الجميع يلاحظ أن الطراز العمراني الإسلامي يتداول البناء بأشكال هندسية تكون قمتها مقوسة حتى أنك لو تلاحظ معي شكل شاهدات القبور التي يكتب عليها إسم صاحب القبر تجدها بشكل مقوّس في قمتها ، كل هذا الميراث المادي المتعارف عليه لم يأتي من فراغ بكل تأكيد فأي شيئ يتم توارثه و المحافظة على شكله لدى الأجيال هو نابع عن فكرة مقدسة تخص ذلك الشيئ .
الطراز الهندسي الذي تكون قمته مقوسة هو نابع عن شيى مقدس لدى المسلمين وهو ألواح التوراة و الإنجيل ، فأشكال الألواح الهندسية التي كتبت عليها التوراة و الإنجيل كانت تتخذ شكل نصف داىري في حواف اعلاها فيما شكلها الجانبي و السفلي يتخذ شكل مستطيل بنفس صورة الألواح أسفل المقال ، رغم كل الطمس التاريخي لمقدسات و اثار المسلمين إلى أن مازال هناك خيط صغير تجده في الميراث الشعبي يدلك على حقيقة مقدسات و تاريخ شعوبنا و لاشك أن توارثهم لهذا الشكل الهندسي نابع عن القدسية التي كانوا يعطونها لألواح التوراة و الإنجيل .
الآن ، تخيل معي ناس قدماء أرادوا أن يوصلوا رسالة مهمة تخص الأجيال القادمة التي تأتي من بعدهم ، فأكيد أنهم سيجعلون الرسالة تمثل شيئ يبقى مترسخ أبا عن جد لديهم و في نفس الوقت فإن فحوى الرسالة سيكون بطريقة مشفّرة خوفا من أن يتم محاربتها بمثل ما طمس الشيئ الذي تريد تلك الرسالة إيصاله .
موضوع الرسالة التي تركها لنا القدماء و يجب أن نبحث في مكنونها و رسالتها هي حركات الصلاة فقد كثر اللغط بين التراث الكتابي المدسوس الذي يحاول أن يجعل منها مجرد حركات طقوسية و تجسيمية فرضت لتؤدى و فقط دون تبيان حقيقتها و رمزيتها و اسباب عمل حركاتها ، وبين موجة جماعة المتنورين التي تحارب الصلاة بداعي أن لا اصل لها في القرآن و أنها بدون فائدة و يحاولون إفراغ الإسلام من شعائره التي تحمل الجانب الروحي ، فهم بدل أن يبحثوا في اصول شعائر و مناسك الإسلام بجانب إيجابي راحوا يحاولون طمسه دون أن يعوا أنهم بدل أن يكحّلوها عمَوها .
الرسالة التي أريد بحركات الصلاة توصيلها للأجيال القادمة و لكي لا يضيع شيى مهم يخص الإسلام هو تبيان الألواح التي كتبت عليها التوراة و الإنجيل ، فحركة الركوع هو مشهد تمثيلي و في نفس الوقت تعبدي يوصل لك شكل عمودين بزاوية قائمة كانه شكل مستطيل ، فيما إن حركة السجود تعطيك صورة واضحة لشكل قوسي لنصف دائرة ، و المقصود بالحركات هو تمثيل الشكل الهندسي لألواح التوراة و الإنجيل كي لا تضيع من تراثهم و تعرفها الأجيال القادمة.
[مُّحَمَّدࣱ رَّسُولُ اللَّهِ وَٱلَّذِینَ مَعَهُ أَشِدَّاۤءُ عَلَى ٱلۡكُفَّارِ رُحَمَاۤءُ بَیۡنَهُمۡ تَرَاهُمۡ رُكَّعࣰا سُجَّدࣰا یَبۡتَغُونَ فَضۡلࣰا مِّنَ ٱللَّهِ وَرِضوَانا سِیمَاهُم فِی وُجُوهِهِم مِّنۡ أَثَرِ ٱلسُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمۡ فِی ٱلتَّوۡرَاة وَمَثَلُهُمۡ فِی ٱلۡإِنجِیلِ كَزَرۡعٍ أَخۡرَجَ شَطۡـَٔهُ فَـَٔازَرَهُ فَاسۡتَغۡلَظَ فَٱسۡتَوَىٰ عَلَى سُوقِهِ یُعۡجِبُ ٱلزُّرَّاعَ لِیَغِیظَ بِهِمُ ٱلۡكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِینَ ءَامَنُوا۟ وَعَمِلُوا۟ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ مِنۡهُم مَّغۡفِرَةࣰ وَأَجۡرًا عَظِیمَا](سورة الفتح 29) .
- تراهم ركّعا سجّدا يبتغون فضلا من اللّه و رضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة و الإنجيل = ذلك مثلهم في التوراة و الإنجيل المقصود بها تمثيلهم لشكل التوراة و الإنجيل ،و قد أرفقت لكم الصورة اسفل المقال لعلاقة حركات الركوع و السجود بالأشكال الهندسية للتوراة و الإنجيل .
- كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه = حركات الصلاة تشبه نبوت الزرع ، فالزرع هو البذرة التي تزرع ثم تخرج شطأها فتستوي قائمة ليستغلظ قمحها بمعنى يكبر وينضج ، ثم تستوي على سوقها (جمع ساق) بحيث كما تلاحظ اسفل الصورة فإن سنابل القمح او الشعير عندما تنضج ويأتي وقت حصادها فإنها تكون بنفس شكل الراكع على ساقه ... و هذا الوصف يدخل في تبيان أن الزرع مهما وصل به الحال واستغلظ وذبل على ساقه فإنه ينتج بذرات جديدة ستنمو من جديد إن زرعت وكل حبة ستخلف وراءها عشرات الحبات ..لذلك مهما فعلوا من طمس للتوراة و الإنجيل فإن المسلمين راجعون إليها .
[إِنَّاۤ أَنزَلۡنَا ٱلتَّوۡرَىٰةَ فِیهَا هُدࣰى وَنُورࣱ یَحۡكُمُ بِهَا ٱلنَّبِیُّونَ ٱلَّذِینَ أَسۡلَمُوا۟ لِلَّذِینَ هَادُوا۟ وَٱلرَّبَّـٰنِیُّونَ وَٱلۡأَحۡبَارُ بِمَا ٱسۡتُحۡفِظُوا۟ مِن كِتَابِ ٱللَّهِ وَكَانُوا۟ عَلَیۡهِ شُهَدَاۤءَۚ فَلَا تَخۡشَوُا۟ ٱلنَّاسَ وَٱخۡشَوۡنِ وَلَا تَشۡتَرُوا۟ بِـَٔایَـٰتِی ثَمَنࣰا قَلِیلࣰا وَمَن لَّمۡ یَحۡكُم بِمَاۤ أَنزَلَ ٱللَّهُ فَأُو۟لَـٰۤىِٕكَ هُمُ ٱلۡكَافِرُونَ]
[سورة المائدة 44]
أقدم آثار الأرض حفر عليها القرآن الكريم .... الإسلام هو دين البداية ومايسمى الكتابة الهيروغليفية هي كتابتنا المقدسة الأولى التي أنزلها الله...خدعة أن اليهودية أول الديانات الإبراهيمية و أن كتاب العهد القديم العبري هو التوراة كلها كذب ....التوراة آيات تبين وتوضح صور الكتاب و هي بلسان عربي مبيّن و لا علاقة لها بكتاب العهد القديم العبري الذي هو مشروع سياسي يهدف إلى احتلال أرضنا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق