- ماذا قرا الرسول ؟ -
لا نحتاج أن ندقق في كتب التراث لنضيع وقتنا في أمور يمكن تجاوزها بآيات واضحة و لاتحتاج إلى تفسير ...
[ اقرَأ باسمِ رَبِّكَ الَّذِی خَلَقَ - خَلَقَ الإنسَانَ مِنۡ عَلَقٍ - إقرأ وَرَبُّكَ ٱلۡأَكۡرَمُ ] العلق .
أسطر قرءانية واضحة تدعوا الرسول بأن يقرأ ، و المعروف أن القراءة هي عملية لاتكون إلا بقراءة شيئ مكتوب .. فأين هي الكتابة التي قرأ منها الرسول في تلك القصة التي حبكوها لكم بأن الرسول ظهر في ارض السعودية قبل 1400 سنة و أنه كان يعتكف في غار يسمى حراء و يتلقى الوحي من ملك مباشرة ، يكلّمه ثم يعيد الكلام للناس .
كلام الله واضح يدعوا الرسول بأن يقرأ و القراءة لا تقرأ إلا من شيئ مكتوب ... ثم تردف آيات القرآن بأن تأمر الرسول بأن يقرأ بإسم اللّه (اقرأ باسم ربك الذي خلق) ، و بالتالي هذا يفسر لنا أسباب بداية صور القرآن بعبارة "بسم الله الرحمان الرحيم" ، بمعنى أن القرآن نزل من قراءة كتاب وتلك القراءة هي قراءة بإسم اللّه لأن فيها كلامه ... بمعنى أنها كتابة كُتبت بإسم الله و مقروءها يعتبر كلام الله .
لكن من هي الكتابة التي يطلب القرآن من الرسول أن يقرأ منها ؟
[الم - ذلك الكتاب لا ريب فِیه هُدى للمُتَّقِینَ - الذِین یُؤمِنُون بِالغَیب وَیقِیمُونَ الصَّلاة وَمِمَّا رَزَقناهمۡ ینفقون - والذِینَ یُؤۡمِنونَ بِمَاۤ أُنزلَ إِلَیۡكَ ومَاۤ أُنزلَ مِن قَبلكَ وَبِالأخِرة هُم یوقِنُون - أُولئك عَلى هُدࣰى مِّن رَّبِّهِم و أولئك هُمُ المُفۡلِحُونَ] البقرة .
أسطر واضحة تدعوا إلى "ذلك الكتاب" و لم تقل "هذا القرآن" .... "ذلك" إسم إشارة يقصد شيئ بعيد ليس بين أيدينا .. بالإضافة إلى أنّ كلمة "كتاب" تختلف عن كلمة "قرآن" فالكتاب هو كتابة مكتوبة و ليس شيئ مقروء ككلمة "قرآن" .
[حمۤ - تَنزِیل منَ الرَّحۡمانِ الرَّحِیم - كِتاب فصّلَت آياته قُرءَانًا عَرَبیࣰّا لِّقَومࣲ یَعۡلَمُونَ] فصّلت .
الكتاب فصلت آياته قرءانا عربيا بمعنى أن قراءته هي قراءة عربية .
[كان الناس أمة واحدة فبعث اللّه النبيين مبشّرين و منذرين و أنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه ، و ما اختلف فيه إلاّ الذين أوتوه من بعد ما جاءتهم البيّنات بغيا بينهم ] البقرة .
هنا القرآن يذكر بأن هذا الكتاب نزل مع الناس الأولى عندما كانوا أمة واحدة ، و بالتالي هو ظهر مع التجمع البشري الأول .. عند البحث عن هذه الكتاب التي يدعوا إليها القرآن الذي بي ، فإنه واقعيا و منطقيا يجب ان تكون هذه الكتابة من أقدم و أوّل الكتابات على الأرض ، ومن المفروض أن تكون هذه الكتابة تملك صفات تدل على أنها من أول الكتابات التي على الأرض ..
نظام الكتابة الذي نعتمده حاليا هو نظام كتابي يعتمد على كتابة متفق عليها ب٢٨ حرف .. و نود الإشارة هنا إلى أن الخط الكتابي لايرتبط باللغة بل إن الكلام يمكنك كتابته بأي نظام كتابي .. مثلا كلمة عربي سأكتبها بالخط الحالي "عربي" لكن أستطيع كتابتها باللاتيني "araby" .. و بالتالي فإن الخط الكتابي لايقيد اللغة بل اللغة يمكن كتابتها بعدة خطوط كتابية .
الآن عندما نبحث على نمك و أسلوب الكتابة الأول للبشر ، فالمفروض أن أي إنسان عندما يتعلق الأمر باتباع الأسلوب الفطري للكتابة فإنه سيعتمد على الرسم و التصوير في كتابة أفكاره ، بمعنى أنه لو وجدنا شخص لايعرف ولم يتعلم نظام الكتابة الأبجدي الذي نستعمله اليوم فإنه في تعبيره عن أفكاره سيستعمل الرسم و التصوير لكتابة ما يود إيصاله .. و بمثال أنه عندما يتعلق الأمر بالولد الصغير الذي لم يُلقَّن نظام الحروف الذي نعتمده اليوم في الكتابة فإنه في تعبيره عن الأشياء سيبدأ بالرسم ، فلو تطلب منه كتابة قطة حسب وعيه الفطري فإنه سيرسم لك صورة قطة و يقول لك هذه قطة ، لو تطلب منه كذلك كتابة إسم "أبي و أمي" سيرسم لك صورة لإمرأة و رجل و سيقول لك بابا و ماما ..وهذا إن دل فإنما يدل على أن نظام الكتابة الفطري للإنسان هو نظام يعتمد على التصوير و الرسم في الكتابة .
الآن عندما نبحث في الواقع فإننا نجد الكتابات المتواجدة في مصر تحتوي عشرات الآلاف من الكتابات الأثرية التي اعتمد في نظام كتابتها على مئات الرموز التصويرية ... فتجد عشرات الرموز التصويرية (يد ، راس ، انف ، عين ، كف ، وزة ، قطة ، دائرة ، رجل ، شجرة ، ورقة ، بقرة ، خروف ، كلب ، سهم ، قوس ، نجوم ، شمس ، قمر ...الخ ) .. و بالتالي نظام كتابتها الأوّلي يدل على أنها الكتابة العربية الذي يقصدها القرآن .
[قُل أَرَأیۡتُم مَّا تَدۡعُونَ مِن دُونِ ٱللَّه أَرُونِی مَاذَا خَلَقُوا۟ مِنَ ٱلۡأَرۡضِ أَمۡ لَهُمۡ شِرۡك فِی السَّمَاوَاتِ ٱئۡتُونِی بِكِتَاب مِّن قَبۡل هذا أَوۡ أَثَارَة مِّن عِلم إِن كُنتُم صادِقِینَ] الأحقاف .
القرآن يذكر هنا بسبيل التحدي بأنه لايوجد أي كتاب أثري سبق الكتاب الذي يدعوا له ، بمعنى أنّه يقصد الكتابة الذي كتب بالكتابة الأولى على الأرض ... و المقصود هي الكتابة التي سماها الغرب هيروغليفية و حرّف كَلِمها .
المشكلة اليوم أن الكتابات تم تحريف منطوقها العربي الذي يدعوا إليه القرآن إلى منطوق صوتي محرف جاءت به البعثات الغربية إبتداءا مع حملة نابليون إلى مصر. ، فأقنعوا الناس إلى اليوم أنّ التحريف الذي استخرجوه منها هو اللغة التي كان يتحدث بها الناس قبل آلاف السنين ، كل ذلك تم و يتم إلى اليوم بعشرات الكتب الضخمة التي يؤلفونها و يأخذ منها مثقّفونا لإقناع الناس بما يسمى تطور اللغات و الحضارات .
مايسمى تاريخ الحضارات المتفرقة بكتابتها و لغتها هو كلام لا أساس فيه من الصحة ، فالناس كانت أمة واحدة بلسان واحد و دين واحد و كتاب واحد قبل أن يتفرقوا ويتركو الكتاب ..
[كان ٱلنَّاسُ أُمَّةࣰ واحِدة فبَعث ٱللَّه النبِیّينَ مُبشِّرِینَ وَمُنذِرِین
وأنزَل مَعَهمُ الكتاب بِالحقّ لِیَحكم بين الناس فِیما اختَلفُوا۟ فِیهِ وما ٱختَلف فیهِ إِلَّا الذینَ أُوتوه من بعد ما جَاءتۡهمُ البيّنَات بغيا بينهم فهدى ٱللَّهُ الذِین ءَامَنُوا۟ لِمَا ٱخۡتَلفُوا فِیهِ مِنَ الحقِّ بِإذنه وَٱللَّهُ یَهدی مَن یَشاء إِلَى صِراط مستقیم] البقرة
.
.
.
.
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق