رغم بعض اللغو في كلام البشر إلاّ أنه بجب معرفة أنّ كل ألسنة العالم لها جذر و أصل واحد .. ودراسة علم الكلام يجب فيه التحلي بالحيادية و تقبل كلام الآخر للوصول إلى نقاط الإشتراك التي ستوصلك لنتائج .
[ ومن آياته خلق السماوات و الأرض و اختلاف ألسنتكم و ألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين ] الروم .
بمثل ما نحن بشر لاختلاف الوان بشرتنا فكذلك اختلاف ألسنتنا .
كلمة فرات الواردة في القرآن وردت لتصف طبيعة مياه البحر العذب :
[ وهو الذي مرج البحرين هذا عذب فرات و هذا ملح أجاج ] الفرقان .
[و مايستوي البحران هذا عذب فرات سائغ شرابه و هذا ملح أجاج ] فاطر .
كلمة فرات في الإنجليزية و الفرنسية لها نفس النطق تقريبا لكن بتشكيل مغاير نوعا ما ( fruit) , و المعنى لهذه الكلمة هو الإشارة للفاكهة ... فما العلاقة ؟
عندما نذكر الفاكهة فإننا تلقائيا نتذكر حلاوتها ، و بالتالي فإن إسم الفرات تم استعماله في هذه الشعوب لوصف الشي الاكثر حلاوة و هي الفواكه ، و أصل الإسم هو الفرات أي الحلو ... و إلى اليوم فإننا نصف المياه المعدنية بالمياه الحلوة عكس التي تكون دون طعم تقريبا .
كذلك لو تبحث في الإنجليزية تجد أنّ الرقم 4 يقرأ (four) و هو اختصار لكلمة فرات أي الفاكهة .. لماذا ؟
لأن الشيئ الأكثر تحديد لاختلاف الفصول هو تغير الفواكه ، فكل فصل له فاكهته التي تنمو فيه .. مثلا الشتاء بالبرتقال و الربيع بالفراولة و الصيف بالبطيخ و الخريف بالرمان .
كذلك نحن نستخدم رمز الفاصلة (،) في الكتابة كتحديد للفصل بين العبارات ، و عندما تدقق في شكل الفاصلة تجدها تشبه البذرة عندما تغرس و ينمو رشيمها (،،،،) .. و سبب استعمالها في الفاصلة كون الفصول تتغير و يتغير معها المناخ لتنموا و تنضج نباتات جديدة .. و إسم الفاصلة مصدره الفصل الذي بتغيره يفصل بين نبتة و أخرى .
الحقيقة أن الفصل و الفصول تجعلنا نتذكر عملية القطع و كذلك تجعلني اتذكر الأشجار الثمرية للفواكه مثل الرمان و الخوخ و التين فهذه الأشجار هناك طرق أخرى لغرسها بدل البذور ، و هي عن طريق فصل أو قطع غصن منها و تزبيره ليغرس في الأرض المناسبة لينموا ... فهل من هذه العبرة يمكننا استنتاج شيئ تريده منا هذه العملية ؟
في القرآن نجد لعلاقة الفواكه بالقطع ، و ذلك في قصة يوسف مع النسوة اللاتي قطعن أيديهن :
[فلما سمعت بمكرهن أرسلت إليهنّ و أعتدت لهن متكئا و آتت كل واحد منهن سكينا و قالت أخرج عليهنّ فلما رأينه أكبرنه و قطعن أيديهنّ ] يوسف .
جلسة الإتكاء مقرونة في القرآن بالتفكه بالفواكه .. وواضح أن وجود السكين يدل على وجود فاكهة تقطع :
[ إِنَّ أَصۡحَـٰبَ ٱلۡجَنَّةِ ٱلۡیَوۡمَ فِی شُغُلࣲ فَـٰكِهُونَ - هُمۡ وَأَزۡوَ ٰجُهُمۡ فِی ظِلَـٰلٍ عَلَى ٱلۡأَرَاۤئكِ مُتَّكِـُٔونَ - لَهُمۡ فِیهَا فَـٰكِهَةࣱ وَلَهُم مَّا یَدَّعُونَ]يس
هنا نلاحظ علاقة السكّين بالفواكه ، و مثل ماهو معروف فإنّ الفواكه حلاوتها في استعمال السكين معها كتقطيع التفاح أو الفتح البطيخ ..الخ ، و السبب في استعمال امرأة العزيز لهذا المتكئ مع النسوة هو اضفاء روح الهدوء و السكينة على المجلس و هنا نستنتج علاقة إسم السكين ببعث السكينة عند استعماله في أكل الفواكه (سكين = سكينة ) .
كذلك نجد آية :
[قالوا يا مريم لقد جئتي شيئا فريا ، يا أخت هارون ما كان أبوك امرئ سوء و ما كانت أمك بغيا ] مريم .
فريا هنا معناها مقطوعا ، أي فعلت شيئا منقطعا عن أفعال نسبك (لم يفعله نسبك) .
لو تلاحظ كذلك فإن البطاطس المقلية التي تقطع اصابعا تسمى "فريت" .
بحر عذب > فرات > فاكهة > فصل > سكين > قطع ؟
البحث ف جذر الفرات يرجعنا لحقيقة البحر العذب و علاقتها بالقص و حيوان التمساح الذي ذكرنا أن اسمه الحق هو القصص .. و المناشير على الروابط في التعليق الأول .
ماتبقى من الماء الفرات و هي المياه المعدنية في بعض مناطق الارض و الجبال هي كالصهريج الذي تبقى فيه بعض الماء المتحجر قبل تمليح البحر بخلطه بالملح الأجاج .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق