نحن لا نملك نظرة تهكمية عن أي عادات أو تقاليد لدى أي شعب في هذه الأرض ، بل بالعكس علينا أن نتناول أي ظاهرة أو تراث مجتمعي بنظرة تحليل مهما كان مخالفا لنا ... ربما هناك عادات نملكها نحن هي في نظر الغير مدعاة للسخرية ، و ربما تلك العاداة و الظواهر هم خير فيها منا .
أولا علينا الإشارة إلى أن إسم الطقس له علاقة بالطقس المناخي المعروف ، فهو يعبر عن عادات و تقاليد مرتبطة بالفرحة و الاحتفال بالتغيرات الطبيعية الموسمية التي تحدثها فصول السنة .. مثلا في مجتمعي الذي أقيم فيه هناك احتفالية تقام في الربيع احتفالات بدخول هذا الموسم و تعمل فيه طقوس خاصة ( اكل طبق خاص يحضر بالتمر و شراء سلل خاصة توصع فيها حلويات للاطفال و اخراجهم للتنزه في المناطق التي تنبت فيها الازهار ..) .. هذه العادات أصبحت تندثر ، و هذا كله بفعل الخطاب الديني المتبنى من الناس المتشددة التي تحلل و تحرم و تصنع المجتمعات وفق المخابر المهندسة لعقول الشعوب (بدعة ، حرام ، لم يثبت عن الرسول ..الخ) ، و هدفها تحوير فكرة الدين عن أصلها الفطري لصالح افكار ميتة لا تملك أي صفة حمد و تدبر في الكون و الخلق .
فكرة الهالوين تقام في نهاية شهر أكتوبر ، وتعتمد على ثمرة "اليقطين" ، و بالإضافة إلى إعتماد لباس مخيف و أقنعة يلبسها الناس .. فما علاقة هاذين الخاصيتين بهذا الموسم بالضبط ؟
فكرة التعبير عن الخوف و علاقتها بأكتوبر ؟
فكرة الإحتفال به في نهاية شهر أكتوبر تعود لكون فصل الخريف بلغ أشده ، بحيث تقريبا كل الاشجار تساقطت اوراقها بعد مرور شهرين كاملين من دخوله .. و مثل ماهو معروف فإن غياب الإخضرار و الأشجار المثمرة يضفي طابعا من الكئابة و الخوف حتى من النظر إليها في هذا الفصل .. حتى أننا في الصغر كنا نعاني من الرعب ليلا عندما تأتي سفة ريح خفيفة على الاشجار التي تساقطت كل اوراقها خصوصا بفترة الليل ، فلا تسمع إلا صوت الاوراق اليابسة يسير بها الهواء وتعطي نوعا من الخوف ...وكذلك فإن ارتباط إسم الخريف بهذا الفصل له علاقة بالخرف (خريف = الخرف ) ، فهذا الفصل يعبر عن وصول المناخ لمرحلة الشيخوخة و في نفس الوقت بداية موسم جديد بأمطار .. هو مايعبر عن فكرة الخرف الذي يعاني منه الناس الطاعنة في السن ليصبح يرى أشياء غير موجودة و يتهلوس بأشياء غريبة .. كما أن هناك تشخيص غريب لاحظته عند سؤالي لعدة اناس ، و هو انه في هذه الفترة الناس تصبح ترى كوابيس و منامات مزعجة و مخيفة نوعا ما .. و اعتقد أن هذا عائد لكئابة الجو الخريفي و هو ما يؤثر على نفسية الناس عند نومها .. فيجد الإنسان نفسه يحلم بأحلام تضعه في مواقف مخيفة و مرعبة .
و اعتقد تمام اليقين أن اللباس المخيف و الأقنعة تعبر عن المنامات الغريبة و المخيفة للكوابيس التي يراها الناس نتيجة هذا الفصل الخرف ... فالإنسان يتاثر بحسب حالة بيئة الجو و الطقس الذي يعيش داخله .
ما علاقة اليقطين بالتخويف و الرعب ؟
تعتبر الفترة الحالية من أكتوبر هي فترة نضوج هذه الثمرة بكميات كبيرة و بجودة أحسن ، و أحسن ما يحضر بثمرة اليقطين هو حلوى او مربى اليقطين (قرع العسل )كون هذه الثمرة تصنف من الثمار الحلوة المذاق .. و لو تلاحظ معي أن لونها قريب من لون العسل الذي يشتهر بمذاقه الحلو كما أن لونها كذلك يشبه لون اوراق الشجر اليابسة التي تتساقط في هذا الفصل .. فهل هذه الثمرة هي الثمرة الحلوة التي تزيل إكتئاب هذا الفصل ؟
أعتقد ان سبب تسمية الهالوين خرج من ثقافة قديمة كانت تحتفل بهذه الثمرة في وسط هذا الخريف ... لو تلاحظ معي ان الكلمة محرفة تقريبا عن عبارة "الحلو وين" (أين الحلو ) ، فقط الحاء نطقت قاف كون الشعوب الاعجمية تنطق الحاء هاءا ..
أما عن طقس بحث اولئك الناس الذين يلبسون اللباس المخيف و المرعب بالبحث عن هذه الثمرة أو تصويرها بأنها مخيفة .. فهو عائدة لفكرة تحسين المزاج من الإكتئاب بأكل الحلو الذي تمثله هذه الثمرة الحلوة (اليقطين) ، و كما هو معروف فإن أكل المذاق الحلو له علاقة بتحسين المزاج و بالتالي القضاء نوعا ما عن رؤية الكوابيس و الأحلام المخيفة .. و هذا مايفسر أيضا عادة أكل الحلويات بعد وجبة العشاء أو قبل النوم لتحسين المزاج .
فكرة تأصيل هذه العادة لأصول خاطئة تعود للديانة المسيحية لا تختلف عن فكرة شيوخ الدين المؤدلجين سياسيا الذين يصورونها بأنها عيد الشيطان و باقي التخاريف التي تبعد اصول هذا التراث .. فكلاهم يسعى للقضاء على تماسك المجتمعات و تفكيكها و ذلك بإزالة كل التراث المادي و اللامادي الذي يجمعهم .
[ يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر و أنثى و جعلناكم شعوبا و قبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله اتقاكم إن الله عليكم خبير ] الحجرات .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق