الاثنين، 5 أكتوبر 2020

البحر العذب الفرات -ج3-

-البحر العذب هو البحر الأحمر حسب القرآن- 


دعونا نفهم آيات القرآن كما يريد الله أن يخاطبنا بها ،دون أي واسطة أو لغو يقف بينك و بين الفهم العقلاني النقي لها ..

● [وإِذۡ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبرحُ حَتَّى أَبلُغَ مَجمَعَ البَحۡرَینِ أَو أَمضِیَ حُقُبا](سورة الكهف 60) .

هنا خطاب الآية يتحدث عن موسى الذي قال لفتاه "لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين" ، والمقصود هو أن موسى أخبر فتاه أنه لن يبرح الأرض التي هو فيها حتى يصل إلى مجمع البحرين ، بمعنى أنه كان في منطقة يقع فيها مجمع البحرين و أنه عقد العزم على أن لايتوسع على تلك المنطقة ويغادرها حتى يصل مجمع البحرين ، و مجمع البحرين المقصود هو منطقة التقاء البحران المذكوران في القرآن وهما البحر العذب الفرات و البحر الملح الأجاج  .

لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين = لا أتوسع حتى أبلغ ملتقى البحرين .

وكما ذكرنا في المقال السابق فإن ملتقى البحرين هي منطقة البرزخ و هي حاجز يقع بين البحرين حسب القرآن ، بحيث هي أرض تمنع التقاء البحران الابيض المتوسط و الأحمر [وَجَعَلَ لَهَا رَوَ ٰ⁠سِیَ وَجَعَلَ بَیۡنَ ٱلۡبَحۡرَیۡنِ حَاجِزًا] ، لأنهما لايبغيان الإختلاط هناك ، واختلاطهما يعني فساد البحر العذب الفرات الذي هو البحر الأحمر .

 ثم قال موسى بعدها بعد ان اشترط وصوله لحاجز البحران أن يمضي حقبا فقال حسب الآية "أو أَمضِيَ حقبا" ، ويقصد ب"أو يمضي '' كخيار ثاني بأن يمضي حقبا لأن أداة "أو" تفيد التخيير بين شيئين ...

التفسيرات الموروثة المدسوسة تجعل من كلمة "حقب" في موضع الآية بأنها تعني فترة من الزمن ، لكن الحقيقة أن حقب هي منطقة تسمى الحقب كانت كخيار ثاني اراد موسى المرور اليه إذا لم يمر إل مجمع البحرين .

مامعنى "الحقب" التي أراد موسى المضي إليها ؟؟

إذا أردنا البحث عن كلمة مبهمة في القرآن فيجب علينا الإعتماد على القرآن نفسه بالدرجة الأولى ، فإذا وجدنا الكلمة وواجهنا غموض جديد نطلب مساعدة اللسان العربي المتداول والبحث عن معنى الكلمة .

عند البحث عن معنى إسم "الحقب'' في اللسان العربي نجدها أقرب إلى كلمة "حقيبة" ، و الحقيقة أن "حقب" هي كلمة مذكرة عن كلمة حقيبة المؤنثة ، نقول "هذه حقيبة" كصيغة مؤنثة و نقول "هذا حقب" بصيفة مذكرة ، الكلمة فقط أصبحنا اليوم ننطقها بصيغة مؤنثة بدل الصيغة المذكرة .

عند البحث أكثر في اللسان الشعبي وجدت أن الكلمة موجودة لدى سكان التشاد العرب ، بحيث من خلال اقتراني بمجموعات التواصل الاجتماعي وجدت أن الكلمة يستعملونها و تطلق على حبل تربط به الإبل حول نهاية بطنها ، و الحقيقة أن كل حبل من حبال الإبل التي يتم ربط اجزاء جسمها به عنده إسم معين ..وكما نقول دائما فإن الإسم دائما يدل على خصائص المسمى ، فلماذا سمي ذلك الحبل بالحقاب لعلنا نصل لمعنى يقيني لكلمة " حقب" ؟ 

عند البحث عن خصائص الجمال فهي تستعمل للسفر الطويل والشاق ولحمل الحمولة قديما ، وتتميز الجمال بكونها تستطيع تحمّل العطش لفترة طويلة ، وعند البعض يتداول معلومة مروجة على أن الجمال تحافظ على المياه في حدبتها وهذا خطأ ، فالحدبة علميا هي عبارة عن منطقة لاتحوي إلا الدهون والشحوم ولاتخزن المياه بالمطلق فأهم خاصية تساعد الجمل للحفاظ على مياهه هي كليتاه ، فالكليتان لديه تعمل على عدم خروج البول إلا إذا تم تركيزه واستنفذ كامل مايمكن استخراجه منه من السوائل ...بحيث أن عملية تَشَكُّل البول ترتبط بعملية تصفية الكلى للسوائل ومن ثم مرور البول إلى منطقة تخزّنه ، و المثانة في شكلها هي عبارة عن كيس يشبه الحقيبة التي تستعمل في السفر قديما ، وقد وضعت لكم صورة اسفل المقال توضح المثانة وصورة الحقيبة التي كانت تستعمل قديما للسفر بحيث يلاحظ تشابه شكلهما ، و الحقيقة  الأبرز هي تشابه شكل المثانة مع شكل البحيرة التي سميت بحيرة الطبرية و التي تخزن المياه التي تاتي من نهر الاردن .

الآن عند تحليل المعطيات السابقة وربطها ، نجد أن حبل الحقاب الذي تربط به الإبل مابين منطقة الكلى و منطقة المثانة ، هو حبل وضع كي يساعد الجمل على تخزين السوائل لمدة أكبر اثناء استعماله للسفر ،  و لذلك سمي الحقاب ، فالحقاب هي كلمة تطلق على المثانة لأنها تخزن البول كما تخزن الحقيبة الاغراض لمدة السفر الطويلة ، حتى أن شكل الحقيبة قديما الذي هو قطعة قماش يوضع فيها الرحالة أغراضهم تشبه شكل المثانة كذلك ، و بالتالي فإن المثانة كان يطلق عليها إسم الحقاب و الحبل الذي يربط به الجمل وسمي حقابا تم تسميته لأنه يربط بطن الجمل في منطقة المثانة .

الآن ، لاحظ شكل "الحقب" التي هي المثانة  في الصورة اسفله و لاحظ كذلك شكل الحقيب (الحقب) و ستجد انهما يشبهان بعضهما،  وانظر شبههما بعد ذلك لشكل بحيرة الطبرية التي جعلو إسمها فارسي والغو اسمها العربي .. إسم بحيرة الحقب تم اللغو في إسمها كي يحرفوا عن الناس تسماء جغرافيا القرآن ، فجعلوا إسمها إسم فارسي ليغيروا جغرافيا القرآن بتلك التفسيرات التي جلها صدرت من مفسرين أصولهم من أواسط آسيا ، و الجميع يعرف أن منطقة اواسط اسيا التي ينحدر منها جل مفسري القرآن هي منطقة تقع فيها مملكة يهود الخزر القديمة ، ولو تلاحظ معي أن إسم الطبرية هو إسم فارسي و يقترب من إسم المفسر الإيراني المدعوا "الطبري" (طبرية،طبري،طبرستان) ، فلماذا تسمى تلك البحيرة التي  يقطنها بينها أناس عرب ويتحدثون العربية بإسم فارسي لا علاقة له بساكني المنطقة إطلاقا ، فالمفروض عقلانيا و أكيدا أن المنطقة تحمل إسم عربي لكون سكان المنطقة عرب ، لماذا يتم تسمية منطقة لا يسكنها أي فارسي وكل سكانها عرب بإسم فارسي و تسمى الطبرية ؟!

 نستنتج أن الطبرية كان يطلق عليها اسم بحيرة الحقب لانها تشبه شكل المثانة و شكل الحقيبة التي تستعمل قديما للسفر .

وعليه فعند الرجوع للمعنى الموضوعي للآية ، فإن موسى قال لفتاه أن لايتوسع في نطاقه الجغرافي حتى يكتشف منطقة التقاء البحرين بين سيناء ومصر ،أو أن يمضي إلى بحيرة الحقب التي هي نفسها بحيرة الطبرية التي حرفت تسميتها .

وبمعنى واسع و أعمّ فإن الهدف الرئيسي الذي جعل الله يذكر لنا هذا الكلام الذي دار بين موسى و فتاه ، هو أن يبين و يؤكد لنا أن بحيرة الحقب (الطبرية) تقع امام مجمع البحرين العذب والمالح ، و لكي تتاكد اكثر بأن أقرب حاجز بين بحرين في تلك المنطقة هو حاجز سيناء الذي يفرق البحر الأحمر عن البحر المتوسط  .

سنتابع الشرح لنثبت لك أكثر و تتأكد أكثر بأن مجمع البحران وحاجزهما هي منطقة سيناء ..... سننتقل للآية 61 من صورة الكهف بعد ان تكلمنا على الآية 60 ..

● [فلَمّا بَلَغَا مجمَعَ بینِهِمَا نَسِیَا حُوتَهُمَا فاتّخَذَ سَبِیلَهُ فِی البَحرِ سربࣰا](سورة الكهف 61)

معنى الآية هنا أنه لما وصلا مجمع بينِهما ، لاحظ جيدا اللفظة جاءت كالتالي "بينِهما" ، و"بينِهما" تعني طرفيهما  مصداقا لقوله تعالى في آية أخرى : "فإن خفتم شقاق بَينِهِما" بمعنى شقاف طرفيهما ... فالآية لم تقل (فلما بلغا مجمعهما) و قالت(بلغا مجمع بينهما) ، بمعنى أن البحرين يوجد بينهما حاجز و ليسا متصلان ببعضهما كما تذكر التفاسير المضللة لإبعاد الناس عن حقيقة البحر العذبة..

ثم تذكر الآية بعد أن ذكرت وصول موسى و فتاه مجمع بين البحرين نسيان حوتهما ، والمقصود منطقيا بحوتهما ليس الحوت بمعنى وليمة الأكل ، القرآن لايتحدث عن أمر تافه يتعلق بشخصين يحملان حوتة مملحة ليأكلاها ثم تحيى الحوتة من جديد و تقفز في البحر ... أصلا مافائدة أن يحدثك القرآن عن شخصين نسبا أكل حوتة ، و أن تلك الحوتة حوتة مملحة و سقطت في البحر بسبب انها استيقضت من موتها فجأة ،، القصة أرجعوها قصة ميثيوليجيا لكي يبعدو الناس عن فهم معنى من هو  الحوت المقصود في الآية .

الحوت المقصود هو إسم لمنطقة مائية تقع بالمقربة من جغرافيا مجمع البحرين ، حوت البحرين وهو البحر الميت الذي سمي بالحوت لأن شكله يشبه شكل حوت فاتح فمه كما هو موضح في الصورة المرفقة أسفل المقال ، القرآن يعتمد في تعريف الجغرافيا وفق خاصية وطبيعة المنطقة الشكلية ، وتلك البحيرة التي سميت البحر الميّت  هي في الأصل و حسب تعبير القرآن فإنه كان يطلق بحيرة الحوت نظرا لأنها تشبه شكل الحوت الكبير فاته فمه ، أنظر إلى الصورة المرفقة لشبه شكل البحر الميت لحوت فاتح فمه ، فتسمية البحر الميت هي تسمية حديثة استحدثت بعد أن اصبح مالحا و نقص مردوده ..فما هي التسمية التي كانت تطلق على ذلك البحر قبل موته ؟ كانت تسمى "بحر الحوت" .

نسيا حوتهما ، بمعنى نسيا أن يمُرّا إلى حوت البحرين ، فضمير "هما" يعود على البحرين  ... و البحر الميت هو كذلك يقع بين البحرين الأحمر و البحر الابيض المتوسط .

إذًا موسى وفتاه اللّذان كانا في رحلة استكشافية حسب ما توصلنا إليه نسيا حوت البحرين و الذي هو البحر الميت كونه يشبه في شكله شكل الحوت كما في الصورة اسفله ...

"فاتخذ سبيله في البحر سربا" ، بعدما لم يمر موسى الى البحر الميت يذكر القرآن هنا انه اتخذ سبيله سربا ، ولسرب هو من السراب أي رؤية واتباع هدف غير حقيقي، بحيث أنك ترى وتعتقد أن بقعة معينة فيها ماء فتتبع المسار و عندما تصل تجد نفسك خاطئ ... وهنا نجد أن موسى كان له سبيل و غاية في طريقه للوصول إلى مجمع البحرين وهو مروره عن البحر الميت (الحوت)  ... لكنه اتبع طريق خاطئ فاتخذ سبيله سربا .

● [فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ ءَاتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدۡ لَقِینَا مِن سَفَرِنَا هَـذَا نَصَبࣰا] (سورة الكهف 62) .

فلما جاوزا تعود هنا البحر الميت ، بحيث أنهمت تجاوزاه دون أن يمرا عليه فهو يقع في المنطقة التي من المفروض أن يمرّا عليها في طريقهما ..فقال موسى لفتاه "آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا " والغرض من ذكر القرآن لطلب موسى الغداء هو تبيان أنهما كانا في وقت منتصف النهار فالغداء وجبة يتم تناولها منتصف اليوم وبالتالي هم سارا مسافة نصف يوم واقتربو من حدود سيناء ومصر .
فقال بعدها موسى لفتاه أنهما قد لاقا من سفرهما هذا نصبا ، ويقصد بـ"نصبا" من النَّصب أي أن السفر نصب عليهما و لم يبلغا منه السبيل الذي كان يريد موسى قصده.

● [قَالَ أَرَءَیتَ إِذ أَوَیۡنَاۤ إِلَى ٱلصَّخرَةِ فَإِنِّی نَسِیتُ الحُوتَ وَمَا أَنسَانِیهُ إِلَّا الشَّیطَانُ أَن أَذۡكُرَهُ وَٱتَّخَذَ سَبِیلَهُ فِی البَحرِ عَجَبࣰا](سورة الكهف 63) .
هنا موسى هو من أكمل كلامه وليس فتاه ، أكمل كلامه ليقول لفتاه أنه نسي الحوت (البحر الميت) الذي كان من المفروض أن يمرّا عليه ، فقال له أنّه انساه الشيطان ذكر الحوت الذي هو البحر الميت الذي كان من المفروض ان يزوره و يستكشفه عندما كان قريبا منه... لكنه بالمقابل ذكر عبارة لايجب أن نمر عليها مرور الكرام فأي شيئ يذكره لك القرآن لم يذكره اعتباطا بل من وراءه مغزى ، و العبارة هي قوله "أرأيت إذا آوينا إلى الصخرة" ، فمن هي هذه الصخرة التي آويا إليها ؟
هنا نعود لذكر القرآن طلب موسى للغداء فهو ذكر ذلك ليدل على أنهما كانا يسيران مسار نصف يوم ، و بالتالي هما كانا قد أويا في مبيتهما إلى منطقة قريبة فقد ذكر القرآن انهما أويا إلى صخرة ، فكيف يأوي الشخص إلى صخرة؟ .. أكيد أن المكان المقصود هي صخرة كبيرة منحوتة بشكل بيت يأوي إليها الناس ، فالقرآن في ذكره يذكر أن الناس في ميراثها كان لديها وعي بجعل الجبال بيوتا و ماهو ما ينطبق على صخرة كبيرة تنحت بيتا ..

عند البحث في آثار تلك المنطقة التي تقع أمام بحيرة طبريا و البحر الميت عن صخرة يؤوي إليها الناس لم نجد إلاّ صخرة كبيرة تقع في المسجد القريب من القدس والذي إسمه مسجد قبة الصخرى ، بحيث يحوي صخرة كبيرة منحوتة بشكل بيت ... فالصخرة  تلك التي تقع في المسجد الذي تم تسميته قبة الصخرة هي الصخرة التي أوى إليها موسى و فتاه ، و الجامع تم بناءه ووضع قبة صفراء فوفه تشبه الصخرة لا لشيئ سوى لتحريف مدلول إسمه و ابعاد الشبه عن الصخرة التي يقع عليها ، فالمسجد لم يتم تسميته قبة الصخرة كون قبته تشبه شكل صخرة بل لأنه يقع فيه غرفة منحوتة داخل صخرة كبيرة جدا وهي تستعمل اليوم كمصلى وقد ارفقت صورا عنها اسفل المقال لتطلعوا عنها ، الصخرة تلك كتبت عنها كتب التراث بأنها من اعرج منها الرسول محمد عليه الصلاة والسلام لكن حقيقتها أنها الصخرة التي آوى إليها موسى و فتاه حسب السرد القرآني .

ذكر القرآن لتلك الصخرة هو لإثبات و تبيان مكان مجمع البحرين و المحيط الجغرافي الذي مر عليه موسى ، وهذا دليل جديد على ان القرآن يثبت لنا أن جغرافيا مجمع البحرين العذب و المالح قريبة من فلسطين ،وبالتالي فإن البحر الاحمر و المتوسط هما البحران .
.....

● (قَالَ ذلِكَ مَا كُنّا نَبغ فَارتَدَّا عَلَى ءَاثَارِهِمَا قَصصࣰا)
[سورة الكهف 64]
.
الآية تذكر أنّ موسى قال ذلك ما كنا نبغي لأن موسى كان قصده في سبيل بلوغه إلى مجمع البحرين هو الوصول إلى بحر الحوت كذلك (البحر الميت) ، ثم تذكر الآية أنهما  ارتدا على آثارهما قصصا ، كلمة قصصا هنا حسب التفسيرات المتوارثة تذكر بأنه معناها  اتباع الآثر ، وتحاول التفاسير بقالب محبوك أن تربط مفهوم هذه الآية بأنه موسى عليه السلام و فتاه  تراجعا عن آثارهما بحثا عن حوتهما الذي كانا سيأكلانه كوجبة غداء و الذي أحيي من جديد و سقط في البحر ، تجعل من مفهوم هذه الآية قصص أطفال ، بل حتى الاطفال لايصدقونها ..بغض النظر عن كل هذا لو كان تفسيؤهم صحيح ، ما فائدة ان يذكر لنا الله بان موسى وفتاه يبحثون عن حوت  سقط في البحر ؟! لايوجد اي فائدة ، طبعا لأن تفسيرهم غلطان وليست الآية ...الآية تحاول ان ترشد لحقيقة تعطيك اليقين حول التقاء البحرين و اين يقع البحر العذب .

"قصصا" التي ارتدا اليها ليس معناها اتباع اثر ,بل معناها ان موسى و فتاه تراجعا عن أثرهما الذي كان يبحثان عنه إلى منطقة تسمى "قصص" ...وقصص هي منطقة التقاء البحر الأحمر مع يابسة سيناء ، فشكل تعرجات ساحل البحر تشبه شكل المقص كما في اسفل الصورة المرفقة .

لو تلاحظ معي شكل ساحل البحر الأحمر الذي يطل على سيناء تجد شكله يشبه شكل المقص أو  إصبعي اليد السبابة والوسطى الذان نستعملهما للإشارة لشكل المقص ...والسبب في إطلاق تسمية منطقة البحر العلوية المطلة على سيناء  بالقصص كونها تشبه مقطعي المقص ، و المعروف لسانيا أن كلمة قصص من كلمة مقص ، حتى أن الناس قديما كانت تطلق على وضعية الإصبعين السبابة والوسطى "قصص" والجميع يعرف لعبة اليدين التي كنا نلعبها قديما (حجرة ، ورقة ، مقص) حيث نجعل شكلي إصبعي السبابة و الوسطى مفتوحين ونضمم باقي الأصابع للدلالة على المقص كما أن أي شخص تطلب منه أن يعطيك شكل المقص باصابعه سيشير لك بنفس الإشارة .
الإصبعان الذين يشار بهما لشكل المقص  قديما كان يطلق عليهما "قصص" لكن اليوم نسيناها ... حتى أنّ الماسونية حرفت معنى اشارة الإصبعين و أصبحت تستعمل للدلالة على رمز النصر الذي استعمله رئيس الوزراء البريطاني تشرشل للدلالة على النصرو الحقيقة أنهم هم انتصرو علينا قبل قرون عندما قامو باخلاط البحر الأبيض المتوسك بالبحر الأجمر الذي كان عذبا قبل حفر قناة السويس..

القصص هو الجزء العلوي من البحر الاحمر الذي يشبه المقص ، وهو منطقة التقاء البحر الأحمر و إطلاله على البحر المتوسط الذي يقف بينهما حاجز برزخ سيناء كما في الصورة أسفله .

موسى وفتاه ارتدا (تراجعا) عن الآثر الذي كان سيقصدانه و هو البحر الميت (الحوت) و اكملا طريقهما إلى ساحل البحر الأحمر الذي هو القصص ، المقصود الذي جعل الآية تذكر ساحل البحر الاحمر المطل على سيناء والذي يشبه شكل المقص ، هو كي يدلك مرة اخرى على مكان البحرين الذي احدهما عذب فرات و الآخر ملح أجاج . 
...

الإستنتاج :

- نبوءة قصة موسى وفتاه مكنتنا من اكتشاف مجمع البحرين وهي منطقةحاجز البرزخ التي ذكرناها سابقا وهي سيناء  ..حيث حاجز سيناء الذي يقع بين البحرين الأحمر و المتوسط هو من يمنع التقاء البحرين في هذه المنطقة لانهما لايبغيان الاختلاط "بينهما برزخ لايبغيان" .

- مكنتنا ايضا من اكتشاف ان البحر الميت هو حوت البحرين لانه يقع بينهما .

- مكنتنا من اكتشاف ان اسم بحيرة الطبرية اسم فارسي والاصح هو "حقب" .

- مكنتنا من التأكد من أن البحران العذب الفرات و الملح الأجاح هنا البحر الاحمر و البحر الابيض المتوسط .
...

والأهم من كل هذا اكتشافي إلى أن عودة قوة نهر الأردن هو بعودة البحر الميت الذي هو نفسه يذكره القرآن باسم الحوت ..نعم البحر الميت سيعود للحياة عندما يرجع البحر العذب الفرات وهو البحر الأحمر يصب في مجراه ..عندما يرجع البحر الاحمر يصب في البحر الميت سيحيى و يتخلص من بحيرة الاملاح التي جعلها الكيان الصهيوني تغطيه وتسد منبعه ومصدره من البحر الاحمر .

قناة السويس هي من اخلطت البحران العذب و المالح مع بعضهما ، فطغى ماء البحر المالح على العذب الفرات فاختفى البحر العذب ليصبح مالحا ... لاتقل لي أن البحر الاحمر له اتصال بالمحيط الهندي و لاغيره ، لأن مكان منبعه هو مكان التقاءه مع البحر المالح ،ومياهه عذبة تنقص عذوبتها كلّما ابتعدنا عن مصدر منبعه بالقرب من منطقة برزخ السويس ، والبحر الأحمر هو من يصب في المحيط و ليس العكس ، فمياه البحر العذب كانت تنبع في البحر الأحمر فمياهها تنبع من الأرض و تصب في المحيط الهندي لأن مياه البحر هي من تصب في مياه المحيط و ليس العكس .

مياه البحر الأبيض المتوسط المالحة مرتفعة عن البحر الأحمر العذبة التي لا تبغي اختلاط مياه البحر المتوسط بها ، أما مياه البحر الأحمر فتصب في المحيط الهندي لكن مياه المحيط لا تستطيع الاختلاط بها لأن البحر هو من يصب في المحيط و ليس العكس .

.
.
.
.
.
.
يتبع





هناك تعليق واحد: