علينا أن نتفق أن كلمة "كتابة" هي لفظة دخيلة في اللسان العربي و تم ترويجها عن طريق الكتب الورقية و لغة اللغو من أجل تحوير كلمة "كتاب" ، فالجميع أصبح يضن أن مصطلح "كتاب" يخص مجموعة أوراق جمعت في سجل و بين دفتين و لم يفكروا قط إلى ماذا كان يشير هذا المصطلح قبل وجود الكتاب الورقي الحالي ... و السبب في هذا التحوير هو أن القرآن في خطابه يعترف بكلمة "كتاب" بصيغة مذكرة و لايعترف بها بصيغة مؤنثة "كتابة" ... لذلك تم التشويش على مخيلة الناس لمحو إدراكهم على أن "كتاب" في أصلها تعني "كتابة" .
كتاب (مذكر) = كتابة (مؤنث)
هذا كتاب (صيغة مذكر) = هذه كتابة (صيغة مؤنث)
▪︎القرآن يدعو لأوّل أثر كتابي في الأرض :
عندما تقرأ الكلام الآتي :
[ قل أرآءيتم ما تدعون من دون الله أروني ماذا خلقوا من الأرض أم لهم شرك في السّماوات أءتوني بكتاب من قبل هذا أو آثارة من علم إن كنتم صادقين ] الأحقاف .
أريدك أن تقف عند عبارة "أءتوني بكتاب من قبل هذا " ..فهي عبارة بأسلوب التحدي على أنه لا يوجد أي كتاب يسبق الكتاب المذكور .
وكذلك سنفهم العبارة بوعينا اللغوي اليوم (أءتوني بكتابة من قبل هذه أو أثارة من علم إن كنتم صادقين) ..فهي كتابة لم يسبقها أي كتابة أخرى على الأرض .
▪︎ماهو شكل هذه الكتابة الأولى منطقيا ؟
عندما تفكر بتفكير عقلاني و فطري و تبحث عن هذا الكتاب الأوّل الذي وجد على الأرض فإنّك ستخلص إلى النتيجة الآتية :
الإنسان و فطرته عندما يبدأ الكتابة فهو سيعتمد على الموجودات المحيطة من حوله ، سيرى الشجرة و البقرة و الأذن و العين و الناس و سيكتبهم رسما بأشكالهم ليعبر عن ما يريد إيصاله .. و تلك الرموز التصويرية التي رسمها و اعتمدها في الكتابة ستبقى لكل الأجيال اللاحقة التي تأتي من بعده لأنها اعتمدت على أمور فطرية ... و بالتالي فإن الكتابة الأولى منطقيا ستعتمد على خط الفطرة و هو الرموز التصويرية للموجودات و لن يلجئ الإنسان الأول أبدا لاستعمال خط معقد و مركب .
ففطرة الإنسان دائما تميل للرسم و التصور في التعبير عن كتاباتها ، بحيث أنك لو مثلا تعطي ورقة و قلم لولد صغير لم يدخل المدرسة و لم يتعلم الكتابة بالخط الحالي ،و من ثم تقول له عبر لي عن شيئ فسيقوم مباشرة برسمه لك ..سيرسم لك مثلا رجل و امرأة لتعبير عن أبيه و أمه .
الكتابة الأولى التي سيكتب به الناس أو تنزل على الناس ستكون كتابة تصويرية فطرية تعتمد على الصور و كل صورة تحمل منطوق صوتي ، لأن كل الناس لم تتعرف وقتها إلاّ على الطبيعة الموجودة حولها و لأن الصورة هي أصدق تعبير لايمكن أن يندثر و سيبقى موجودا للأبد..فمثلا لو يريد شخص قديم قبل ألفين سنة كتابة إسم "عين" فسيرسم لك صورة عين و سيقرأها الناس "عين" و سنراها نحن احفاده اليوم و نعرفها بأنها عين و نقرأها "عين" ... و بالتالي فإن أول و أقدم كتابة يمكن تصورها للإنسان الأول هي الكتابة التصويرية .
▪︎أين نجد هذه الكتابة ؟
"أءتوني بكتاب من قبل هذا أو آثارة من علم إن كنتم صادقين"
السطر القرآني يعالج إثبات أن القرآن و كلامه لم يسبقهما أي كتابة ، و بالتالي فإن الأثر الأول في الأرض سيكون يحوي كتابات تصويرية ..و الآية عندما تقول لك عدم وجود آثارة من قبل هذه الكتابة فهو تقصد الآثار الكتابية الشاهدة .
عندما تفتش في جميع الأرض لن تجد أي أثار تحوي في نظام كتابتها على الكتابة التصويرية من غير الآثار المتواجدة في مصر ، فالنظام الكتابي التي اعتمدت عليها الكتابة التي سمتها فرنسا و بريطانيا كتابة "هيروغليفية" تعتمد على الرموز التصويرية في التعبير المنطوق (حيوانات ، نبات ، شجرة ، أذن ، عين ، أنف ، أدوات حياتية) فهي عبارة عن رموز تصويرية تعد بالمئات ،و كل صورة من تلك الرموز لها منطوقها الذي يمكنك من تأليف كلمات تنطق عربيا .
وبالتالي فإن كل تلك الدراسات الغربية التي تزرع الشعوبية و تحاول دائما زرع عقدة تلك الحضارات الوهمية بنفس حدود سايكس بيكو ، هدفها من ترويج فكرة أن نظريات (أول خط كتابي ظهر في العراق ، و أول خط كتابي ظهر في اليمن ، و أول خط كتابي ظهر في شمال البحر المتوسط ووو ) هو صد الناس عن فهم حقيقة كتاباتهم الأولى الفطرية .
▪︎كيف يمكن قراءة هذا الكتاب ؟
الآيات الآتية تحاول أن ترشدك و تدلك إلى تلك الكتابة :
[ألم - ذلك الكتاب لاريب فيه هدى للمتقين ] البقرة .
[ حم - تنزيل من الرّحمان الرحيم - كتاب فصّلت آياته قرءانا عربيا لقوم يعلمون ] فصلت .
الكتاب هو عبارة عن كتابة تحوي آيات كتابية مفصولة عن بعضها و كل آية من تلك الآيات الكتابية يملك منطوق صوتي (ألف ، لام ، ميم ، حاء ...الخ) ، ومن خلال هذه الآيات تتمكن من قراءة كلام عربي ... هذه الآيات هي بالضبط الرموز الهيروغليفية إذا تمكّنا من قراءتها بشكل صحيح .
بريطانيا و فرنسا عندما سمت الكتابة المصرية بأنها كتابة مقدسة هي لم تخطئ ، بل صحيح هي مقدسة فهي كلام الله الذي انزل به قرءانه ، لكنهم بالمقابل قاموا بتحريف ترجمات منطوقاتها و الفوا كلام محرف عن مواضعه و اسموه لغة مصرية قديمة ، و برمجوا الناس علر أن الإنسان المصري الأوّل كان يتحدث بغير لسانه العربي الحالي ..
فعلوا كل ذلك من أجل إخفاء حقيقة تلك الكتابة و اخفاء حقيقة أنها كتابات الإسلام العربية ، و أن الإسلام يملك أقدم أثار الأرض و بالتالي فإن كل الأديان التي جعلوها ديانات أولى لا وجود لها ، فلا مسيحية و لايهودية ديانات سماوية انزلها الله قبل الإسلام إنما الدين الأول بالشواهد الاثرية هو الإسلام .
هذا ماسيتم إثباته عندما نعيد قراءة تلك الكتابات بشكل صحيح بعيدا عن التحريف التي أتت به مؤسسات البحث الفرنسية و البريطانية عندما بدأت آحتلالها لمصر والعالم .
.
.
.
.
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق