الثلاثاء، 31 أغسطس 2021

أين عتاقة بيت مكة الحالي

- أين عتاقة بيت مكة كي يكون هداية للعالمين على أن الإسلام هو دين البداية ؟ -

لو يأتيك واحد ملحد أو واحد مسيحي أو يهودي أو أي إنسان يريد أن يقرأ عن الأديان و يطلب منك أنت كمسلم  أن تعطيه دليل على قدم ديانتك .. فأكيد أنه لن يؤمن إلا بالأشياء الملموسة و الموثقة بالعقل و لن يحتاج التفكير العاطفي الذي برز فيك نتيجة تنشأتك و ولادتك على ماوجدت عليه محيطك كمسلم .

سأكون صريح معك و أدخل من هذا الباب بمنطق واقعي كما يفهمه كل الناس الموجودين على الأرض اليوم و ليس من منظورنا نحن كمسلمين فقط ، فنظرة كل الناس للإسلام هي نظرة تتربع على قاعدتين ..

 القاعدة الأولى هي مايسمى الأديان الثلاثة بحيث أن هذه النظرة تقول بأن هناك ثلاث أديان سماوية نزلت بالترتيب التالي : يهودية - مسيحية - إسلام ، و هذه النظرية ينظر لها من طرف كل متقمص للمعتقدات الثلاثة كالتالي :

•اليهودي يظن بأن معتقده هو أقدم معتقد و أن المسيحية و الإسلام ظهروا بعد معتقده زمنيا و أنهم أديان محرفة و غير سماوية .

•المسيحي فهو ينظر إلى أن اليهودية دين صحيح ظهر قبل معتقده المؤمن بألوهية المسيح ، فهو يظن أنّ دينه المسيحي كذلك صحيح و هو مُكِمِّل لليهودية ... فيما نظرة المسيحي للإسلام هي نظرة لا تؤمن بكون الإسلام ديانة نزلت من الله و أنها ظهرت كتحريف تسلّق على معتقده القديم زمنيا .

• نظرة المسلم هي نظرة متخلخلة فهو بسبب ما يتم تلقينه تاريخيا له و حتى بالكتب الدينية التي تعتبر شئنا أم أبينا اليوم هي في عقل المسلم مكملة للقرآن ، فهو بسببها يرى بأن اليهودية و المسيحية دينان ظهر قبل الإسلام و أن الإسلام ظهر كي يصحح إنحرافهما ...فهو يظن بذلك أنه يدافع عن الإسلام لكنه كما يقول المثل "بدل أن يكحّلها عماها" ... فهو قد اعطى أسبقية زمنية لمعتقدين هما بالأصل ليسو أديان سماوية ، بل وجعل من دينه دين ظهر بعدهما و ليس قبلهما .

 أما القاعدة الثانية فهي نظرة الإنسان اللاديني أو حتى الإنسان الخارج عن نطاق إعتناق اليهودية و المسيحية و الإسلام ، فهو يرى بأن الأديان الثلاثة كلها أديان خرافية و هذه النظرة نشأت له كذلك بعدة أسباب و منها هذا السبب الذي نحن بصدد مناقشته ، وهو سبب أن الأديان الثلاثة حسبه تحاول أن تفرض نفسها كدين صحيح بمقابل أنه يرى الترتيب الزمني للأديان حسب ترتيب القاعدة السابقة (يهودية ثم مسيحية ثم اسلام ) .

أنت كمسلم داخل وسط هذه اللعبة و بسبب عدة عوامل أنت تساهم في ترسيخ هذه الأفكار سواء لليهودي او المسيحي او معتنقي الديانات الأخرى او اللادينيين ...ستقول لي كيف ذلك ؟ سأقول لك ... أنت عندما تجد القرآن يحدثك عن قبلة المسلمين و يحدثك عن بيت يمثل أوّل و أقدم صرح أثري بني في الوجود فهو بذلك يعطيك الدليل الملموس الذي يثبت قدم دينك و أوّليته عن أي معتقد آخر منحرف ظهر بعده ، يعطيك شيئ فيه هدى للعالمين يثبت أن الإسلام يملك أساس دين كل البشرية الأوّل ... لكن هذا الشيئ غائب على أرض الواقع و غير موجود ، لماذا هو غير موجود ؟
هو غير موجود لأن البيت الذي يعتقده المسلمين اليوم يمثل قبلتهم لايملك أي ذرّة أثر تثبت أنه بيت عتيق وبقي صامد منذ بداية الدنيا و الدين ... البيت الموجود في منطقة مكة بالسعودية أوّل شيئ لو تظهره للبشرية جمعاء فستكون مضحكة و مسخرة بينهم بكل صراحة ، بناء مبني بالإسمنت و الرخام المسخرة الأخرى أنه لزمن قريب فقط تم ترميمه من طرف أسرة آل سعود الحاكمة بحجة عدم سقوطه و انهياره ..بناء لايملك حوله أي أثر للناس الأولى التي عاشت منذ بداية البشرية كل ماحوله هو بنيات و ابراج ضخمة و كأنك في هليوبوليس أو لوس انجلوس .

القرآن عندما يقول : ☆ إنّ أوّل بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا و هدى للعالمين ☆ فهو يقصد لك بأن البيت الممثل لقبلة المسلمين ليس هدى و دليل للمسلمين فقط بل هو هدة لكل العالمين ، لأنه بيت قديم جدا فهو أول بيت وجد على الأرض للناس و هو يمثل شاهد أثري على ملكية الإسلام لأقدم صرح يثبت أنه دين البداية و بالتالي ان كل الأديان التي تدعي انها ذات قدم زمني قبل الإسلام هي أديان تستعمل تاريخ وهمي و دليل مغلوط يحاول أن ينفي الدين الأصل للناس .
القرآن في ذكره لمناسك الحج للمسلمين هو أن قال "وليقضوا نفثهم و ليوفوا نذورهم و ليطوّفوا بالبيت العتيق" (الحج) ،فهو عندما وصف البيت بالبيت العتيق إنما قصده هو أنه لابيت أقدم من ذلك البيت فهو البناء الوحيد الذي يملك خاصية القدم الذي لم يسبقه أحد فيها ،و بالتالي فإن تلك الروايات و القصص التي تتحدث حول أن البناء الذي في السعودية قد تم ترميمه عدة مرات و في أزمنة مختلفة و آخرهم  الملك فيصل آل سعود هو ضرب من الخيال و ضرب لمصداقية القرآن و شواهده بكلام و أحداث تم إسقاطها على بيت لا علاقة له بالبيت الذي يقصده القرآن .

الشخص الوحيد الذي قام بعمل وحيد و قدسه القرآن بذلك هو إبراهيم عليه السلام عندما قام برفع قواعد البيت و ليس بناءه حتى ... و بالتالي فإن هذا البيت الموجود اليوم بالسعودية لا يمثل أي دليل و لا أي حجة يمكن أن تقنع بها أي أحد في الأرض على أنه البيت الأول الذي وجد و الذي يمثل قدم الإسلام ... فهو بناء حديث و كل المحيط الذي حوله لايملك أي أثار تدل على أن البشرية الأولى استوطنت هناك .

الشاهد الأثري كما ذكرنا في مقالات سابقة هو البيت الضخم الذي تم الإعجاز في إيجاد تفسير له في مصر و هو مايسمى الهرم الأكبر ، فالتاريخ المصري و كل الآثار الضخمة التي تقع في كل من تلك الأراضي هي في حقيقتها تمثل تاريخ الإسلام و البشرية الأولى و قد تم تحريف كل ذبك الكم من الكتابات الأثرية المكتوبة على الصخور و الألواح و الجدران و البيوت التي حرفوها على انها كانت معابد يعبد فيها غير الله ... كل ذلك فقط لطمس علاقة الإسلام بالآثار الأولى التي تمثل بدايته و قدمه على أي معتقد آخر ظهر بعده .. بل إن اليوم بعض الخواجة و هواة قراءة كتب المستشرقين الغرب أصبحوا يروجون لخرافة أن مصر المذكورة بالقرآن ليست هي نفسها مصر الحالية فقط لكي يبعدوا علاقة تاريخ الإسلام بمصر . 

[و أوحينا إلى موسى و أخيه أن تبوءا لقومكما بمصر بيوتا و اجعلوا بيوتكم قبلة و أقيموا الصلاة بشِّر المؤمنين ] (يونس).
هنا الآية لم يذكرها لك الله كي تتفكه بها أو تلحنها بل فيها سر عظيم لك يجب أن تعرفه ، هذه الآية لم يجعلها الله في القرآن للسرد و فقط بل كل القرآن ذكر عظيم ..الله يأمر قوم موسى بأن يقيموا بمصر و يجعلوا بيوتهم قبلة ، معناها أن مصر كانت قبلة الناس من كل حدب و صوب ، و عندما طلب منهم بناءا بيوتهم هناك فهو طلب أن يجعلوا بيوتهم قبلة كي يُقبِل عليهم الناس ، فهي أرض التقاء كل البشرية عندما يرجع كل البشر للدين الواحد الذي يجمعهم .
.
.
.
.
يتبع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق