الاثنين، 5 أكتوبر 2020

إبليس و ذرّاته

إبليس و ذرّاته

كنت وقتها أريد أن أعرف أوّل عدو للبشرية ، الحقيقة أنني كلما كنت أريد أن أتدبر القرآن كان دائما سؤال يتبادر إلى ذهني "من هو إبليس؟" ، حتى في مجال معرفة عبادة الله فكنت أجزم أنّه لايمكنني و لايمكننا الوصول لعبادة الله الحق دون معرفة العدو الأوّل الذي حذرنا الله منه وقال لآدم "هذا عدو لك ولزوجك" ... أريد ان أعرفه معرفة مباشرة ويقينية ، حتى أنني جزمت أني أريد أن أراه بأم عيني .

عندما نطالع كتب التراث نجدها وكأنها تجعله شيئ وهمي لاوجود له في الواقع ، لكن بالمقابل تحاول أن تفخّمه وتجعله شيى يسيطر على الإنسان ، فيقع المسلم في الوساوس والإحتيار حول هذا الشيئ الذي يعتبر خطر عليه وفي نفس الوقت لايستطيع التعرف عليه بوضوح ودقة ...خصوصا في الأونة الأخيرة ، ظهرت موجة جديدة صوّرته للناس على أنه عبارة عن شخص له جسد معيّن بشكل بشري معيّن و تحاول أن ترسّخه وكأنّه ملك مختبئ ويقدم أوامر لجيشه أو لخدمه وهم يطبقون ، ومازاد في ترسيخ هذه الفكرة هي تلك التماثيل و الرسومات و الشبكات و القنوات التي تحاول أن تظهره على أنّه شخص بجسد يجمع بين الشكل الحيواني و الإنساني .. والحقيقة أنّ كل تلك التراهات تهدف في صلب موضوع واحد هو صد الناس عن معرفة حقيقة من هو إبليس .

بغض النظر عن كل مايتم تداوله حول تعريف هذا الكائن ، المفروض أننا عندما نحاول دراسته فعلينا الإعتماد على القرآن الكريم ، و الكيفية التي يجب علينا الإعتماد عليها هي تعريفات القرآن للعلامات الخصوصية لهذا الكائن ، لأنه حتى عقلانيا فإن دراسة كائن مبهم و مجهول لايمكن أن تصل إليه إلاّ إذا تتبعت بطاقته التعريفية ومواصفاته التي تُعرِّفه ، العقلانية تفرض علينا لدراسة أي كائن متواجد على الأرض اتباع بطاقته الوصفية ، أي كائن تجهله لايمكن أن تتعرف عليه إلا ببطاقته الوصفية التي تعطيك خصائصه ومميِّزاته ...فهل القرآن يملك في طيّاته علامات خصوصية وبطاقة وصفية لإبليس ؟ نعم يملك وسأقودك الآن عزيزي القارئ لكي تعرف من هو عدوك بهويته التي يسردها لك القرآن .

القرآن عندما سرد علينا بداية الخلق وتعليم آدم الأسماء بمعرفته كل ماهو موجود على الطبيعة ، فهو قد تعرّف وسمّى كل الأشياء التي خلقها الله سواءا التي وصلنا لعلمها اليوم أو التي لم نصل إليها بعد ، فهو قد عرف ماسخّره الله لنا في كل هذا الكون ، هذه المعلومة ربما تقف ضد مايسمى نظرية التطور التي ترجع الإكتشافات و الإبتكارات و العلوم على أنها وليدة الإكتشاف و المعرفة التي تحدث كلما تقدم الزمن و التاريخ .
جعل آدم خليفة في الأرض يعني تمكّنه من معرفة كل ماهو موجود في الأرض من الجزيئ إلى كل ماهو موجود ومسخّر له ، فقد تمكن من معرفة الكائن المجهري الذي لايظهر إلى الكائن الظاهر و المعلوم ...لذلك فطبيعي أنّ عدو آدم الذي هو إبليس سيكون إحدى الكائنات أو العناصر التي  خلقها الله في هذه الأرض ومن ضمن ماتعرف عليه آدم في بداية الخلق .

البداية التي ستمهد لنا معرفة هذا الكائن هو عداوته لآدم وزوجه ، وعندما نقول العداوة لآدم وزوجه فهذا يعني أن هذا الكائن مهمته تحقيق شيئين حسب ماتنبأت به الملائكة من الشر الذي سيقع في الأرض ، "الفساد في الأرض" + "سفك الدماء" ، ويكون ذلك بطريقة مباشرة او غير مباشرة ، سواءا بتمكن هذا الكائن من سفك الدماء مباشرة و الفساد في الأرض أو عن طريق إغواء آدم خليفة الأرض ... لكن في البداية دعونا نعرف مامعنى فساد الأرض و سفك الدماء الذي قصدته تنبؤات الملائكة اثناء خلق ادم .

[وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها و يسفك الدماء] البقرة .
-يفسد فيها : الفساد حسب مايذكره القرآن هو الفساد في البر و البحر ، والجميع يرى اليوم تحول الناس من النظام الطبيعي نحو النظام الصناعي الذي يطغى على الأرض يوما بعد يوم ، الثورة الصناعية التي تعتمد على الكيمياويات و الكربون كمادة أساسية طغت على كل المواد البتروكيمياوية ، والجميع يرى انقراض الحيوانات و الفصائل الحية في البر و البحر يوما بعد يوم، سواءا كان ذلك بالتلويث الجوي جراء إنتاج أحادي الكربون الذي تغفل عنه منظمات البيئة العالمية ، أو تلويث المياة و الأنهار والبحار جراء المحركات العائمة فيه او بناء السدود او رمي مواد المصانع الكيمياوية داخله ، ويمكن للجميع رؤية البيئة اليوم والمناخ كيف يتحول مدة بعد مدة ، يمكن للجميع اليوم رؤية تلك الحروب الطاحنة التي تشن في العالم ومنذ الحروب العالمية إفتتانا بالوقود الاحفوري وانتاج الطاقة الصناعية التي أتت مع الثورة الصناعية .

-سفك الدماء : الجميع يضن أن سفك الدماء هو الإقتتال ، لكن أسألك سؤال هل لقتل شخص ما تحتاج إلى ان تسيل دمه ، القتل اليوم ومنذ القدم موجود بجميع الوسائل وليس شرطا أن تحتاج لقتل شخص أن تسيل دمه ، وكمثال هناك القنابل الكيمياوية اليوم او السم التقليدي الذي كان يستعمل منذ القدم ..سأعطيك مثال من القرآن أيضا :  ( وإذ أخذنا ميثاقكم لاتسفكون دماءكم ولاتخرجون انفسكم من دياركم ثم أقررتم وانتم تشهدون ۝ ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم وتخرجون فريقا منكم من ديارهم )البقرة .
هل رأيت قوم يقتلون أنفسهم بطعن نفسه بالسكين أو تسييل دماءهم للموت ، هذا أمر غير منطقي ، الأمر المنطقي هو أن هؤلاء يلقون بأنفسهم للتهلكة ، فهم جماعة فتنت بشيئ ما جعلت دماءهم تتلوث وتسببت في قتل أنفسهم، سأعطيك مثال ، فمثلا الإنسان عندما تقول له أن التدخين يساهم في فساد وتلوث دمك ويؤدي إلى موتك ببطئ ويقلل من عمر عيشك ، فإكمال تعاطي الإنسان للتدخين يسبب له لامحالة الموت الذي يجنيه بيده ، وبالتالي هو يصبح قاتل لنفسه ...فسفك الدماء تعني تلويث الدماء .

إذا نستنتج أن الكائن المسمى "إبليس" أول شيئين يسعى لهما هو فساد الطبيعة والخلق الطييعي ، الشيئ الثاني تلويث الدماء بمحاربة أهم عنصر لدى الإنسان ،  فالدم إذا فسد و اختفى واضمحل ينتهي من الوجود نسل إسمه الإنسان .

- تعريف القرآن لإبليس :

•قانط متمرد عن خدمة آدم :

عند التطرق لتعريف القرآن لمعنى إسم هذا الكائن ، فكلمة إبليس تعني القانط ، وقد وردت كلمة "إبليس" على أنها مشتقة من كلمة "مبلس" في مواضع عديدة في القرآن ، نذكر منها الآية التالية :
[اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ ۖ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (48)وَإِن كَانُوا مِن قَبْلِ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْهِم مِّن قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ (49)]
لمعرفة معنى كلمة "مبلسين" المشتقة من كلمة "إبليس''..سنفتش عن مرادف هذه الكلمة من القرآن نفسه :
[وهو الذي ينزل الغيث من بعد ماقنطوا وينشر رحمته وهو الولي الحميد]الشورى -28-
لاحظ معي الآية تقول "من بعد ماقنطوا ينزل الغيث" ، و الآية التي قبلها تقول "أنهم كانو مبلسين من قبل نزول الغيث" ، فكلمة "من بعد ماقنطوا" تعني "وإن كانوا من قبله مبلسين" .
إذا مبلسين تعني قانطين .
مبلسين = قانطين .
إبليس =القانط .
والجميع يعرف أن إبليس أصابه القنوط عندما جعل هو الخليفة في الأرض عن كل الكائنات التي خلقها الله ، فهو الكائن الذي رفض أن يسجد لآدم وأن يكون في خدمته في الأرض لسبب قنوطه منه...وبالتالي فهو متمرد عن خدمته ونفعه لآدم .

•ينتج عن سم النار (co) :

أريد أن أشير إلى نقطة يغفلها الكثير هنا ، هذه النقطة نشأت عن طريق التراث الذي يفسر القرآن ، عن كون إبليس هو أبو الجن ، الحقيقة أن هذه النقطة خاطئة تماما فإبليس صحيح هو عنصر من الجن لكنه لايعني بالمطلق أنه أبوهم .. فالجن حسب مقالات سابقة تطرقنا إلى أنهم عناصر موجودة بيولوجيا وهي متنوعة وكثيرة، منها الكائنات الميكروسكوبية كالفيروسات و الميكروبات أو الجزيئات أو الذرات او حتى الموجات الضوئية او موجات الصوت او الطاقة الحرارية..الخ ، وعلوم الضوء و الذبذبات المستخدم في التكنولوجيا اليوم ماهو إلا علم ناتج عن ترويض تلك الكائنات التي كانت الناس قديما في وعينا الشعبي تعيها جيدا ، سأعطيك مثال حول إسم "الجن الأحمر" وهي كلمة متداولة شعبيا لم يبقى منها إلا الإسم وغفلوا مامعنى الجن الأحمر ، والحقيقة أن الجن الأحمر هو الأشعة الحمراء التي تستخدم اليوم في التكنولوجيا و نقل البيانات .

الشيئ الثاني وهو عن ميزة خلقه ، فالجان المذكور في جميع آيات القرآن على أنه خلق من نار ويأتي بعده إسم آدم ، هو في الحقيقة إبليس وحده وليس جميع الجن  ، ففي كل الآيات التي تتحدث عن خلق الجان من نار ، تجد كلمة الجان بصيغة مفرد وليس بصيغة جمع (الجن) ، فالمقصود بالجان المفرد المخلوق من نار السموم هو إبليس ، والذي يأتي دائما في وصفه مقترنا مع خلق آدم من صلصال ، وهذا للدلالة والتذكير ببداية خلق آدم وعدوه الأوّل، لاحظ ..
[ولقد خلقنا الإنسان من صلصال من حمإ مسنون (26) والجان خلقناه من قبل من نار السموم (27) وإذا قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من صلصال من حمإ مسنون (28)]الحجر .
التفسيرات و النظرات السطحية للآية السابقة تظن بأن الجان المقصود هنا هو كل الجن ، لكن هذا غير سليم المقصود بالجان في الآية السابقة هو إبليس فقط ، فكما ذكر الله بداية خلق آدم ذكر عدوه الأوّل الذي رفض خدمته وهو إبليس ، وقد ورد بصيغة المفرد للدلالة عليه هو فقط .

الإشارة إلى أن إبليس خلق من نار السموم ، هي دلالة على أنه خلق من سم النار، و سم النار المعروف والذي يؤدي حتى الموت هو co1 أحادي اكسيد الكربون ، وهي ذرة كربونية تتحد مع هيموغلوبين الدم حال استنشاقها ، بحيث تكسر الأكسيجين داخل الدم ، مانعة وصول الأكسيجين بالكمية المطلوبة للمخ والقلب اللذان هما اكبر عضوان مسؤولان عن حياة الإنسان الطبيعية ...يسبب هذا الغاز فقدان الوعي حسب قوة تركيزه وتواجده في المحيط والهواء ، وممكن يؤدي إلى الموت في حال التواجد في محيط مغلق بكمية مركّزة ...بحيث يعتبر هذا السم الناتج عن النار من أخطر الجزيئات التي تهدد البيئة و حياة الكائنات الحية ، فهو العدو الأول واللدود لأكسيجين الحياة الطبيعي .

[خلق الإنسان من صلصال كالفخّار 14 وخلق الجان من مارج من نار 15] الرحـمٰن .
كالعادة المسلم يعتقد أن المقصود بالجان هنا هو كل الجن ، لكن الصحيح أن المقصود هو "جان" بصيغة مفرد والذي هو إبليس ، كما هو الحال للمقصود بالإنسان وهو آدم ، فآدم خلق من صلصال كالفخار و إبليس خلق من مارج من نار ...هذه الآية تحاول أن تعطيك قصة الطبيعة و البشرية ، تحاول تذكيرك بعدو بني آدم الأول ، ودائما ماتجد الآيات التي تصف خلق هذا الجان (إبليس) مقترنة مباشرة بعدها بذكر آدم ، لكي تذكرك ببداية الخلق  .
أما عبارة "مارج من نار" تعني "متفجّر من نار" وليس مختلط من نار كما تقصد التفسيرات ، فكلمة مارج تعني متفجّر ، ويمكنك البحث عن أصل معنى هذا الإسم بتأصيل الكلمة لكلمة "مرجان" التي تنتمي لنفس الحقل اللساني في النطق .
حيث ينبت هذا المرجان على شكل إنفجار نار بسيقانه الحمراء المتفجرة أمام الصخور ،حتى أن طريقة نموه ينمو في منطقة وبقعة واحدة على شكل انفجار ...لاحظ صورة شكل المرجان تجد شكله يوحي إليك بشكل إنفجار ناري أحمر .
توجد آية في القرآن أيضا وردت فيها كلمة "مرج" ، وهي آية (مرج البحرين يلتقيان) ومعنى هذه الآية هو (فجّر البحرين يلتقيان) ، لأنه لو كان المقصود بالمرج هو خلط البحران فهذا سيكون مناقص لباقي الآية التي تتحدث عن أنهما لايبغيان بعضهما ، فكيف لبحران لايبغيان بعضهما نقول أن الله أخلطهما ، فكلمة مرج تعني فجّر وليس أخلط .
مرج البحرين يلتقيان = فجّر البحرين يلتقيان .
مرج = فجّر .
مارج= متفجّر .
والمتفجّر من النار هو أحادي اكسيد الكربون الذي ينتج عن النار في حال اختناقها ، فالنار ينفجر عنها هذا الجزيئ كالتالي : " النار لإشتعالها تحتاج ثلاث جزيئات تتفاعل مع بعضها هم الأكسيجين وثنائي أكسيد الكربون و الهيدروجين ، إذا زاد أحد هذه المفاعلات الثلاثة عن باقي الأجزاء المشكلة للنار أو نقص ، فإنّه ينفحر أحادي أكسيد الكربون بدل ثنائي أكسيد الكربون نتيجة لانعدام التوازن ...والجميع يعرف تلك القاعدة المشهورة "الضغط يولد الإنفجار" ، فكذلك إبليس أحادي اكسيد الكربون فإنه ينتج نتيجة إنضغاط النار بجزيئين يكبر حجمهما عن الجزيئ الثالث الناقص او زيادة حجم أحد الجزيئات عن الجزيئين الباقيين ...فأحادي اكسيد الكربون ينتج عن الإحتراق غير التام للنار نتيجة الضغط ، وكما يقال بالكلام الشعبي للدلالة على مخاطر غازات النار حينما تضغط "لاتخنق النار" ، لأنهم يعلمون أن خنق النار يولد سمها co .

•كائن مجهري وله قبيله :

[يابني آدم لايفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكما من الجنة ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوءاتهما إنّه يراكم هو وقبيله من حيث لاترونهم إنّا جعلنا الشياطين أولياء للذين لايؤمنون] الأعراف -27-
يصف القرآن إبليس ككائن بأنه مجهري ، حيث تورد الآية بأنه يرى بني آدم بمقابل أن بني آدم لايرونه ، والسبب في عدم رؤيته من طرف بني آدم هو أنه كائن مجهري لايرى بالعين المجردة بمقارنته هو الذي يتمكن من رؤيتنا ، والحجّة في عدم تمكننا من رؤيته هي نفسها مرتبطة بفكرة تمكن آدم من سماع منطق هذا الكائن ، فآدم كإنسان عندما خلق في أحسن تقويم حسب تعبير القرآن ، كان بصره وسمعه و عقله مقوم بنسبة 100٪ ، لذلك كان يفهم منطق كل شيئ مخلوق في هذه الأرض ...والقرآن فيه دعوة صريحة إلى أنّ كل شيئ له منطقه الخاص ..وهذا مانلحظه في آيات عديدة ، وكمثال [قالوا لجلودهم لما شهدتم علينا قالوا انطقنا الله الذي انطق كل شيئ] هنا في هذه الآية حوار بين خلايا الإنسان  مع صاحبها  ، والأكيد أن يوم القيامة الإنسان سيتمكن من استرجاع قدراته في مفهوم منطق كل شيئ ، لاغرابة كذلك في فهم سليمان عليه السلام لمنطق الطير و النمل، فهو كان يملك علم الكتاب وتمكن من تعلم النظام النطقي الذي تنطق به تلك الحيونات  ، و هو شيئ عادي بالنسبة لنا نحن بني البشر لأن الله سخّر لنا مافي الأرض جميعا ...لذلك فإن إبليس co من خصائصه أنه كائن مجهري .

أما عن قبيله فالمقصود بها ليس ذريته ، فدعونا بالأوّل نفرق بين قبيله وذريته ، نحن عندما نقول ذريته كما ورد في القرآن [أفتتخذونه وذريته اولياء] فالمقصود بذريته هم ذراته و القرآن يعترف بحد ذاته بمصطلح الذرة : 

"فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره - ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره" القارعة .

عندما يذكر لك القرآن إسم الذرية فعلينا ان نعي ان الذرية ليس معناها ابناء الانسان فقط ، بل كل شيى خلقه الله خلق منه زوجين وجعل له ذرات تتكاثر ، فالإنسان كان عبارة عن ذرة صغيرة متواجدة داخل الماء المهين و لذلك نسمي الأبناء ذرية لأنهم كانوت ذرات ولدوا من ماءنا المهين (المني) و انجبناهم ، فالذرية المقصود بها الذرات مهما كان نوعها .

وعندما نرجع للكربون نجد ما أكثر أطنان ذراته التي تنتج يوميا بعوادم السيارات و المصانع النشطة ، حجم إستهلاك العالم اليومي من الوقود الأحفوري و الطاقة الصناعية يوميا ومنذ بداية الثورة الصناعية و تخلي الناس عن النظام الطبيعي يكاد يجعلنا لانستنشق الأكسيجين بالمطلق ، والجميع يرى حجم التحول الذي تشهده البشرية مناخيا من ناحية التلوث أو بشريا من ناحية الأوبئة والامراض والسرطانات ...عموما كي لانخرج عن الموضوع فإن ذريته تعني ذراته ، أما عن قبيله فهي  الكائنات التي تقبل الإنتاج معه ، وكما ذكرنا سابقا فإن أكبر منتج للكربون في عالمنا هو الوقود الأحفوري الذي بدأ الإعتماد عليه منذ الثورة الصناعية(فحم ، غاز ، وجميع مشتقات البترول) ، وعند احتراق هذه الوقود الوقود الاحفوري فإنه ينتج عنه أحادي أكسيد الكربون و ينتج معه غازات من قبيله كأكسيد النتروجين وأكسيد الكبريت وباقي الغازات السامة التي تلوث الطبيعة ودم البشرية مسببة الامراض و الأوبئة واختلال ميزان الطبيعة ، وكلها غازات وجزيئات تنتج جراء عدم احترام الميزان الطبيعي وذلك بإنتاجها من مصادر صناعية تعتمد بالأساس على الوقود الأحفوري.

أما المقصود بأولياء الشياطين ،  فهم الذين يتبعون الثورة الصناعية التي أتى بها شياطين الإنس وفتنو المؤمنين والمؤمنات بها ...هم المدمرون والعالون في الأرض الذين لا هم لهم إلا تحقيق الربح ، والجميع رأى الخراب الذي يحل بالمعمورة منذ الحرب العالمية الثانية ، لالشيئ سوى الإحتلال الحصول على أبار النفط وباقي مصادر الطاقة الصناعية المنتجة لهذا السم وقبيله .

•تأكيد القرآن على تواجده في زماننا هذا :

الإشارة لتواجده بيننا كثيرة ، ونذكر منها

-إحتناك أكسيد الكربون :
القرآن في عديد الآيات يشير لنا أنه ذكر فيه نبوءات ستحدث ومنها ماحدث ، لذلك يجب التعامل مع كل الآيات وفق الواقع الذي أمامنا ، فمن الأكيد أن هناك عدة نبوءات  تقع حاليا ونحن غافلون عنها .
[قال أرأيتك هذا الذي كرمت علي لإن أخّرتني إلى يوم القيامة لأحتنك ذريته إلاّ قليلا ] البقرة .
هذه الآية هي أهم آية مكنتني من الوصول إلى إبليس ككائن ، عبارة "لأحتنكن ذريته" اعتبرتها من أهم العلامات الخصوصية التي تمكن قارئ القرآن من الوصول إلى إبليس ، عند تأصيل كلمة "أحتنكن" نحجدها قريبة لمفردة "الحنك" .
أحتنكن = أحتنك = الحنك .
كنت أظن أن المقصود بالآية أنه شيئ متمركز في حنك الوجه ، وأنا أبحث في خصائص الحنك وأمراضه فجأة مرّ عني شعار co أحادي أكسيد الكربون ، كان شكل هيكل عضمي للوجه وتحته رمز الكربون ومكتوب سام قاتل ، الحقيقة أني لم أمر على الصورة مرور الكرام لأني تأكدت أن للشعار علاقة بالآية التي تتحدث عن إحتناك إبليس لبني آدم ، مباشرة خطر في بالي موضوع المخذرات الذي يحمل في خطورته نفس الشعار ، مباشرة بعدها ربطت بين طريقة تدخين السجائر و الحنك ، لو تلاحظ معي شكل حنك الفم عند تدخين السيجارة ستجد انه يبرز بشكل واضح ، لذلك القرآن سمى عملية التدخين بالإحتناك ، لأن المدخن يبرز حنكه في وجهه أثناء عملية التدخين ، حتى أنك لو تلاحظ الأشخاص المدمنين على التدخين تجد أن وجوههم يبرز فيها شكل الحنك بشكل واضح .
عند البحث في أهم مخاطر السيجارة و ماتفرزه ، نجد أن السيجارة تفرز أحادي اكسيد الكربون السام ، فالإنسان عندما يتعاطى التدخين فإنه يمر مع النيكوتين أحادي الكربون ، ويرتبط أحادي اكسيد الكربون مع هيموغلوبين الدم مزاحما الأكسيجين ومانعا وصوله لأعضاء وأنسجة الجسم التي تحتاجه كالمخ والقلب ...ولك أن تلاحظ تعود الجسم على تعاطي هذا السم وما سيحدثه من تلويث لدماء الناس الطبيعية وكم فقدت الناس من جودة دماءها منذ فتنها بالسيجارة ، ولك ان تكتشف اليوم عدد المدخنين الذي وصل لمئات ملايين الناس التي تتعاطاه ، وهو الظن الذي صدقه علينا إبليس فاحتناك أحادي أكسيد الكربون اليوم أصبح ملازما لملايين البشر ملوثا لدمائهم ومفقدا لنموهم الطبيعي وبنيتهم الجسمانية ، كون الدم أهم عنصر لدى الإنسان ، والله أعلم من ماتورثناه من اجدادنا لتأثير هذا السم على خلايا الجسم وحمضنا النووي الوراثي .

-تكاثره عن طريق خيله ورجله ، وصوته :

[واستفزز من استطعت منهم بصوتك واجلب عليهم بخيلك ورجلك ] البقرة .
عند البحث عن أهم مصادر إنتاج أحادي أكسيد الكربون ، نجد أن السيارات هي من أكثر الوسائل التي تنتج هذا السم الناري ، فالسيارات تنتج بمحركاتها وعوادمها ملايين الأطنان من جزيئات هذا الغاز يوميا وفي كل دول العالم ، وتعتبر السيارات من أكثر الوسائل التي اتت مع الثورة الصناعية تلويثا للجو .
عند البحث عن مقصود القرآن بكلمة "خيل إبليس" فالمقصود طبعا ليس خيل الله التي سماها الله في القرآن بالخيل ، الأحصنة خلق الله
وليست هي المقصودة بخيل إبليس ، خيل إبليس هم السيارات و المركبات المفسدة و الملوثة للجو ولدماء البشرية بما تفرزه بمحركاتها جراء احتراق الوقود الأحفوري ، ومن يسمي تلك المركبات و السيارات بخلق الله فهو إنسان واهم ، الله لايسمح بالمطلق بإختراع شيى مفسد في الأرض ينتج غازات سامة تسير بالطبيعة والبشرية للهلاك ..فنحن يوميا نجلب الأطنان من هذا الغاز السام ونقتل انفسنا بأنفسنا عن طريق السيارات التي فتنّا بها .
أما عن المقصود "برجلك" فنلاحظ أن الكلمة ارتبطت مع خيل إبليس ،والجميع لو ينظر إلى شكل رجل البنزين التي ندعس عليها لزيادة السرعة في السيارات  ، سيلاحظ أن داعس البنزين يشبه شكل رجل واضحة ، لذلك الله أعطانا تنبأه بما سيفعله بنا هذا الكائن ، وها نحن اليوم ننتجه هذا الغاز السام بذراته عن طريق دعس رجل بنزين السيارات ونحقق هذه النبوءة حقيقة .
المقصود باسفزازه لنا بصوته ، هو صوت المحركات ، فمن منا أصبح لايفتن بمحركات الديزل والفولسفاغن ، الجميع يبحث عن صوت محرك جيد ، ويبحث عن السيارة الرياضية التي تصدر صوت محرك ملفت للانتباه ومستفز .

-مشاركته لنا في الأموال :
[وشاركهم في الأموال و الأولاد]الإسراء .
جميع دول العالم وخصوصا دول العالم الثالث الغنية بأبار النفط والتي تعتمد في اقتصادها على المحروقات ، أصبحت تقيس مدى نجاعة إكتفاءها ماليا بسوق النفط و قانون العرض و الطلب المقترن بالمصانع التي تستثمر وتنتج من البترول مختلف مشتقاته ...جميع دول العالم أصبحت تعتمد في إقتصادها ومنذ بزوغ فتنة الثورة الصناعية على البترول ، ولايهمها كم تنتجه يوميا من أطنان أحادي الكربون المفسد في الأرض ، كل مايهمها هو الربح و المال ، فأصبحت كمية إنتاج هذا الكربون ملازمة لنسبة زيادة النشاط المالي المرتبط بما بسمى "البترودولار'' ..فكلما زاد حرق الوقود الاحفوري زادت مداخيل الدولار للدول الصناعية ، وكلما زاد استخراج البترول و الغاز وكمية حرقه واستهلاكه زادت مداخيل الدولار للدول المصدرة له .

-مشاركته لنا في الأولاد :
[وشاركهم في الأموال والأولاد] الإسراء .
في البداية أريد أن أقول أنه مثبت علميا ان استنشاق أحادي اكسيد الكربون لدى الأم الحامل يؤدي إلى حدوث تشوهات خلقية للجنين  ، وقد يصل الأمر حتى موت الجنين في بطن امه إذا استنشقت الام كمية كبيرة من هذا السم الناري ...فطبيعي ان يحدث هذا الأمر لأن أكسيد الكربون يتحد بهيموغلوبين الدم ويصل إلى جميع أنسجة الجسم .
اما الموضوع الأهم في هذه النقطة هو الحمض النووي الوراثي الذي نملكه ، فالحمض الوراثي الذي نملكه يطلق عليه " حمض نووي ريبوزي منقوص الأكسيجين" "Dna" ، يحتوي الحمض النووي الوراثي على انوية تسمى "النيوكليوتيدات" حيث تعتبر هذه الأنوية المواد الرئيسية في تحديد وكتابة الحمض النووي للبشر ، ومن أهم مكوناتها هو تواجد جزيئ الكربون حيث تحوي 5 جزيئات كربونية ..فلماذا عدد جزيئات الكربون في كل نويويد هو عدد فردي ، هل للذرة الخامسة علاقة بكون الحمض النووي يصبح منقوص الأكسيجين ،لماذا سمي إذا حمض نووي منقوص الاكسيجين ؟! نعم ، السبب هو أن الكربون استحكم فينا و الله أعلم كيف كانت جيناتنا قبل افتنانا بهذا الكربون الذي أصبحنا نتعشى به ونفطر به ونستنشقه في كل مكان في عالمنا .

•جنود إبليس :
يذكر القرآن ، ان لإبليس جنود سيدخلون جهنم [فكبكبوا فيها هم والغاوون • وجنود إبليس أجمعون] -الشعراء- ، جنود إبليس هنا هم الذين يسهرون على إنتاجه من ملاك الشركات الكبرى للمصانع و التنقيب و إنتاج البترول ، وكل المنظومة التي تسعى للفساد في الأرض و التي ظهرت مع ظهور الثورة الصناعية وفتنت المؤمنين و المؤمنات ، ولكم ان تلاحظو ابتعاد الناس عن كل ماهو طبيعي إلى كل ماهو صناعي ومهلك للصحة البشرية و المساهم في فساد الطبيعة .

•المضلين الظالمين هم الذين اتخذوه وذريته أولياء :

[وَإِذۡ قُلۡنَا لِلۡمَلَـٰۤىِٕكَةِ ٱسۡجُدُوا۟ لِـَٔادَمَ فَسَجَدُوۤا۟ إِلَّاۤ إِبۡلِیسَ كَانَ مِنَ ٱلۡجِنِّ فَفَسَقَ عَنۡ أَمۡرِ رَبِّهِۦۤۗ أَفَتَتَّخِذُونَهُۥ وَذُرِّیَّتَهُۥۤ أَوۡلِیَاۤءَ مِن دُونِی وَهُمۡ لَكُمۡ عَدُوُّۢۚ بِئۡسَ لِلظَّـٰلِمِینَ بَدَلࣰا ۝ مَّاۤ أَشۡهَدتُّهُمۡ خَلۡقَ ٱلسَّمَـٰوَ ٰ⁠تِ وَٱلۡأَرۡضِ وَلَا خَلۡقَ أَنفُسِهِمۡ وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ ٱلۡمُضِلِّینَ عَضُدࣰا]..(سورة الكهف 50 - 51)
الظالمين الذين اتخذوه وذراته في نظامه الصناعي و المعيشي اولياء من دون الله و بدلا لخلقه الطبيعي ، يقول الله عليهم بأنهم
المظلين الذين يظلون الناس ويفتنونهم عن خلق الله الطبيعي .

• مس إبليس :

توجد إشارة مهمة ينبغي الإنتباه لها في الآية التالية :
(ٱلَّذِینَ یَأۡكُلُونَ ٱلرِّبَوٰا۟ لَا یَقُومُونَ إِلَّا كَمَا یَقُومُ ٱلَّذِی یَتَخَبَّطُهُ ٱلشَّیۡطَـٰنُ مِنَ ٱلۡمَسِّۚ ذَ ٰ⁠لِكَ بِأَنَّهُمۡ قَالُوۤا۟ إِنَّمَا ٱلۡبَیۡعُ مِثۡلُ ٱلرِّبَوٰا۟ۗ وَأَحَلَّ ٱللَّهُ ٱلۡبَیۡعَ وَحَرَّمَ ٱلرِّبَوٰا۟ۚ فَمَن جَاۤءَهُۥ مَوۡعِظَةࣱ مِّن رَّبِّهِۦ فَٱنتَهَىٰ فَلَهُۥ مَا سَلَفَ وَأَمۡرُهُۥۤ إِلَى ٱللَّهِۖ وَمَنۡ عَادَ فَأُو۟لَـٰۤىِٕكَ أَصۡحَـٰبُ ٱلنَّارِۖ هُمۡ فِیهَا خَـٰلِدُونَ)
[سورة البقرة 275]

وصف الله بأن مس الشيطان يتولد عنه تخبط الإنسان ، وبالفعل فنحن في لساننا المحلي نصف الشخص الذي يسكر أو يفقد وعيه بـ"الخابط" ، بمعنى أنه الفاقد وعيه ..و عملية استنشاق أحادي أكسيد الكربون وباقي الجزيئات السامة القابلة معه يتولد عنها عملية التأكسد في الدم كالتالي :
يرتبط أحادي الكربون بهيموغلوبين الدم معيقا الأكسيجين ومقللا من عملية التأكسج التي يحتاجها الجسم ، فيمنع وصول الاكسيجين للمخ و القلب و باقي خلايا الجسم فيحس الأنسان بفقدان الوعي ويصبح مثل السكران الذي لايستطيع الوقوف ولا يدري ماذا يدور حوله ، ومباشرة بعدعا اذا استمر الوضع باستنشاق كمية كبيرة ممكن يؤدي الى موت الضحية .

[قل أعوذ برب الناس • ملك الناس• إله الناس • من شر الوسواس الخناس • الذي يوسوس في صدور الناس ]
الخنّاس = لأنه لا لون و لا رائحة و لا طعم له فهو مختنس .
في صدور الناس = لأنه الصدر هو مركز التنفس ،و إذا لم يتنفس الإنسان الهواء بأكسيجين نقي دون أي تلوث فإنه سيحس بالخنقة و الوسواس و الإكتئاب وعدة امراض نفسية ، حتى أن الأصل في تسمية الأمراض النفسية بإسم "النفسية" اشتقاقا من كلمة  "التنفّس" ، لأن غذاء الإنسان الأوّل هو تنفس الأكسيجين فإذا استهدف هذا العنصر اختل دمه الذي ينقل هذا العنصر إلى جميع اعضاء الجسم من القلب إلى العقل .
إنه سم النار ، أحادي أكسيد الكربون ، هذا الجزيئ الذي يستهتر به البعض و لايأبهون له إلا عندما يقتل الناس و ينسون الناس اننا ننتجه يوميا ونتنفسه يوميا بجرعات مخففة ، لا تقتلنا لكنها تهلكنا ببطئ .

•شياطين الإنس و شياطين الجن :
على الجميع أن يكون مركزا في معرفة شياطين الإنس من شياطين الجن في باقي آيات القرآن ، فشياطين الجن هم إبليس وقبيله (الكربون وباقي الجزيئات المفسدة في الأرض ) ، أما شياطين الإنس فهم جنوده و اولياءه الساهرين على إنتاجه والذي استحكم فيهم حتى أنساهم ذكر الله بخلقه ونعمته الطبيعية الصالحة .
الشيئ الثاني هو ورود إسم "الشيطان" كمفرد ، وهو قد يكون الشيطان الجني الذي هو إبليس و قد يكون الشيطان الإنسي الذي هو السامري ، لأن القرآن يذكر أن السامري اخلد إلى الأرض ، لذلك على القارئ استحكام عقله اثناء قراءة القرآن للتفريق بينهم .
[وقال الذين كفروا ربّنا إرنا اللّذَين أظلّانا من الجن و الإنس نجعلهما تحت أقدامنا ليكونا من الأسفلين ] 29 -فصلت- .
لاحظ ..هما اثنين .. قالوا اللّذَيْن وليس الذين ..قالوا نجعلهما وليس نجعلهم ..قالوا ليكونا وليس ليكونوا ..هما اثنين :
من الإنس السامري + من الجن co1.

• لماذ وصفه الله بالرجيم :
[وإما ينزغنّك من الشيطان نزغ فاستعذ باللّه من الشيطان الرجيم]
لأنه يرجم الأكسيجين في الهواء ، كما أنه عندما يستنشقه الإنسان فإنه يرجم الأكسيجين داخل هيموغلوبين الدم و بالتالي يمنع جميع أعضاء و خلايا الجسم من النمو و العمل بالشكل الطبيعي الذي جعله الله .

(ثُمَّ لَآتِينَّهُم مِّن بَينِ أَيدِيهِم وَمِن خَلفِهِم وَعَن أَيمَانهِم وَعَن شَمَائلِهِم وَلَا تَجِدُ أَكثَرَهُم شَاكِرينَ)
[سورة الأعراف 17]

صدقنا وعده وننتجه بالأطنان يوميا وهو محيط بنا من امامنا و خلفنا ويميننا وشماءلنا ونستنشقه يوميا ويجري مجرى دماءنا ..عدو الاكسيجين و عدو صحتنا و عقولنا وبيئتنا وطبيعتنا .... صدق علينا وعده واتبعناه  منذ الثورة الصناعية المهلكة التي فتنّا بها .

فقط قف عند سؤال واحد ، لماذا جعل الله عذاب الآخرة بالنار وليس بأي شيئ آخر ؟...قف فقط عند آية قول اللّه لإبليس "لأملئن جهنم منك و ممن تبعك إلى يوم الدين" كيف شيئ واحد يملئ جهنم ؟ 


انظر للواقع أمامك كل شيئ يعتمد على حرق البترول .







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق