في الكلمات و الأسماء العربية هناك عدة كلمات مركبة .. و الحقيقة أنه لا توجد قواعد ثابتة في تحليل الأسماء و تفكيكها ، إنما يرجع هذا بحسب النطق و الفهم .
عندما نقول كلمة "ساعد" فنحن نقصد تقديم يد المساعدة لشخص ما .. فما أصل هذه الكلمة ؟
أصل هذه الكلمة أنها تتكون من شقّين هما "سا" + "عد" و هذان المنطوقان هما إسمان كذلك مرتبطان بعملية المساعدة المعروفة .
▪︎سا : شق هذا المنطوق نستعمله في الكلمات العربية كدلالة على توكيد الهمة بقيام عمل معيّن .. فنقول : سأمشي - سآكل - سأسافر - سأعمل - سأدرس - سآتي ..الخ .
إذا فالساء هي في أصلها أية دالة على توكيد القيام بعمل معين .... و نحن عندما نريد القيام بمساعدة شخص ما فإن ذلك الشخص ينتظر منا تقديم يد المساعدة له .
▪︎عِد : شق هذا المنطوق أصله من الإعادة أو الإرجاع (عد - يعيد - إعادة) ، مثلا نقول : عِد لي أموالي ، عِد لي كتابي ..الخ .
و الإعادة مرتبطة في أصلها بإعطاء شيئ معين ثم انتظار إسترجاع ذلك الشيئ أو مقابله .
و سبب استعمال كلمة عد في إسم عملية المساعدة هو أن فطرة الحياة و سنة الله تقتضي أن أي شخص يقدم يد المساعدة فإنه سيعيد له الله أجره بمثله أو مضاعفا .. فعملية المساعدة هي أشبه بإعطاء قرض لله و أن الله سيعيد ذلك الأجر مضاعفا :
[ من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة و الله يقبض و يبسط و إليه ترجعون] البقرة .
الآن ، في كتابة الكتاب ، هناك آية "𓂝" توحي و توضّح يد وذراع مبسوطة بنفس شكل أي شخص يطلب يد المساعدة و بنفس أي شخص يمد ذراعه كي يهم بمساعدة أي شخص ... و لو تلاحظ معي شكل ذراع المتسولين الذين يطلبون المساعدة ستجدهم فطريا يبسطون ذراعهم بنفس الشكل .
هذا الرمز في أصله يقرأ "سا" لأنه يمثل الشق المتعلق بتقديم يد المساعدة ، أي الهمة بالفعل كما ذكرنا في تحليلنا لكلمة "ساعد" .. ولو تلاحظ معي فإننا كذلك عندما نظهر عضلة الساعد فإننا نقوم بنفس الحركة ..أو حتى ممارسي رياضة تقوية العضلات فإنهم يقومون بتقوية عضلاتهم عن طريق بسط اليد بنفس الشكل و حمل الثقل باليد عن طريق القبض و البسط ،و كذلك فإن القوة ليست بالتفاخر على الناس إنما الفوة هي بمساعدة المحتاجين .
عندما نرجع للخطاب القرآني :
[من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة و الله يقبض و يبسط و إليه ترجعون ] البقرة .
فالمقصود بعملية القبض و البسط هو التشبيه بعملية المساعدة ، فمن يقدم يد ذراعه للمساعدة كأنه قدم قرضا لله و قبض الله عليه ، و الله سيقوم بإعادة تقديم أضعاف تلك المساعدة للشخص الذي هم بها .
إذا الرمز "سا" هو الهمة بتقديم يد المساعدة و ذلك ببسطها للمحتاجين ... و في الصورة تحت يقرأ "سا" .
▪︎راء : هذا الرمز "𓇑" درسناه في منشور سابق بأنه ذلك النبات المسمى نبات الذرة اليمنية و أصل تسميته الراء ، و هو معروف أنه ينموا بنفس الساق المائلة .. فهو يشبه شكل حرف "ر" في نظامنا الكتابي الحالي لكن بشكل مقلوب .. فالأصل في تسمية حرف الراء في النظام الكتابي المحرف حاليا لم يأتي من فراغ إنما أتى من الآيات الأولى للكتاب التي كتبت بها آية الراء عربيا .
- ساراء (ساره) :
الآن ، عندما نقرأ الكتاب المكتوب في الصحيفة التي هي إحدى صحف برديات ما أسماه مترجموا الغرب "كتاب الموتى" ، سنجد الرمزان مع بعضهما متمازجان للدلالة على إسم واحد ... سا 𓇑 + راء 𓂝 ... أي أن الإسم يقرأ "ساراء" .
إذا ذلك الإسم الذي يظهر و كأنه ينبت من السطر الكتابي _𓇑𓂝_ هو في أصله إسم لشخصية إسمها ساراء ، أي هو سارة الإسم المعروف الذي نتداوله اليوم .
وجه صورة الشخصية المرسومة في التوراة (الهيروغليفية) ، هي صورة لوجه سارة ....
.
.
.
.
.
.
يتبع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق