الاثنين، 23 نوفمبر 2020

 - التماثيل تقول لكم "نحن مسلمين" -

كل من علم بأن تاريخ الكتابات المصرية وكل آثارها يخص المسلمين وكتم ذلك بسبب الخوف أو شيئ من هذا القبيل فهو مساهم في طمس حقيقة أن الإسلام هو دين الأرض ... لا تخشوا الناس و اخشو الله .. أما الذين مازالو ساكنين في كتب التراث التي تجعل من السعودية القفار بلاد الإسلام و مازالوا مدوخين بمؤلفات المستشرقين التي تنفي علاقة ملايين الأثار المصرية بالمسلمين و ان مصر القرآن ليست مصر الحالية فأقول لهم انتم في ضلال سواءا بسبب مرض الشعوبية أو عقدة مرض حب الباطل .
- مامعنى كل تلك التماثيل المتواجدة في مصر أمام ماأسموه لكم معابد ؟
علينا أن نعلم بداية أن الأحاديث و الكتب الضخمة التي يتاجر بها شيوخ الدين و التي تحاول أن تجعل من التماثيل كفرا هي افكار مؤدلجة هدفها إبعاد المسلمين عن دراسة الآثار و التاريخ ، عندما ترى مثلا صدور فتاوى من البلاط السعودي لأئمة الكفر و خصوصا باستعمال الطوائف المتشددة كالوهابية و غيرها و محاولة ترسيخ فكر يصل لدرجة تحريم الصور و تحريم التماثيل و الكذب على المسلمين باستعمال لسان الرسول على أن كل تمثال هو حرام و أن رسم عينين على صورة يعني دخول الشياطين و انه استهزاء بخلق الله ...كلها افكار مدروسة و محشوة تسعى لجعل المسلمين بعيدين كل البعد عن الآثار الضخمة التي تمثل تاريخهم .
[یَعۡمَلُونَ لَهُ مَا یَشَاۤءُ مِن مَّحَارِیبَ #وَتَمَاثِیلَ وَجِفَانࣲ كَٱلۡجَوَابِ وَقُدُورࣲ رَّاسِیَـٰتٍ ٱعۡمَلُوۤا۟ ءَالَ دَاوُودَ شُكۡرࣰا وَقَلِیلࣱ مِّنۡ عِبَادِیَ ٱلشَّكُورُ](سورة سبأ 13)
لا اعرف اي دين يدينون تلك الشيوخ ، هل يؤمنون بكلام اللّه أم بكلام كتب البشر التي الفها الفرنسيس و البريطان بالتعاون مع العثمانيين و درست قبل ومع الإستعمار على أنها كتب فقه ودين ، الآية القرآنية واضحة وتشير لك بأن سليمان كان نبي من انبياء المسلمين ذو ملك عظيم و كان يؤمر بإقامة التماثيل ، فلماذا ذلك الفكر الذي يصدره شيوخ الدين ..الهدف واضح و هو ابعاد المسلمين عن تاريخ الإسلام خصوصا عندما يأتي الباحث الغربي بكتبه و يهرطق عليهم بأن التمثال الفلاني كان إلاه و التمثال الآخر لكاهن كان يعبد الشمس ...كل ذلك مدروس ممن يسعون لطمس تاريخ الإسلام .
موضوعنا يدور حول تواجد عدة آثار لتماثيل مصرية أمام مباني ضخمة تعود لازمنة قديمة وتحتوي كتابات ضخمة ، بحيث تتفنن كتب المستشرقين في جعل إسمها "معابد" و تخلق له تسميات بشخصيات محددة بلسان غريب عن لسان المنطقة ومن ثم ينسبون تلك المباني على أنها معابد كانت تعبد فيها تلك الشخصيات ... تلك البيوت في حقيقتها هي مساجد المسلمين و الكتابات المكتوبة فيها تحوي إسم اللّه إذا ترجمت بطريقة صحيحة بعيدة عن الترجمة الاي جاءت بها بعثات الفرنسيين و البريطان في القرن الثامن عشر عندما دخلوا محتلين لأرضنا ماديا و لتاريخنا فكريا .
[وَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ ٱللَّهِ أَن یُذۡكَرَ فِیهَا ٱسۡمُهُۥ وَسَعَىٰ فِی خَرَابِهَا أُو۟لَاىِٕكَ مَا كَانَ لَهُمۡ أَن یَدۡخُلُوهَاۤ إِلَّا خَاۤىِٕفِینَ لَهُمۡ فِی ٱلدُّنۡیَا خِزۡیࣱ وَلَهُمۡ فِی ٱلآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِیمࣱ](سورة البقرة 114) .
بمثل ماهو ملاحظ في الصورة اسفل المقال ، فإنه تتواجد تماثيل عديدة لاشخاص بمحاذات ابواب و جدران المساجد ، فالتماثيل في حقيقتها هي عبارة عن فن تعبيري للتواصل يجسد من خلاله الناحت رسالة معينة تهدف إلى تبيان موضوع معيّن ، السّمة الأبرز للتمثال هو التمثيل بحيث أنه يمثّل لك صورة معيّنة بقالب و إشارات ثابتة و أنت تستنتج دلالة تلك الإشارات التي نحت بها التمثال لإستكشاف معانيه ..بالمختصر ومن خلال اللسان يمكنك معرفة أن سبب تسمية "التمثال" هو انه يؤدي دور "التمثيل" لإيصال رسالة معيّنة .
لو تركز معي في صورة التمثال أسفله فإنك تلاحظ حركة بارزة يمثلها بيديه ، بحيث أن اليدين نلاحظهما وكأنهما مربوطتين عند المعصم ولو تتذكر معي فإن تلك الحركة يفعلها أي شخص يسلّم نفسه عندما يكون هناك امر بالقبض عليه بحيث أنه يسلم يديه على أساس أنه استسلم و يعطيهم الإذن بأن يقبضوا عليه برضاه التام ، فالجميع يعرف بأن مااشتهر عليه فطريا ومنذ القدم لدينا كبشر عندما يتم القبض على المجرمين أو من صدر في حقهم امر القبض فإن الشخص المقبوض عليه تربط يداه عند المعصم كي لايستعملهما ، فإذا كان هناك تخوف من هروبه تربط يداه من الخلف أما إن كان سلّم نفسه وحده فإن اليدين تربطان من الأمام لأنه هو من استسلم برضاه و سلّمهما .
حركة اليدين تلك تريد إيصال عبارة "استسلام" ، و ووضع اليدين مربوطتين في المعصم على جهة القلب كما في التمثال تدل على استسلام القلب و اطمئنانه أيضا .
الآن علينا توضيح شيئ يخص كلمة "الإسلام" و علاقتها بـ"الإستسلام" ، و الحقيقة أن كلا الكلمتين تعنيان نفس المعنى وهو الإستسلام للّه ...ويمكن استشاف ذلك من خلال عدة آيات قرءانية :
[بَلَى مَنۡ أَسۡلَمَ وَجۡهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحۡسِنࣱ فَلَهُ أَجۡرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلَا خَوۡفٌ عَلَیۡهِمۡ وَلَا هُمۡ یَحۡزَنُونَ](سورة البقرة 112) .
[إِذۡ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسۡلِمۡ قَالَ أَسۡلَمۡتُ لِرَبِّ العَالَمِینَ(سورة البقرة 131) .
[أَفَغَیۡرَ دِینِ ٱللَّهِ یَبۡغُونَ وَلَهُۥۤ أَسۡلَمَ مَن فِی ٱلسَّمَـٰوَ ٰ⁠تِ وَٱلۡأَرۡضِ طَوۡعࣰا وَكَرۡهࣰا وَإِلَیۡهِ یُرۡجَعُونَ](سورة آل عمران 83).
أسلم = استسلم .
التماثيل تلك عندما نحتت بشكل شخص كأنه مربوط عند معصم يديه وعند قلبه ، المقصود بها توصيل فكرة أن أصحاب هذه الآثار و الكتابات و البنايات هم أناس مستسلمين لله بافعالهم و نواياهم أي توصيل عنوان واضح مفاده أننا نحن "مسلمين" ... فوضع اليدين بنفس صورة الشخص الذي يسلم نفسه مفادها أنهم أناس استسلموا بافعالهم فاليدين هم أبرز العضوين المسؤولان عن الأفعال ، أما منطقة وسط الصدر تقريبا فهي منطقة الجوف التي يقع فيها القلب فالقلب يقع في الجوف و ليس بمثل مايتم ترسيخه بأنه يقع في اليسار ، وقد تم وضع اليد مستسلمتين عند تلك المنطقة للدلالة على أن قلوبهم مستسلمة و مثل ماهو معروف فإن النوايا تقع في القلوب وبالتالي فإن الوضعية تدل على أن نواياهم مستسلمة مستسلمة أيضا .
الآن عندما ندخل في موضوع الصلاة في الإسلام ، فإننا نجد أن المذاهب والطوائف الحالية باختلافاتها وانتماءاتها التي تعتمد على تلك الكتب التي تدعي تمثيل فقه الإسلام ، نجدها مختلفة في مسألة اليدين أثناء الصلاة حيث تتفنن بها هل نمسك يدينا أثناء الصلاة أو لا ، ومنهم من يدخل في نقاشات عقيمة حول هل يكون ذلك بإمكانية مسك اليد اليسرى على اليمنى أم اليمنى على اليسرى أم وضعها على البطن أم الصدر أم بسطها أم عدم مسكهما ..وتجد عدة أحاديث و أراء متضاربة و إن دلت فإنما تدل على أنه هناك محاولة على التغطية على موضوع مهم يخص هذا الجانب ..فالسؤال الأبرز الذي يجب أن يطرح لايكون بصيغة هل نبسط يدينا أو لا أو كيف نفعل ذلك ، بل السؤال يجب أن يكون حول رمزية تلك الحركة بالأساس لماذا نفعل ذلك و ما رمزية ودلالة ذلك ؟
الرمزية هي للدلالة على أننا مستلمين لك يالله أثناء مقابلته في الصلاة فهي حركة رمزية تدل على أن المصلي "مسلم" ، أما الحركة و الوضعية الصحيحة فلا علاقة لها بكل تلك الفقهيات التي جعلت الإسلام يفترق حتى حول كيفية الإستعداد في الصلاة ، الحركة الحقيقة هي بمثل الصور التي تمثلها التماثيل وبمثل الصلاة التي صلاها إمامنا إبراهيم عليه السلام و الأنبياء و الناس من بعده ... وكل تلك الفقهيات التي تألف حولها الكتب و تنشر الطوائف جدلياتها إستنادا على الكتب و المرويات التي حشرت نفسها بالإسلام كان هدفها إبعاد الناس عن الوضعية الحقيقية بمثل ما تمثله التماثيل لأن بقاء الناس محافظة على نفس الوضعية و الحركة من شأنه أن يبين و يثير حقيقة أن تلك الآثار التي تعود لقرون ساحقة هي آثار تخص الإسلام و مناسكه .
لو تلاحظ معي لمن يبحث في الميراث الشعبي المتوارث شعبيا دون الميراث المرسخ عن طريق الكتب ، تجد أن كبار السن يستعملون نفس الحركة عند رؤيتهم لشيئ مخيف ، بحيث لدينا في المنطقة المغاربية يفعلون نفس الحركة و يرددون عبارة "مسلمين مكتفين " ، بمعنى أن حركة التكتيف وربط معصم اليدين تدل على أننا مسلمين ، مثل هذا الميراث بحثت عنه في الكتب و لم اجده مطلقا في الكتب و لا في مؤلفات مايسمى الفقه فتلك الكتب مؤدلجة و بعيدة كل البعد عن العادات و العلوم و الرمزيات التي كان عليها المسلمين قبل قرون ساحقة وهدفها تحوير عدة حقائق تخص المسلمين .
الوضعية التي تمثلها التماثيل تقول لكم "نحن مُسلمين" و لسنا بمثل ماتقول لكم كتب الغرب حول أن هذه المباني تخص معابد كانت تعبد فيها آلهات أسماها المؤرخين من وحي خيالهم .






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق