-من هو ذلك الكتاب (الجزء السادس) -
الإنجيل نجل التوراة
الغرب عندما أسّس لتاريخ المنطقة عن طريق كتبه ، فإنه جعل لتاريخها تصورا يشبه الكعكة المقسمة لقطع و كل قطعة منها تحمل لون مغاير و طعم مغاير لبقية القطع .. فعندما تدرس تاريخ المنطقة تجده مقسم لحضارات يقرب تقسيم سايكس بيكو الحالي ، كل حضارة من تلك الحضارات جعلها بدين مختلف يعبد عشرات الالهات و جعل شعوب تلك الحضارات تتحدث بلغات لا وجود لها على الواقع اليوم ... و مما زاد هذا الترسيخ هو ان كل الأثار قد تم ترجمتها من نفس الجهة التي تسيطر بمناهجها على كل الدراسات التاريخية .
عندما تم العثور على تابوت بهرم سقارة المصري كانت المفاجئة بأن التابوت كان منقوش عليه كتابات مكتوبة بنفس خط المسند المتواجد في الأثار اليمنية .. لكن كالعادة خاب ظن الجميع عندما خرج المستكشفون الغرب بتفسير يقول أن سبب تواجد ذلك التابوت في مصر كان لسبب تجاري ، فحسبهم أن صاحب التابوت هو تاجر يمني طلب أن يدفن في مصر ... لكن ألا يبدوا غريبا أن يدفن شخص داخل مقبرة تضم أناسا لايدينون بنفس ديانته ، بالإضافة إلى هذا الم يكن من المفروض أن تكون الكتابات المكتوبة على التابوت هي الهيروغليفية المصرية و ليس المسند .
طبعا ، هذه الدراسة التي خرجت بها المدارس الغربية هدفها الأول هو صنع المخيلة التي ترسّخ أنه لاوجود لأي علاقة بين تاريخ جميع سكان المنطقة .. يجب أن يكون تاريخهم ذا ثقافة دينية مختلفة و لسان مختلف ... فدعونا ندرس بشكل مبسط و مختصر السبب الذي يفسر علاقة منطقة اليمن بمصر .
▪︎ ما علاقة الخط المسند اليمني بالهيروغليفية ؟
مثل ما نلاحظ في الصورة المرفقة فإن هناك تشابه كبير بين رموز خط المسند المتواجد بمنطقة اليمن و بين بعض من رموز الكتابة المسماة الهيروغليفية المتواجدة بمصر .. وهو مايدل أن العقل الذي أخذ بنظامي الكتابة هو عقل خرج من ثقافة واحدة و من نظام كتابي واحد ثم انتقل للآخر .
▪︎ من أوّل خط كتابي تم اعتماده ؟
منطقيا فإنه عند دراسة عدد الرموز الكتابية المستخدمة في النظامين الكتابيين نجد أن عدد رموز خط المسند هي 29 رمز و كل رمز له منطوق مختلف عن الآخر ، أما عدد رموز الكتابة الهيروغليفية يصل إلى المئات من الرموز التصويرية و كل رمز يملك منطوق صوتي مخالف لأخيه .. و هذا يدل على أن الثقافة التي وصلت لتختزل الكتابة في 29 رمز هي ثقافة تمرّنت و لها خلفية قديمة اتبعت نظام كتابي آخر معقد يعتمد على عدد كبير من الرموز و غير مبسط كالذي وصلت له ... و بالتالي فإن الكتابات المصرية تعتبر أقدم من نظيرتها المسندية .
الشيئ الثاني هو بالنسبة لنوعية الكتابة المستخدمة في النظامين ، فالخط المتواجد بالأثار المصرية اعتمد على مايسمى الرموز التصويرية أي أنه جعل خلفية الرموز تعتمد على صور الإنسان و ماحوله (عين ، شجرة ، حيونات ، ادوات العمل الحياتية ... ) بحيث يصل عدد الرموز الى المئات ، أما ما يلاحظ في الخط المسندي فهو يثبت أن رموزه قد خرجت من الخط الطبيعي و الفطري الأول الذي اعتمده المصري ... أي أن الخط المسندي المتواجد باليمن تطور عن الخط الذي اطلق عليه الخط الهيروغليفي المتواجد بمصر ... و هو مايدل على أن جد اليمني الذي كتب بالمسند قد عاش بمصر و خرج من تلك الثقافة و انتشر باليمن .
▪︎التوراة و الإنجيل و علاقتهما بالخطّين :
تناولنا في المقال السابق علاقة التوراة بالخط الذي سموه هيروغليفي و حرفوا ترجماته ، بحيث تلخص لدينا بأن الرموز الهيروغليفية هي آيات كتابية اعتُمد عليها في كتابة كلام قراءته عربية كالقرآن الذي بين يدينا ، و أنه تم تسميتها بالتوراة نظرا لأنها توري و تظهر معنى الصور التعبيرية المبهمة التي ارفقت معها ... و لمن اراد المراجعة فالجزء السابق على الرابط التالي : https://www.facebook.com/327771931437914/posts/861764538038648/
الآن سننتقل لمفهوم الإنجيل ، أو قبل ذلك علينا أن نوضح نقطة مهمة جدا تتعلق بالتسميات ، فالتسميات التي نطلقها على الأشياء هي بحد ذاتها علم يمكنك من معرفة خصائص و ميزات و مفاهيم الشيئ المسمى .. فإذا تم إطلاق أي إسم على شيئ فأكيد أن التسمية تتلائم مع مفهوم خصائصه و ميزاته ... و بالتالي فإن القرآن حينما يذكر لك أنه كلام عربي فذاك يعني أن كل مصطلحاته عربية و لا سبيل لأي مناورة في تحوير تفسير تسمياته إلى لغات أخرى ، و هذا ما يجعلنا نطرح السؤال بوضوح حول معنى إسم الأنجيل عربيا ؟
عند سماع كلمة إنجيل فإن أقرب كلمة عربية لازالت تستخدم إلى اليوم و تقرب إلى نفس حقل الإسم هي كلمة "النجل" .. و المقصود بالنجل هو الإبن الذي يخلف الوالدين ... و بالتالي ان إسم الإنجيل هو إسم يحاول أن يوصل وصف أنه خلف و إبن لشيئ آخر .
▪︎الإنجيل نجل التوراة :
عندما تبحث في القرآن فإنك تجد عبارات تدل على الإنجيل مصدّق للتوراة .. و بالتالي هذا يدل على وجود علاقة و رابطة بين التوراة التي ذكرنا أنها كتابات تم تحريفها و تسميتها بإسم الهيروغليفية الأعجمي .
[ وقفّينا على أثارهم بعيسى ابن مريم مصدّقا لما بين يديه من التوراة و ءاتيناه الإنجيل فيه هدة و نور و مصدّقا لما بين يديه من التوراة و هدى و موعظة للمتّقين ] المائدة .
العلاقة بين التوراة و الإنجيل تتلخص في سبب التسمية ، فالإنجيل هو كالإبن أو الخلف الذي خرج من التوراة ، و لذلك يذكر القرآن أن الإنجيل مصدق للتوراة فهو كتابة خرجت من جنسه .
الإنجيل هو بالضبط الخط الكتابي المسندي ، وهذا مايفسّر سبب تشابه الرموز المسندية مع نظيرتها من الكتابة الهيروغليفية ... فكلا الخطّين هما خطان كتابيين يحتاجان قراءة (قرآن) ، و قرءانهما هو قراءة بلسان عربي مبين و ليس بنفس الترجمات المحرّفة التي تلوي قراءتهما و تحرّفها .
.
.
.
.
.
يتبع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق