الأربعاء، 7 أكتوبر 2020

● معنى إسم مصر هو أم القرى (أم الدنيا) -

 -مصر الجامعة -

كما نذكر كل مرة فإن الأسماء بحد ذاتها تحوي في طياتها معاني عميقة تدل على عدة حقائق تخص الشيئ المسمى ، فكذلك التسميات الجغرافية الموجودة داخل القرآن فكل إسم جغرافي لم يتم إطلاقه اعتباطا إنما هو إسم يستند إلى خصائص تخص صفات المنطقة الجغرافية المسماة ، وكما يعلم الجميع فإن الإسم الجغرافي الذي ذكر في القرآن 5 مرات وفي قصص مختلفة ابتداءا من قصة يوسف إلى قصة موسى هو "مصر" ، الباحثون الجدد الذين ينهالون من المؤلفات الغربية الانجلوساكسونية أو الفرانكفونية منها واجهوا مشكلة مع تلك المصادر من ناحية عدم ذكرها لاسم "مصر " تاريخيا قبل الفترة التي أختزل في الإسلام قبل 1400 سنة مما جعلهم يتبنون فكر أن مصر الحالية هي ليست مصر القرآن وبلعوا الطعم .
الباحثون في منطقتنا العربية الذين لا جمل لهم ولاناقة إلا ترديد البحوث الفرنسية والأنجليزية و عموم المستشرقين لايجدون أي مشكلة في تبني تلك الأطروحات التي تجعل من تاريخ مصر الحالية تاريخ ألهات كانت يعبدها اليونان والإغريق ، حيث أن الملاحظ للرؤية التاريخية لتاريخ مصر الذي يمثل أكبر أثار العالم يلاحظ أن التواجد اليوناني مربوط تمام الإرتباط بتاريخ تلك الأرض خصوصا عندما يتم تفكيك الكتابات تحت عبارة "هذه الألهة كان يعبدها اليونان" ، عندما ترى إسم شخصية تدعى "راعمسيس" وردت كتاب في العهد القديم ثم يأتي الباحثون الغرب مع نابليون في القرن الثامن عشر ليخرجوا للعالم بأن هناك سلالة ملكية في مصر تحمل إسم "راعمسيس'' بنفس معلومات كتاب العهد القديم فتأكد أنها لعبة ومخطط يسعى لتكريس وإثبات تواجد كتاب العهد القديم والديانة اليهودية في التاريخ على حساب أثار وذاكرة المنطقة ، حيث ان الجميع يعلم أن كتاب العهد القديم للمعتقد اليهودي يقوم على ترويج فكرة انه كتاب التوراة وأنه كتاب أنزله الله وأنه كتاب ينص عللى عودة مايسمى الشعب اليهودي إلى أرضه المقدسة في منطقتنا ، وما حقيقته إلا انه كتاب يتاجر بالدين وبما يسمى فكرة الأديان الإبراهيمية لإحتلال هذه الأرض تحت أطروحة انهم أول أديان هذه الأرض وأن ديانتهم ديانة إبراهيم وأنهم هم أصحاب الأرض الذين وعدهم الله بها ..وكله مخطط صهيوني يسعى لإعادة احتلال هذه الأرض بقالب جديد ....لذلك أنصح نفسي قبل الجميع على التوقف من ترديد كلام تلك الكتب التي تسعى إلى احتلال تاريخكم ونفيكم من الوجود ، يجب التوقف عن ترديد كلام تلك الكتب التي تحاول نفي إسم مصر عن مصر الحالية التي نعرفها أبا عن جد ، يجب التوقف عن ترديد كلمات إيجيبت و كميت وباقي التسميات التي يتفنن بها المؤلف الاوروبي لنفيك من الوجود .
الآن عندما نعود لإسم مصر فإن إسم هذه المنطقة لم يطلقها القرآن بشكل تلقائي أو غير مدروس ، ومن المتعارف عليه أيضا ان الناس عندما تطلق تسمية معينة على منطقة جغرافية ما فإنها تطلقه على حسب خصائص وصفات المنطقة ، لذلك لمعرفة معنى إسم مصر يجب البحث جيدا في معنى هذا الإسم من القرآن نفسه بداية ثم البحث داخل الميراث الشعبي إن أمكن لإيجاد خيوط تمكنننا من معرفة معنى ودلالة هذا الإسم .
عند البحث داخل القرآن فإننا نجد إسما يقترب من الحقل اللساني لكلمة مصر ، وهي كلمة وردت في الآية 260من سورة البقرة
]وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحيي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي قال فخذ أربعة من الطير فصرهن إليك ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا ثم ادعهن يأتينك سعيا واعلم أن الله عزيز حكيم[ (البقرة-260-)
عبارة "صرهنَ إليك" تعني معنى جمعهم ولمَهم إليه وهي فعل مصدره "صرّ" ، وكلمة "صرَّ" متواجدة في قاموسنا اللساني محليا بمعنى لم اشياء عديدة وجمعها داخل كيس ، فمثلا في جميع المنطقة العريبة نتداول كلمة "صرّة النقود" التي هي كيس يجمع ويلمَ فيه المال ، فكلمة "صرّ" معناها الجمع و اللَم ومنه اشتق إسم مصر بمعنى الجامعة التي تلم جميع السكان فهي القبلة التي جعلها الله للناس جميعا وفيها يوجد المسجد الحرام .
لذلك ربما يتعجب البعض من دعوة الله بني اسرائيل إلى تبوأ مصر وبناء بيوت هناك وجعل بيوتهم قبلة يقبل عليها الناس ، فكلمة قبلة الواردة في الآية تدل على أن مصر كانت قبلة يقبل إليها الناس من كل حدب وصوب :
]وأوحينا إلى موسى وأخيه أن تبوءا لقومكما بمصر بيوتا واجعلوا بيوتكم قبلة وأقيموا الصلاة وبشَر المؤمنين[ الآية 87-يونس
كلمة القبلة التي نتداولها في كلامنا ليست اتجاه محدد يعني الشرق أو الغرب إنما يعني تحديد المنطقة التي يقبل عليها الناس جميعا ويتوجهون إليها في صلاتهم لمقابلتها ، وبنو إسرائيل عندما طلب منهم الله ان يتبوءوا في مصر بيوتا أخبرهم بأن يجعلوا بيوتهم قبلة ايضا بمعنى يجعلوا الناس يقبلون عليهم ، لأن مصر كانت مركز جامع يقبل عليه كل سكان العالم بمثل إسمها "مصر" أي تصر وتجمع العالم .
واقعيا عندما تشاهد جميع المنطقة العربية فإنك تلاحظ أنّ عدد سكان مصر يقدر ب100 مليون مصري في مساحة واحدة و بمعدل يشكل ربع سكان المنطقة كافة وهو مايدل على أنها أرض كانت تجمع كثافة لا بأس بها قبل تفريق المنطقة العربية بحدود سايكس بيكو .
عند البحث داخل الميراث الشعبي فنجد لفظة وصفية تطلق على مصر بأنها "أم الدنيا" وهو إسم موجود في القرآن تحت وصف "أم القرى" لأنها مركز جامع يجمع كل القرى .
وكما ذكرنا في المقال السابق بأن "بكةَ" الواردة في الآية التي تحدد البيت الحرام هي مصر ، كون جغرافيا مصر تشكل شكل العين الباكية الي يسيل منها نهر النيل و البحر الأحمر ، بحيث نجد مااسموه الهرم الاكبر (خوفو) يقع عند نقطة بداية سيلان نهر النيل من العين التي اسموها (دلتا النيل) ...
.
.
.
.
.
يتبع ..



هناك تعليق واحد:

  1. مصر ليس مكان محدد جغرافيا انما مصر هو مكان فيه يصر المصرون على التجمع فيه والاجتماع فيه في اي مكان على الارض يجتمعوا الناس فيه على كلمة الحق
    فهو بيت وقبلة ليستقبلوا فيه الحق فيحققوه في هذا المصر الذي صر اهل الحق فيه وجمعهم على الحق وقول الحق بالحق فيكون هذا المصر الذي جمع الس فيه بيتا و قبلة الحق لينطلق منه الحق واهله
    هوذا لايمكن ان يكون محصور في مكان واحد على الارض انما هذا المكان متاح في كل الارض وهي البيت والقبلة التي جعلها الله لينطلق منها البشر هي الارض وهي البيت المعمور بالحياة الذي صر البشر وماخلق الله من عليها من مخلوقات واقواتها فاصبحت الارض هي اول قبلة للحياة وفيها تعمر الحياة بالستعانة بنهج الخالق ورسالته الى الارض لينتهج اهلها نهج خالقهم وتحيا الحياة بسلام

    ردحذف