- إبراهيم أسكن من ذريته في واد لايملك زرعا عند البيت المحرّم -
[رَّبَّنَاۤ إِنِّیۤ أَسۡكَنتُ مِن ذُرِّیَّتِی بِوَادٍ غَیۡرِ ذِی زَرۡعٍ عِندَ بَیۡتِكَ ٱلۡمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِیُقِیمُوا۟ ٱلصَّلَوٰةَ فَٱجۡعَلۡ أَفۡـِٔدَةࣰ مِّنَ ٱلنَّاسِ تَهۡوِیۤ إِلَیۡهِمۡ وَٱرۡزُقۡهُم مِّنَ ٱلثَّمَرَ ٰتِ لَعَلَّهُمۡ یَشۡكُرُونَ](سورة إبراهيم 37).
التفسيرات حبكت قصة مطابقة لجغرافيا مكة الصحراوية ، حيث رسّخت في وعي القارئ للآية على أنها تقصد أن إبراهيم أسكن زوجته و إبنه إسماعيل وتركهما في صحراء خالية دون بيت و لا أكل و لا حتى رشفة ماء يشربنها و راح مسافرا تاركهم ليلقوا مصيرهم..لينفجر بعدها من الأرض بئر أسموه زمزم لطفا من الله كي يشربو منه .
صراحة أن هذا التفسير لا يتقبله أي إنسان عاقل ، هل تستطيع أن تترك إبنك وزوجتك في صحراء قاحلة دون ماء و لا غذاء لتسافر غير آبه ..صراحة واضع هذه القصة أرادها هكذا كي تتلائم مع جغرافيا البيئة الصحراوية لمكة التي بنو فيها مسجد ضرار قبل ثلاث قرون و نقلوا القبلة إليها من بكة .
الناس تعتقد بأن تفسير الآية "ربي إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم" ، تظن بأن الواد الذي اسكن فيه إبراهيم ذريته هو وادي لايملك زرع وهو شيئ غير منطقي لأنه لايمكن أن يكون هناك أي واد لايملك زرع ، سبب هذا الوعي هو التفاسير التي ترسخ هذه الفكرة كون السعودية هي أرض قفار و لاتملك وديان عند البيت الحالي بمكة ، انها بحيث أنها حاليا تعتبر الدولة الاولى عالميا التي تشرب من مياه البحر عن طريق تحليتها ،وهو مايتناقض صراحة مع الدعاء الذي دعاه إبراهيم عليه السلام بأن يرزقهم من الثمرات ، بحيث أن السعودية تعتبر من أكبر الدول جفافا في العالم .
هذا من جهة ،ومن جهة أخرى فإن عدد ساكني السعودية اليوم جلهم جاليات من الخارج كما أن عددهم المقدر بعشرين مليون نسمة لايتطابق إطلاقا مع ذرية المفروض انها تشكل أكبر كثافة سكانية في المنطقة كونهم عاشو لقرون ساحقة ..بحيث نجد مثلا في مصر وحدها عدد السكان يقدر بأكثر من 100 مليون .
المقصود بآية "ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم " هو أن إبراهيم عليه السلام أسكن ذريته في وادي و هو وادي يملك زرع و يملك بيئة زراعية ايضا لأنه دعى الله ايضا بأن يرزقهم من الثمرات ليبارك لهم ... أما عبارة "غير ذي زرع عند بيتك المحرم" فهي واضحة أي أنه عند البيت المحرم لايوجد زرع كون أرضيته كانت لا تملك عشبا و لازرعا لإقامة الصلاة على الأرض المحيطة به .
[ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد ، غيرِ ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة] .
إبراهين اسكن من ذريته في وادي لممراسة الزراعة و الأكل من ثمرات الأرض ، وهذا الوادي يقع في نفس منطقة البيت المحرم الذي لايملك امام محيطه زرعا بحيث أن أرضه المحيطة به جرداء لتقام الصلاة فيها الصلاة .
كما ذكرنا في المقالات السابقة بأن أول بيت وضع للناس الذي ببكة هو نفسه مايسمى الهرم الأكبر والذي يقع في منطقة تفرع نهر النيل من جزء مصر الشمالي الذي يسمى دلتا النيل وهو مايشكل بشكل واضح صورة عين باكية تسيل دموعها من شمال نحو الجنوب ...وهي المنطقة التي سميت ببكة إشتقاقا من كلمة البكاء كون العين الباكية يطلق عليها في اللسان العربي "بكة" .
[إِنَّ أَوَّلَ بَیۡتࣲ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِی بِبَكَّةَ مُبَارَكࣰا وَهُدࣰى لِّلۡعَـٰلَمِینَ](سورة آل عمران 96) .
الوادي الذي أسكن إبراهيم ذريته فيه هو وادي النيل .. ومايسمى الهرم الأكبر هو البيت المحرّم .
بحيث أنك تلاحظ بشكل واضح تمركز جل الكثافة السكانية بمصر حول وادي النيل الذي يشكل المصدر الأول للزراعة و الفلاحة التي تحيك بجميع الأراضي التي تقع أمامه (الفدانات) ، بالإضافة لكل هذا فإن عدد سكان مصر يعتبر الأكبر كثافة في المنطقة العربية بأكثر من 100 مليون نسمة لتشكل ربع سكان العرب .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق