- البرمجة التاريخية الوهمية خدمة للمخطط الصهيوني -
إن حجم الكتب التي تحمل الطابع الديني أصبحت اليوم سبيل واضح لتعتيم الكثير من الحقائق ، حقائق تم تحريفها و تحويرها خدمة لمشاريع طمست ذاكرة أمة وشعوب كاملة كانت على كلمة التوحيد و أصبحت اليوم على كلمة التفريق بين طوائف و معتقدات انشقت كلها من أصل واحد .
عندما نأخذ الوعي الديني لدينا نحن المسلمين نجده وعي أصبح تحت رحمة مخيلة تاريخية تجعل من دينهم دينا ظهر قبل 1400 سنة في القرن السادس للميلاد ، ثم تُواصل المُخيلة الفكرة على أن الإسلام أكمل انتشاره في باقي المعمورة خلال القرنين السابع و الثامن للميلاد ... بحيث أنك لو تسأل المسلم وخصوصا ساكني المنطقة العربية عن تاريخهم و تاريخ الإسلام قبل القرن السادس ستكون إجابتهم مبهمة أو بالأحرى فإنك تجدهم لايعيرون كل التاريخ الذي كتب قبل القرن السادس أي إهتمام ، هذا الشعور عن عدم الأحقية في البحث عن تاريخهم ماقبل القرن السادس هو شعور تولد كونهم تم برمجتهم على أن الإسلام لم يكن له وجود قبل 14 قرن ، بحيث أن المسلم جعلوه يبرمج على أنّ تاريخه بدأ مع القرن السادس و أن كل ماسبق القرن السادس هو تاريخ شرك و كفر ، وأنه تاريخ يخص ديانات مسيحية ويهودية كانت متواجدة على أرضه ولاوجود للإسلام وقتها إلا مع بداية الثرن السادس للميلاد بظهور رسول في قرية من قرى الخليج يدعوا الناس للإسلام ، ومازاد هذا التخلي والتبري من الزمن هو اختلاق تاريخ يسمى التاريخ الهجري الذي اقرنوه بظهور محمد عليه الصلاة والسلام في القرن السادس للميلاد لكي يصبح الإسلام شيئا جديدا خرج بتقويم جديد و لا وجود له خارج هذا التقويم ، بحيث تم برمجت المسلم على أن محمد جاء بدين جديد ومعتقدات جديدة و عهد جديد يمحي كل ماسبق فأصبح تاريخنا محجوز ومغلق عليه عند القرن السادس ، وكله تاريخ وهمي كتب داخل أوراق ضخمة يتم تدريسها على أنهغ تمثل تاريخ هذه الأرض لسلخها عن أصلها الطبيعي و الفطري التي كانت عليه .
كل هذا الفكر تم إدخاله إلى وعي الشعوب الإسلامية داخل أراضيهم لكي يتم جعلهم يتبنّون فكرة أن أرضهم كانت أرض لشعوب أخرى تؤمن بديانات أخرى غير الإسلام وأنهم شعب خرج بدين جديد بعدما كانت ارضه معقلا لشعوب وديانات أخرى ، وأبرز مايتم العمل عليه اليوم هو إسقاط معتقدات كتاب العهد القديم لليهود على كل التاريخ الذي سبق القرن السادس في هذه الأرض ، و من أمثلة ذلك دعم تاريخ الأقليات الساكنة داخل المنطقة و تفخيمها بكتب تاريخية تذكر أنهم كانوا شعوبا بديانات و معتقدات و لغات غير اللسان العربي الذي هو لسان القرآن ، بالإضافة إلى إسقاط تاريخ شعوب وهمية جعلوها شعوب كانت موجودة في قرون ماقبل التاريخ كجعل سكان حوض البحر شعب عاش قي قرون ستبقة تحت مسمى الكنعانيون وأنهم كانوا يهود وكانوا هم السكان الأصليون ، و كذلك تبني فكر يرسكل الأقليات التي تقطن داخل المنطقة على أنهم سكان أصليون و استعمال عرقيتهم بتأليف كتب تجعلهم ملكوا هذه الأرض وفق عبادتهم لآلهات و ديانات مختلفة ، ومن الامثلة اليوم تكريس فكر تاريخي يجعل أن العربية مثلا انتشرت في شمال إفريقيا عن طريق قرية من قرى شبه الجزيرة العربية قامت بفتوحات و نشرت العربية و الإسلام ، و نفس الفكر تجده في كل الدول العربية بحيث انهم يجعلونهم يتخيلون أن القرآن و الإسلام ظهر في القرن السادس في شبه الجزيرة العربية و انتشر بالفتوحات و ان القرآن هو من عرب تلك التلك وأن الاغلبية الساكنة في تلك الدول هي شعوب أصولها من الخليج و أن الاقليات التي يتم تضخيمها بالكتابات التاريخية الوهمية هي من كانت تسكن الارض و انها كانت تدين بأديان وتعبد آلهات متعددة وتتحدث بلغات تنقرض و تتطور ... وكله وعي تاريخي يهدف في النهاية إلى جعل تاريخ هذه الأرض تاريخ مشتت ومتفرق وفق الحدود الجغرافية التي رسموها اليوم وجعل الإسلام و القرآن هو ملك مخيلة تاريخية تجعله حبيس القرن السادس للميلاد .
من الجانب الديني فإن المسلم اليوم مبرمج على تاريخ زمني يعتقد فيه أن اللّه أنزل ثلاث ديانات سماوية ، و أنه ظهرت ديانة تسمى الديانة اليهودية بكتاب خاص يسمى "العهد القديم" ثم ظهرت بعدها ب 500 عام ديانة أخرى تسمى المسيحية بكتاب خاص يسمى "العهد الجديد" ثم ظهر بعدها ب500 عام ديانة الإسلام بكتاب خاص يسمى "القرآن" ، وجعلوا العالم يتبنى فكرة أن اليهودية هي الأصل داخل هذه الأرض و الإسلام دين جديد و حديث .
ولكي يتم إقناع المسلم بأن دينه هو دين ظهر بعد اليهودية و المسيحية تم برمجته عن طريق مؤلفات كتابية تنص على أن كتاب العهد القديم الذي يملكه اليهود هو نفسه التوراة وأنه كتاب خاص بالمعتقد اليهودي وأصبح هناك فريقين من المسلمين اليوم ؛ فريق يرى أن التوراة هو كتاب اليهود الذي هو كتاب العهد القديم لكنه حسبهم حرف فقط ، وفريق آخر يؤمن بأن التوراة هو نفسه كتاب العهد القديم وغير محرف ، وهنا كلا الفريقين قد ابتلعا الطعم .. وبرمجنا أيضا على أن الإنجيل كتاب خاص أنزل على المعتقد المسيحي و أنه هو نفسه كتاب العهد الجديد و أنه محرف فقط ... لكن الحقيقة أن التوراة و الأنجيل لاعلاقة لهما بالعهد القديم والعهد الجديد لا من قريب ولا من بعيد .
[وَإِنَّ مِنۡهُمۡ لَفَرِیقࣰا یَلۡوُۥنَ أَلۡسِنَتَهُم بِٱلۡكِتَـٰبِ لِتَحۡسَبُوهُ مِنَ ٱلۡكِتَـٰبِ وَمَا هُوَ مِنَ ٱلۡكِتَـٰبِ وَیَقُولُونَ هُوَ مِنۡ عِندِ ٱللَّهِ وَمَا هُوَ مِنۡ عِندِ ٱللَّهِ وَیَقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ ٱلۡكَذِبَ وَهُمۡ یَعۡلَمُونَ](سورة آل عمران 78)
كل هذه اللعبة تهدف في النهاية إلى بناء علاقة وظيفية بين ثلاث ديانات أحد الديانات الثلاث صحيح و ديانتان لا أساس لهما ، ففي النهاية سيؤدي هذا الصراع إلى تكريس الوصول إلى أن هناك ديانتين لا أساس لهما صعدا في النهاية على أساس دين واحد وهو الديانة اليهودية التي يتم العمل عليها اليوم لتكريسها في عقول المؤرخين و الوعي الإسلامي عامة ... فلو تلاحظ أن اليهود لايعترفون لا بالمسيحية و لا الإسلام ويتعبرون أنهم هم أاول دين ظهر على هذه الأرض منذ إبراهيم ، في حين أن المسيحية تعترف وتقر بأنها دين ظهر من رحم اليهودية وكتاب العهد القديم و تعترف باليهودية وكتاب العهد القديم لكنها لا تعترف بالإسلام ، بينما المسلم تم برمجته على الإعتراف بالديانة اليهودية و المسيحية و اعترف بأن كتبهم هي نفسها التوراة و الإنجيل مع أن كلا الديانتين بكتابيهما لا يعترفان بدينه أصلا ..كل هذا بسبب الكتب التي جعلوها تمثل التراث الإسلامي و كتب التاريخ التي أمهات مراجعها و مصادرها مؤرخي المدارس الفرنسية و البريطانية التي تحتكر قراءة كل تاريخنا .
المسلم الذي يسمي اليهودية و المسيحية ديانات سماوية يكون قد قدم اكبر كذبة لايعترف بها القرآن ، فالقرآن يعترف بدين واحد كان عليه إبراهيم عليه السلام وكل من قبله و من بعده ، فلا يوجد ديانات إبراهيمية مثلما يتم تكريسه في العقول إنّما يوجد دين واحد فقط هو الإسلام الذي آمن به إبراهيم ومن بعده حسب القرآن الكريم الذي هو الممثل الرسمي و الموثوق للإسلام ، أما اليهودية فهي دين مصطنع سرق إسم التوراة الذي ينص عليه القرآن وجعل المسلمين يضنون أن التوراة هو كتاب العهد القديم ، والمسلم بدل أن لايعترف بالمطلق أن اليهودية لاعلاقة لها بالتوراة راح بلع الطعم واعتبر كتابهم الذي ينص على أن إبراهيم كان يهودي هو نفسه التوراة .
[مَا كَانَ إِبۡرَ ٰهِیمُ یَهُودِیࣰّا وَلَا نَصۡرَانِیࣰّا وَلَـٰكِن كَانَ حَنِیفࣰا مُّسۡلِمࣰا وَمَا كَانَ مِنَ ٱلۡمُشۡرِكِینَ]
(سورة آل عمران 67)
اللعبة ببساطة تجعل المسلم يتقمص تاريخ وزمن وهمي يبرمج فيه على أن اليهودية ظهرت قبل 3000 عام بكتاب العهد القديم الذي جعلوا منه كتابا انزله الله و أنه هو نفسه التوراة ، وأن المسيحية ظهرت قبل 2000 عام بكتاب يسمى العهد القديم و أنه كتاب أنزله الله و أنه هو نفسه الإنجيل ، وأن الإسلام ظهر قبل 1400 عام مع القرآن ...فأصبح تاريخ المسلمين تاريخا عمره 1400سنة احجتز داخله ، فيما جعلوا اليهودية تمثل الأقدمية وأنه هو الدين الأول الذي أنزله الله وأنه دين هذه الأرض ، بل القصة لم تتوقف هنا فجل مؤرخي المنطقة بالنسبة للدراسات التاريخية الأكاديمية أصبحوا رهيني مصادر تاريخية لأناس مستشرقين حوروا تاريخ المنطقةإلى تاريخ يتلائم مع تواجد ديانة تسمى اليهودية وأناس يهود يسكنون هذه الأرض وأن الإسلام دين ظهر حديثا .
كل ماسبق ذكره من الإدعاءات التاريخية هي أفكار مبرمجة يتم تكريسها للمسلم و لا تتلائم إطلاقا مع خطاب القرآن النقي ، لأنه وببساطة فإن القارئ للقرآن بعيدا عن كل الكتب التي أدخلت إلى عالم المسلمين ، سيجد اختلاف واضح بين حقائق نقية يدعو إليها القرآن وبين حقائق مظللة أتت بها كتب حشرت نفسها ممثلة للإسلام و هي لا تمثل الإسلام بل تخدم أجندات و معتقدات أخرى ...فالهدف النهائي من كل هذه البرمجة هو إعطاء أسبقية تاريخية لليهود على هذه الأرض من أجل مشروع سياسي وهو احتلالها بإسم أرض الميعاد و باسم دين وهمي و جعل معتنقي ذلك الدين شعبا ملك هذه الأرض في القدم و أنها ملكه وحقه ، و المسلم بالع الطعم دون أن يعي .
كل الكتب التاريخية التي تنتشر كالنار على الهشيم هي كتب تعتمد على إسقاط تاريخ وهمي على زمن تقويمي تم اختراعه تحت مسمى التقويم الميلادي لعيسى و جعلوا التواريخ تكتب تحت بند "ماقبل الميلاد و مابعد الميلاد" ، فمثلا عندما تقول لي تلك الكتب أن الإسلام ومحمد(ص) ظهر في القرن السادس ميلادي ، فما هو الدليل الذي استندت عليه لإقناعي بأنه ظهر في القرن السادس ، ببضع كتب تنتجها و تنشرها ككيان محتل خلال الإحتلال الفرنسي و البريطاني في القرنين الماضيين يمكنك ان تخدعني و تخدع الأجيال التي بعدي بخط زمني تكتب عليه ما تشاء وتزيد و تؤخر ما تشاء ... هل التقويم الميلادي هو تقويم يخصني كمسلم وهل نحن هم من اكتشفناه و وضعناه حتى تقول لي أن عيسى عليه السلام ظهر قبل 2000 عام ، ما دليلك على أن عيسى ولد مع بداية هذا التقويم الذي أسموه ميلاديا يبتدأ مع ميلاد عيسى ..و من جهة اخرى ألم يفكر الناس في أن يكون لهم تقويم خاص إلا مع ولادة عيسى ابن مريم ..هل الناس كانت لا تملك أي تقويم لحساب سنواتها و أعوامها ومعاملاتها ولم تفكر في ذلك إلا بعد ولادة عيسى ، المفروض أنه إذا كان لها تقاويم قبل ولادة عيسى وقبل مايسمى التاريخ الميلادي فالمفروض أنه إلى اليوم يبقى استعمال ذلك التقويم بل لايوجد أي حاجة لإختراع تقويم جديد يسمى التاريخ الميلادي مادام هناك تقويم قبله .
أصلا لا يمكنك أيها المسلم أن تصدق تقويما يجعل بدايته بداية كاذبة تعتمد على أن عيسى ولد في بداية الشتاء ، لأن القرآن لديك أيها المسلم يذكر بان عيسى كان موجود في فصل ينضج فيه التمر وهو الخريف وليس الشتاء ، "وهزي إليك بجذع النخل تساقط عليك رطبا جنيا" 25-مريم- الآية تثبتلك أن التمر ينضج في فصل الخريف فكيف جعلوا عيسى عليه السلام حسب روايتهم ولد في الشتاء في شهر جانفي ، وجعلوا تقويم كامل لانعرف كم زادوا فيه أو أنقصوا تبدأ بفصل الشتاء ، من هذه الكذبة التي لا تتلائم مع دينك المفروض أننا لا نعترف إطلاقا بتقويمهم الذي أسقطوا عليه احداث و تواريخ تجعل من معتقداتهم هي من الأصل و الأقدمية التاريخية و أننا ظهرنا بعدهم .
القرآن بالأصل ينفي كل المعلومات الفقهية التي توضح معنى الإنجيل و التوراة و الكتاب التي شوشوا عنا مفاهيمها لمعرفة حقيقتها ..
• لاتوجد آية تصف أن موسى انزلت عليه التوراة :
عندما نعود للقرآن الذي هو يتبرأ من كل الأقاويل التي أدخلت للتراث الإسلامي و التي تحاول إدخال فكر العهد القديم للإسلام ، فالقرآن الذي هو الممثل الأساسي للإسلام في جميع آياته لا يذكر بالمطلق أنه انزل التوراة على موسى عليه السلام بمثل ماتروجه كتب التراث التي أخذت هذا الفكر من الفكر اليهودي ، القرآن في كامل آياته يذكر عبارة أن موسى "أوتي الكتاب" و لم يذكر بالمطلق أنه انزل عليه الكتاب أو التوراة ، و طبعا هناك فرق كبير بين كلمي الإتيان و الإنزال ، فالإنزال المقصود به الوصول إلى شيئ جديد لم يكن له وجود في الماضي ، أما الإتيان هو يتعلق بشيئ موجود مسبقا .
لاحظ كل الآيات تقول أن موسى أوتي الكتاب و لايوجد أي سطر يذكر أن موسى أنزلت عليه التوراة او الكتاب :
[وَإِذۡ ءَاتَیۡنَا مُوسَى ٱلۡكِتَـٰبَ وَٱلۡفُرۡقَانَ لَعَلَّكُمۡ تَهۡتَدُونَ]
(سورة البقرة 53)
[وَلَقَدۡ ءَاتَیۡنَا مُوسَى ٱلۡكِتَـٰبَ مِنۢ بَعۡدِ مَاۤ أَهۡلَكۡنَا ٱلۡقُرُونَ ٱلۡأُولَىٰ بَصَاۤىِٕرَ لِلنَّاسِ وَهُدࣰى وَرَحۡمَةࣰ لَّعَلَّهُمۡ یَتَذَكَّرُونَ](سورة القصص 43)
[وَلَقَدۡ ءَاتَیۡنَا مُوسَى ٱلۡكِتَـٰبَ وَجَعَلۡنَا مَعَهُۥۤ أَخَاهُ هَـٰرُونَ وَزِیرࣰا](سورة الفرقان 35)
[وَلَقَدۡ ءَاتَیۡنَا مُوسَى ٱلۡكِتَـٰبَ فَٱخۡتُلِفَ فِیهِۚ وَلَوۡلَا كَلِمَةࣱ سَبَقَتۡ مِن رَّبِّكَ لَقُضِیَ بَیۡنَهُمۡۚ وَإِنَّهُمۡ لَفِی شَكࣲّ مِّنۡهُ مُرِیبࣲ](سورة هود 110) .
كل الآيات تذكر أن موسى أوتي الكتاب و لاتوجد أي آية تذكر أن موسى أنزلت عليه التوراة او انزل عليه الكتاب ، و بالتالي فإن كل الروايات التي تذكر نزول التوراة على موسى بمثل فكر العهد القديم هو كلام لا أساس له من الصحة و تسرب للإسلام كي يُخيّل للمسلمين أنه بتطابق الأفكار بين القرآن و العهد القديم فإنه يكرس لديهم شعور و مخيلة على أن كتاب اليهود هو نفسه التوراة و يملك نفس فكر الإسلام ، وهذا كلام عارٍ من الصحة لأن القرآن ينفي بالمطلق إنزال التوراة على موسى .
• من قال لكم أن اليهودية التي هي معتقد هم شعب بنو إسرائيل الذين هم سلالة ؟!
الفكرة هذه تنصب على برمجة المسلم على أن بنوإسرائيل هم اليهود ، و الحقيقة أن اليهود ليسو سلالة ولا قومية بل هم أناس يعتنقون كتاب معين يمتلك معتقد محدد ، عندما نقول "بنو إسرائيل" فنحن نقصد بذلك سلالة متجذرة أبوها الأول هو شخص إسمه إسرائيل ، فإذا كانو سلالة واحدة فبماذا نفسّر تواجد يهود من جنس أثيوبي بالنسبة ليهود الآكاشا و بماذا نفسر يهودي من جنس تركي بالنسبة ليهود الخزر و بماذا نفسر يهودي من أصل جرماني بالنسبة ليهود الآشكناز و بماذا نفسر يهودي زنجي من اعماق إفريقيا ..أليست لفظة "بنو إسرائيل" تدل على جنس واحد و سلالة واحدة و أصل واحد ، فكيف لعدة أعراق مختلفة اللّون و الجنس أن تدعي أنّها سلالة واحدة ؟! هناك اناس عديدة اعتنقت تلك الديانة من اعراق مختلفة فكيف نسميهم سلالة متحذرة ..وبالتالي بنو إسرائيل ليسوا هم اليهود كما تروج كتب التراث بل هم سلالة و عرق وليسو اناس تعتنق دين يتم الإنضمام إليه عن طريق الإيمان بكتاب يسمى العهد القديم ،فالعهد القديم هو كتاب جعل من معلومات القرآن معلومات تخص كتابه و أسقطها على ديانته و جعلوا المسلم يظن انه هو التوراة التي اوتيت لبنوا إسرائيل .
• كيف تم برمجة المسلم على أن التوراة نزل بعدها الإنجيل ثم نزل بعد الإنجيل القرآن ؟
قبل هذا علينا الإشارة إلى أنه لا وجود لأي آية تذكر أن عيسى عليه السلام أنزل عليه الإنجيل ، إنما توجد آيات تذكر انه عُلِّم الكتاب وتارة آيات أخرى تذكر أنه تعلم الكتاب و التوراة و الأنجيل ، و لاوجود لآيات تذكر أنّه أنزل عليه الكتاب أو أنزلت عليه التوراة ...لاحظ :
[وَقَفَّیۡنَا عَلَىٰۤ ءَاثَـٰرِهِم بِعِیسَى ٱبۡنِ مَرۡیَمَ مُصَدِّقࣰا لِّمَا بَیۡنَ یَدَیۡهِ مِنَ ٱلتَّوۡرَىٰةِۖ وَءَاتَیۡنَـٰهُ ٱلۡإِنجِیلَ فِیهِ هُدࣰى وَنُورࣱ وَمُصَدِّقࣰا لِّمَا بَیۡنَ یَدَیۡهِ مِنَ ٱلتَّوۡرَىٰةِ وَهُدࣰى وَمَوۡعِظَةࣰ لِّلۡمُتَّقِینَ](سورة المائدة 46) ..هنا الآية تذكر أنّ عيسى أوتي الإنجيل و ليس أنزل عليه الإنجيل .
[وَیُكَلِّمُ ٱلنَّاسَ فِی ٱلۡمَهۡدِ وَكَهۡلࣰا وَمِنَ ٱلصَّـٰلِحِینَ قَالَتۡ رَبِّ أَنَّىٰ یَكُونُ لِی وَلَدࣱ وَلَمۡ یَمۡسَسۡنِی بَشَرࣱۖ قَالَ كَذَ ٰلِكِ ٱللَّهُ یَخۡلُقُ مَا یَشَاۤءُۚ إِذَا قَضَىٰۤ أَمۡرࣰا فَإِنَّمَا یَقُولُ لَهُۥ كُن فَیَكُونُ وَیُعَلِّمُهُ ٱلۡكِتَـٰبَ وَٱلۡحِكۡمَةَ وَٱلتَّوۡرَاةَ وَٱلۡإِنجِیلَ](سورة آل عمران 46 - 48) ..هنا الآية تذكر أن عيسى تعلم الكتاب و التوراة و الإنجيل ولا تذكر بالمطلق أنه أنزل عليه الإنجيل ، أصلا اللّه يقول في القرآن أنه تعلّم الإنجيل وهم يقولون لنا أن الإنجيل هو كلام أنزل على عيسى ، فمالداعي أن يتعلم شخص كلام منزل وواضح ومفهوم .
إن في القرآن آيات تنفي فكرة الترتيب الذي برمجنا عليه ، و الذي ينص على أن الإنجيل هو كتاب أنزل على عيسى بعد التوراة التي جعلوها كتاب أنزل على موسى ، فالحقيقة هي أن لا الإنجيل و لا التوراة لهم علاقة بالتراث الذي رووه عنهما من ناحية انهما كتابان نزلا بعد بعضها ليلغي احدهما معلومات الآخر .
فعندما تم برمجتنا على أن اللّه انزل كتاب الإنجيل على عيسى ككتاب جديد يصحح ديانة حرفها اليهود بعد موسى فمالداعي أن يؤتيه التوراة كما تذكر الآية ، المفروض أن القرآن عندما يذكر بأن عيسى اوتي التوراة فالتوراة وقتها كانت صالحة وغير محرفة و بالتالي أنه لا يوجد شيئ يسمى يهودية .. المفروض أن التوراة موجودة وقد كانت مع عيسى و غير محرفة فمالداعي لأن ينزل كتاب جديد بعدها لكي يدعوهم للإسلام ؟! المفروض أنه لا وجود لأي ديانة تسمى اليهودية قبل عيسى لأن التوراة كانت صحيحة و فيها ذكر الإسلام فمالداعي ان ياتي رسول جديد يدعوا اناس تؤمن بكتاب صحيح إلى الإسلام ، و لماذا تذكر الكتب انها كانت هناك ديانة يهودية قبل ميلاد عيسى ؟..
من جهة أخرى عندما نقرأ الترتيب الزمني للمخيلة التاريخية التي تجعلنا نضن أن الله انزل كتاب التوراة ثم الإنجيل ثم القرآن مجدها تتنافى مع القرآن ..
[وَإِذۡ صَرَفۡنَاۤ إِلَیۡكَ نَفَرࣰا مِّنَ ٱلۡجِنِّ یَسۡتَمِعُونَ ٱلۡقُرۡآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوۤا۟ أَنصِتُوا۟ۖ فَلَمَّا قُضِیَ وَلَّوۡا۟ إِلَىٰ قَوۡمِهِم مُّنذِرِینَ قَالُوا۟ یَـٰقَوۡمَنَاۤ إِنَّا سَمِعۡنَا كِتَـٰبًا أُنزِلَ مِنۢ بَعۡدِ مُوسَىٰ مُصَدِّقࣰا لِّمَا بَیۡنَ یَدَیۡهِ یَهۡدِیۤ إِلَى ٱلۡحَقِّ وَإِلَىٰ طَرِیقࣲ مُّسۡتَقِیمࣲ](سورة الأحقاف 29 - 30)
هنا الآية تذكر أن الرسول أوحي إليه استماع نفر من الجن و قالوا أنهم سمعوا كتابا أنزل من بعد موسى يهدي إلى الحق و إلى صراط مستقيم ، فإذا كان الكتاب الذي أنزل على موسى هو التوراة ثم انزل بعد التوراة الإنجيل كما أخبرونا ، فأين الإنجيل هنا ولماذا قالوا انهم سمعوا كتابا أنزل من بعد موسى وليس بعد عيسى ؟! المفروض أن الكتاب الذي أنزل قبل الكتاب الذي أنزل على الرسول هو الإنجيل الذي أنزل على عيسى وليس كتاب موسى ، فلماذا تذكر الآية هنا أن الكتاب الذي أنزل بعد موسى هو الكتاب الذي انزل علينا ؟
أليس الكتاب الذي أنزل من بعد موسى هو الإنجيل حسب التراث الكتابي ، فلماذا تذكر الآية و توضح أن الكتاب الذي بعد موسى هو القرآن الذي يقرأه الرسول ؟!
هذا دليل على أن البرمجة التي برمج عليها المسلمون بأن التوراة هو الكتاب وأنه نزل بعده كتاب آخر هة الأنجيل ثم القرآن هي برمجة مضللة ولا تتلائم مع القرآن .
[وَقَالَ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ لِلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَوۡ كَانَ خَیۡرࣰا مَّا سَبَقُونَاۤ إِلَیۡهِۚ وَإِذۡ لَمۡ یَهۡتَدُوا۟ بِهِۦ فَسَیَقُولُونَ هَـٰذَاۤ إِفۡكࣱ قَدِیمࣱ وَمِن قَبۡلِهِۦ كِتَـٰبُ مُوسَىٰۤ إِمَامࣰا وَرَحۡمَةࣰۚ وَهَـٰذَا كِتَـٰبࣱ مُّصَدِّقࣱ لِّسَانًا عَرَبِیࣰّا لِّیُنذِرَ ٱلَّذِینَ ظَلَمُوا۟ وَبُشۡرَىٰ لِلۡمُحۡسِنِینَ](سورة الأحقاف 10 - 12)
لاحظ الآية جيدا ، هي تذكر أن الكتاب الذي كان قبل الكتاب الذي انزل على الرسول هو كتاب موسى ولم تقل "ومن قبله كتاب عيسى" ؟ الم يقولو لنا في كتب التراث أن الكتاب السماوي الذي أنزل قبل الرسول هو كتاب الإنجيل الذي انزل على عيسى ؟!
هذا الشيئ إن دل فإنما يدل على أن القرآن ينفي كل المخيلة الزمنية و الوعي الذي تم برمجة المسلمين عليه من خلال كتب التراث ويدعونا إلى إعادة البحث و ترتيب الأفكار و تصحيح كل المفاهيم المتعارف عليه حول "من هو كتاب موسى و من هي التوراة ومن هو الإنجيل " ..
هذا الشيئ يجب أن يرادفه إصلاح التاريخ و إثبات أن الإسلام هو دين البداية و أن اليهودية و المسيحية ديانات ظهرت بعد الإسلام .
وهذا لن يتحقق مادام المسلم يظن أن كلام القرآن هو أحداث وقعت قبل قرون غابرة في صحراء نجد وينفي عنه صفة أنه نبوءات سيتم تحقيقها و من بينها قراءة الكتاب الأول على هذه الأرض و الذي يثبت أن الإسلام الدين الأول .
[وَقَالَتِ ٱلۡیَهُودُ لَیۡسَتِ ٱلنَّصَـٰرَىٰ عَلَىٰ شَیۡءࣲ وَقَالَتِ ٱلنَّصَـٰرَىٰ لَیۡسَتِ ٱلۡیَهُودُ عَلَىٰ شَیۡءࣲ وَهُمۡ یَتۡلُونَ ٱلۡكِتَـٰبَۗ كَذَ ٰلِكَ قَالَ ٱلَّذِینَ لَا یَعۡلَمُونَ مِثۡلَ قَوۡلِهِمۡۚ فَٱللَّهُ یَحۡكُمُ بَیۡنَهُمۡ یَوۡمَ ٱلۡقِیَـٰمَةِ فِیمَا كَانُوا۟ فِیهِ یَخۡتَلِفُونَ](سورة البقرة 113)
هذه الواقعة ستحدث عندما يكتشف اليهود و النصارى أن كلا الديانتين على خطأ و أن الإسلام هو دين البداية الذي سيتلى من الكتاب الذي فصلت آياته قرآنا عربيا ، لأن ما نملكه اليوم هو مجرد قرآن يقرأ أما الكتاب فهو كتاب كتب بالكتابات الأولى على هذه الأرض و الذي يثبت ان الإسلام هو دين البداية على هذه الأرض .
.
.
.
يتبع .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق