السبت، 2 أكتوبر 2021

- العهد القديم و الجديد ليست كتب سماوية -



المسلم داخل لعبة تجعل من دينه دين متأخر .. فيصبح يرى أن هناك ديانتين سماويتين وجدت على هذه الأرض قبله ...داخل ضمن مشروع صهيوني يسعى لإحتلال أرضه لصالح شعب وديانة وهمية بإسم أرض الميعاد .

اللعبة ترتكز على استغلال الكلام المقدس لدى المسلمين لصالح أديان وهمية أخرى أصبح المسلم يراها ديانتين أنزلت قبله ، فبات يرى أن هناك شعب يهودي سكن هذه الأرض قبله وهذا هو لب محور المشروع .. فالشعب اليهودي في حقيقته هو شعب يتم استغلاله لمشروع "أرض الميعاد" .

 شرعية الدين اليهودي على هذه الأرض تقوم على اعتقاد المسلم بأنه اليهودية دين انزله الله ، وعلى اعتقاد أن كتابهم العهد القديم العبري هو نفسه التوراة ، و ان هناك شعب كان له ارتباط بالرسول موسى على أساس أنه رسول أرسل إلى شعب يهودي و نزل عليه التوراة التي يعتقدها المسلم أنها العهد القديم ، و ثالث شيئ هو التشابه الذي يلاقيه المسلم بين تسميات الأنبياء المذكورين في القرآن و بين التسميات و القصص المذكورة في العهد القديم فيصبح يظن أن القرآن نسخ أو صحح معلومات كان يحملها كتاب ديني آخر نزل قبل القرآن على اليهود ، رابع شيئ هو مايروّجه كُتاب التاريخ  الأكاديميون حول علاقة الشبه اللغوي بين العبرية و العربية مما جعلهم يعتقدون أن اللسان العربي تطور عن اللغة العبرية التي ظهرت قبله .

▪︎هل اليهود شعب وجد قديما و ارسل لهم موسى ؟ لا .

يعتقد المسلم بسبب كتب التراث التي تم اللغو عن طريقها في تفسير القرآن بأن موسى رسول أرسل إلى اليهود ..ودليله حسب هذا الإعتقاد هي كتب التفاسير التي تروّج أن بنوإسرائيل هم نفسهم اليهود ... و هنا نطرح سؤال منطقي يدحض هذا الإدعاء ، فبنوإسرائيل ليس نفسهم اليهود ..لماذا ؟

لأن اليهودية هي دين يعتقد و يتم الإيمان به و ليس سلالة من ذرية شخص واحد وهو إسرائيل ... فمثلا تجد إفريقي يدخل لليهودية يصبح يهودي ، و تجد واحد بولندي يدخل لليهودية يصبح يهودي ، و تجد واحد ارجنتيني يعتنق اليهودية يصبح يهودي ، تجد ياباني يؤمن باليهودية فيصبح يهودي ..وهكذا .

أما القرآن فهو يتحدث عن بنو إسرائيل كسلالة و ليس كديانة ... و بالتالي موسى أرسل إلى قومية ووليس إلى معتنقي ديانة .

▪︎القرآن لايعترف بأن إسرائيل هو نفسه يعقوب .. هدف من ترسيخ فكرة أن يعقوب نفسه إسرائيل هو تمرير برمجة مايسمى الأديان الإبراهيمية :
 
 حسب القرآن فإن يعقوب هو من ابناء يعقوب :
[وَوَصَّىٰ بِهَاۤ إِبۡراهيم بَنِیهِ وَیَعۡقُوبُ یا بَنِیَّ إِنَّ ٱللَّهَ ٱصۡطَفَىٰ لَكُمُ ٱلدِّینَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسۡلِمُونَ] البقرة .

وبالتالي إذا كان يعقوب هو نفسه إسرائيل ، فإن ذرية إسرائيل تكون من ذرية إبراهيم لأنه حفيده .. لكن هذا نجده غائب في القرآن ، فالقرآن يميّز بين ذرية إسرائيل و ذرية إبراهيم و لايعتبرهما سلالة واحدة ... إقرأ :
[أُو۟لَـئكَ ٱلَّذِینَ أَنۡعَمَ ٱللَّهُ عَلَیۡهِم مِّنَ ٱلنَّبِیِّينَ مِن ذُرِّیَّةِ ءَادَمَ وَمِمَّنۡ حَمَلۡنَا مَعَ نُوحࣲ وَمِن ذُرِّیَّةِ إِبۡرَاهِیمَ وَإِسۡرَائیلَ وَمِمَّنۡ هَدَیۡنَا وَٱجۡتَبَیۡنَاۤۚ إِذَا تُتۡلَىٰ عَلَیۡهِمۡ ءَایَـٰتُ ٱلرَّحۡمَـٰنِ خَرُّوا۟ سُجَّدࣰا وَبُكِیࣰّا] مريم .
القرآن يذكر عبارة "ذرية إبراهيم و إسرائيل" و لو كان إسرائيل من ذرية إبراهيم لكان القرآن اكتفى بذكر عبارة "ذرية إبراهيم" .. لأنه منطقيا لو كان يعقوب هو إسرائيل فسيكون من ذرية إبراهيم و لا داعي لذكر سلالته منفصلة عن ذرية إبراهيم فهم سلالة واحدة .

و بالتالي فإن كل من يقول أن إسرائيل هو يعقوب  حقيقته أنه يتبع تفاسير تريد أن ترسّم أن العب اليهودي هو شعب من ذرية إبراهيم و لكي يرسّخوا للناس خرافة الأديان الإبراهيمية ... و المشروع الأخير حول الدين الإبراهيمي الذي يدعوا إلى اعتماد اليهود و اليهودية في دين واحد مع الإسلام هو مشروع داخل ضمن اللعبة .

▪︎التوراة لم تنزل على موسى بنص القرآن .

نطلب من الجميع أن يأتونا بآية قرآنية تقول أن موسى أنزلت عليه التوراة ، كل الآيات تربط بين موسى و كلمة "كتاب" و لاتوجد أي كلمة تربط بين موسى و التوراة .

هناك من يقول أن الكتاب هو عبارة عن أجزاء و التوراة جزء منه .. يا أخي معليش سنكون متساهلين ونعتبر أن الكتاب هو التوراة .. أعطني آية قرآنية تقول أن موسى أنزلت عليه التوراة ؟ ..لاتوجد و لا آية تقول أن موسى أنزلت عليه التوراة ، كلها تقول أن موسى أوتي الكتاب و هناك فرق بين أن الإتيان و التنزيل فالقرآن مضبوط في كلماته و مصطلحاته :
[وَلَقَدۡ ءَاتَیۡنَا مُوسَى ٱلۡكِتَابَ فَٱخۡتُلِفَ فِیهِ وَلَوۡلَا كَلِمَةࣱ سَبَقَتۡ مِن رَّبِّكَ لَقُضِیَ بَیۡنَهُمۡ وَإِنَّهُمۡ لَفِی شَكࣲّ مِّنۡهُ مُرِیبࣲ] هود .
[ وَلَقَدۡ ءَاتَیۡنَا مُوسَى ٱلۡكِتَابَ وَقَفَّیۡنَا مِنۢ بَعۡدِهِۦ بِٱلرُّسُلِ ] البقرة .
[وَءَاتَیۡنَا مُوسَى ٱلۡكِتَـٰبَ وَجَعَلۡنَـٰهُ هُدࣰى لِّبَنِیۤ إِسۡرَ ٰ⁠ۤءِیلَ] الإسراء .
 

الكتاب هو شيئ آخر و هو كيان واحد موجود منذ أن كان الناس أمة واحدة و أنزل على عدة أنبياء :
[كَانَ ٱلنَّاسُ أُمَّةࣰ وَ ٰ⁠حِدَةࣰ فَبَعَثَ ٱللَّهُ ٱلنَّبِیِّـۧنَ مُبَشِّرِینَ وَمُنذِرِینَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ ٱلۡكِتَـٰبَ بِٱلۡحَقِّ لِیَحۡكُمَ بَیۡنَ ٱلنَّاسِ فِیمَا ٱخۡتَلَفُوا۟ فِیهِ ] البقرة .

▪︎قصص نبؤات القرآن لا علاقة لها بتلك المشابهة في العهد القديم ..

إيهام المسلم بأن الشخصيات المذكورة في كتاب العهد القديم هي نفسها قصص الأنبياء في القرآن كي يظن أن كتاب اليهود هو كتاب نزل قبل القرآن ..

 عندما يتم إقناع المسلم بأن كتاب العهد القديم نزل قبل القرآن ، ثم يضاف لهذا الفكر بأن التوراة هو نفسه كتاب العهد القديم الذي نزل قبل القرآن .. هذه الفكرة في أصلها هدفها هو سرقة زمن المسلم .، بحيث يصبح هناك مخيلة على أن اليهود هم شعب تواجدوا في أزمنة ساحقة قبل ظهور الإسلام و المسلمين .. و بالتالي يحققوا مبتغاهم في أحقيتهم على هذه الأرض بإثبات أقدميتهم .

من الأمثلة التي يتم من خلالها إقناع المسلم بهذا الطرح ، هو إيهامه بأن لغة كتاب العهد القديم (العبرية) هي لغة نشأت قبل  العربية و ذلك عن طريق إيثار تشابه اللسان في الكلمات العبربة مع نظيرتها العربية ... مثلا :
سلام = شالوم ( استبدال حرف السين بالشين و ضم اللام بدل رفعها) .
لسان = لاشون .
رأس = روش .
عالم = عولام .
فتصبح ترى أن العبرية ظهرت قبل العربية التي يوهمون الناس أنها تطورت بفعل نظرية تطور اللغات .

من جهة ثانية ، و من خلال استعمال الشخصيات المقدسة لدة المسلمين يصبح المسلم يرى أن هذا الكتاب و هذا الشعب قد تواجد قبل الإسلام الذي جعلوه يظهر في القرن السادس ، بمثال أنك تقرأ كتب التراث و السيرة تقول بأن الرسول محمد كان يعيش في قبيلة عربية يسكنها شخصيات يهودية ، أو تسمع حديث يقول أن الرسول كان يستشير اليهود و يسمع قراءتهم لكتاب العهد  القديم على أنه التوراة .... هذا الأسلوب يتعدى إلى غاية عندما يصبح المسلم يرى أن قصص نبؤات القرآن في حديثها عن الأنبياء و الرسل هي نفسها الموجودة و المكتوبة في العهد القديم ، و بالتالي يترسخ لديه أن القرآن كلام خرج من نفس كلام سابق كان قبله  و يصبح يرى أن العهد القديم هو نفسه التوراة .

▪︎هل القرآن يملك دليل يدحض ادعاءات تلك الكتب التي تتمسح باسم الدين ؟

نعم ، القرآن يتحدث في كثير من الآيات عن وجود كتاب لم يسبقه أي كتاب أو أثر قبله  .. هذا الكتاب هو بلسان عربي و منه خرج القرآن الذي نقرأه اليوم ..
[قُلۡ أَرَءَیۡتُم مَّا تَدۡعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَرُونِی مَاذَا خَلَقُوا۟ مِنَ ٱلۡأَرۡضِ أَمۡ لَهُمۡ شِرۡكࣱ فِی ٱلسَّمَـٰوَ ٰ⁠تِۖ ٱئۡتُونِی بِكِتَـٰبࣲ مِّن قَبۡلِ هَـٰذَاۤ أَوۡ أَثَـٰرَةࣲ مِّنۡ عِلۡمٍ إِن كُنتُمۡ صَـٰدِقِینَ ] الأحقاف .

[كِتَـٰبࣱ فُصِّلَتۡ ءَایَـٰتُهُۥ قُرۡءَانًا عَرَبِیࣰّا لِّقَوۡمࣲ یَعۡلَمُونَ] فصلت .

[الۤمۤ - ذَ ٰ⁠لِكَ ٱلۡكِتَـٰبُ لَا رَیۡبَۛ فِیهِۛ هُدࣰى لِّلۡمُتَّقِینَ - ٱلَّذِینَ یُؤۡمِنُونَ بِٱلۡغَیۡبِ وَیُقِیمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَمِمَّا رَزَقۡنَـٰهُمۡ یُنفِقُونَ]  البقرة .

القرآن يدعوا إلى ذلك الكتاب الذي لاريب ، لأن الذي نملكه اليوم هو قرآن مقروء من الكتاب ..الآية لم تقل "هذا القرآن" بل قالت "ذلك الكتاب" .
.
.
.
يتبع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق