الأحد، 9 فبراير 2025

عقوبة الشرك بالله ، النهي عن استعمال وصف الرب لغير الله من صورة يوسف

[ ياصاحبي السجن أأرباب متفرقون أم الله الواحد القهار ▪︎ ما تعبدون من دونه إلا أسماء سميتموها أنتم و أباءكم ما أنزل الله بها من سلطان إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه ذلك الدين القيم و لكن أكثر الناس لايعلمون ▪︎ يا صاحبي السجن أما أحدكما فيسقي ربه خمرا أما الآخر فيصلب فتأكل الطير من رأسه قضي الأمر الذي فيه تستفتيان ▪︎  و قال للذي ظن أنه ناجي منهما أذكرني عند ربك فأنساه الشيطان ذكر ربه فلبث في السجن بضع سنين ] يوسف .

العبارة التي قالها يوسف للذي ظن أنه ناجي من الفتيان اللذان دخلا معه السجن ، كانت "أذكرني عند ربك" و قبلها عبارة "فيسقي ربه خمرا" في تأويل الرؤيى ، و هذه عبارة خاطئة أنساه الشيطان معناها لأنه ذكر كلمة "ربه" و "ربك" بدل سيده ، و كان جزاء هذا الخطأ الذي هو إثم شرك ، فكلمة الرب كلمة توحيد لله وحده فهو الرب ...فبعدما كان يوسف ينهاهما عن الأرباب المتفرقين و منها ماهو إطلاق تسمية الرب على أي كان من الأسياد و قتل [ياصاحبي السجن أأرباب متفرقون أم الله الواحد القهار  ] ، الآن يرتكب خطآ و يصف السيد بالرب ، و لاشك أن وقتها كانت تنتشر تجارة العبيد و الخدم عند الأسياد لذلك كانت تنتشر كلمة الرب بدل السيد الذي يملك خدما و حاول يوسف القضاء على هذه الصفة لكنه أخطأ ، و كان جزاء خطأه أن لبث في السجن بضع سنين و كذا فإن الذي نجى من السجن لم يذكره عند سيده ... لذلك كانت الآية "فأنساه الشيطان ذكر ربه" فهو ذكر كلمة ربه بدل سيده ... و هناك آية تصف مآل أي عمل يكون مقرون بالشرك ولو بالكلام بالإحباط ، فالعمل هو كائن خلقه الله و سيحس بالإحباط إن كان وراءه شرك :[ و لقد أوحي إليك و إلى الذين من قبلك لإن أشركت ليحبطن عملك و لتكونن من الخاسرين ] الزمر .

و في آية أخرى من صورة يوسف ذكر لكلمة سيد بدل رب ، و هي الوصف الصحيح الذي يجب أن يكون : 

[ و استبقا الباب و قدت قميصه من دبر و ألفيا سيدها لدى الباب قالت ماجزاء من أراد بأهلك سوءا إلا أن يسجن أو عذاب أليم ] يوسف .

هنا القرآن في السرد استعمل كلمة سيدها بدل رب لأن الرب كلمة توحيد لله ، و صفات الله لايجب أن يتقمصها أو يشترك في الوصف بها أي عبد أو مخلوق آخر ... و هو ما نلاحظه من خرق اليوم حتى في التشريعات فيتم استعمال كلمة "رب العمل" بدل المستخدم أو صحاب العمل ، بل أن منظمة أصحاب العمل في الجزائر كان يطلق عليها "منظمة أرباب العمل" و هذا خطأ ... حتى كلمة "رب البيت" أو "رب الأسرة" خطأ .. الله هو رب البيت و كل البيوت و رب الأسرة كل الأسرة .



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق