بسبب التفسيرات المظللة يظن البعض أن بني إسرائيل هم الناس الذين يعتنقون الديانة اليهودية (juif) و هذا خطأ لسبب منطقي ، وهو أن اليهودية معتقد و ليست أم أو أب حتى ننسب لها أبناء ، فالأشخاص الذين يعتنقون هذا المعتقدات هم من سلالات مختلفة و من كل القارات و فيهم حتى العرب ، أما من يتحدث عنهم القرآن فهم سلالة واحدة و سماهم بنو إسرائيل ، أي أنهم ذرية شخص واحد يسمى إسرائيل .
من هو إسرائيل؟
كما ربطت التفسيرات اليهود ببنو إسرائيل فقد ربطتهم كذلك بالنبي يعقوب ، و ذلك من أجل تأصيل أنفسهم للنبي إبراهيم و ربط تاريخ هذا المعتقدات بهذه الأرض ... و هذا خطأ أدخله اليهود على تفسير القرآن لإقناع المسلمين بأنهم أهل كتاب و أنهم أبناء عم و في نفس الوقت مشاهدتها بكتابهم (العهد القديم) على أنهم أبناء هذه الأرض ... لكن هل القرآن يعترف بأن إسرائيل هو نفسه النبي يعقوب ؟
لماذا يعقوب ليس إسرائيل؟
يعقوب هو من ذرية إبراهيم ، أي أنه منطقيا إذا كان يعقوب هو إسرائيل فإن بنو إسرائيل هم ذرية إبراهيم ، لكن حسب القرآن الكريم يفرق بين ذرية إبراهيم و إسرائيل .. لاحظ :
[ أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين من ذرية آدم و ممن حملنا مع نوح و من ذرية إبراهيم و إسرائيل ممن هدينا و اجتبينا إذا تتلى عليهم آيات الرحمان خروا سجدا و بكيا ] سورة مريم الآية 58 .
لاحظ أن الآية ذكرت ذرية إبراهيم و إسرائيل ، فلو كان إسرائيل هو من ذرية إبراهيم كانت الآية اكتفت بذكر ذرية إبراهيم لأنه أصلا حسب ما عرفونا عليه أن إسرائيل هو يعقوب حفيد إبراهيم.
إذا ، فإسرائيل ليس من ذرية إبراهيم بل هو شخصية أخرى .. من هي ؟
لو نرجع للآية فإن الآية ذكرت سلالة الأنبياء ، و لم تذكر سلالة رسول واحد و هم ذرية نوح .. ذكرت "ممن حملنا مع نوح" لكن لم تذكر ذريته ؟
[ و لقد نادانا نوح فلنعم المجيبون - و نجيناه و أهله من الكرب العظيم - و جعلنا ذريته هم الباقين - و تركنا عليه في الباقين ] الصافات الآية 75 إلى 78 .
البعض يضن أن نوح كان له إبن واحد و هلك بسبب القصة التي ذكرت مع إبنه في القرآن ، و يضمون بذلك أنه لا يملك ذرية و أنه ابنه الوحيد المذكور ... و القرآن يذكر أن نوح له ذرية في الآية السابقة... و بالتالي فإن ذريته الباقية فيها من سلالة النبوة و المرسلين .
إذا نوح هو إسرائيل .