أحيانا و رغم أننا نتبع أيام الاسبوع إلا ننسى اليوم الذي نحن فيه .. حتى العاملين أو الذين يدرسون ينسون اليوم الذي هم فيه إلا من خلال العودة إلى الأجندة و رؤية تسمية اليوم ، و اظن أن هذا النسيان قد مر علينا جميعا و كلنا نسأل بعضنا "ما هو اليوم الذي نحن فيه" .. هذا ما يجعلنا نتساءل إذا ما غابت الأجندات و أوراق التقويم : هل هناك طريقة طبيعية محكمة تمكننا من معرفة اليوم الذي نحن فيه ؟ .. الحقيقة نعم .
طرحت في المنشور السابق فكرة أن الشهر يبدأ بوضعية القمر المكتملة و ليس بليلة الشك التي تعتمد على الهلال ، لأن هذه الطريقة لم تكرس إلا التفرقة و التضليل بين الناس ... و بيّنا أن إسم "البدر" الذي يطلق على اكتمال القمر معناه أتى من "البادرة" أي بادرة الشهر و هي بدايته .
الآن ، إذا كان للقمر دورة زمنية واحدة تبدأ به بدرا ، فهل يمكن أن يكون له يوم ثابت يبدأ به شهريا ؟
[هو الذي خلق السماوات و الأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش ] الحديد
الله في القرآن يذكر بأنه خلق السماوات و الأرض في ستة أيام ، بمعنى أن هناك ستة أيام ثابتة داخلة في تكوين الخلق ، و هذا ما يعطبنا منطقية أن هناك ستة أيام موجودة و ليس سبعة .
منطقيا هناك ترتيب و تنظيم يجعل :
بداية كل شهر من الأشهر الإثنى عشر في يوم محدد يتكرر مع بداية كل شهر .
هذا اليوم يكون يوم بداية الترتيب للأيام الستة .
هذا اليوم يكون نفس اليوم الذي يبتدأ به الشهر الأول من السنة كباقي الأشهر و بالتالي يكون هو نفسه اليوم الذي تفتتح به كل سنة جديدة .
إذا طبقنا نظرية أن عدد الأيام هو ستة و عدد أيام الشهر هي 30 ، فهذا يجعل من كون دورة القمر التي لها ثلاثين يوم هي إعجاز خلقه الله ليجعل بداية الشهر تكون في يوم واحد محدد لا يتغير .. وهو يوم الإثنين .
لماذا يوم الإثنين ؟ .. و كيف ؟؟
الحقيقة أننا نتساءل عن سبب التسمية الإنجليزية ليوم الإثنين ب monday ..
Mon(مون) = هو القمر بالإنجليزية
Day = هو اليوم بالانجليزية
Monday = moon day = يوم القمر.
كذلك في الفرنسية يوم الإثنين إسمه Lundi , و القمر إسمه Lune .. فتلاحظ أن كلمة Lundi مقسمة إلى شقين Lune di و معناها "القمر قال" ، أي ان هذا اليوم و كأنه يقصد به "القمر تكلم و أذن" .
لماذا يجب أن يكون يوم الإثنين هو يوم بداية القمر الآذن ببداية الشهر ؟
ذكرنا أن عدد الايام هو ستة و ليس سبعة ، فإذا هناك يوم زائد أو مكرر من هذه الأيام :
الأحد الإثنين الثلاثاء الأربعاء الخميس الجمعة السبت .
إذا مشينا بمنطقية أن هناك يوم يسمى الأحد ، فهذه التسمية تبدوا غريبة نوعا ما ؟ لماذا ؟
لأن الأحد هو الله فهو صفة من صفاته الحسنى .. عندما نقول يوم الأحد بال التعريف فهو صفة من صفات الله و إسم من أسماءه ، و بالتالي فيجب معرفة أن نطقك ليوم الأحد كقولك "يوم الله" .
عندما نبحث نبحث في ثقافة القرآن عن يوم من أيام الله فنجده يوم الجمعة :
"يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله و ذروا البيع ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون" الجمعة .
و بالتالي فإن يوم الجمعة هو نفسه يوم الأحد أي يوم الله ، فهذا اليوم خصص لإجتماع الناس لذكر الله فهو يوم الله أي يوم الله الأحد المخصص لذكره .. هو يوم تعبدي مخصص لذكر الله و حث القرآن على ترك البيع وقت المناداة للصلاة هو دعوة لاعتماد هذا اليوم كيوم تعبدي .
يوم الجمعة في أصله يوم تجمع الناس لأجل ذكر الله لذلك لقب بيوم الجمعة و أصل تسميته هو يوم الأحد (جمعة = تجمع الناس) .
إذا هكذا يكون معنا ست أيام هي كالتالي :
الإثنين > الثلاثاء > الأربعاء > الخميس > السبت > الأحد (الجمعة) .
هذا الترتيب يجعل من يوم الإثنين يوم بداية كل الشهور و الأساببع و الأعوام .. و هذا طبعا يرجع لكون 6 من قواسم 30 ، و أقرب جذر للعدد 30 هو بين العدد 5 و 6 (..5.47=30√) .
في الجدول أسفله حركة الأيام اتباعا لدورة القمر الثلاثينية ، بحيث يبدأ القمر بيوم الإثنين و ينتهي بيوم الأحد (الجمعة) ، و يعيد دورته الشهرية كل مرة بنفس هذا اليوم(الإثنين) .
لقد تساءلت مرارا عن سبب تسمية الدول المغاربية لإسم الأسبوع باسم "السمانة" و هل أخذت اللغة الفرنسية هذه التسمية لتسمية الأسبوع ب "semain"(سمان) ، و تساءت أيضا عن عدم وجود إسم خاص لدورة الأيام المعروفة بدل إسم أسبوع المشتق من إسم سبعة ، تحس و كأن الإسم يريد أن يرسخ عدد الأيام السبع .
عند العودة لتسمية شعوب الدول المغاربية للأسبوع بإسم "سمانة" و للفرنسية بإسم "سُمان" .. فإن يظهر في فكرك طائر السمان المعروف (أنثى : سمانة .. ذكر = سمان ) .
طائر السمان تلاحظ أن رجليه عندما يمشي عليهم و يرتكز فإنه يرتكز على 6 أصابع (3يمين و ثلاثة شمال) ، بمشية و ارتكاز غريب ، و كأن تسميته مابعة من كون رجليه تمثل ايام الأسبوع الحقيقية الست .
دائما اتساءل عن سبب تسمية الفرنسيين للرقم 7 بإسم سات كنطق قريب للرقم "ست" أي ستة بدل أيام الأسبوع السبعة ، كما أنه يكتبونه "sept" و كأنك تقرأ إسم "السبت" كإيحاء للأيام الطبيعية .
حتى كتابة الرقمين 6 و 7 .. تلاحظ أن الرقم ستة يشبه الفاصلة بشكل مكبر (،) و كأنه يوحي أن هذا الرقم له علاقة بالفصل بين الاسبوعين اي أنه آخر يوم في الاسبوع .. كذلك الرقم 7 الذي بعده يوحي لك بأنه رقم 1 منحرف لليسار بزاوية ثلاثين درجة كدلالة أنه اليوم الأول بعد اليوم السادس لإعادة دورة الاسبوع و زاوية الثلاثين الدرجة المنحرف بها هي كدلالة على أيام الشهر الثلاثين .
كذلك تجدهم يختصرون إسم الساتل الذي هو القمر الصناعي في إسم "سات" ، نايل سات ، عرب سات ، بدر سات .. فتلاحظ أن كلمة سات قريبة من كلمة "ست" التي تعني اليوم السادس الذي هو عدد أيام الأسبوع .
شكل الساعة الدائري هو بمثابة القمر ، مؤشر دوران الساعات ال12 يمثل الأشهر الإثنى عشر ، مؤشر الدقائق الذي يمر بين الرقم و الرقم مقسم إلى 5 دقائق وهو يمثل عدد الأسابيع الخمس لكل شهر ، مؤشر الثواني الذي يستغرق 60 ثانية بين كل دقيقة و أخرى يمثل عدد الايام 6 بحذف الصفر .
.
.
.
.
يتبع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق