- إسطوانة قورش أم قنبلة يهودية -
" أنا كورش، ملك العالم، الملك العظيم، الملك القدير، ملك بابل، وسومر وأكّاد، ملك الأطراف الأربعة للأرض، ابن قمبيز قمبوجيا ، الملك العظيم، ملك أنْشان، حفيد كورش الأول...سليل تيسبيس، الملك العظيم، ملك أنْشان...سليل أسرة تربعت على العرش دومًا، والذى يحبه بيل مردوخ ونبو، ذاك العرش الذى يهتمان لأمره ويفرحان له"
هذه العبارات عندما يقرأها علماء انجليز و فرنسيس من أثر وجدوه داخل أرضك فهي ليست افتخارا بتاريخك و لا انبهارا بعتاقة تاريخك ...هذه العبارات هي عبارة عن ديناميت محشي داخل القطعة الطينية التي تسميها إسطوانة قورش .
تعتبر الترجمات التي استخرجها الغرب من إسطوانة قورش في العراق دليلا تأسيسيا جديدا لعلماء اليهود و المدارس التاريخية العالمية .. و يستدل بهذا الدليل على وجود الشعب اليهودي في أرض الشرق الأوسط قديما نظرا لأن إسم قورش ورد ضمن كتاب العهد القديم كشخصية محررة لليهود من الحكم البابلي الذي اخرجهم من ارضهم و حطم مملكتهم .. حيث يرِد في كتاب العهد القديم على أنه ملك عايش وجود اليهود ودولتهم "يهودا" في منطقة الشرق الأوسط .. وقد ورد ذكر كلام قورش في كتاب اليهود كالآتي " جَمِيعُ مَمَالِكِ الأَرْضِ دَفَعَهَا لِى الرَّبُّ إِلهُ السَّمَاءِ، وَهُوَ أَوْصَانِى أَنْ أَبْنى لَهُ بَيْتًا فِى أُورُشَلِيمَ الَّتِى فِى يَهُوذَا. مَنْ مِنْكُمْ مِنْ كُلِّ شَعْبِهِ، لِيَكُنْ إِلهُهُ مَعَهُ، وَيَصْعَدْ إِلَى أُورُشَلِيمَ الَّتِى فِى يَهُوذَا فَيَبْنِى بَيْتَ الرَّبِّ إِلهِ إِسْرَائِيلَ. " .
تعتبر إسطوانة قورش الإكتشاف الأثري المبهر لعلماء الغرب في العراق بعد تمكنهم من ترويج خبر تمكنهم من قراءة الكتابات المصرية القديمة ، و تم اكتشاف الحجر في عام 1879 عندما عثر شخص يدعى هارمزد الرسّام "Hormuzd Rassam" على اسطوانة طينية بطول 22سم×8سم ، هارمزد حسب الرواية هو عراقي ينتمي لديانة الكنيسة الكاثوليكية فوالده يعتبر أسقف الكنيسة الكاثوليكية الكلدانية .. أصبح هارمزد تلميذا للسياسي و العالم الأثري البريطاني هنري لايارد الذي اكتشف اولى الآثار العراقية "ملحمة جلجامش" و التي نقلها رفقة أثار تماثيل الثيران المجنحة إلى بريطانيا .
دعونا نناقش هذا الموضوع و نطرح أسئلة منطقية ..
هل من العفوية شخص كاثوليكي كتابه الديني(العهد الجديد) يعترف بكتاب العهد القديم ، يلتقي بعالم و سياسي بريطاني مشهور مثل هنري لايارد الذي يعتبر ذو انجاز كبير باكتشافه الواح ملحمة جلجامش ؟ .. حيث أن اكتشاف هنري لالواح ملحمة جلجامش مكنه من إثبات وجود تشابه كبير بين أحداث الطوفان العظيم المسرودة في الترجمات المخرجة من تلك الالواح الطينية و بين احداث الطوفان الذي يتحدث عنه كتاب العهد القديم اليهودي .. و بالتالي يكون هنري لايارد صاحب اكتشاف عظيم لعلماء اليهود مكنهم من اثبات صحة كتابهم الديني الذي أصبح يعاصر أقدم أثار الأرض بعمر يصل الى الاف السنين قبل الميلاد .
هل من التلقائية أن يكون هارمزد الرسام تلميذا لهنري لايارد مكتشف ثاني أثر مؤيد و مطابق لكلام العهد القديم ؟ و هل من الصدفة أن يكون الإثنان يؤمنان بكتاب اليهود على أنه جزء من كتابهم الديني المقدس ... ألا يصور لك المشهد أننا أمام شخصيتان تتعامل وفق البحث عن أثرين يؤيدان معلومات كتابهما الديني .
كيف تمكن علماء الغرب من قراءة هذه الرموز الصغيرة التي سماها الكتابة المسمارية و التي يعود عمرها إلى 5000 سنة حسب تقديرهم ؟
قبل كل هذا أرى أنه من اللامنطقي أن يكتب إنسان بدائي بحروف هجاءية يتفق عليها بتلك السرعة الرهيبة .. فبحسبهم أن هذه الكتابة الاثرية قد عاصرت بداية تاريخ الأرض و مايسمى الطوفان العظيم .. فالعلم الكتابي الذي من المفروض أن يكتب به إنسان بدا للتو في اكتشاف الموجودات حوله هو لجوءه للرسم الكتابي ، بمعنى يرسم و يصور ما يرى أمامه و ليس اعتماد كتابة ذات رموز مثل تلك .
الشيئ الثاني هو أن تلك الكتابة المعقدة قد استمرت مئات السنين ، فقد ذكروا أن الواح جلجامش قد كتبت 18قرن قبل الميلاد .. فيما أن حادثة قورش التي يشهد عليها حسبهم تلك الإسطوانة الطينية قد كتبت في القرن الخامس قبل الميلاد ؟! ..فكيف استمر الناس في الكتابة بتلك الطلاسم المعقدة كل تلك المدة .. عندما تشاهد الرواية اليونانية فإنك تجدها تعتمد على كتاب هيردوتس بالكتابة اليونانية الذي ظهر حسبهم في القرن الرابع قبل الميلاد و هو زمن قريب جدا لحادثة قورش و بابل ... فكيف لأناس مثل اليونان وصلوا إلى تلك الكتابة البسيطة المستمرة إلى اليوم فيما تجد شعب يملك مثل تلك الحضارة الموصوفة يكتب على الطين وبذاك الخط المعقد .
لنفرض أن قراءة علماء الغرب لتلك الكتابات هي قراءة صحيحة .. هل من الممكن أن يعطونا الطريقة التي تمكنو من خلالها قراءة تلك الحروف الكتابية و أخرجوا تلك اللغة الغريبة التي سموها بابلية .
بالإضافة إلى هذا .. ربما هذا يدعو للسخرية و الضحك .. ما مغزى هذه الإسطوانة التي اخرجوا منها اسم قورش و انجازه ..مامعنى صناعتها بذلك الشكل ؟ لم نعرف أهي بشكل سنبلة ذُرة أم شكل اسطواني لقنبلة ام ماذا ؟!! حقيقة شكلها مضحك و لايدل على أي رمزية .. يدل على إنّ في الموضوع .
علينا جميعا أن نعرف بأن كل الاثار قد تم دراستها من طرف أناس أتو إلى هذه الأرض و هم يحملون مشروع صنع حضارات غريبة عنا ..حضارات تتحدث لغات غريبة عن لساننا و تؤمن بأديان و الهات غريب نطقها .. و الوحيد الذي يخرجونه منطقيا من تلك الأثار هي التسميات التي وردت في كتابهم العهد القديم و وفق ما تقتضيه الرواية اليونانية .. فمثلا إخراج إسم قورش كملك من ملوك الدولة المسماة "الدولة الأخمينية" سيوثق كذلك دخول اليونان إلى مسرح تاريخ المنطقة لأن الرواية اليونانية تقول أن الاسكندر المقدوني قد تمكن من دخوله و اليونان إلى المنطقة عن طريق القضاء على دولة كانت تحكم المنطقة تسمى الدولة الأخمينية .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق