الجمعة، 8 يناير 2021

-معنى إسم مصر و علاقته بأم القرى-

- مصر الصَّارّة الجامعة و اللامة (أم القرى) -

الانسان بفطرته عندما يطلق تسمية معينة فهو يعتمد بدرجة عقلانية على خصائص الشيئ المسمى ، بمعنى أن الإنسان عندما يسمي مثلا منطقة معينة فإنه يطلق عليها إسم يتلائم مع وصفها الجغرافي أو الإجتماعي أو أي خاصية و ميزة تمثل السمة الأبرز لتلك المنطقة .

عند البحث في القرآن نجد أن إسم مصر ذكر كمنطقة دارت فيها احداث أنبياء يذكر الله قصصهم ، فإسم "مصر" ليس إسم عشوائي و ليس لفظة عشوائية أطلقها القرآن عبثا عن تلك المنطقة ، إنما هي تسمية تستند إلى معنى معين تتميز به تلك المنطقة .

منطقيا عندما نؤصّل كلمة "مصر" فإن مصدرها اللساني ينتمي لكلمة "صرّ" والصر هو معنى فعلي يقصد به الجمع و اللم و الحصر داخل شيئ واحد ، و بغض النظر عن قواعد اللغة التي هي قواعد الفت عن طريق اناس كتبوها في الكتب و جعلوها مقياس يعتمد عليه من بعدهم فيمكننا أن نبحث بشكل حر عن صيغة الكلمة :
الكلمة تتكون من شقّين " م + صر" ...
المتعارف عليه أن الميم التي تقرأ في بداية بعض الأسماء تكون ميما تحوًل الفعل إلى إسم أو إلى مفعول أو حال ، مثلا :
فكّ (فعل) - مفك (بعد إضافة الميم) .
فرّ (فعل) - مفر (بعد إضافة الميم).
قرّ (فعل) - مقر (بعد إضافة الميم) .
حلّ (فعل) - محل (بعد إضافة الميم) .

فكذلك كلمة مصر مصدرها الفعلي هو الفعل "صرّ" و بعد إضافة الميم أصبحت إسما "مصر" .
صرّ (فعل) - مصر (بعد إضافة الميم) .

الآن ، إذا علمنا أن المصدر الفعلي لإسم "مصر" هو كلمة "صر" فما معناها عربيا ، فالقرآن نزل بلسان عربي و كل ألفاظه عربيه ، وعندما نبحث عن كلمة "صر" نجدها كلمة متداولة في اللسان العربي و تعني ضم الشيئ و لمّه ، فلربما هذه المفردة لا تتداول في اللغة الفصحى كثيرا لكن لو تبحث في اللسان الشعبي النقي الذي تعايش منذ قرون مع القرآن ستجد هذه الكلمة ، و ستجد أيضا انها تستخدم كإسم يطلق على كيس النقود الذي يجمع و يلم فيه النقود وهو عبارة عن كيس كان يستعمل قديما و يملك خيوط متميزة كلما ربطت و ضمت  تجد قطعة القماش تجمع و تحصر النقود و تنكمش عليها ، فوظيفة ذلك الكيس كانت لمّ و جمع النقود أو أي شيى ثمين كالمجوهرات ... فقد تم تسميتها "صُرّه" لأنها تلم و تجمع النقود .
حتى في لساننا الشعبي إلى اليوم نتداول فعل الصر كمفردة نستعملها عندما نطلب جمع و لم شيئ في كيس .

فإذا منطقيا القرآن أطلق إسم ووصف الصر على مصر لأنها منطقة تملك خاصية اللم و الجمع ، و هي بمثل ما ذكرنا سابقا في مقالات سابقة أنها المنطقة و البؤرة التي بدأ منها إنتشار ذرية إبراهيم فهي أم القرى ،  او كما يطلق عليها شعبيا "أم الدنيا" .. فالناس كانت تتجمع فيها و تلتم فيها كونها المنطقة التي فيها المسجد الحرام و كان الناس يجتمع فيها من كل حدب و صوب ، كما أنها البلد الذي يحوي 95٪ من آثار العالم و لازالت إلى اليوم تلك الارض يخرج منها التوابيت و الكتابات .
صر = جمع و لم .
مصر = الجامعة و اللامة للبشرية .

عندما نبحث في الكتابات المتواجدة في مصر و التي قلنا أنها كتابة قراءتها عربية مبينة لولا أن أن حرف منطوقها البعثات الغربية التي دخلت مع الاحتلال الفرنسي و البريطاني الذي قضى على ذاكرة الشعب و حوّر كتابة هذه الامة إلى منطوقات محرفة .
فتجد رمز تصويري (آية) مرسوم فيها شكل "صرة  النقود " فتلك القطعة من القماش كما اسفل الصورة تقرأ "صر" فالإسم المذكر لكلمة "صره" هو "صر" و الناس كانت تسميها بإسم مذكر ، و عن طريقها تم كتابة كلمة "مصر" (م + صر) و لو يكون لنا بحث واقعي استكشافي في الكتابات المصرية فسنعرف قراءة كلمة هذا البلد الذي نقش إسمه بكتابة عربية مبينة على الألواح و الآثار التي إلى اليوم يتلاعبون بمنطوقها .
.
.
.
.
.
.
يتبع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق