البحث في أصول الاسماء هو طريقة و منهجية علمية دقيقة ، لأن الاسماء هي عبارة عن برنامج كبير مترابط إذا تمكنت من تفكيكه تكون قد وصلت للمعاني الأولى للظواهر و الأشياء التي حولنا .
نحن عندما نسمع مصطلح ظاهرة الزلزلة مؤنثا أو الزلزال مذكرا .. فما هو المصدر الأول لهذا المصطلح و من أين جاءت أصوله و لماذا تم تسميته كظاهرة بهذا الإسم ؟
كتعريف بسيط عامي فإن الزلزلة هي عبارة عن اهتزاز أرضي ينتج عنه تشقق الأرض و سقوط كل الأساسات التي فوقها ... لكن لماذا تم تسمية هذه الظاهرة الأرضية بهذا الإسم ؟
لو نتفحص في الأصل اللساني للإسم فهو خارج من "زلزل" و نجده مكون من شقّين "زل زل" ... فما هو المعنى الأصل لكلمة "زل" ؟
ربما فإن أول بادرة لسماعنا لمنطوق "زل" ستسير بنا إلى فعل "الإزالة" (زل ، زال ، يزيل ، إزالة) .. و هذا صحيح فهناك رابط بين هذا الفعل و حادثة الزلازل ، لأن أصل الزلزال كظاهرة هو إزالة كل ما بني فوق الأرض .
دعونا نتعمق أيضا في أصل هذا الإسم .. فكلمة "زل" كإسم هي كذلك مفردة و جمعها "زلال" ... و الزلال هو تعبير عن السوائل اللزجة ، مثلا زلال البيض الذي هو بياض البيض فهو سائل لزج .
عندما نرجع للقرآن نجد أنه يربط بين الزلزلة كظاهرة و بين أثقال الأرض :
[ إذا زلزلت الأرض زلزالها و أخرجت الأرض أثقالها وقال الإنسان مالها ] الزلزلة .
و البترول هو عبارة عن سائل لزج يتم استخراجه من باطن أثقال الأرض .
لو تبحث في مفردة "زل" تجدها كذلك في كلمات "زليج" أو "زلق" .
زليج (زل يج) + زلق (زل ق) ، و التزلق يحدث عندما تتزلج الرجل على الأرض الذي يكون عليها سائل لزج .. و حتى كلمة "لزج" فيها شق "لز ج" بكون "لز" عكس "زل" .
كلها مرادفات تصب في أن كلمة زل تعني السائل اللزج .
منطقيا فإن الأرض تحوي في باطنها سوائل لزجة منها البترول و استخراج هذا السائل سيتسبب في تغيير البنية التحتية للأرض (سواءا بتغير موقعه عند سحبه ، أو ترك مساحات تحت الأرض عند سحبه) ، و مما لا شك فيه أن هذا التلاعب سيحدث إنزلاقات صخرية تحت الأرض و هذا يؤدي إلى اهتزازات و انشقاقات فوق الأرض .
مصطلح الزلزلة عند العودة لأكثر ظاهرة يمثلها هذا الإسم فإنها ستكون بسبب التلاعب بالبنية التحتية للأرض .. خصوصا عندما نعلم أن هناك تكسيرات للصخور تحت مئات الأمتار تحت الأرض من أجل استخراج الطاقة الأحفورية ، دون ذكر عملية حقن المياه التي تضغط باطن الأرض من أجل انفجار نافورات الغاز و البترول .
الزلزلة مثلها مثل أي ظاهرة و كارثة أخرى لا تحدث إلا بوجود فاعل متسبب يتسب في إحداث خلل قاعدي في أو الأرض أو الجو أو في أي ميزان طبيعي للطبيعة .
[ظهر الفساد في البر و البحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون] الروم .
[ و ما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم و يعفوا عن كثير ] الشورى .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق