أي تسمية لها أصل و معنى و لم تاتي من فراغ ، فالتسمية العربية للبقر لم تاتي من محظ ضربة حظ أو عدم تقدير .. ما معنى البقر ؟
عند تحليل الإسم نجده في لفظه الطبيعي مكون من شقين " ب+ قر " و هذا الإسم يقودنا مباشرة للفظ مشابه و هو لفظ "مقر" (م + قر ) .. فالمعلاقة بين الإسمين ؟
لفظ مقر الأصل به أننا نطلقه لتحديد الأماكن الثابتة التي يقيم فيها الشيئ المعيّن ، فمثلا نقول "مقر الرئيسي" أي تحديد المكان الرئيسي بالنسبة للشيئ المعيّن سواءا شخص أو شيئ منقول أو عقّار ... كما أن الكلمة في حد ذاتها تحوي مقطعين و هما 'م + قر' .. و هذا راجع لكون :
• م = تعني الأم .. مثلا نقول مسكن أي أم السكن ،"م" يعني أم اي المنبت أو الأصل التي تمثله الام .
• قر = تعني المكان الثابت لإقامة الشيئ ، و منها اشتقت كلمة "مستقر" ..
[ و لكم في الأرض مستقر و متاع إلى حين ] الاعراف .
لأن الأرض هي المكان الثابت الذي نقيم فيه ، فهي "مستقر" .
[ إلى ربك يومئذ المستقر ] القيامة .
أي أن مكان الأرض التي نقيم عليها سيعود ملكه لربنا .
[ و كذبوا و اتبعوا اهواءهم و كل أمر مستقر ] القمر .
أي كل أمر يأتي في مكانه .
[و الشمس تجري لمستقر لها ] يس .
أي أن الشمس تجري لمكان لها تقيم فيه .
مستفعل = مست + فعل .
مستعمل = مست + عمل.
مستقر = مست + قر .
و منه نلاحظ أن كلمة "قر" تعني تحديد المكان بصفة عامة .
الآن عندما نعود للفظة البقر "بقر" فكذلك هي مكونة من شقّين :
بقر = ب + قر .. أي أنها تعني أب(الأب) قر(مكان).
أي اللفظ في حد ذاته جاء من تحديده لأصل مكان معيّن .
كذلك كلمة "قبر" الذي هو المستقر الذي يرجع له الإنسان بعد موته و قبل بعثه كلماتها مبعثرة عن كلمة "بقر" .. ( ب ق ر - ق ب ر ) .
وكلها دلالات تشير لعلاقة البقر كإسم بمعنى تحديد مكان معين.
المكان المعيّن الذي تحدده البقرة هو ماذكرناه حول قارة أوروبا التي تشبه في شكلها شكل البقرة الموصوفة في لغز أمر موسى بذبحها ، فحتى إسم القارات التي هي قطع متجاورات جاء من أصله "قر" أي المكان ( قارة - قار - قر ) .
[قالوا ادعوا لنا ربّك يبيّن لنا ما لونها - قال إنّه يقول إنّها بقرة صفراء فاقع لونها تسر الناظرين ] البقرة .
عند العودة للغز البقرة نجد وصف اللون الأصفر لها و انه فاقع يسر الناظرين ، و هو ماذكرناه حول أن اخضرار أوروبا و بهجتها الذي يسر الناظرين ناتج عن تسببها في تصحر الجزء الجنوبي المقابل لها من إفريقيا الذي أصبح مصفرا ، و ذلك عن طريق قناة السويس التي أخلطلت البحران العذب و المالح و تسببت في نكوس مياه الأنهار الجوفية .
لكن هناك سر آخر في هذا اللغز و هو في علاقة اللون الأصفر الفاقع بشعار السفر ، أين تجد أن وسائل النقل للسفر تلون باللون الأصفر الفاقع .. فمالعلاقة ؟
و الحقيقة أنه مباشرة عند تذكر علاقة إسم البقرة بالقر الذي هو المكان ، يأتيك ذكر آخر له علاقة باللون الأصفر و هو كثير السفر و النظر إليه فيه بهجة :
[و الشمس تجري لمستقر لها ] يس .
الشمس بلونها الأصفر الفاقع عندما تشرق صباحا يكون النظر إليها مبهجا و فيه سرور للناظرين .
كما أن الشمس لها وضعية الضحى أين يشتد إصفرارها الفاقع ، و إسم الضحى له علاقة بالأضحية التي تذبح كما تذبح البقرة ، و في الآيات موسى يأمر قومه بذبح البقرة .
كذلك الشمس هي كثيرة السفر و وتتنقل من مكان إلى مكان من شروقها إلى غروبها .
كذلك لفظة السفر لها نفس لفظ صَفر (الأصفر) .
و مثلما يعرف الجميع فإن تعريف السفر هو الذهاب من مكان إلى مكان آخر .. أي له علاقة بمقر معين نحدده للذهاب إليه .
وهذا يدل على أن سر ذكر اللون الأصفر الفاقع لونه هو رابط جديد يحدد لك أن اللغز يتعلق بتحديد مكان معين يجب ان تسافر له بعقلك عن طريق فك اللغز ، و أن البقرة لها علاقة واضحة بتحديد مكان معين .
كذلك نجد أن اللون الأصفر في القرآن مربوط بالجمالات الصفر ..
[إنها ترمي بشرر كالقصر كأنه جمالات صفر ] المرسلات .
جمالات = جمع جموع لكلمة جمل .. اي عدة قطعان من الجمال عندما تمشي في قوافل و نراها من بعيد ... لكن الآية ذكرتها بلون أصفر (صفر) بلونها ، و هذا يرجعنا لذكر البقرة الصفراء .
جمل = جمال = جمالات .
و كما هو معروف فإن الجمال لها علاقة بالترحال و السفر (يسيرون بها قديما من مكان لمكان للهجرة و السفر ) ،و الجمل كما ذكرنا في مناشير سابقة هو الوادي الذي يطلق عليه اليوم وادي النيل ، بتعرجاته التي تشبه رأس و حدبة الجمل ، و أنه يجب ان يربط بالبحر العذب الذي تملح بسبب قناة السويس .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق