‐ اليونان و اليهود .. كيف يعطي الغرب شرعية تاريخية له على ارضنا ‐
أقدم رواية يعتمد عليها اليونان في اثبات تواجدهم على هذه الأرض هي كتاب هيرودتس الذي قالو أنه كتب أربع قرون قبل الميلاد .
اقدم رواية يعتمد عليها اليهود في اثبات تواجدهم كشعب في هذه الأرض هو العهد القديم الذي قالوا أنه كتب قرونا قبل الميلاد .
تلتقي رواية اليونان و اليهود في نقطة القرن الثالث قبل الميلاد ، عندما قالوا معا أن هناك حاكم يوناني كان يحكم مصر اسمه بطليموس الثاني قد قام بالتفتح حول اليهود و اصدر قرار بترجمة كتابهم من لغته العبرية إلى اللغة اليونانية و هو مايسمى "الترجمة السبعينية" ... ما معنى هذا بشرح مبسّط ؟
هذا يعني أنّه يجب على خَلف اليونان الذين هم دول أوروبا و الغرب و كذلك علماء اليهود إثبات شيئ مركزي .. وهو أنّه يجب أن تكون هناك أثار تثبت تواجد بطليموس الثاني الذي تعايش مع اليهود و وجدهم داخل منطقتنا في الشرق الأوسط ..لماذا ؟ طبعا لأنه حسب الرواية هو الشخص الذي أمر بترجمة كتابهم من العبرية إلى اللغة اليونانية ..
..................................................................................
سنشرح أكثر ...
الغرب عندما فكك النقوش سعى الى اثبات ان كل التاريخ الذي قبل الميلاد يتوافق مع كتاب هيردوت و العهد القديم .. نظرية تواجد اليونان يتبناها كتاب هيردوتس ، و نظرية تواجد شعب اليهود يتبناها كتاب العهد القديم .. بمعنى ان قدسية كتاب هيرودت هو اثبات وجود اليونان على هذه الأرض قرونا قبل الميلاد بمثل مايسعى كتاب العهد للقديم لاثبات وجود اليهود قرونا قبل الميلاد على هذه الأرض..
اثبات هذا الوجود و اسقاطه على ارض الواقع تم عندما تم ترجم و فكّك علماء الغرب نقوش المنطقة اتباعا لأهواء نظرية كتاب العهد القديم و الرواية اليونانية .. و اسقطوا الاحداث و المسميات و الجغرافيا التي يتحدث عنها الكتابان على كل أثار المنطقة ... فأصبح ساكن المنطقة اليوم يرى نفسه كائنا غريبا غائبا عن تاريخ هذه الأرض .
- كيف ؟
لإثبات تواجد اليونان على مسرح المنطقة يجب على اليونان إثبات تواجد إسكندر الأكبر الذي أدخل اليونان إلى تاريخ المنطقة ... فهو حسب رواية كتاب هيرودتس قد دخل غازيا في القرن الرابع قبل الميلاد و تمكن أوّل شيئ من هزيمة الدولة الأخمينية التي كانت منتشرة في منطقة الشرق الأوسط ....إذا على علماء الغرب إثبات وجود دولة تسمى الدولة الأخمينية لكي يصدق الناس أن هناك ملكا يونانيا قد ألحق بها الهزيمة .
نفس الشيئ لدى اليهود و كتاب العهد القديم ، فهم كذلك عليهم إثبات وجود الدولة الأخمينية لأن كتاب العهد القديم يذكر أن هناك ملك فارسي من هذه الدولة قد حرر اليهود من بطش حضارة أخرى كانت قائمة في أرض المنطقة و هي دولة بابل ... و بالتالي على علماء اليهود إثبات وجود دولة بابلية يهزمها ملك أخميني يسمى قورش .
الآن .. إذا أتفق علماء الغرب و علماء اليهود على وجود دولة بابلية و ملك أخميني يسمى قورش على أثار منطقتنا ، فإنه منطقيا سيستفيد اليهود من إثبات صحة كتابهم الدبني و شرعيتهم على هذه الأرض .. وكذلك سيستفيد علماء اليونان من صحة نظرية تواجدهم على هذه الأرض نظرا لصحة وجود دولة تسمى الدولة الأخمينية التي سيهزمها الإسكندر المقدوني .
...................................................................................
ماذا فعلو لإثبات تواجد اليونان و دولة اليهود على مسرحهم التاريخي في المنطقة ؟
▪︎اثبات وجود إسمي بطليموس في تاريخ الأثار المصرية :
اخرجوا من الكتابات الأثري المصرية اسمي "بطليموس" و "كليوباترا" اللذان هما إسمين لهما باع طويل في الرواية اليونانية التي تحكي عن فترة ما يسمى "مصر اليونانية" ... و كما يعتبر اسم بطليموس الثاني الذي يظهر في القرن الثالث قبل الميلاد عنصر مهم عند اليهود ، فهو يثبت أنه كانت هناك ترجمة لكتابهم المقدس إلى اللغة اليونانية في تلك الفترة و أن ما قبلها كان كتابهم الديني متواجد باللغة العبرية .
الراعي الرسمي لإخراج تسميتي كليوباترا و بطليموس هو "حجر رشيد" و "مسلة فيلة" بحيث تم اكتشاف هاذين الأثرين بشكل متسلسل و بنفس الخصائص .. خصائصهما أنهما يمتلكان كتابة اثرية منقوشة باللغة اليونانية و اللغة المصرية القديمة ، هذا الشيئ ووعن طريق مظاهاة الخطين الكتابيين مكنهم من اثبات تواجد الإسمين باللغة المصرية القديمة ..و بالتالي أن اي قارئ يطلع على الأثرين ويراهما محفورين بكتابة مصرية قديمة جنبا إلى جنب مع اللغة اليونانية سيشعر و يتيقن بأن المصريين قديما عرفوا هاذين الملكينوو عرفوا تواجد اليونان داهل نسرح تاريخهم .
▪︎إثبات وجود إسم قورش مع دولته الأخمينية يحطم دولة أخرى تسمى بابل :
إثبات وجود إسم قورش يثبت وجود الدولة الأخمينية و بالتالي فإن رواية اليونان حول وجود ملكهم الإسكندر المقدوني الذي حارب هذه الدولة ستصبح منطقية و مقبولة لدى الرأي العام ... و هو ما تحقق بالفعل عندما اخرجوا للناس إسطوانة طينية مكتوبة برموز أسموها الكتابة المسمارية ، بحيث ترجموها للناس على أنها تتحدث عن ملك إسمه قورش يتغلب على مملكة أخرى تسمى بابل في العراق .
القصة لم تتوقف هنا ، بل إن إسم قورش أكثر من مهم لدى الكتاب الديني لليهود فهو يذكر إسم هذه الشخصية على أنها حررت مملكتهم المسماة يهودا من احتلال دولة بابل ... و بالتالي اثبات تواجد هذه الحادثة يجعل من كتابهم يحمل معلومات صحيحة و يعطيهم شرعية تاريخية على حقهم في هذه الأرض .
على كل التاريخ الأكاديمي الذي يدرس في مناهجنا أن يتوقف ... لأننا نسير وفق خطة و مشروع يسعى لإحتلال هذه الأرض .. نحن أبناء هذه لم نكتب التاريخ القديم الذي يدرس حاليا و لم نقرأ و ندرس أثارنا بأنفسنا ..من درسها هو عدو يمارس مشروعه الإحتلالي و يضحك علينا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق