- ما يسمى أبو الهول هو مقام إبراهيم -
حسب القرآن فإن إبراهيم عليه السلام جعله الله إماما للناس ، و المذكور كذلك بأنّ مقامه مجاور للبيت الحرام :
[ قُلۡ صَدَقَ ٱللَّه فَابِعُوا۟ مِلَّةَ إِبۡرَ ٰهِیمَ حَنِیفࣰا وَمَا كَانَ مِنَ ٱلۡمُشۡرِكِینَ - إِنَّ أَوَّلَ بَیۡتࣲ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِی بِبَكَّةَ مُبَارَكࣰا وَهُدࣰى لِّلۡعَـٰلَمِینَ فِیهِ ءَایَاتُ بَیناتࣱ مَّقَامُ إِبۡرَاهِیمَ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ ءَامِنࣰا وَلِلَّهِ عَلَى ٱلنَّاسِ حِجُّ ٱلۡبَیۡتِ مَنِ ٱسۡتَطَاعَ إِلَیۡهِ سَبِیلࣰا وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَنِیٌّ عَنِ ٱلۡعَالَمِینَ ] آل عمران
[وَإِذِ ٱبۡتَلَىٰ إِبۡرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَـٰتࣲ فَأَتَمَّهُنّ قَالَ إِنِّی جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامࣰاۖ قَالَ وَمِن ذُرِّیَّتِی قَالَ لَا یَنَالُ عَهۡدِی ٱلظَّالِمِینَ - وَإِذۡ جَعَلۡنَا ٱلۡبَیۡتَ مَثَابَةࣰ لِّلنَّاسِ وَأَمۡنࣰا وَٱتَّخِذُوا۟ مِن مَّقَامِ إِبۡرَ ٰهِـۧمَ مُصَلࣰّىۖ وَعَهِدۡنَا إِلَى إِبۡرَ اهيم وَإِسۡمَاعِیلَ أَن طَهِّرَا بَیۡتِیَ لِلطَّاۤئفِینَ وَٱلۡعَـٰكِفِینَ وَٱلرُّكَّعِ ٱلسُّجُودِ] البقرة
كلمة إمام مصدرها "أمة" و المقصود بها هو قائدة الأمة، فالإمامة هي قيادة الأمة ..وكما هو معروف فإن الدين الإسلامي مبني على اتباع ملة ابراهيم و كلنا مطالبون حسب القرإن باتباع ملّته :
[ وَمَنۡ أَحۡسَنُ دِینࣰا مِّمَّنۡ أَسۡلَمَ وَجۡهَهُۥ لِلَّهِ وَهُوَ مُحۡسِنࣱ وَٱتَّبَعَ مِلَّةَ إِبۡرَ ٰهِیمَ حَنِیفࣰاۗ وَٱتَّخَذَ ٱللَّهُ إِبۡرَ ٰهِیمَ خَلِیلࣰا ] النساء .
[قُلۡ إِنَّنِی هَدَانِی رَبِّیۤ إِلَىٰ صِرَاطࣲ مُّسۡتَقِیمࣲ دِینࣰا قِیَمࣰا مِّلَّةَ إِبۡرَ ٰهِیمَ حَنِیفࣰاۚ وَمَا كَانَ مِنَ ٱلۡمُشۡرِكِینَ] الأنعام
[وَمَن یَرۡغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبۡرَاهِيمَ إِلَّا مَن سَفِهَ نَفۡسَهُۥۚ وَلَقَدِ ٱصۡطَفَیۡنَـٰهُ فِی ٱلدُّنۡیَا وَإِنَّهُ فِی ٱلۡآخِرَةِ لَمِنَ ٱلصَّـٰلِحِینَ] البقرة .
في المقالات السابقة ذكرنا بأن مكة هي أرض المكاء و ليست أرض البيت الحرام ، و أن البيت الحرام حسب القرآن هو الذي ببكة (مصر) ، و ذكرنا بأن البيت الحرام هو بيت عتيق جدا حسب القرآن ، و أن الكعبة المراد بها تعريف الشكل الهندسي الذي هو هرمي ..وخلصنا لنتيجة أن البيت الحرام هو مايسمى "الهرم الأكبر" بالجيزة في مصر .
أنت عندما تشاهد الهرم الأكبر و تجد أمامه تمثال على شكل أسد برأس رجل ، فمالمقصود بهذه الدلالة ؟
نحن عندما نعبر كتابيا أو فنّيا عن شيئ مادي فإننا ننقله كما هو ، فمثلا إذا عبّرنا عن الشمس فإننا نرسمها شمسا ... لكن ما هي الطريقة التي سنسلكها للتعبير عن شيئ معنوي ؟
ماهي الفكرة التي نعبّر بها فنّيا و كتابيا للأجيال القادمة عن شيئ مفاده "مقام إبراهيم إمام الناس" ؟
أكيد أن الناس القدماء و الأوّلين لم يكونو يكتبوا بخط كتابتنا الحالي حتى يعبروا لنا به عن طريقه ..فما هي الطريقة ؟
الطريقة هي الأسلوب الفطري الذي سيسلكه أي فرد بشري في حقبة زمنية من هذه الحياة ، ألا وهي بالدرجة الأولى الرسم أو التمثيل الرمزي .
الطريقة الأولى و هي الرسم ، بمعنى الناس يرسمون لك إبراهيم عليه السلام بصورته ثم أنت و الأجيال التي قبلك تتعرف عليه ..لكن هذه الفكرة تواجهها مشكلة ألا و هي أن الناس لايمكن أن تميّزه عن البقية و ممكن أن صورة وجهه و ملامحه تنسى جيل بعد جيل ..فمالحل ؟ الحل هو أن يتم تمييز رسمه بشيى يدل على صفة ملاصقة به و معروفة لدى كافة المسلمين ، و المعروف كما ذكرنا فإن الله قد أعطى إبراهيم عليه السلام صفة إمامة الناس (إني جاعلك للناس إماما) ...فماهو الترميز الرسمي الذي يمكن أن يوحي لصفة إبراهيم على أنّه إمام الناس ؟
المعروف لدى الجميع بأن الأسد في كل العصور يعرف بأنه ملك الحيوانات في الغابة ، بمعنى أنه يملك صفة القيادة و الحكم لدى كل الحيوانات في الغابة ..و إلى اليوم في الميراث الشعبي فإن التلقيب بصفة "السّبع" أو الأسد هي صفة مفخرة و قيادة لصاحبها فالأسد هو بمثابة القائد و الرئيس ..و كما ذكرنا فإن كلمة الإمام في القرآن التي قصد بها إبراهيم على الناس هي القيادة ، و بالتالي فإنّه بشكل منطقي سيرسم وجه إبراهيم و سيضاف له هيئة الأسد للدلالة على أنه إمام أو قائد الناس .
من جهة أخرى فإن الناس الأوّلين لجؤو إلى التماثيل الضخمة و قاموا ببناءها بشكل صلب و قوي كي تكون أثرا يحفظ ذاكرة الناس على مر العصور ، فقاموا بنحتها على شكل تماثيل كي تأدي دورها التمثيلي في إيصال تعبيرها للناس .. وهو ماتم بالفعل مع مقام سيدنا إبراهيم بحيث تم نحت مقامه على شكل هيئة أسد للدلالة على أنه إمام للناس ، و تم استعمال تشبيه صفة الأسد في القيادة و الإمامة كتمثيل لهيئته كي يعرف كل الأجيال تاريخ رمز قائدهم الأوّل و تحفظ ذاكرتهم .
.
.
.
.
يتبع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق