- نبأ القرآن يدعوا النبي و الذين معه للرجوع للقبلة الصحيحة وليس اتخاذ قبلة جديدة -
من أكبر المعظلات التي نتج عنها إغتيال مفهوم نبؤات خطاب القرآن هو كتب أسباب النزول و اقرانها بحوادث وقعت في القرن السادس ميلاد في قبيلة صحراوية قفار ، بحيث أنّ وعي المسلم أصبح يتعامل مع آيات القرآن و كأنها آيات تتحدث عن احداث أرشيف وقعت منذ 1400 سنة ولاعلاقة لها بزمن اليوم لا من بعيد و لا من قريب ... كل هذا المخطط استهدف وعي المسلم و ألغى من عقله مفهوم آية واضحة تقول له أن القرآن هو نبأ عظيم أي عبارة عن أحداث تَنبَّأ القرآن بحدوثها ومنها مايقع أمام نصب عينيه لكنه معمي عنها بسبب كتب أسباب النزول و التفاسير التي تصور له وكأن القرآن كتاب قصص و أرشيف ، فأصبح المسلمون مجرد قارئين للقرآن معرضين عن نبوءاته التي تقع امامهم ..
[إن هو إلّا ذكر للعالمين (67) ولتعلمنّ نبأه بعد حين(68) ] ص .
[قل هو نبأ عظيم(68)أنتم عنه معرضون(68)] ص .
القرآن أحداث مستقبلية خرجت وقُرأت من كتاب اللّه ..
عندما نقرأ آيات عديدة في القرآن عن القبلة نجدها متناقضة تناقضا صارخا مع كلام التفاسير و أسباب النزول وتنفيه جملة وتفصيلا ، وهذا يدعونا إلى إعادة البحث من جديد عن مكنون خطاب تلك الآيات ، فالقرآن حي و لم يمت بمثل ماقتلوه بتلك الأحداث التي ادعوا وقوعها قبل 1400 سنة في كتابات كتبت على أوراق كتب بشرية لا نعرف أصلها و فصلها سوى أنها المصدر الذي تنهال منه كل مؤسسات الدين و شيوخها.
[سيقول السفهاء من النّاس ماولّاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها قل للّٰه المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم (142) وكذلك جعلناكم أمّة وسطا لتكونوا شهداء على النّاس ويكون الرّسول عليكم شهيدا وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتّبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه وإن كانت لكبيرة إلّا على الذين هدى الله وماكان الله ليضيع إيمانكم إن اللّه بالناس لرؤوف رحيم (143)] البقرة .
التفسير الموجود في كتب التراث التي وصلت للناس هو أن السفهاء من قريش سيقولون لمحمد ماولى هؤلاء الناس عن قبلة بيت المقدس ، لكن حسبهم الله خاطب الرسول و اوصاه بأن يرد عليهم بأن الله يملك المشرق والمغرب وهو يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم ، وأنكم ياأمة محمد أنتم الأمة الوسط أي وسطها فضلا وشرفا نسبا لتكون شاهدين على الناس، وأنّنا بدلنا القبلة لنعلم من يتبعك ممن يتراجع ويبدل رأيه ، وأن هذه الخطوة كبيرة على الناس ، لكن الله لن يضيع ماكنتم عليه في القبلة السابقة .
إذا كان ذلك التفسير هو التفسير الصحيح الذي أقرنوه بسبب نزول الآية ومعناها ، فكيف لأناس رأت محمد أمام عينيها و آمنت بأنّه رسول اللّه و بأنّه يتلقى الوحي من جبريل و آمنت بعدد كبير من الآيات قرآنية التي نزلت عليه و آمنت بإسراءه ليلا من مكة إلى القدس و صلاته بالأنبياء و بعروجه إلى السماء لتعلم الصلاة وفرضها ، أن تعترض بعد كل ذلك على حكم اللّه في تغيير القبلة من القدس لمكة ؟ ..المفروض أن محمد تنزل عليه آية تخبره بتبديل القبلة و خلاص ، فما الدّاعي لتحدث الآية بأنّه شيى كبير على الناس و أن هناك من سينقلب على عقبيه و يكفر بالرسول و بما انزل إليه ، ثمّ إذا كان تفسير عبارة "وماكان اللّه ليضيع إيمانكم" متعلق بأن الله لن يضيع إيمان من كان في القبلة السابقة فهل هذا كانت القبلة السابقة خاطئة وأن الناس كانت مخطئة بإيمانها بها حتى يخبرهم الله بأنه لن يضيع إيمانهم ؟!
بالإضافة إلى كل هذا لماذا أمر اللّه الرسول بأن يخاطب المعترضين بقوله "لله المشرق و المغرب يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم" فهل كانت القبلة السابقة ليست من هداية الصراط المستقيم ؟ الآية واضحة وتقول بأن هذه الخطوة المتعلقة بالقبلة هي هداية إلى الصراط المستقيم ، و بالتالي فإنه منطقيا نستنتج أن القبلة السابقة ليست من الصراط المستقيم و لا من الهداية وعكس الهداية هو الضلال ، فهل كانت القبلة السابقة التي اتخذها الناس إلى القدس حسب كتب تفسيرهم ورواياتهم قبلة ضالة و ليست من الصراط المستقيم ؟
هنا نستنتج أن كل التفسير الذي أسقطوه على الآيات هو تفسير كاذب هدفه التشويش على مفهوم خطاب هذه الآيات التي تحمل نبوءة عظيمة .
ثم تكمل الآيات ..
[قد نرى تقلّب وجهك في السّماء فلنولينّك قبلة ترضاها فولّ وجهك شطر المسجد الحرام ، و حيث ماكنتم فولّوا وجوهكم شطره ، و إنّ الذين أوتوا الكتاب ليعلمون أنّه الحقّ من ربّهم و ماللّه بغافل عمّا يعملون144] البقرة .
لاحظ أنّ الآية تخبر الرسول بأن يولّيه اللّه قبلة يرضاها، فهل كان غير راضي وساخط عن القبلة الأولى حتى يقول له الله بأنه سيوليه قبلة يرضاها ؟ مالداعي لأن يعترض الرسول عن القبلة التي أرادها اللّه بداية و التي اخبرونا أنه أسري إليها و صلّى بالأنبياء داخلها وأنها هي القبلة الأولى منذ إبراهيم عليه السلام !! أصلا الرسول هو مخاطب مع المؤمنين في عدة آيات ومؤمور بأن يتبع ملة إبراهيم أي كل ماكان عليه إبراهيم ، فكيف يعترض و لايرضى بالقبلة التي كان عليها إبراهيم و التي اخبرونا بأنها القدس !؟
ثمّ تضيف الآية "وإنّ الذين أوتوا الكتاب ليعلمون أنّن الحق من ربّهم" ، فكيف عرفوا أن المسجد الحرام هو القبلة الحق ..هل كانت القبلة الأولى باطلة حتى يقول اللّه عليهم بأنّهم يعلمون أنّ القبلة الجديدة للمسجد الحرام هي الحق ، ألم يخبرونا في التفاسير أن القبلة الجديدة هي حكم جديد من اللّه بأن يتم تغييرها فكيف عرفوا بأنها القبلة الحق ، هل كانت القبلة السابقة باطلة حتى يقول اللّه عليهم بأنهم يعلمون أن قبلة المسجد الحرام هي الحق من ربهم !!
ثمّ لماذا أردف اللّه في النهاية عبارة "وما اللّه بغافل عمّا يعملون" فماعلاقة هذا العمل الذي عملوه بآيات تتحدث عن المسجد الحرام والقبلة ؟ و لماذا قال اللّه بأنه ليس بغافل عنه ، هل هو شيئ كان غير ظاهر للعيان يعلمه فقط الذين يعلمون ان المسجد الحرام هو الحق ؟
المتدبر للآيات بعمق سيجدها تحمل أسرار مغيبة عنا بسبب التفاسير التي تغطي عليها بأحداث وهمية تتعارض مع منطوق الآيات .
لو نعود لسؤالنا الأوّل حول أمر اللّه بتغيير اللّه للقبلة وعن كون اللّه قد فرض قبلة سابقا في القدس ثمّ غيّرها بقبلة جديدة في ماتحاول التفسيرات إسقاطه على معنى خطاب الآية ، فلاحظ معي
[وإذ جعلنا البيت مثابة للنّاس و أمنا واتّخذوا من مقام ابراهيم مصلّى وعهدنا إلى إبراهيم و إسماعيل أن طهّرا بيتي للطائفين و العاكفين والرّكع السّجود](البقرة/125)
هنا الآية واضحة تقول أنّ إبراهيم و إسماعيل كانا يطهران البيت الحرام للطائفين و للرّكع السجود فأين كانت القبلة وقتها ؟
أليس من المفروض أن إبراهيم وإسماعيل يطهرا البيت في القدس لأنه هو القبلة التي يتجه إليها الناس ، أليس من المفروض ان الحج و الإعتكاف يكون في القدس و ليس في البيت الحرام ؟ نعم هذا هو المفروض لو كانت القبلة الاولى للمسلمين هي بيت المقدس ، لكن الآيات نجدها تخالف ما تم روايته في التفسير و التراث وتذكر أن إبراهيم و إسماعيل يطهران البيت الحرام و ليس القدس .
الآن ، عندما نعود إلى فهم معنى الآيات بخطابها الحق فإنّ معناها يقلب كل تلك التفاسير رأسا على عقب ..
- أوّلا ما معنى كلمة "ولِّي" ، "نولينّك" ، "ولُّوا" ، "ولاّهم" ؟
عندما نبحث في معاني الكلمات العربية فيجب أن لا نثق ذلك الوثوق المطلق بالقواميس و الأعاجم الأعجمية التي وصلتنا لأن إمكانية التحريف فيها واردة جدا ، بل علينا أوّل شيئ أن نبحث داخل القرآن فإذا لم نجد المعنى داخل القرآن او استصعب علينا سننتقل للّسان المحلي الذي يتداوله 450 مليون عربي شعبيا ، فاللسان المتداول محليا هو أكثر حصانة من الكتب التي تحمل طابع القواميس و المعاجم و التي عن طريق كتابات معينة وترويج مؤسسات دينية أو اناس يحملون طابع سياسي أن يحرفوا على حسب مخططاتهم .
عندما نبحث عن مفهوم معنى كلمة "ولّى" داخل الكلام الشعبي عربيا نجده ذوا تفسير مغاير عن ماتعودنا عليها داخل تلك الكتب التي تدعي اللغة الفصحى ،بحيث أنه في بلدي نتداول كلمة ولّى بمعنى "رجع" ، فنقول مثلا "ولِّي للدار" بمعنى "ارجع للدار" ونقول "ولّى للخدمة" بمعنى "رجع للخدمة" ... وبالفعل صراحة هذا المعنى وجدته متطابق فعليا مع توظيف معنى الكلمة في القرآن ، لاحظ :
[فَسَقَىٰ لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّىٰۤ إِلَى ٱلظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّی لِمَاۤ أَنزَلۡتَ
إِلَیَّ مِنۡ خَیۡرࣲ فَقِیرࣱ] (سورة القصص 24)
الآية هذه التي ذكر فيها تولي موسى للظل لم يذكرها اللّه اعتباطا بل ليدلك على معنى كلمة تولى التي تعني الرجوع .
ثم 'تولى' إلى الظل = ثم 'تراجع' إلى الظل .
[مَّن یُطِعِ ٱلرَّسُولَ فَقَدۡ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَن تَوَلَّى فَمَاۤ أَرۡسَلۡنَاكَ عَلَیۡهِم حَفِیظࣰا](سورة النساء 80)
بمعنى من يطع الرسول فقد أطاع الله ومن تراجع عن طاعته فمالرسول بحفيظ عليهم .
ومن تولى = ومن تراجع .
[وَإِذۡ صَرَفۡنَاۤ إِلَیۡكَ نَفَرࣰا مِّنَ ٱلۡجِنِّ یَسۡتَمِعُونَ ٱلۡقُرۡءَانَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوۤا۟ أَنصِتُوا۟ۖ فَلَمَّا قُضِیَ وَلَّوۡا۟ إِلَىٰ قَوۡمِهِم مُّنذِرِینَ] (سورة الأحقاف 29) .
الآية تتحدث عن إخبار النبي وحيا لأنه لا يمكن ان يرى الجن ، بأن هناك قوما منهم استمعوا له ولما قضي رجعوا إلى قومهم منذرين .
فلما قضي 'ولَّوا' إلى قومهم = فلما قضي 'رجعوا' إلى قومهم .
من خلال هذه الآيات و عدة آيات أخرى لن نتطرق لها لإختصار الكلام نتعلم بأن معنى التولّي هو الرجوع ، وعليه :
تولى = تراجع .
ولَّى = رجع .
تَولّوا = تراجعوا .
المولى = المرجع (الذي يرجع إليه دائما و ابدا) .
الوِلاية = المَرجعية .
وبالتالي فإن كل الكلام الذي قيل في آيات القرآن من دعوة إلى المسجد الحرام كقبلة جديدة هو كلام لا أساس له من الصحة و لايتلائم ومنطوق الآية ، فكلام الآية هو دعوة للرجوع إلى قبلة المسجد الحرام و ليس اتخاذه كقبلة جديدة ، فالرجوع يعني العودة إلى وضعية سابقة تم تركها ...
[سيقول السفهاء من النّاس ماولّاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها قل للّٰه المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم 142] البقرة .
بمعنى "سيقول السفهاء من الناس مارجّعهم عن قبلتهم التي كانوا عليها" أي أن السفهاء من الناس تساءلوا عن كيفية رجوع النبي و الذين معه إلى القبلة الأصلية لأن القبلة الأولى كانت خطأ ، ولذلك خاطب اللّه النبي بأن يقول لهم بأن لله المشرق و المغرب و أن الهداية للصراط المستقيم و الرجوع للقبلة الصحيحة هي من اللّه بعد أن كانوا زائغين عن الصراط باتباعهم قبلة خاطئة ... وليس كما اسقطته التفاسير و أسباب النزول على حوادث وهمية لتلغي نبوءة هذه الآية .
[قد نرى تقلّب وجهك في السّماء فلنولينّك قبلة ترضاها فولّ وجهك شطر المسجد الحرام ، و حيث ماكنتم فولّوا وجوهكم شطره ، و إنّ الذين أوتوا الكتاب ليعلمون أنّه الحقّ من ربّهم و ماللّه بغافل عمّا يعملون144] البقرة .
هنا الآية تتحدث عن تقلب وجه الرسول في السماء لأنه اكتشف أن القبلة التي هو عليها و قومه قبلة خاطئة ، ولذلك قال له الله سنرجعك القبلة التي ترضاها لأنها القبلة الصحيحة وهي المسجد الحرام .. والرجوع للقبلة الصحيحة يعني الرجوع للقبلة التي كان عليها الناس منذ إبراهيم عليه السلام ، وبالتالي فإن التفسير الذي يرجع هذه الآية حول أن القبلة الأولى كانت للقدس ثم رجعت لمكة هو تفسير خاطئ ووهمي لم يقع ، فالآية تتحدث عن شيئ آخر يحدث أمامنا اليوم .
الآية هذه نبوءة من نبوءات القرآن التي تدعوا النبي و الذين معه للرجوع إلى القبلة للصحيحة التي هي من الصراط المستقيم و هي القبلة الأولى التي لا ثاني لها ، قبلة أوّل بيت وضع للناس الذي ببكة ، لأن قبلة مكة هي قبلة خاطئة تم صناعتها للصد عن المسجد الحرام وصنع قبلة وهمية للتحكم في المسلمين عن طريق الخطاب الديني التي تمارسه مملكة السعو دية التي تدعي انها بلاد التوحيد لكنها في الحقيقة بلاد التفريق بين المسلمين و الإرصاد لمن حارب الله و رسوله من الغرب الصهيوني ، ولاشك أن كل شيئ بدأ يظهر في الأيام القليلة الماضية عندما اصبح يستعمل منبر مكة للإضرار بالمسلمين والدعوة بالعاطفة الدينية إلى التعايش مع الكيان الصهيوني الغاصب الذي وطنّه الغرب برواية العهد القديم الوهمية للسيطرة على بلاد المسلمين و احتلالها بإحتلال جديد و ناعم لايختلف الإحتلال السابق البريطانوفرنسي إلا من ناحية المكر و الخداع وبأدوات جديدة .
[والذين اتخذوا مسجدا ضرارا و كفرا و تفريقا بين المؤمنين و إرصادا لمن حارب اللّه رسوله من قبل و ليحلفنّ إن أردنا إلا الحسنى و اللّه يشهد إنهم لكاذبون - لا تقم فيه أبدا لمسجد أسس على التقوى من أوّل يوم أحق أن تقوم فيه ، فـيه رجال يحبّون أن يتطهروا و اللّه يحب المطّهرين] (سورة التوبة 107-108)
هنا دعوة للنبي أن لايقوم في مسجد ضرار الذي في مكة وأن يقوم في المسجد الذي أسس من أوّل يوم على التقوى وهو نفسه أوّل بيت وضع للناس ووالذي هو ببكة ، فذلك البيت الذي في مكة لم يتم بناءه ووضعه إلاّ منبرا للخطاب التكفيري وجعل المسلمين أطياف متناحرة و الدعوة إلى اتخاذ أعداء هذه الأرض ومحتليها اصدقاءا و إخوانا وهم الذين شتتوا و دمروا هذه الشعوب بداية من الربيع العبري إلى غاية تثبيت التطبيع المباشر مع العدو الغاشم ... عندما ترى المدعوا السديس رئيس أئمة ذلك المسجد الذي جعلوه مسجدا حراما يقول أن أمريكا تقود العالم للسلام و الجميع يعرف انها الدولة التي صنعت الخراب و مولت المرتزقة داخل بلداننا و دمرت بلدان الوطن العربي إبتداءا من غزو العراق إلى سوريا إلى ليبيا .. فتأكد أم ذلك المسجد ليس مسجد اللّه الحرام ، مسجد اللّه الحرام الذي يجب أن نقوم فيه هو المسجد الذي أسس من أوّل يوم في هذه الحياة و هو أوّل مسجد وضع للناس الذي ببكة الذي فيه مقام إبراهيم و فيه آيات بينات .
[إنّ أوّل بيت وضع للنّاس للّذي ببكّة مباركا وهدى للعـالمين - فيه آيات بيّنات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمنا وللّه على النّاس حجّ البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفـر فإنّ اللّه غني عن العـالمين] (آل عمران 96-97)
أوّل بيت وضع للنّاس الذي تذكره الآيات هو نفسه المسجد الذي أسس من أوّل يوم على تقوى اللّه ،و هو قبلة سيدنا إبراهيم و هي قبلة لم يأمر اللّه بتغييرها بالمطلق ، وهو المسجد الحرام الذي يقع فيه مُقام إبراهيم أي قبره وبيته لأنّ أصل كلمة "مُقام" هي بنفس معنى "مُقامات الأولياء الصالحين" التي تداول النّاس وضع قبورهم أو أضرحتهم في جوامع معينة تبركا بمقامهم ...ولذلك فإن مُقام سيدنا إبراهيم هو بالمسجد الحرام الذي ببكّة .
النقطة الجوهرية التي تحاول نبوءات القرآن تصحيحها هي أن هناك من غيّر القبلة من المسجد الحرام الذي ببكة إلى مسجد ضرار الذي بمكة ، لأن الآية الوحيدة التي تذكر إسم منطقة مكّة في القرآن تذكرها بموضع سلبي حول حالة حرب ستحدث هناك وحول أن هناك جماعة كافرة كانت تصد الناس عن المسجد الحرام :
[وهو الذي كفّ أيديهم عنكم و أيديكم عنهم ببطن مكّة من بعد ماأظفركم عليهم وكان اللّه بما تعملون بصيرا - هم الذين كفروا و صدّوكم عن المسجد الحرام والهدي معكوفا أن يبلغ محِلّه ولولا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات لم تعلموهم أن تطؤوهم فتصيبكم مِّنهم معرّة بغير علم ليدخل اللّه في رحمته من يشاء لو تزيّلوا لعذّبنا الذين كفروا منهم عذابا أليما ] (الفتح 24-25) .
المسجد الحرام ليس بمكة و المسجد الحالي الذي بها حسب نبوءات القرآت و الواقع الذي نراه أمامنا هو مسجد ضرار و إرصاد لمن حارب اللّه و رسوله ، و المسجد الحرام الذي صدوكم عنه هو ببكة ..
[أَفَمَنۡ أَسَّسَ بُنۡیَـٰنَهُۥ عَلَىٰ تَقۡوَىٰ مِنَ ٱللَّهِ وَرِضۡوَ ٰنٍ خَیۡرٌ أَم مَّنۡ أَسَّسَ بُنۡیَـٰنَهُۥ عَلَىٰ شَفَا جُرُفٍ هَارࣲ فَٱنۡهَارَ بِهِۦ فِی نَارِ جَهَنَّمَۗ وَٱللَّهُ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ لَا یَزَالُ بُنۡیَـٰنُهُمُ ٱلَّذِی بَنَوۡا۟ رِیبَةࣰ فِی قُلُوبِهِمۡ إِلَّاۤ أَن تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمۡۗ وَٱللَّهُ عَلِیمٌ حَكِیمٌ](سورة التوبة 109 - 110)
هذه الآية التي تمر عليها ايها المسلم يوميا و تقرأها كقصص كليلة ودمنا هي نبأ تنبأ به القرآن يحدث أمامك منذ قرون ، بنيانهم الذي بنوه في تلك الأرض القفار و اقنعوا اجدادك وقت الإحتلال الهمجي و اقنعوك اليوم بأنه المسجد الحرام هو بنيانهم الذي لايزال ريبة في قلوبهم ، لأنهم يعلمون أنه ليس المسجد الحرام .
.
.
.
.
يتبع
منشور رائع انصح بأعاده نشره
ردحذفسؤال بسيط و الله من وراء القصد لأي قبله تصلي ؟
ردحذف