-الكعبة ببكة هي البيت الحرام و ليس المكعب الأسود بمكة -
ربما البعض سيستخف بالتسميات الإصطلاحية التي تتداول في موضوع الأشكال الهندسية أو مايطلق عليها المجسمات الأفلاطونية ، حقيقة يجب علينا التمحيص و التوثيق في أي تسمية نطلقها على أي شكل من الأشكال الهندسية ولو كان ذلك معتمدا من المناهج الدراسية لأن المناهج الدراسية لدينا هي مجرد كتب يتم إصدارها وفقا لما وجده المختصون في المصادر الكتابية دون أي تحقيق و تمحيص ، فالتحقيق المعرفي لدينا هو خاصية تعتمد بالدرجة الأولى على البناء التطابقي بين الناقل و المنقول أو مايسمى الأمانة العلمية في النقل الحرفي للمراجع و المصادر الكتابية لأمهات الكتب دون أي اجتهاد عقلي .
أعتقد أنه يقع عاتق كبير على جميع مراكز البحث هذا إن وجدت في وطننا العربي بصفة عامة ، لأنّه حتى الجانب الإصطلاحي الذي يتم تلقينه في المصطلحات و التسميات هو تلقين لايعتمد على الجانب العقلي المقنع بل هو مجرد معلومات يتم حشوها للنشئ لكي تكوّن له زاد معرفي يستمر به طول حياته ... فموضوع الأشكال الهندسية حقيقة هو أحد أبرز هذه الإشكالات ، فالتسميات التي نطلقها على الأشكال الهندسية يوجد منها ماهو مقنع ويوجد منها من هو غير مقنع لعدة أسباب منطقية .
مثلا عندما نطلق إسم المثلث على المثلث فهو إسم منطقي كون المثلث هو شكل يحوي ثلاث أضلاع (مثلث=ثلاثة) ، عندما نطلق على المربع إسم المربع فلكونه يحمل أربعة أضلاع (مربع=أربعة) ، عندما نطلق على المعيّن هذا الإسم فلأن كون شكله المضلعي يشبه العين (معين =عين) ..بحيث أنك تلاحظ أنّ هناك علاقة تكاملية ووظيفية بين التسمية اللسانية و خصائص و صفات الشكل المسمى ، لكن هناك موضوع غير مقنع إطلاقا وهو التسمية التي نطلقها على "المكعب" فالعلاقة اللسانية بين هذا الشكل الهندسي و التسمية المصاحبة له يتم إغفالها بالمطلق في تعريفه ، فتلاحظ أن هناك تغطية واضحة على هذا الشكل الهندسي الثلاثي الأبعاد ، هذه التغطية متعمدة و يسعون من خلالها إلى نفي حقيقة تاريخية و حضارية يتحدث عنها القرآن بالتفصيل و تتعلق بعلاقة تسمية "المكعب" بـ"الكعبة" ؟
بالطبع هناك علاقة لسانية بين تسمية "المكعب" بالكعبة وهو ترابط لساني واضح في النطق ، فالمكعب تم تسميته بهذا الإسم عربيا لأنه في أصله شكل هندسي يحوي عدة كعبات ويتم التغطية على هذا التعريف بتعريفه بأنه شكل هندسي يحوي 8 أوجه و 8 رؤوس ، فيتم إغفال تسمية الكعبات التي تمثل مكوناته بالتغطية عليها بإسم الرؤوس أو "الحدبات" أو الزوايا مع أن الزوايا إسم يتعلق بتسمية الوجه الداخلي وحساب تقاطع خطين مستقيمين ... وكل ذلك هدفه التغطية على أن المكعب في أصله هو شكل تم تسميته بهذا الإسم لأنه شكل هندسي يحوي 8 كعبات كما هو موضح في صورة المرفق أسفله ، وبالتالي هم حاولو بهذا التغليط إبعاد الناس عن الشكل الحقيقي للكعبة المذكور في القرآن كما يتم ترسيخ فكرة أن البيت الحالي الذي بمكة والذي هو شكل مكعب بأنه هو نفسه الكعبة ، مع أنه يوجد فرق عظيم بين شكلي الكعبة و المكعب .
مكعب = شكل هندسي يحوي 8 كعبات .
وكما ذكرنا في مقالات سابقة فإن أوّل بيت وضع للناس للذي ببكة ، و أن إسم بكة هو إسم عربي يطلق على العين الباكية و هو بنفس الشكل التظاريسي لجغرافيا مصر كما أسفل الصورة .
[إِنَّ أَوَّلَ بَیۡتࣲ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِی بِبَكَّةَ مُبَارَكࣰا وَهُدࣰى لِّلۡعَـٰلَمِینَ](سورة آل عمران 96).
كما أنه يتم تغليط الفكر العام للكتابات المصرية التي تزخر بكم أثري هائل من الأشكال التصورية للعين الباكية ، تلك العين الباكية التي ترمز في حقيقتها لكونها تعني تسمية "بكة" لكنهم يحورون معنى ذلك الرمز التصويري على أنه يقرأ عين حورس و يتم تغفيلهم بنظرية تطور اللغات وبأن المصريين القدماء كانو يتحدثون لسان غير عربي و بأنهم كانو يطلقون عليها إسم 'أوجات' الذي هو إسم واضح من نطقه إسم يوناني من تأليف خيال المؤرخين الغرب .
الآن عندما نعود للآية التي تصف الكعبة بالبيت الحرام ..
[جَعَلَ ٱللَّهُ ٱلۡكَعۡبَةَ ٱلۡبَیۡتَ ٱلۡحَرَامَ قِیَـٰمࣰا لِّلنَّاسِ وَٱلشَّهۡرَ ٱلۡحَرَامَ وَٱلۡهَدۡیَ وَٱلۡقَلَـٰۤىِٕدَۚ ذَ ٰلِكَ لِتَعۡلَمُوۤا۟ أَنَّ ٱللَّهَ یَعۡلَمُ مَا فِی ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَمَا فِی ٱلۡأَرۡضِ وَأَنَّ ٱللَّهَ بِكُلِّ شَیۡءٍ عَلِیمٌ](سورة المائدة 97)
أولا عليك أن تطرح سؤال ما فائدة ان ينزل الله آية على قوم يعرفون بأنهم يقيمون أمام الكعبة و يعرفون أنها البيت الحرام و انها موجودة منذ إبراهيم و أنهم من ذرية إسماعيل الذين ورثو السكن أمامها بمثل ما تخبركم تلك الكتب التي تتحدث حول اناس يعدون بأصابع اليد يقيمون امام مكعب يقع في وسط صحراء قاحلة ،حتى أن عددهم الذي رووه بأنه يعد ببضعة ديار و اناس يعدون بأسماءهم لا يليق مع العمر الزمني الذي يعد بآلاف السنين كما رووه منذ إقامة اسماعيل هناك وزيادة عدد نسله ، فعلى الأقل كان عدد من يقيم حولها في القرن السادس يعد بثلاثين مليون ..لكن العدد الذي رووه جعلهم يكشفون أنهم بصدد حبك قصة تتعلق بظهور دين جديد و حقبة لاعلاقة لها بإسماعيل و لا إبراهيم ، إنما هي معلومات و رويات تهدف إلى صناعة قبلة جديدة تحرف القبلة القديمة التي كان عليها إبراهيم ومن معه .
بطبيعة الحال إن هذه الآية لم تنزل في تلك الرواية الوهمية ، إنما هي آية تخاطبك اليوم أيها المسلم لتدلك على الكعبة الحقيقية و تشير لك إلى المصلطح اللساني الحقيقي الذي من المفروض أن تبحث عن طريقه عن البيت الحرام ،وكما ذكرنا فإن الكعبة لاعلاقة لها بالمكعب الاسود الذي بنوه في صحراء السعودية خلال الفترة الإستعمارية التي كانت المنطقة محاصرة فيها وقتها وصدوا الناس عن المسجد الحرام خدمة لمخطط صهيوني يسعى للتحكم في العاطفة الدينية المسلمين كما يفعل السديس و جنوده اليوم من منبر مكة ، و لكي يحرف تاريخ و حضارة المسلمين التي تشهد عليها الآثار المصرية التي حرفوا تأويلها ومنطوقها عن طريق علماء الآثار المستشرقين إلى عالم قديم لاوجود فيه لإسم الله و لا الإسلام و لأنبياء الإسلام .
[وَٱلَّذِینَ ٱتَّخَذُوا۟ مَسۡجِدࣰا ضِرَارࣰا وَكُفۡرࣰا وَتَفۡرِیقَۢا بَیۡنَ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ وَإِرۡصَادࣰا لِّمَنۡ حَارَبَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ مِن قَبۡلُۚ وَلَیَحۡلِفُنَّ إِنۡ أَرَدۡنَاۤ إِلَّا ٱلۡحُسۡنَىٰۖ وَٱللَّهُ یَشۡهَدُ إِنَّهُمۡ لَكَـٰذِبُونَ لَا تَقُمۡ فِیهِ أَبَدࣰاۚ لَّمَسۡجِدٌ أُسِّسَ عَلَى ٱلتَّقۡوَىٰ مِنۡ أَوَّلِ یَوۡمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِیهِۚ فِیهِ رِجَالࣱ یُحِبُّونَ أَن یَتَطَهَّرُوا۟ وَٱللَّهُ یُحِبُّ ٱلۡمُطَّهِّرِینَ أَفَمَنۡ أَسَّسَ بُنۡیَـٰنَهُۥ عَلَىٰ تَقۡوَىٰ مِنَ ٱللَّهِ وَرِضۡوَ ٰنٍ خَیۡرٌ أَم مَّنۡ أَسَّسَ بُنۡیَـٰنَهُۥ عَلَىٰ شَفَا جُرُفٍ هَارࣲ فَٱنۡهَارَ بِهِۦ فِی نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ لَا یَزَالُ بُنۡیَـٰنُهُمُ ٱلَّذِی بَنَوۡا۟ رِیبَةࣰ فِی قُلُوبِهِمۡ إِلَّاۤ أَن تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمۡۗ وَٱللَّهُ عَلِیمٌ حَكِیمٌ]
(سورة التوبة 107 - 110) .
الكعبة حورو شكلها إلى بنيان بشكل مكعب بنوه في أرض المكاء (الخداع) التي هي مكة السعودية الحالية ، أما الكعبة الحقيقة التي تقع في بكة "مصر" و التي هي مايصطلح عليه اليوم إسم الهرم فقد حوروا الإسم الدال عليها مع أنه من المفروض أنّ إسمها الكعبة ... ولو تلاحظ معي حتى شكل مايسمونه عقب الرجل ستجد فيه شكل واضح لشكل الهرم لكنهم يسمونه عقب و يستدلون بحديث رواه البخاري يقول "ويل للأعقاب من النار" كي يكرسوا للناس أن كعب القدم إسم العقب ، كما أنهم يجعلون معنى عبارة " وامسحوا برؤوسكم وارجلكم إلى الكعبين" الواردة في آية الوضوء أنها عظم مفصل الرجل ، وكل ذلك هدفه التغطية على الشكل الهندسي للكعبة التي تبرز بشكل واضح في مؤخرة الرجل كما قد وضعت لكم الصورة أول التعليق .
أما عن سبب تسمية الهرم و إطلاقها على باقي أهرامات مصر ، فإنه عند البحث عن أصل تسمية الهرم نجد أنه لايتطابق لسانيا مع أي سبب ممكن أن تجده في التسمية المطلقة عليه ، فاللفظ القريب لإسم الهرم هو إسم "الهرِم" أي الشيئ الذي طال عمره و قدمه وعتاقته ، فنقول "هرِم الشيخ" أي تقدم في العمر و كوصف دال على قدمهزفي العيش ..وهو مايفسر سبب التسمية التي أصطلح مناداتها على الهرم الأكبر و منه تم إسقاط هذه التسمية على الأشكال الهندسية التي من المفروض أن تحمل إسم الكعبة و ليس الهرم ، فالهرم وصف و ليس إسم يتعلق بتسمية الأشكال الهندسية ... و أقرب آية تتطابق مع تسمية الهرم تبعل لوصف أقدميته وتاريخه العتيق هو آية واضحة في القرآن تصفه بالعتيق .
[ثُمَّ لۡیَقۡضُوا۟ تَفَثَهُمۡ وَلۡیُوفُوا۟ نُذُورَهُمۡ وَلۡیَطَّوَّفُوا۟ بِٱلۡبَیۡتِ ٱلۡعَتِیقِ](سورة الحج 29) .
ويعتبر الهرم الأكبر من أقدم البنايات الأثرية في العالم التي مازالت محافظة على صلابتها وقوامها ممازجة بين التاريخ العتيق و البناء القويم الذي لم يجد له العلماء حتى تفسيرا في كيفية بناءه .
الشيئ الثاني الذي يمكن إستكشافه حول سبب تسمية الهرم بهذا الإسم إذا كان لايمثل وصف الأقدمية هو إمكانية تحريف إسم "الحرم" إلى "الهرم" بحيث أن النطق اللساني للغرب ينطق حرف الحاء بحرف الهاء ، مثلا كلمة ''حلال" ينطقونها "هَلال" وكلمة "حار" ينطقونها "هار" ..الخ ..وهو مايعطي فرضية ثانية فرعية تجعل من إمكانية تحريفهم لإسم "حرم" إلى "هرم" فرضية قائمة مع أننا نستبعدها كون جميع المصريين يطلقون عليه شعبيا و دون الإستناد للكتب بتسمية الهرم التي لها علاقة بوصف أقدميته و هَرَمه .
.
.
.
.
يتبع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق