التسميات المناطقية بشكل فطري و قديم و أوّلي لا تستند إلى معيار واضح وثابت إنما هي تسميات كانت تستند إلى عدّة معايير ، فيمكن أن يتم تسمية منطقة معينة نسبة إلى شكل أو لون الناس الساكنين بها أو يمكن ان يستند إلى نوع ثمار مميز ينبت بها ويمكن أن يستند إلى شكلها الجغرافي ويمكن أن يستند إلى أي معيار آخر ، نحن عندما استندنا إلى كون شكل تضاريس مصر تتطابق مع شكل العين الباكية فهذا معناه أننا لم نستند بالمطلق لرسومات حدود جغرافية رسمت من طرف أناس بشر في وقت حديث ؛ إنما كان معيارنا هو معيار طبيعي و فطري لشكل الأرض كما خلقت ووجدت ، حكمت الله في خلق الأرض لم تستند إلى عبث بل فيها أيات (دلائل) للموقنين الذين يتيقنون بدلائل واقعية و طبيعية لا تخضع للتحريف بالمطلق .
[ و في الأرض آيات للموقنين ] الذاريات .
هذا السطر القرآني لم ينزله الله لك عبثا كي تقرأه و تتثاءب ، القرآن يقول لك أن الأرض فيها آيات للموقنين ، بمعنى أن جغرافيا خلق الأرض لم تخلق عبثا بل تملك دلالات لمن يتيقن ، و لذلك يجب أن تراعي جميع النصوص الجغرافية في القرآن و تضع في حسبانك أنه يمكن للتسميةأن تكون مسماة لسبب جغرافي يتعلق بالتضاريس .
نحن حقيقة لا نعترف بمصطلح "الجغرافيا'' لأنه وصف غريب عن العربية فهي كلمة أعجمية دخلت القاموس العربي ، ما نعترف به هو كلمة تظاريس فلو تستمع لمنطوق الكلمة ستنتبه إلى أن كلمة "تضاريس" تملك علاقة لسانية مع كلمة "ضرس" (أضراس الفم) ، فما هي العلاقة بين اضراس الفم و التضاريس ؟
لو تلاحظ معي شكل الأضراس كما في الصورة المرفقة فستجدهم يشكلون شكل يشبه الشكل عام لجغرافيا الأرض ستلاحظ و كأنهم يشكلون سلاسل جبلية و ستراهم بشكل باطني مع العروق كأنهم يشكلون باطن الأرض ، ستكتشف بشكل واضح أنعم يعطون صورة واضحة لشكل عام مماثل لشكل الأرض الفوقي و التحتي ...وبالتالي فإن إسم "التضاريس" هو إسم عام لهذا العلم تم الإتفاق عليه هكذا لأن التضاريس العامة للأرض تتشابه مع الشكل العام للأضراس ... فإذا كان الشكل العام للأرض يتفق و يتشابه مع عموم سطح و باطن الأرض بشكل متنوع فإن هذا يدل على أن الناس كانت تعطي التسميات العامة للجغرافيا استنادا إلى مايشبهها من الواقع ، و بالتالي فإنه يختلف شكلها بشكل مختص عندما يتم دراستها اعتبارا لمناطق معينة ..فيمكن أن تجد منطقة معينة مثلا تتشابه مع شكل الحوت او بقرة أو كبد او عين أو اي شكل مطابق مع معيار قطعة ارضية و أو بركة مائية أو وادي معين أو بقعة مخضرة مع منطقة متاخمة صحراوية ...سنوضح أكثر بمثل كي تتضح الصورة :
- مثلا بركة مائية تشبه شكل حوت فاتح فمه سيسميها الناس بحسب شكلها بحيرة "الحوت" .
- مثلا وادي يشكل بتعرجاته نفس شكل رأس الجمل و حدبته فسيسمونه نهر "الجمل" .
- مثلا منطقة جغرافية خضراء تقع وسط ارض صحراوية و تشكل بيخضورها شكل شجرة فإنه سيسمونها منطقة "الشجرة" .
- مثلا منطقة تملك سلاسل جبلية محيطة بها تحتضنها سيسمونها "الحضنة" .
ارتباط التاريخ بالتضاريس (الجغرافيا) هو ارتباط وثيق ، و لاشك أن الجميع دائما يطرح تساؤل عن ارتباط تدريس علم التاريخ دائما مع الجغرافيا ، فالسبب هو لأن الجغرافيا الطبيعية هي الأساس المادي الذي يمكنك من خلاله تسمية أي منطقة معينة إستنادا إلى شكلها العام و مهما طال الزمان ، أنت عندما تقرأ القرآن وتجده يقول لك أنه نبأ فبالتالي هو يراك و يرى كل شيئ حولك منذ ان كتب على اللوح المحفوظ و قبل ان تنزل قراءته :
[قل هو نبأ عظيم - أنتم عنه معرضون]
[إن هو إلا ذكر للعالمين - و لتعلمن نبأه بعد حين ]
وبالتالي هو عندما يعطيك تسمية لمنطقة معينة فإنه يعطيك معنى يجب أن تبحث عن معناه لسانيا ثم تراه هل يقصد به تسمية وصفية مادية أو معنوية ،فإذا عرفت بعدها أنه تسمية مادية تضاريسية ستنتقل للواقع وتشاهد الطبيعة لتبحث عن نفس الجغرافيا المطابقة للوصف .
عندما تقرأ القرآن و تؤمن بأنه نبأ يشاهد كل شيئ حولك منذ القدم ، و تجد فيه عبارة واضحة تدلك وترشدك إلى أن أول بيت وضع للناس هو بمنطقة تسمى "بكّة" ، فبالتأكيد ستلحظ أن الكلمة لها علاقة لسانية واضحة مع كلمة "البكاء" العربية ، فالقرآن بحد ذاته يعترف و يقول بأن كلامه بلسان عربي وهذا يعني أنه لا مجال للبحث في أي لغة تلغي معنى مصدر الكلمة في اللسان العربي ، الآن أنت عندما تبحث حولك فإنك لن تذهب مباشرة إلى خرائط سايكس بيكو الحالية و لاالقديمة التي تم رسم حدودها بشكل تلقائي من طرف أناس عاديين ، بل عليك أن تبحث عن تضاريس خلقت بشكل طبيعي لتشبه شكل عين تبكي ولتمثل شكل البكاء .
عندما تبحث عن الشكل التضاريسي الطبيعي الذي يشكل تضاريس تشبه شكل عين تبكي ، ستجد بشكل واضح في أرض تقع وسط المنطقة العرببة منطقة يتم تسميتها إلى اليوم في الأوساط الشعبية المحيطة بها مصر (400 مليون عربي يسكن داخلها و حولها يسميها مصر ) ، و ستجد أن القرآن سماها وخص بذكرها خمس مرات كمنطقة واحدة ووحيدة لازال الوعي الشعبي إلى اليوم يحتفظ بتسميتها ، و ستجد احداث جل الانبياء وقعت بها ، و ستجد أنها منطقة تحوي مئات الآلاف من الأثار و الكتابات التصويرية التي سيكتب بها أي إنسان أول عاش على الأرض .
[إنّ أوّل بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا و هدى للعالمين] آل عمران
لاحظ و ركّز جيدا منطقة مصر جغرافيا في الصورة المرفقة ، لها تضاريس عامة تظهر لك شكل عين باكية في منطقتها الشمالية المسماة "دلتا النيل" ، ستلاحظ أن جزءها الشمالي يشكل شكل عين خضراء وسط صحراء شاسعة و ستجد جل الناس المصريين يسكنونها في مصر كونها منطقة صالحة للعيش وسط صحراء متصحرة محيطة بها ، ستلاحظ بشكل واضح أنها منطقة تشكل شكل عين و يسيل منها نهر يتجه جنوبا و يعتبر ثالث أكبر أنهار العالم ... سيعطيك المنظر العام في النهاية شكل واضح لصورة عين تبكي ، تلك المنطقة هي نفسها "بكة" سماها القرآن بهذا الإسم الوصفي كي تراها بوضوح وتتيقن من ذلك بشبهها الواضح لشكل تملكه نفسه و هو شكل العين التي تبكي .
[وفي الأرض آيات للموقنين - و في أنفسكم أفلا تبصرون] الذاريات .
عندما تذهب لمشاهدة الآثار و الكتابات المتواجدة بمصر ستجد كل المناطق الأثرية ، على كل الأشكال الاثرية على الحجر على الجدران على الأواني ، ستجد شكل ترميز تصويري و صور مرسومة لشكل عين باكية ، الغرب عندما تم تفكيك مغنى و إسم ذلك الرمز قرأه بإسم اعجمي محرف "أوجات" ، لكن الحقيقة أن ذلك الرمز التصويري للعين الباكية هو رمز يقصد به "بكة" ، وسبب كتابته في جل الاثار هناك هو للتعريف بالمنطقة على انها "بكة" قبلة الإسلام و الانبياء وأم القرى (أم الدنيا) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق