- الكتابة المتواجدة في مصر و القرآن -
منطقيا و عقلانيا الإنسان الأول عندما يبدأ كتابته فإنه سيلجأ للرسم و التصوير كطريقة للتعبير عن الكتابة ، ولو تعطي ولد صغير لم يدخل للمدرسة ورقة و قلم و تقول له أكتب لي أبوك و أمك سيرسم لك امراة و رجل و يقول لك هذه ماما و هذا بابا ... و بالتالي فإن كل الفرضيات و الكتب التي تؤلف و تستهلك من طرف الجماعة التي لديها عقدة تاريخية من دراسة الآثار المتواجدة في مصر و تتبنى اطروحاتها بأن كمشة الكتابات الأثرية التي لديها هي كلمات البداية و التاريخ هو كلام فاضي .
لماذا الكتابات الأثرية المتواجدة في مصر هي كتابات البداية التي لم يسبقها أثر في الوجود ؟
السبب منطقي و واضح و اللبيب بالإشارة يفهم ، فالكتابة التي سماها الغرب "هيروغليفية" و ادعى تفكيك كتاباتها و منطوقها هي كتابات اعتمدت غلى الصورة و الرسم في منطوقاتها ،و بالتالي فإن الإنسان الأول الذي دونها اعتمد على أفكار فطرية و طبيعية سيبدأ بها أي شخص بدأ الحياة ،و بالمقارنة مع الآثار المتواجدة في باقي المعمورة فإنها اعتمدت على حروف ستحتاج وقت طويل ومتطور حتى يتمكن الإنسان من اختراعها و الإتفاق عليها .
القرآن في خطابه منذ الآية الأولى يدعوا الناس إلى كتاب ، و يقول أن ذلك الكتاب لاريب فيه :
[ألف لام ميم - #ذلك الكتاب لاريب فيه هدى للمتقين ] البقرة .
وعندما تقرأ في آيات أخرى تجد القرآن يركز على ذكر آيات الكتاب و يقول بأن آيات الكتاب فصلت آياته قرءانا عربيا :
[ الۤرۚ تِلۡكَ ءَایَـٰتُ ٱلۡكِتَـٰبِ ٱلۡمُبِینِ إِنَّاۤ أَنزَلۡنَـٰهُ قُرۡءَ ٰ نًا عَرَبِیࣰّا لَّعَلَّكُمۡ تَعۡقِلُونَ] يوسف
بمعنى ألف آية و لام آية و راء آية و هي عبارة عن آيات منطوقها عربي كتبت به الكتابة الأولى التي انزلها الله .
[كِتَـٰبࣱ فُصِّلَتۡ ءَایَـٰتُهُۥ قُرۡءَانًا عَرَبِیࣰّا لِّقَوۡمࣲ یَعۡلَمُونَ](سورة فصلت 3)
الكتاب هو شيئ مكتوب اي حاجة مكتوبة و ليس قراءة ، القراءة هي عملية اخراج صوت معين من شيى مكتوب ... و القرآن يدعوك إلى شيئ مكتوب و سماه بالكتاب و قراءته عربية .
و في آيات أخرى يصف لك هذا الكتاب بأنه لا يوجد من هو أقدم منه ، بمعنى أنه اقدم كتابة وجدت على الأرض ..
[حمۤ تَنزِیلُ ٱلۡكِتَـٰبِ مِنَ ٱللَّهِ ٱلۡعَزِیزِ ٱلۡحَكِیممَا خَلَقۡنَا ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ وَمَا بَیۡنَهُمَاۤ إِلَّا بِٱلۡحَقِّ وَأَجَلࣲ مُّسَمࣰّىۚ وَٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ عَمَّاۤ أُنذِرُوا۟ مُعۡرِضُونَ قُلۡ أَرَءَیۡتُم مَّا تَدۡعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَرُونِی مَاذَا خَلَقُوا۟ مِنَ ٱلۡأَرۡضِ أَمۡ لَهُمۡ شِرۡكࣱ فِی ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِۖ ٱئۡتُونِی بِكِتَـٰبࣲ مِّن قَبۡلِ هَـٰذَاۤ أَوۡ أَثَـٰرَةࣲ مِّنۡ عِلۡمٍ إِن كُنتُمۡ صَـٰدِقِینَ](سورة الأحقاف 1 - 4)
القرآن الذي بين أيدينا و نقرأه حسب الآيات هو من ضمن الكتابة الاي انزلها الله ، و يصف القرآن هذه الكتابة بأنها كتابة لايوجد من قبلها أي كتابة ، و يذكر بعدها بأنها كتابة تملك آثار العلوم بالقول أن لايوحد آثارة من علم قبلها أيضا .
بالتفكير العقلي اللبيب ستجد ان الكتابات المتواجدة في مصر تحوي مئات الآلاف من الكتابات و لا زال إلى اليوم تخرج تلك الأرض الكتابات المدفونة تحت الأرض ، هي كتابة اعتمدت على التصوير و الرمز التصويري بمعنى أنها كتابة الفطرة التي كتب بها الإنسان و التي أنزلها الله على الأنبياء ...فعقليا و منطقيا لايوجد قبلها اي أثر لأنها هي الكتابة الأولى الاي انزلها الله .
المشكل الذي أبعد الناس عن تلك الكتابات هو أن الغرب بعدما جاء و دخل المنطقة عن طريق الإحتلال البريطاني و الفرنسي كان قد نشر الجهل و التقتيل و التشريد و قام بعدها بعمل محكم جعل الناس تتخلى عن تلك الكتابة و تنسى مفهومها و علاقتهم بها ، و الخطة الأبرز ضمن هذا المشروع كانت تحريف نطق تلك الكتابات و جعلها كتابات تتحدث عن شخصيات يونانية و جغرافيا تتطابق مع كتاب العهد القديم ..فنفي منها تاريخ الإسلام و أصبحت قراءتها قراءة محرفة ... و إلى اليوم يتم ابعاد عن الكتابات تلك و نفي التلريخ الإسلامي عنها خصوصا عندما اصبحت موجة الجماعة المفتونة بكتب المستشرقين تصدع بعبارة ان مصر الحالية ليست مصر القرآن و أن الكتابات المصرية لايوجد فيها ذكر الأنيياء و الإسلام .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق