الجمعة، 17 ديسمبر 2021

تسميات القلزم و القصب للبحر الأحمر و علاقتهم بالبحر العذب

مهمتنا مع التاريخ هو تقييمه و تقويمه و ليس هدمه ..

من التسميات التي اطلقت على البحر الأحمر حسب الكتب هو تسميتي "بحر القلزم" و "بحر القصب" .. فمن أين أتت هذه التسميات ؟؟ أكيد أنها ليست تسميات جاءت من ضربة حظ و كتبت في الكتب اعتباطا .

للتأكد من التسميات سنمشي بقاعدة " باللسان تفهم ما يقال " .

- بحر القلزم :

التسمية مكونة من شقّين "قل + زم" .

كلمة "قل" هي كلمة مشتقة من كلمة "قلة" ، و هي عبارة عن قارورة فخارية تخصص لتخزين شراب المياه الصائغ شرابه .... و الحقيقة أن كلمة "قل" مذكرة عن كلمة "قلة" المؤنثة .

كلمة "زم" هي كلمة نتداولها للإغلاق فنقول في لساننا مثلا "زم فمك" بمعنى "أغلق فمك" .

ما علاقة قُلَّة المياه الصالحة للشرب و الإغلاق بالبحر الأحمر ؟

العلاقة كما ذكرنا في مناشير سابقة ... و هي أن البحر الأحمر  كان بحر عذب سائغ شرابه و كان غير مختلط مع البحر الأبيض قبل حفر قناة سويس ، و انه كان متصل بنهر الاردن و نهر النيل (قناة سيزوتريس) ..

لذلك ارتباط كلمة زم الدالة على الإغلاق كونه بحر لايقبل الاختلاط مع البحر الأبيض المتوسط المالح .

و هذا دليل على ان مياه زمزم هي تسمية توارثت من مياه البحر العذبة .

- بحر القصب :

القصب هو نبات معروف بأنه مرتبط بقصب السكر الحلو .. و بالتالي هذا دلالة على أن البحر العذب له علاقة بالحلاوة و هي المياه العذبة التي نسميها "مياه حلوة" .

حتى فكرة شرب العصير بالقصب البلاستيكي هي تلميح على ارتباط السوائل الحلوة بالقصب .. و كما هو الحال بالنسبة للمياه الحلوة .

الشيئ الثاني هو أن نبات القصب هو نبات ينمو بشكل كثيف في المناطق التي تحوي مياه سقي عذبة ... حتى انه لو تفتح القصبة و تشمها ستجد بها رائحة قريبة من رائحة الأوكسيجيني الذي يستعمل كمعقم للجروح ، و الجميع يعرف ان المياه كلما زادت عذوبتها زادت نسبة الأوكسيجين بها .

و بالتالي فإن البحر الأحمر هو بحر كان ينمو به القصب بكثرة نظرا لكونه كان بحر عذب .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق