الاثنين، 5 أكتوبر 2020

الصافنات الجياد

[وَوَهَبۡنَا لِدَاوُودَ سُلَیۡمَـان نِعمَ العَبۡدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ ۝  إِذۡ عُرِضَ عَلَیۡهِ بِالعَشِیِّ ٱلصَّافِنَاتُ الجِیَادُ ۝  فَقَالَ إِنِّی أَحبَبتُ حُبَّ الخَیۡرِ عَن ذِكرِ رَبِّی حَتَّىٰ تَوَارَت بِالحِجَابِ ۝  رُدُّوهَا عَلَیّ فَطَفِقَ مَسۡحَا بِالسُّوقِ وَالأَعۡنَاقِ]
[سورة ص 30 - 33]

- إذ عُرض عليه بالعشي الصافنات الجياد :
العشي هو وقت مابعد العصر و المغرب ، وهذا الوقت من أهم مميزاته أن الإنسان يحس بملل وإكتئاب كثير إذا لم يجد شيئ يشغله ، حيث يحس الإنسان بان هناك ذنب فعله أو دين عليه تذكره ، فلربما الذي سنذكره الآن هو الدين الذي نسيناه وسببناه لخير خلق الله التي تعاني الإهمال ...
الصافنات الجياد ليس معناها الخيل التي تقف على ثلاث ارجل كما تذكر التفاسير و المعاجم ، فكلمة الجياد مفردها "جواد" وهو الخيل ، أما كلمة الصافنات مفردها "صافن" وهو الشخص الشارد الذهن الذي يوجد شيئ يشغله ، بحيث تجده لاينتبه لكلام الناس و كثير الحيرة ... ووصفت الخيل بهذا الوصف هنا لأن الخيل إذا لوحظ شرودها في وجهها كأن لاتنظر للناس وتصعّر خدّها لهم ، والسبب أن الحصان إذا لم يجد فارسا له فإنّه يصاب بإكتئاب كبير وتحس أنه مريض جدا  لذلك يقال "ذبح الخيول أرحم من تركها دون فارس" ويقال "إذا أردت تعذيب الخيول احجزها دون فارس" .

-قال إني أحببت حب الخير عن ذكري ربي : كما هو معروف فإنّ ذكر الله حسب القرآن يكون في أوقات العشي وهو نفس الوقت الذي عرضت عليه الجياد ، و الدليل كثير على أن احسن اوقات الذكر هو العشي :
(وٱصبِر نَفسَكَ مَعَ الَّذِینَ یَدعُونَ رَبَّهُم بِالغَدَوٰةِ #وَٱلۡعَشِیِّ یُرِیدُونَ وَجۡهَهُ وَلَا تَعۡدُ عَینَاكَ عَنهُمۡ تُرِیدُ زِینَةَ الحَیَوٰةِ ٱلدُّنۡیَا وَلَا تُطِعۡ مَنۡ أَغفَلنَا قلبَهُ عَن ذِكرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمۡرُهُ فُرُطࣰا)
[سورة الكهف 28]
فالنبي الكريم عرضت عليه الخيول هنا في وقت العشي الذي هو وقت الذكر  ، لكنه فضّل الإعتناء بالخيل على ذكر الله ووصف الخيل بالخير ، لأن الخيل مثلما هو معروف يتيمن بها لأنّ فيها بركة كبيرة فهي من خلق الله التي سخّرها للإنسان ، ولو تلاحظ معي ان العائلات الغنية و ذات المناصب تجدها تفضل ممارسة الخيل ويجعلون لهم مزارع خيول لأنهم يعلمون بركتها .

-ردّوها عليّ فطفق مسحا بالسوق و الأعناق :
هناك بعض التفاسير تذكر أن النبي الكريم عليه السلام طفق مسحا بالسوق و الأعناق بمعنى انه قطع رقابها و ارجلها ، وهذا كلام كاذب و تافه لا ينطقه إلا مجرم يدس السم في الإسلام و القرآن ...طفق مسحا بالسوق و الأعناق بمعنى أنّه مسح بالمشط المخصص للخيول على أعناقها و سيقانها (السوق جمع ساق) ، زمثل ماهو معروف فإن الخيول ينبت لها ذلك الشعر المميز على اعناقها كما في الصورة ، كما أنّ الخيول تحب من يمسح على اعناقها و سيقانها لمن أراد ترويضها وكسب حبّها.

لمن يدعون اتباع سنة الانبياء ، اين هذه السنة الحميدة في الإعتناء وركوب الخيول ، فاوروبا  ينتشر لديها المئات من نوادي الخيول اما بلداننا الإسلامية فعددها قليل جدا وهناك مناطق لاتجد فيها إطلاقا ، مع أن فوائد ركوب الخيل و الإعتناء بها لا تعد ولا تحصى سواءا في الصحة الجسمية أو حتى نفسيا .... أم أن ديننا لم نأخذ منه إلا الأقوال .



هناك تعليقان (2):

  1. سلام أخي .
    العشي والإبكار موعد الصلاة .
    ■الصلاة كتاب موقوت = (صلة )تلاوة الكتاب في اوقاته المفروضة
    ■ و إقامة الصلاة = إقامة الكتاب (حدود الله . أوامره....)
    ●صلاة الفجر (قرآن الفجر) من ظهور الخيط الأبيض من الفجر إلى شروق الشمس.
    ●صلاة العشاء من قبل شروق الشمس إلى العتمة .
    ●قيام الليل = ترتيل القرآن الكريم بالليل ( من ثلثيه إلى ثلثه)
    والله أعلى وأعلم.

    ردحذف
    الردود
    1. أعتذر
      صلاة العشاء من قبل غروب الشمس إلى العتمة .

      حذف