الأربعاء، 13 أكتوبر 2021

لماذا يذكر القرءان تارة وجوب الإيمان بالكتب و تارة الإيمان بكتاب واحد ؟


 مصطلح "كتابة" و "قراءة" هما مصطلحان بصيغة مؤنثة ... و الأصل أن ننطق كلمة كتاب بصيغة مذكرة فنقول "كتاب" و ليس "كتابة" ... وكذلك كلمة "قراءة" فالأصل أن ننطقها بصيغة مذكرة "قرءان" .

كلمة كتاب تعني كتابة و كلمة قرءان تعني قراءة ... فالقرءان الكريم الذي نقرأه اليوم هو قراءة كريمة خرجت من كتابة مقدسة أنزلها الله .

[كتاب فصلت آياته قرءانا عربيا لقوم يعلمون ] فصلت .
الكتاب هو كتابة تحتوي على آيات قراءتها عربية ، و القرآن الكريم (القراءة الكريمة)  هو نفسه كذلك خرج من الكتاب .
كتاب فصلت آياته قرءانا عربيا = كتابة فصلت آياتها قراءة عربية .

[الف لام ميم - ذلك الكتاب لاريب فيه هدى للمتقين] البقرة .
ذلك الكتاب المقصود به شيئ مكتوب و ليس قراءة (هناك فرق بين القرءان و الكتاب) ، و الكتاب هو الكتابة التي يدعوا الله المتقين للرجوع إليها .
ذلك الكتاب لاريب فيه = تلك الكتابة لاريب فيها .

معرفة هذا الخيط سيمكنك من فك مشكلة داخل القرآن أخرى يتساءل حولها الجميع ، و هي عن سبب ورود شرط الإيمان بالكتاب مفردا تارة و تارة أخرى وجود الإيمان بكتب (جمع) .

[ آمن الرسول بما أنزل إليه من ربّه و المؤمنون كلٌ ءَامَنَ بِٱللَّهِ ومَلائكته وكتُبِه ورُسلهِ لا نفرِّق بَینَ أَحَدࣲ مِّن رُّسلهِ وَقَالُوا سَمعۡنا وَأَطَعۡنَا غُفرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَیكَ المَصِیر] البقرة .

[ليس البِرّ أَن تُولوا وُجُوهَكم قبلَ المَشرِق وَ المغربِ و لكنَّ ٱلۡبِرَّ مَنۡ ءَامَنَ بِاللهِ وَٱلۡیَوۡمِ الآخِرِ وَالمَلَائكَةِ وَالكِتَـابِ وَٱلنَّبِیِّينَ] البقرة 

الجميع سيطرح سؤال لماذا الله يأمرنا تارة بالإيمان بكتاب ثم تارة أخرى يأمرنا بالإيمان بكتب ، لكن الحقيقة أننا نحن من خلقنا هذا التساءل بسبب عدم استيعابنا للسان القرآن ، فالإيمان بالكتاب المقصود به الإيمان بالكتابة .. أما الإيمان بالكتب فالمقصود به الإيمان بالكتابات  .
كتاب = كتابة .
الكتب = الكتابات .
 كتبه = كتاباته .

الآن سيتضح معك المعنى :
[و المؤمنون كل آمن بالله و ملائكته و كتبه و رسله]  = (المؤمنون كل ءامن بالله و ملائكته و كتاباته ورسله)

[ولكن البر من ءامن بالله و الملائكة و الكتاب و النبيين] = (ولكن البر من ءامن بالله و الملائكة و الكتابة و النبيين ) .

هناك سطر قرءاني ءاخر سيثبت لك هذا :
[رَسُولࣱ مِّنَ ٱللَّهِ یَتۡلُوا۟ صُحُفࣰا مُّطَهَّرَةࣰ - فِیهَا كُتُبࣱ قَیِّمَةࣱ] البينة .
لو نفهمها بوعينا اللغوي الحالي فسنفهم كلمة كتب بأنها تعني عدة كتب مدونة و مصنفة و مستقله (كتاب مستقل + كتاب مستقل + كتاب مستقل ..) ، لكن الحقيقة أن كلمة كتب تعني كتابات ، فكما ذكرنا فإن القرءان يعترف بكلمة كتابة بصيغة مؤنثة و سنفهمها كالتالي :
(رسول من الله يتلوا صحفا مطهرة - فيها كتابات قيمة)

هناك سؤال آخر أيضا يخطر في بالنا .. و هو أن التفاسير تقول أن هناك كتابين قد نزلا قبل القرآن ، لكن القرآن يقول أنه نزل كتاب واحدة .. لاحظ :
[یَاأَيّها الذِینَ ءَامَنوا ءَامِنُوا۟ بالله وَرَسُولِه والكِتَاب الذِی نَزَّلَ عَلَى رَسُولِه والكِتابِ الذِی أَنزَلَ مِن قَبۡل وَمَن یَكفر بِٱللَّهِ وَمَلائكتهِ وَكتبهِ وَرُسلِه وَالیوم الآخر فَقَد ضَلَّ ضَلالا بَعِیدًا] 
الآية سنفهمها هكذا إذا فهمنا الكلام السابق :
(يا أيها الذين ءامنوا بالله و رسوله و الكتابة التي أنزلت على رسوله و الكتابة التي أنزلت من قبل و من يكفر بالله و ملائكته وكتاباته و رسله و اليوم الآخر فقد ظل ضلالا بعيدا )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق