ذهلت عندما قرأت أن الطماطم لم تكن معروفة لدى أجدادنا قبل 200 سنة من الآن و أنها مادة استهلاكية دخلت لنا عن طريق انجلترا ... و اتساءل لماذا في منطقي يسمونها "طماطيش" طيش بمعنى إرمي في المهملات عندنا ؟!
دعنا نفكر ، الجهد الفلاحي سواءا من ناحية العنصر البشري (اليد العاملة) أو المال أو العنصر المادي (الات فلاحية) ، كله يوجه و يستخدم نحو أغذية قيمتها الغذائية أقل مقارنة مع منتجات فلاحية قيمتها أعلى و أحسن لصحة الأفراد ، فمثلا لو يوجه جهد 5 ملايين فلاح و 5 ملايير دينار نحو شعبة انتاج اللحوم الحمراء و تربية الأنعام كنا حصلنا على اكتفاء ذاتي و نسبة كبيرة من انتاج اللحوم و لرأيت الناس بصحة جيدة لسبب تمكنها من شراء اللحوم الحمراء بأسوام معقولة ، مقارنة بأننا لو نقوم بتوجيه 2 ملايين عامل من أصل ال5 ملايين لإنتاج الدجاج و مليون آخر لإنتاج البطاطا و مليون آخر لإنتاج الطماطم و بالتالي لا يتبقى لنا إلا مليوني عامل لتربية المواشي ، كما أن الكتلة المالية التي كانت من المفروض أن تغطي انتاج اللحم ستوجه لانتاج البطاطا و الطماطم و اللحوم البيضاء التي قيمتها الصحية و الغذائية أقل من اللحوم الحمراء ، و كذلك المياه التي كان من المفروض اقتصادها لورع الحبوب التي تفيد الإنسان و كعلف للمواشي ، فكنا بدل خسارة الجهد البشري و الخسائر المالية و المائية و المادية (بتوجيه التجهيز الفلاحي نحو البطاطا و الطماطم و الدجاج) تفادي ذلك وضرب عصفورين بحجر واحد .
علينا ان نوجه كل الدعم نحو المنتوجات ذات القيمة الغذائية العالية و أولها اللحم و القمح و الذرة و الفواكه الصحية ، أما باقي الخضار التي لاتسمن و لا تغني من جوع فيجب عدم اعطاءها تلك القيمة الكبيرة و اقتصاد جهدنا نحوها لصالح منتجات مهمة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق