فئة كبيرة من الأحبار و الرّهبان هم أكثر الناس المساهمين في مشروع تضليل المسلمين لصدّهم عن السبيل الذي يدعوا له القرآن .
هناك صديق متدبر في القرآن قال لي أن مسمى الفسق ليس فسق الساقط الذي يُستخف بشرفه فقط ، بل الفسق أنواع ومن أخطره الناس التي يُتلاعب بها و يتم الإستخفاف بعقولها .. فالساقط كذلك من يُستخف بعقله :
[فَٱسۡتَخَفَّ قَومَه فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمۡ كَانُوا۟ قَوۡمࣰا فَـٰسِقِینَ] الزخرف .
كانو من القوم الفاسقين لأنه تم الإستخفاف بعقولهم ، بمثل ما يفعله اليوم الاحبار و الرّهبان الذين يستخفُّون بعقول الناس .
[يا أيها الذين آمنوا إن كثيرا من الأحبار و الرّهبان ليأكلون أموال الناس بالباطل و يصدون عن السبيل ] التوبة .
يوجد كم كبير من الأحبار و الرهبان ممن يستعملون حبرهم و رهبانيتهم كمرتزقة .. الأحبار و الرهبان هم من ضمن من تنبأ بهم القرآن .
يقصد بالرهبان جمع راهب ، و هو الإنسان الذي يستعمل المظهر المقدس لدى مجتمع معين من أجل كسب الرهبانية التي تجعل الناس تهابه و تحترم كلامه و تعطيه قيمة كبيرة في المجتمع ... و من أمثلتهم في مجتمعنا الإسلامي الكثير من شيوخ الدين التي تربي اللحى و تلبس لباس الوقار لتدعي تفسير القرآن و تمثيل سنة الأنبياء و الرسل لتتاجر بأسماءهم من أجل ترويج كلام كاذب عنهم و لتصنع تفسير مغاير لما يريده القرآن ..
حقيقتهم أنهم يعملون كمرتزقة تتلقى أموالا من أجل تلك الاحاديث الكاذبة و التفاسير المظللة ... و جلهم يتم استعمالهم كأجندة سياسية تسعى لتدجين المجتمعات طبقا لنظرية "بالمقدس تصنع المدنّس" .
الأحبار جمع حبر .. و قد تم تسميتهم بوصف الحبر (الذي يُستعمل في أقلام الكتابة) لأنهم هم الناس الذين يستعملون أقلامهم بتأليف كتابات ضخمة من أجل الإستخفاف بعقول الناس .. فعقلية المجتمعات مركبة على الهيبة و الخوف من كلام كل الشخصيات التي تُألِّف عدد كبير من الكتب، فهي حسبهم معيار يدل على أنهم شخصيات ذات علم غزير لسبب الكمية الكبيرة من الكتب التي يؤلفونها ... و من أمثلتهم "كُتّاب التاريخ" الذين يقرؤون النظريات التاريخية الغربية و من ثم يترجمون ما تحصلوا عليه إلى كتب ضخمة بالعربية ليظهروا بمظهر أستاذة و بروفيسورات التاريخ .. جلهم تجدهم يطبقون نظرية ما يسمى أرض التوراة بترويج أن كتاب اليهود هو نفسه التوراة ، و أكثرهم يمنح شهادات الدكتوراه في علم الاثار لأنه يردد كالببغاء ما تخرجه المدارس الغربية التي تحرف دراسة التاريخ الحق لتلك الآثار ... و قس على هذا في باقي الميادين .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق