الاثنين، 23 نوفمبر 2020

- أقلام تمثل كتابة الكتاب و ليست مسلات-

 - أقلام تمثل كتابة الكتاب و ليست مسلات-

يتداول لدى دارسي الآثار المتواجدة في مصر سواءا مؤرخين أو هواة أو حتى من يحاولون التعرف عن تلك الآثار بأن الأعمدة التي تتواجد أمام مااسموه معابد هي مسلات .. و الحقيقة أنه لايوجد أي ترابط لفهم مغزى تواجد مسلات و إبر من شمال مصر إلى جنوبها او حتى تلك التي نهبت و هربت إلى العواصم الأوروبية .
الحقيقة أن تلك الاعمدة حتى و إن تشابهت نوعا ما لشكل المسلّات فإنها لا تمثل المسلّات بل هي في الحقيقة شكل تمثيلي للأقلام .
المعروف أن القلم هو كل أداة تساعد الشخص على الكتابة ، و السمة الأبرز للقلم هو أن يكون يملك شكل حاد على نهاية طرفه ليساعد على الكتابة ، و لكي يملك القلم شكلا حادا على رأسه لابد أن يتم قطعه و هي العملية التي نطلق عليها إسم "التقليم'' أي إزالة وقطع كل مازاد عن الحد المطلوب ، ونذكر على سبيل المثال عبارة " تقليم الأضافر" أي نزع اطراف الأظافر الزائدة عن اللزوم ، فلذلك سمي القلم قلما لأن راسه يكون مقلما ليساعد العمود أو الخشبة المستعملة على الكتابة .
[وَلَوۡ أَنَّمَا فِی ٱلۡأَرۡضِ مِن شَجَرَةٍ أَقۡلَـٰمࣱ وَٱلۡبَحۡرُ یَمُدُّهُۥ مِنۢ بَعۡدِهِۦ سَبۡعَةُ أَبۡحُرࣲ مَّا نَفِدَتۡ كَلِمَـٰتُ ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِیزٌ حَكِیمࣱ](سورة لقمان 27)
هنا في الآية ضرب الله المثل بأنه لو تم الكتابة بجميع الاشجار المتواجدة في الأرض ما نفدت كلمات الله ، و المقصود بذلك هو أنه لو تم استعمال جميع أخشاب الارض كأقلام لكتابة كلام الله لما نفدت كلماته ... وهذا مايدلنا على أن القرآن يشير إلى ان الأقلام هي أداة يستعمل في الخشب لصناعته و هو الذي نعرفه بحيث أن صناعة الأقلام تعتمد على تقليم الخشب من رأس طرفه ليساعد على الكتابة .
المغزى الأساسي لتواجد أشكال هذه التماثيل الحجرية بشكل أعمدة رأسها مقلّم هو لتوضيح أنها أقلام ، وهي نفسها الأقلام التي يشير لها القرآن و التي كتب بها الكتاب .
[نون و القلم ومايسطرون] (القلم الآية 1)
هنا السطر القرآني يشير لك إلى القلم كونه الآداة التي تستعمل في الكتابة و المقصود به هو الكتاب ، أما عبارة "ومايسطرون" فالمقصود به أن طريقة كتابة هذا الكتاب تعتمد على التسطير و قد ذكرنا في مقال سابق أن كل الكتابات المتواجدة على الحدران و على الألواح و اوراق البردي اعتمدت في تنظيمها على الأسطر ، ولكم مثال اسفل الصورة المرفقة مع المقال .
[ ٱقۡرَأۡ بِٱسۡمِ رَبِّكَ ٱلَّذِی خَلَقَ - خَلَقَ ٱلۡإِنسَانَ مِنۡ عَلَقٍ - ٱقۡرَأۡ وَرَبُّكَ ٱلۡأَكۡرَمُ - ٱلَّذِی عَلَّمَ بِٱلۡقَلَمِ - عَلَّمَ ٱلۡإِنسَـٰنَ مَا لَمۡ یَعۡلَمۡ ](سورة العلق 1 - 5)
الآيات تشير إلى تعليم الإنسان بالقلم علما لم يعلمه ، و هو إشارة إلى الكتاب الذي يحوي جميع علوم البشرية .
[قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك] وهنا من قصة نبوءة سليمان مع الشخص الذي امتلك جزءا من علم الكتاب نكتشف أن الكتاب يحوي علوما لاتخطر ببال بشر .
هذا الكتاب هو نفسه ذلك الكتاب الذي لاريب فيه و الذي يدعوا إليه القرآن منذ اول يطر من صورة البقرة :
[ألم - ذلك الكتاب لاريب فيه هدى للمتقين]



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق