشاكل لخلايا الإنسان ،وجعلوا الإنسان يترك دراسة قرون الإستشعار الطبيعية الموجودة طبيعيا لدى العديد من الكائنات .

هل تعلم معنى كلمة حلزون ؟ لماذا سماها الناس قديما حل+زون ...

حل : هي فتح  ... زون(zone) هي كلمة عربية قبل ان تسرقها القواميس الفرنسية و تسقطها المعاجم العربية من لساننا مع اننا نستعملها شعبيا في كلامنا إلى اليوم و نقصد بها "المنطقة" .

حل زون = حل المنطقة = الويفي (صناعيا) 

لاحظ الشبه بين التصميمات التي صنعت وسائل الإتصال والحلزون ،و لاحظ شبه التسمية بحيث تعتمد وسائل الإتصال على فك حل تشفير الذبذبات لنقل بيانات الصوت و الكتابات بالإعتماد على نطاق مكاني محدد بحسب ابراج الاتصال او اجهزة الويفي في حال الاستعمال المصغر ،بالمقابل نجد الحلزون يحمل إسم "حل المنطقة" ...

ألا تلاحظ ان هناك عينة طبيعية تسمى "الحلزون" مهمشة و لا تستعمل و تحتاج من يبحث فيها ..وشكل صناعي آخر يشتعمل نفس التقنية بوسائل تتحدى الكائن الأوّل لكن بفرق ان الاول لايملك سلبيات و لايحتاج طاقة بمقابل الثاني الذي يملك سلبيات و يحتاج طاقة تفسد هذا الكون .

تأمل و اسبح واربط بين الصور في الأسفل... العودة إلى الجنة لن يستقيم  إلا بتسخير كل ماهو طبيعي و غير سلبي ، غير ذلك لن تجده ولا في الاحلام و لو اكملت حياتك تبكي على الأطلال .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق