- ليست هيروغليفيتهم ، بل كتابتنا المقدسة التي نزلت بها الملائكة -
سهل جدا و لا تحتاج منك أي جهد وتعقيد ، ماهو مذكر كلمة "كتابة" ؟
• نقول "هذه كتابة" بصيغة مؤنثة .
• نقول "هذا كتاب" بصيغة مذكّرة .
الآن عندما تقرأ كلمة "كتاب" في كلام القرآن فإن المقصود بها ليس كتاب ورقي بين دفتين كما هي كتب اليوم ، إنما المقصود بها هو "كتابة" بوعينا اليوم...لأن مناهج اللّغة تجعلنا نطلق كلمة 'كتابة' بصيغة مؤنثة على أي شيئ مكتوب ، و من ثمّ جعلنا لفظة 'كتاب' ملاصقة للكتب الورقية التي نملكها اليوم و أصبحنا لا نعي أنها في الأصل كان يقصد بها أي شيئ مكتوب مهما كانت طريقة تدوينه .
لو تسأل واحد كبير في السن عاش قديما وتعطيه ورقة مكتوبة بالفرنسية و تقول له ماهذا ؟ سيرد عليك "هذا كتاب فرنسي" و هو يقصد في الحقيقة عبارة (هذه كتابة فرنسية) ، فكذلك القرآن يعترف بالكلمة بصيغة مذكرة و ليس مؤنثة ، فلذلك لو تجد أي عبارة في القرآن تقول "كتاب" فالمقصود بها هو كلمة كتابة .
نفس الشيئ بالنسبة لكلمة قرآن ، ماهو مذكّر كلمة "قراءة" ؟
• نقول "هذه قراءة" بصيغة مؤنّثة .
• نقول "هذا قرآن" بصيغة مذكرة .
عندما نقرأ كلمة "قرآن" فالمقصود بها ليس لفظة توقيفية تخص كلام اللّه إنّما المقصود بها "قراءة" ، فكلام الله يعترف بكلمة "قرآن" بصيغة مذكرة و لايعترف بها بصيغة مؤنثة ، لأن كلمة قراءة المؤنثة تعودنا إطلاقه على أي شيئ يقرأ بسبب مناهج اللغة و التلقين الحالية .
بمثال لو تأتي بكتابة مكتوبة باللغة الفرنسية وتقرأها لشخص عاش قديما و لم يدرس المناهج الدراسية اللغوية الحالية ، ثم تسأله بعدها مانوع اللغة التي قرأتُها فسيجيبك "لقد قرأت قرآنا فرنسيا" وهو يقصد (لقد قرأت قراءة فرنسية) ..فكذلك القرآن الذي بين أيدينا فهو يعترف بكلمة قراءة بصيغة مذكرة و يذكرها "قرآن" .
الآن سنطبق القاعدة الصحيحة و نبحث عن أدلتها من القرآن :
(ذَ ٰلِكَ ٱلۡكِتَـٰبُ لَا رَیۡبَۛ فِیهِۛ هُدࣰى لِّلۡمُتَّقِینَ)
[سورة البقرة 2]
المقصود بالآية (تلك الكتابة لاريب فيها ، هداية للمتقين) ... بمعنى أن الآية تشير لك أيها المسلم إلى أن هناك كتابة فيها هداية للمتقين .
(شَهۡرُ رَمَضَانَ ٱلَّذِیۤ أُنزِلَ فِیهِ ٱلۡقُرۡءَانُ هُدࣰى لِّلنَّاسِ وَبَیِّنَـٰتࣲ مِّنَ ٱلۡهُدَىٰ وَٱلۡفُرۡقَانِۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ ٱلشَّهۡرَ فَلۡیَصُمۡهُۖ وَمَن كَانَ مَرِیضًا أَوۡ عَلَىٰ سَفَرࣲ فَعِدَّةࣱ مِّنۡ أَیَّامٍ أُخَرَۗ یُرِیدُ ٱللَّهُ بِكُمُ ٱلۡیُسۡرَ وَلَا یُرِیدُ بِكُمُ ٱلۡعُسۡرَ وَلِتُكۡمِلُوا۟ ٱلۡعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا۟ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَىٰكُمۡ وَلَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ)[سورة البقرة 185]
الآية نفهمها بوعينا اللغوي اليوم كالتالي :
(شهر رمضان الذي أنزلت فيه القراءة هداية للناس من الهدى و الفرقان ..)
بمعنى أن شهر رمضان هو الشهر الذي أنزلت فيه القراءة ، و هذه القراءة نزلت من شيى وصفه القرآن بأنه الهدى و الفرقان ...فما هو الهدى و الفرقان :
[إِنَّ ٱلَّذِینَ یَكۡتُمُونَ مَاۤ أَنزَلۡنَا مِنَ ٱلۡبَیِّنَـٰتِ وَٱلۡهُدَىٰ مِنۢ بَعۡدِ مَا بَیَّنَّـٰهُ لِلنَّاسِ فِی ٱلۡكِتَـٰبِ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ یَلۡعَنُهُمُ ٱللَّهُ وَیَلۡعَنُهُمُ ٱللَّـٰعِنُونَ](سورة البقرة 159)
هنا الآية تشير إلى الهدى و تذكر أنه مبيّن في الكتاب .
[وَلَقَدۡ ءَاتَیۡنَا مُوسَى ٱلۡهُدَىٰ وَأَوۡرَثۡنَا بَنِیۤ إِسۡرَ ٰۤءِیلَ ٱلۡكِتَـٰبَ](سورة غافر 53)
الهدى هنا هو الكتاب الذي أوتي لموسى ووورثه بنو إسرائيل .
وعليه فإن القرآن الذي نقرأه اليوم نزل من الكتاب الذي وصف بالهدى ، و هو نفسه ذلك الكتاب الذي لاريب فيه والذي هو هدى للمتقين ... بمعنى أن الكتابة التي لاريب فيها و التي يشير لها القرآن هي نفسها الكتابة التي نزلت منها القراءة التي نتلوها اليوم .
[لَقَدۡ أَنزَلۡنَاۤ إِلَیۡكُمۡ كِتَـٰبࣰا فِیهِ ذِكۡرُكُمۡۚ أَفَلَا تَعۡقِلُونَ]
(سورة الأنبياء 10)
المقصود هو لقد انزلنا إليكم كتابة فيها ذكركم ، وفالكتابة التي يشير و يتحدث عنها القرآن فيها ذكرنا الحالي الذي نطلق عليه إسم القرآن الكريم .
(حمۤ تَنزِیلࣱ مِّنَ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ كِتَـٰبࣱ فُصِّلَتۡ ءَایَـٰتُهُۥ قُرۡءَانًا عَرَبِیࣰّا لِّقَوۡمࣲ یَعۡلَمُونَ)
[سورة فصلت 1 - 3]
المقصود كتابة فصلت آياته قراءة عربية ، ومن نظام كتابة الكتابة وجود مقاطع صوتية تقرأ "حا ميم" .
عنما يذكر لنا اللّه كتابة و يذكر لنا ان موسى اوتي هذه الكتابة و يذكر لنا ان موسى أقام في مصر ، و عندما نرى في مصر آلاف الكتابات التي لا نعرف من قراءتها إلا القراءة التي اتى بها الغرب عندما ادعى تفكيكها قبل قرنين ، وقتها نتأكد بأن الكتابة المصرية هي كتابة قراءتها عربية و هي نفسها الكتابة التي أوتيت لموسى ..ونعرف أن القرآن كلام قرأ و نزل من تلك الكتابة .
لكن هناك يطرحه البعض من أين أتت تلك الكتابات و من كتابها ؟
[ حمۤ • وَٱلۡكِتَـٰبِ ٱلۡمُبِینِ • إِنَّاۤ أَنزَلۡنَـٰهُ فِی لَیۡلَةࣲ مُّبَـٰرَكَةٍۚ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِینَ](سورة الدخان 1 - 3)
[ إن أنزلناه في ليلة القدر • وما أدراك ماليلة القدر • ليلة القدر خير من ألف شهر • تنزّل الملائكة و الروح فيها • بإذن ربّهم من كل أمر • سلام هي حتى مطلع الفجر ] الفجر .
الكتاب هو الذي نزلت به الملائكة في ليلة القدر وكتب إلى غاية مطلع الفجر ..وكما ذكرنا في البداية فإن كلمة كتاب المقصود بها ''كتابة" بصيغتنا الحالية لان ننطق الكلمة مؤنثة بعدما كانت تنطق مذكرة .. فتلك الكتابات المصرية التي اسماها الغرب "هيروغليفية" بمعنى "الكتابة المقدسة" هي كتابة نزلت بها الملائكة و قراءها عربية مبينة فيها من العلوم ما نجهله و منه خرج هذا القرآن الذي بين ايدينا اليوم و الذي هو نبأ عظيم نحن عنه معرضون .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق