-فشاربون شرب الهيم..ماحقيقة مصاصي الدماء؟-
[فشاربون شرب الهيم] الواقعة -55-
أوَلا قبل أن ندخل في المعنى الحقيق لهذه الآية دعونا نستعرض ما فسَرت كتب التراث بخصوصها ولننظر بعدها بأبصار عقولنا هل صدقو أم ألغو المعنى الحق ، بالمختصر تذكر الكتب المفسرة بوجه عام أن الهيم هنا هي الإبل التي تعطش كثيرا ، وهناك من يذكر أنها الإبل التي تعطش وتشرب الماء الكثير دون أن تروى، وهناك منهم من يقول أنه مرض يصيب الإبل فيجعلها تشرب الماء دون تروي عطشها حتى تموت ، وحسبهم فإن الله وصف أصحاب النار بوصف أحد التفاسير السابقة ، وهناك تفسير وحيد أخر خارج التفكير السابق يذكر بأن الهيم هي الرملة …وكل التفاسير السابقة مبنية على روايات أناس عاشو في الزمن الرسول (ص) .
حقيقة والله شيئ يضع الكف على الخد ، كيف لكل كتب التراث التي تروي كل صغيرة عن حياة الرسول(ص) نجدها في كثير من الأيات لاتذكر ولا سند واحد عن كلام للرسول يفسر مثل هذه الآيات وآيات عديدة فالتفسيرات التي يستدل بها ابن كثير و الكبري لا يوجد فيها ولاحديث يشرح الآية ، فالمفروض منطقا وبداهة أننا نجد كتب ضخمة تروي تفسير الرسول لكلام الله ولاتترك مجال لأي شخص من بعده أن يفسر القرآن ، المفروض أننا نجد كتب ضخمة وخطابات لكلام الرسول عن كل كلمة وآية من القرآن الحكيم ، لكن لاوجود لذلك فكل الروايات تتحدث عن كيف يجلس الرسول وكيف ينهض وكيف يمسح شعره و نجد في رواياتها كتابات ضخمة بمقابل آيات قرآنية لانجد حتى ولو حديث واحد يفسرها ، السؤال الثاني الذي يطرح نفسه هو كيف لأناس عايشت زمن الرسول (ص) أن تختلف في تفسير آيات القرآن وكل واحد منهم يعطي تفسير مختلف عن الآخر وكل واحد منهم يعطي معنى مغاير لكلمة “الهيم” ، المفروض أن الجماعة التي عاشت بين الرسول (ص) تسأل الرسول عن معنى الاية وحكمتها وتتفق على تفسير واحد ، لكن هذا نجده غائب ويجعلنا نطرح عدة استفهامات عن كتاب التفسير هذه .
من ناحية الموضوع نجد أن كلمة الهيم التي فسروها حول عطش الإبل ومرضها وشربها الماء حتى الموت لا علاقة له إطلاقا بلسان العرب ، فالواقع يقول أن مرض الهيم هو مرض يصيب الإبل ولايسبب لها أعراض العطش إطلاقا ، وكل الكلام الدائر حول أن العرب كانت تسمي مرضا يصيب الإبل ويجعلها تعطش وتشرب الماء دون أن تروى لاعلاقة له بالواقع إطلاقا ولاوجود لهذا المرض ، فمرض الهيام موجود حقيقة ويصيب الإبل لكن لاعلاقة له بالعطش إطلاقا بل هو مرض يصيب الإبل فيجعلها سرحانة وشاردة ولاعلاقة لموضوع العطش بالمرض ، هذا من جهة من جهة أخرى بالنسبة للتفسيرات التي أقرنت معنى الهيام بأن ضمأ الإبل فلا يستقيم تشبيه اللإبل بعطشها إطلاقا لأنها من أكثر الحيوانات التي لاتعطش ويمكنها الحفاظ على رواءها من الماء لأكثر من أسبوعين بل ويمكنها الإكتفاء بأكل النباتات الخضراء ، فكيف يكون التشبيه لشخص ضامئ يحتاج قطرة ماء بحيوان يقوى على عدم شرب الماء لمدة أسبوعين ، الذي أسقط هذا التفسير على هذه الأية كمن وضع نفسه في تشبيه ضعف النعجة بقوة الأسد صراحة وقد أوقع نفسه في ورطة .
• ما التفسير الحقيقي ؟
ما ذكرناه سابقا ان مرض الهيم هو مرض يصيب الإبل ، لكن لا علاقة له بالعطش الشديد ، المرض من اعراضه ان الإبل تحس بالوهن و الشرود و التيهان وتبرك الأرض دون أن ترعى بحيث تتعرض لهذا المرض عن طريق انتقال المرض من طفيليات تنشأ في دم الإبل عن طريق ذباب مصاص الدماء .
عن البحث في أصل الكلمة لسانيا فكلمة الهيم و الهيام لها علاقة بكلمة “هائم” ، و هو شعور يصيب الإنسان فيصبح واهن ويصاب بضعف شديد ويصبح لا يعرف ماذا يفعل ونصاب بالحيرة … والحقيقة أن هذا التعريف الموجود في القاموس موجود حتى في اللهجة العربية ، بحيث نتداول إلى اليوم كلمة “هايم” بمعنى الشخص الشارد والواهن التائه الذي لايعرف ماذا يفعل .
الحقيقة أنّه التيهان و الشرود و الوهن له علاقة بمرض الدموي يخص الدم كالمصاب بمرض الأنيميا نظرا لنقص الحديد في مادة “الهيم” “hme” ، فالهيم هو عنصر مهم في الدم و هو المسؤول عن لون الدم الأحمر .
يوجد الهيم في كريات الدم الحمراء و يعتبر العنصر المسؤول عن الصبغة الحمراء في الدم ، يرتبط الهيم ب”الغلوبين” لذلك مكونات كريات الدم الحمراء هو الهيموغلوبين (الهيم و الغلوبين) ، يحتوي الهيم على الحديد ومادة البروتوبورفين بحيث مادة البروتوبورفين تتحول الى اللون الأصفر فيما يتحد عنصر الحديد مع الغلوبين .
من أهم مهمات الهيم داخل الدم هي نقل ثنائي اكسيد الكربون و الأكسيجين في الدم لجميع خلايا الجسم خلال عملية التنفس ، بحيث ترتبط هذه العملية بالخصوص بمكونه المسؤول عنها الذي هو مادة البروتوبورفين .
يعتبر مرض البروفيريا او مايسمى داء مصاصي الدماء من أهم الأمراض التي تدخل نطاق عنصر الهيم ، بحيث يحدث هذا المرض نتيجة وجود خلل في مادة البروتوبورفين التي تتفرع من الهيم ، بحيث يحدث خلل اثناء اتحادها مع عنصر الحديد في عملية تكوين كريات الدم الحمراء ، من أهم اعراض هذا المرض هو الوهن و التعب و الشرود و التيهان او بعبارة ادق يصبح الإنسان “هائم” ، وهذا ماجعلني أتأكد أن تسمية مصطلح مادة “الهيم” بهذا الإسم مصدرها عربي خالص وهو كلمة “هائم” و مجموع الكلمة “هيم” ، فالكلمة الواردة في القرآن هي جمع هائم ، وهو نفسه مرض البروفين …. بحيث لقب هذا المرض بمرض مصاصي الدماء كون المصابين به يحتاجون كمية كبيرة من عنصر الهيم الذي يفتقدونه ، مما يجعل من اعراضهم هو شحوب الوجه ويواجهون مشكلة في الخروج لأشعة الشمس بحيث يريحهم و يفيدهم الخروج ليلا فقط ، وهو مايشبه شخصية مصاصي الدماء الذين لايحبون أشعة الشمس و يحبون الخروج ليلا كالخفاش ، كما أن هناك تداول لكلام تاريخي يذكر أنهم قديما كانو يشربون دماء الحيوانات كي يساعدهم في تعويض عنصر الهيم الذي ينقصهم ، كما ان من بروتوكولات العلاج الخاصة بهم حاليا عي الحقن بمادة تحوي نفس شكل مادة الهيم التي تدخل في تكوين كريات الدم الحمراء .
يرجع الأطباء ابرز أسباب هذا المرض كالعادة الى العوامل الوراثية و حدوث خلل في الجينات ، لكني لا اتفق مع هذا إطلاقا ، الإنسان خلق في احسن تقويم ومن المستحيل ان يحدث له خلل في دماءه تورث له مرض مثل هذا دون وجود سبب معين .
السبب الأبرز في هذا المرض يدخل في مادة البروبوروفين الموجود في الهيم ، حيث ان هذه المادة من مهمتها نقل الأكسيجين و ثنائي أكسيد الكربون اثناء التنفس ، وكما يعلم الجميع كما ذكرت في مقالاتي السابقة ان عنصر احادي أكسيد الكربون الذي نفرزه يوميا بجميع مصادر الوقود الاحفوري الذي نعتمد عليه في جميع مناحي حياتنا هو خطر كبير جدا يهدد الاكسيجين في دماءنا قبل الجو ..فهذا العنصر الكربوني عندما يتحد مع الهيموغلوبين يمنع تواجد الأكسيجين فيكسر ذراته ويحل محله في الدم عند انتقاله الى خلايا الجسم ، حتى ان الإنسان يتعرض للموت اذا حدث وان تنفس كمية كبيرة منه بحيث ينهي تواجد الاكسيجين من الجسم نهائيا … فكيف لا يحدث خلل في تكون كريات الدم الحمراء و كيف لاتفسد الدماء عندما يدخل هذا الكربون للدم و يمنع عملية التأكسج ليعوضها بعملية الكاربوكسي المهلكة .
إن سبب داء مصاصي الدماء او البروفيريا هو كمية احادي اكسيد الكربون التي نستنشقها يوميا منذ الثورة الصناعية ،ووجود مثل هذا المرض الدموي الذي يعيق عمل الهيم بعنصره البروبورفين هو أن احادي اكسيد الكربون عندما يدخل هذه المادة يعيق عنها الاكسيجين ويحل محله ،وبالتالي يتعرض الى اتلاف و عرقلة في مهامه الطبيعية وتنقص جودة الدماء و يقل لون صبغتها الأصلي .
سفك الدماء لا يعني ازهاقها فقط ، بل جعل الدماء تفقد جودتها و تقل في جسم نسل الإنسان يعتبر خطر اكبر من القتل في حد ذاته فنحن نفقد جودة دماءنا بتناقص احمرارها سنة بعد سنة بسبب احادي اكسيد الكربون الذي يفتك بالهواء الذي نتنفسه وبدماءنا ….لذلك الله توعد اصحاب النار بأنهم سيشربون شرب الهيم ، أي انهم سيشربون عنصر الهيم الذي يعانون من نقصه في دماءهم كمصاصي الدماء …وهو ما بدأ فعليا بحيث ان هناك ادوية بدأت تحقن تحوي نفس مركبات الهيم لمن يعانون من هذا المرض ، هذا دون الحديث عن تلك الطقوس التي يشاع أن اعضاء الماسو نية يؤدونها بشرب دماء الاطفال لأنها نقية وغنية بهذه المادة ، لأنه من المعقول انهم يشربونها هؤلاء الشياطين الإنسية الذين يقودون ثورتهم الصناعية المنتجة لأحادي اكسيد الكربون الذي يهلك الهواء و الدماء والنسل يوما بعد يوما …هؤلاء جنود إبليس احادي اكسيد الكربون يقودون العالم الى جهنم الحقيقية .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق