الثلاثاء، 5 يناير 2021

- المصالحة الخليجية و ارتباط قرارهم السياسي بالغرب-

-مصالحة مفاجئة بين دويلات الخليج!! ،ماهي وظيفة دويلات الخليج ؟-


عندما تم انتخاب ترامب في 2016 ظهرت الأزمة بين أوروبا و أمريكا بسبب عدم التوافق في السياسة الخارجية ، فبعد الانتكاسة المتكررة لأمريكا في الشرق الأوسط الداعم الأكبر لحلف الناتو وجدت أمريكا نفسها تنفق الأموال على جيش يخدم مصالح أوروبا دون أن يكون هناك تعويض اوروبي لأمريكا ووجدت أنها تخسر أكثر من كونها تربح .

إدارة ترامب اقتضت وقتها أن يكون هناك تعويض أوروبي لأمريكا التي تحافظ على مصالح الإتحاد الاوروبي في عالم الجنوب ، و التعويض كان سيكون بمطالبة أمريكا لفرنسا العنصر و الداعم الأكبر في الاتحاد الأوروبي من أن تشاركه أمريكا في حقول النفط و المستعمرات الإفريقية ... وقتها مباشرة و بالضبط في 2017 خرج الرئيس الفرنسي و صرّح بأن أوروبا سيكون لها جيش مستقل عن الناتو وصرّح إلى إمكانية عدم حاجة الدول الأوروبية لحلف الناتو الذي تقوده أمريكا في السنوات القادمة...بعدها مباشرة ظهر الخلاف بين أمريكا و فرنسا ، و لاشك أن الجميع عندما رأى طوال السنوات السابقة وجود المظاهرات التي يقودها اصحاب السترات الصفراء في فرنسا تساءل عن السبب ؟ و الحقيقة أن تلك الفوضى كانت ممولة من امريكا التي تحاول أن تضغط على فرنسا كي ترضخ هي و الاتحاد الاوروبي لشروط أمريكا .

السياسة الخارجية لأمريكا مع واجهته ترامب بدأ يظهر جليا من خلال خطابات التنابز و التنافر بين مصالح أمريكا و اوروبا في الدول التي تمثل بؤر صراع التنافس للظفر بعقود النفط ونهبه ، وكانت البداية وقتها  بتراجع أمريكا و انسحاب بعض قواتها من سوريا التي حاولوا تركيعها عندما تحالفت اوروبا و امريكا من اجل مرور خط انبوب الغاز القادم من دويلات الخليج ليمر عن طريق سوريا و تركيا إلى أوروبا .

الصراع وقتها اصبح واضح و صريح وظهرت حقيقة عدة دول لاتملك أي قرار سيادي سوى أنها تمثل دور وظيفي ومُوكل من طرف الغرب ، فتركيا ظهرت مجرد ضابط صف تابع لحلف الناتو يتأرجح بين تنفيذ اوامر اوروبا تارة و تارة اخرى امريكا فبوابة عبور المرتزقة و الارهاب رعته الاراضي التركية و ادخلته للشمال السوري ، أما الدول الخليجية فهي الأخرى فقد بانت و ظهرت على أنها مجرد كيانات لا تملك صفة دور سيّد سوى أنها وكيلة لمصالح الغرب فدويلة قطر ظهر منبعها بكونها تمثل مصالح الإتحاد الاوروبي و فرنسا داخل المنطقة ، أما السعودية و الإمارات فقد ظهر جليًا حقيقة أمرها كونها تمثل مصالح أمريكا .
يمكنك اكتشاف ذلك عن طريق معادلة سهلة :
خلاف سياسي بين اوروبا و امريكا = خلاف سياسي بين قطر و السعودية .
خلاف عسكري بين أمريكا و فرنسا = خلاف عسكري بين قطر السعودية و انسحاب قطر من دعم العدوان الخليجي على اليمن .

 اليوم مع وصول جو بايدن كرئيس لأمريكا و الذي يمثل واجهة لمشروع سياسة خارجية امريكية مخالفة للسياسة السابقة مع ترامب ، فإن توجه الديمقراطيين هو فتح حضنهم لأوروبا و المشي معهم قدما في أي مصالح خارجية لكلا البلدين سواءا في مشاريع النهب و التنقيب عن النفط و الغاز أو حتى في مشاريع توسيع مشاريع التصدير الصناعي لمنتوجاتهم بمعادلة رابح لهم و خاسر لنا... لذلك لاحظنا مباشرة بعد فوز بايدن ارتياح كبير في اوروبا اعقبه مباشرة زيارة مستشار الرئاسة الامريكي كوشنر بزيارة خاطفة إلى قطر و السعودية كي يمهد لعودة العلاقات بينهم ، لذلك اليوم  قرار مايسمى المصالحة الخليجية هو قرار طبيعي و ملزم لمن يرعون إعطاء الاوامر لهم فقطر التي تمثل اوروبا ستتصالح مع السعودية التي تمثل مصالح امريكا و سيسيرون قدما لتنفيذ جميع بروتوكولات و اوامر السياسة الخارجية المشتركة بين امريكا و أوروبا .

على الجميع ان يفهم أن دول الخليج لم يكن لها أي وجود قبل الإحتلال الفرنسي و البريطاني منذ قرن قبل الآن ..هم مشروع سياسي انتجوه ككيانات تمثل مصالح وظيفية للإحتلال السابق و مهمتها هو الإرصاد بكم و التدخل في الشؤون الداخلية للمنكقة بإسم امريكا و أوروبا و الغرب بصفة عامة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق