أنت لما يكون معك كلام مقدس و يحوي داخله نبؤات (أحداث مستقبلية) تتنبأ بما سيحدث لهذه الأمة و يعطيك داخله الحلول للمشكلات التي حدثت ...فطبيعي أن أي شخص آخر يريد أن يبعدك عن فهم الخلل الذي حدث لك بواقعك اليوم سيقوم بخطوة واضحة و هي منعك من سماع هذا الخطاب الموجود داخل الكلام المقدس .
القرآن الكريم هو كلام يعترف و يقول بأنه نبأ عظيم ، لكن يعطيك مشكلة أن الناس المؤمنة به هم أناس معرضة عن هذه النبؤات :
[قل هو نبأ عظيم - أنتم عنه معرضون] ص .
عندما تبحث عن سبب هذه المشكلة ستجد في نفس كلام القرآن تشخيص واضح لسبب هذا الإعراض وهو أن الناس لاتسمع للقرآن بسبب خلل أحدثته جماعة عن طريق اللغو فيه :
[وَقَالَ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ لَا تَسۡمَعُوا۟ لِهَـٰذَا ٱلۡقُرۡءَانِ وَٱلۡغَوۡا۟ فِیهِ لَعَلَّكُمۡ تَغۡلِبُونَ ] فصّلت .
الذين كفروا لايستطيعون منع الناس من الإنصات و السماع للقرآن وتداوله فهو كلام مقدس و محفوظ داخل صدور المسلمين سواءا بحفظه شفاهة او الإعتناء بقراءته كي لايضيع ..لذلك هذه الجماعة لجئت إلى خطوة ثانية و هي اللغو فيه ، سيجعلك تستمع لهذا القرآن و تقرأه صباح مساء لكنه سيقوم بحيلة تجعلك لا تفهم خطابه و تفهم تفسيره بشكل خاطئ فتصبح تسمعه لكنك في الحقيقة لم تفهم ماسمعته لأنه بينك و بين مفهومه الحق حجاب لغو يلغي مايريده إيصاله لك ، و هو ماتم عمله فعلا لهذه الامة عندما جعلوا انباء القرآن احداث حدثت في قصة السيرة الوهمية و اطعموها بكتب اسباب النزول و كتب السيرة و كتب التفسير و بالخصوص الأعاجم التي تدعي تبيان معاني اللسان العربي في القرآن لكن في حقيقتها ما هي إلا معاجم أعجمية .
أكبر شيئ تم العمل عليه هو إقحام الكتب التي تحمل طابع شرح معاني الكلمات ، فمهمة هذه الكتب التي يطلق عليها "معاجم" لو تبحث حتى في تسميات مؤلفيها ستجدهم أناس جعلوهم ظهروا فجأة خلال القرن الثامن و التاسع للميلاد مع كتب أخرى تحمل طابع اسباب النزول و التفسير و الأحاديث ، الهدف الرئيسي من إدخال تلك الكتب إلى الفقه الإسلامي كان لإلغاء معاني النبوءات و العبث بالأحداث التي وقعت طوال زمن عيش هذه الأمة ، و قد تم ذلك عن طريق تحوير معاني الكلمات باللسان العربي إلى ما يسمى "اللغة" مع انك لو تبحث داخل القرآن لن تجد أي ذكر لكلمة اللغة فالقرآن يعترف بكلمة "اللسان العربي" ولا يعترف بكلمة "اللغة" .
كلمة معجم مصدرها اللساني هو "أعجمي" (معجم = أعجم ) ، و كذلك كلمة "لغة" لو تبحث عن مصدرها اللساني ستجدها مشتقة من كلمة " لغى - الغى - لغو" و اللغو هو كلمة استعملت للدلالة على إلغاء مفهوم حق بمفهوم آخر باطل مصبغ بالكذب ، حتى من جانب قواعد صياغة هذه الكلمة (لغة) فلها ارتباط مباشر باللغو ،و يمكن اكتشاف ذلك عن طريق التحويل الصيغة من المؤنث إلى المذكر :
- لغة (صيغة مؤنثة) = لغو (صيغة مذكرة)-
- هذه لغة (مؤنثة) = هذا لغو (مذكرة)-
- اللغة العربية (مؤنثة) = اللغو العربي (مذكرة)-
- قواعد اللغة (مؤنثة) = قواعد اللغو (مذكرة)-
أظن ان المعنى وصل ، فكتب مايسمى اللغة يحب التعامل معها بحذر ، خصوصا ما تعلق بالمعاجم التي تكذب على الناس بعبارة"كانت العرب قديما تسمي هذا الشيئ بكذا و كذا" ، و كنصيحة ننصح بها هي أنه يجب الوثوق بالكلمات المحلية المتوارثة لسانيا بنقاء و الموجودة في التراث الشعبي البعيد عن الكتب أكثر من أي معجم أو كتاب يحاول أن يعلمك معاني الكلمات القرآنية فالعبث قد وصل إلى حد كبير ، و كمبدأ أولي يجب كذلك أن يكون البحث عن مدلول الكلمة المراد معرفة معناها من القرآن أولا فإذا تعسر القرآن فإننا ننتقل للبحث عنها داخل اللهجات المحلية المتوارثة شعبيا .
من الكلمات التي تم اللغو فيها لإلغاء نبوءة القرآن حول مكان البيت الحرام الذي ببكة هو إدخال مفهوم خاطئ على أساس أن كلمة "مكة" هي نفسها معناها "بكة" وهذا شيئ خاطئ ومظلل هدفه جعل الناس تجري وراء تفسير خاطئ .
كلمة مكة ذكرت في موضع واحد وسلبي في القرآن ، وتتحدث النبوءة عن أناس تتغلب على ناس شر تصد الناس عن المسجد الحرام و تتخذ من مكة مكان إقامة لهم وأنه لولا وجود نساء ورجال مؤمنين يقيمون في ذلك المكان لما كف أيدي الناس التي تحاربهم :
{وَهُوَ ٱلَّذِی كَفَّ أَیۡدِیَهُمۡ عَنكُمۡ وَأَیۡدِیَكُمۡ عَنۡهُم بِبَطۡنِ مَكَّةَ مِنۢ بَعۡدِ أَنۡ أَظۡفَرَكُمۡ عَلَیۡهِمۡۚ وَكَانَ ٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ بَصِیرًا - هُمُ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ وَصَدُّوكُمۡ عَنِ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ وَٱلۡهَدۡیَ مَعۡكُوفًا أَن یَبۡلُغَ مَحِلَّهُۥۚ وَلَوۡلَا رِجَالࣱ مُّؤۡمِنُونَ وَنِسَاۤءࣱ مُّؤۡمِنَـٰتࣱ لَّمۡ تَعۡلَمُوهُمۡ أَن تَطَـُٔوهُمۡ فَتُصِیبَكُم مِّنۡهُم مَّعَرَّةُۢ بِغَیۡرِ عِلۡمࣲۖ لِّیُدۡخِلَ ٱللَّهُ فِی رَحۡمَتِهِۦ مَن یَشَاۤءُۚ لَوۡ تَزَیَّلُوا۟ لَعَذَّبۡنَا ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ مِنۡهُمۡ عَذَابًا أَلِیمًا} الفتح .
وبالمقابل كلمة بكة ذكرت في موضع آخر للدلالة و الإشارة على تصحيح و تدليل الناس على المسجد الحرام ببكة :
[إِنَّ أَوَّلَ بَیۡتࣲ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِی بِبَكَّةَ مُبَارَكࣰا وَهُدࣰى لِّلۡعَـٰلَمِینَ - فِیهِ ءَایَـٰتُۢ بَیِّنَـٰتࣱ مَّقَامُ إِبۡرَ ٰهِیمَۖ وَمَن دَخَلَهُۥ كَانَ ءَامِنࣰاۗ وَلِلَّهِ عَلَى ٱلنَّاسِ حِجُّ ٱلۡبَیۡتِ مَنِ ٱسۡتَطَاعَ إِلَیۡهِ سَبِیلࣰاۚ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَنِیٌّ عَنِ ٱلۡعَـٰلَمِینَ] آل عمران
الآية تصحح و تقول لك أن أول بيت وضع للناس ببكة ، بل و تضيف إسم إشارة "للذي" كتأكيد على التصحيح ، وتقول لك أنه فيه آيات بينات بمعنى وجود دلائل بينات تبيّن و تدل على أنه بيت عتيق فهو أول بيت وجد على الأرض ،و ليس البيت الحديث الذي لايملك أي دلالة تشير إلى أنه بيت قديم سواءا في محيطه أو حتى بطريقة بناءه التي استعملت به مواد حديثة و خدعوا الناس بأنه تعرض للترميم .
عند البحث داخل القرآن عن معنى كلمتي بكة و مكة لسانيا ، سنجد اشتقاقهما واضح ...
مكة مشتقة من كلمة مكاء أي الخداع ، وهناك أية واضحة تشير و تحاول ام تعطيك الكلمة و تعطيك توضيحات دالة على سبب استعمالها و هو الصد عن المسجد الحرام :
[وَمَا لَهُمۡ أَلَّا یُعَذِّبَهُمُ ٱللَّه وَهُمۡ یَصُدُّونَ عَنِ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ وَمَا كَانُوۤا۟ أَوۡلِیَاۤءَهُ إِنۡ أَوۡلِیَاۤؤُه إِلَّا ٱلۡمُتَّقُونَ وَلَـٰكِنَّ أَكۡثَرَهُمۡ لَا یَعۡلَمُونَ - وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمۡ عِندَ ٱلۡبَیۡتِ إِلَّا مُكَاۤءࣰ وَتَصۡدِیَةࣰۚ فَذُوقُوا۟ ٱلۡعَذَابَ بِمَا كُنتُمۡ تَكۡفُرُونَ } الأنفال .
صلاتهم عند البيت مكاءاو تصدية بمعنى صلاتهم عن البيت خداعا و تصدية عن المسجد الحرام ، لأنهم يخدعون الناس بأن البيت الذي يصلون فيه وأنهم خدام البيت الحرام هو خدعة و مكاء ، فلذلك سمى الله المنطقة التي يقطنون بها وواضعين فيها ذلك المسجد إسم مكة (مكة=مكاء) .
كلمة بكة هي الأخرى مصدرها واضح لسانيا (بكة = بكى = بكاء) ، فمنطقيا أن التسمية لها غلاقة مباشرة بعملية البكاء ، و عندما تبحث عن تضاريس مصر ستجد ان شمال مصر الأخضر و المؤهول بالسكان يتفرع عنه نهر النيل مشكلا شكل عين تبكي ، لذلك فالتسندمية هي تسمية جغرافية سمى بها القرآن هذه المنطقة لأن تضاريسها تشبه العين الباكية ..ولكم الإطلاع على المقالات التي توضح هذا الشيئ على المدونة :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق