-
- العين الباكية في الكتابات المصرية هي بكة -
قبل هذا علينا أن نعيد و نذكر بأن كلمة مكة وردت في كلمة واحدة بالقرآن و في موضع سلبي يتحدث عن أناس تصد عن المسجد الحرام ، و أنه لولا تواجد رجال و نساء مؤمنين لكان هناك لكان عذاب للذين كفروا فيها :
[وَهُوَ ٱلَّذِی كف أَیۡدِیَهُمۡ عَنكم وَأَیۡدِیكُمۡ عَنۡهُم بِبَطۡنِ مَكَّةَ مِن بَعۡدِ أَنۡ أَظۡفَرَكُمۡ عَلَیهِم وَكَانَ ٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ بَصِیرًا - هُمُ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا وَصَدُّوكُم عَنِ المسجِدِ الحَرَامِ وَالهَدی مَعكُوفًا أَن یَبۡلُغَ مَحِلَّهُ وَلَوۡلَا رِجَالࣱ مؤمنُونَ وَنِسَاء مُّؤمِنَاتࣱ لَّمۡ تَعۡلَمُوهُم أَن تَطَئوهُمۡ فَتُصیبَكُم مِّنهُم مَّعرَّة بغَیر عِلم لِّیُدخِلَ ٱللَّه فِی رَحمَتِه مَن یَشَاء لَو تَزَیَّلُوا لعذَّبنَا الذِینَ كَفرُوا مِنهُم عَذَابًا أَليما ]الفتح .
إذا أين تقع بكة ؟
القرآن يذكر كذلك أن البيت الحرام يقع في بكة ، و يشدد بعبارة "للّذي" بحيث أضيفت اللام لإسم الإشارة "الذي" للتدليل على تشديد التصحيح :
[إنّ أوّل بيت وضع للناس لَلّذي ببكة مباركا و هدى للعالمين ] آل عمران .
لماذا يذكر القرآن بنص صريح أن البيت الحرام موجود ببكة لكننا بحسب ماوجدنا عليه أباءنا اليوم نعتقد معتقد أن منطقة مكة هي التي بها المسجد الحرام ... لذلك علينا أن نتيقن بالقرآن معنى تسميتي بكة و مكة .
لو تبحث في القرآن تجد التسمية اللسانية الأقرب لمكة هي كلمة "مكاء" و قد وردت كصفة خداع يستعملها أناس تصلي أمام بيت للتصدية عن المسجد الحرام :
[ وَمَا لَهُمۡ أَلَّا یُعَذِّبَهُمُ ٱللَّهُ وَهُمۡ یَصُدُّونَ عَنِ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ وَمَا كَانُوۤا۟ أَوۡلِیَاۤءَهُ إِنۡ أَوۡلِیَاۤؤُهُ إِلَّا ٱلۡمُتَّقُونَ وَلَـٰكِنَّ أَكۡثَرَهُمۡ لَا یَعۡلَمُونَ - وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمۡ عِندَ ٱلۡبَیۡتِ إِلَّا مُكَاۤءࣰ وَتَصۡدِیَةࣰۚ فَذُوقُوا۟ ٱلۡعَذَابَ بِمَا كُنتُمۡ تَكۡفُرُونَ] الأنفال .
كلمتي "مكاءا وتصدية " بحسب تواجدهما في نطاق العبارة فهما تعنيان منطقيا :
- بالنسبة لكلمة "المكاء" صفة مذمومة و قبيحة و هي واضح قربها لمعنى "خداع" .
- بالنسبة لكلمة "تصدية" فالمقصود بها أنها كلمة ترجع على آية "يصدون عن المسجد الحرام" ، و بالتالي فالمقصود بالتصدية هو الصد عن المسجد الخرام ...
وبالتالي تفهم الآية هكذا :
وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاءا و تصدية = وماكان صلاتهم عند البيت إلا خداعا و تصدية عن المسجد الحرم .
المهم ، أننا وجدنا الحقل اللساني لكلمة مكة و هو المكاء .
مكة = مكاء .
فالملاحظ بشكل دقيق هو أن كلمة "مكاء" هي ذات نفس الحقل اللساني لكلمة "مكة" (مكة = مكاء) .. و هي واردة بنفس المثال :
هبّة = هباء .
مكّة = مكاء .
فقط الإختلاف موجود في صيغة نطق مكاء للدلالة على صفة و بين التسمية المكانية (مكة) ... ومنه نستنتج ان تسمية أرض "مكة" سميت بهذا الإسم نظرا لأنها أرض مكاء أي كما ذكرنا خداع ...
مكة = مكاء .
خدعة = خداع .
فلماذا يصف الله أرض بيته الحرام بإسم مكة المشتق من المكاء (الخداع) ، لو كانت تلك الأرض هي الأرض المقدسة و المباركة التي بني فيها بيته ؟
الإجابة واضحة لمن يرجع للآية و يتدبر القرآن على أنه نبأ عظيم ، فالأرض تلك تنبأ بها القرآن على أنها أرض خداع و البيت الذي بني فيها هو بيت حديث بني لصد النّاس عن المسجد الحرام الحق ببكة ... و بالتالي فإن كتب السيرة تلك و كل مشتقاتها التي تؤسس لظهور نبي في أرض السعودية الحالية هي كتب تؤسس لوهم يجعل الناس تحج و تتخذ قبلة مخادعة .
عندما ترى الخطاب الديني المغرض سياسيا الذي أصبح يصدر من نفس تلك الأرض التي تسمى أرض الحرمين منذ عقود ، و عندما ترى حالة التفرق الطائفي بين المسلمين ، و عندما صدور فتاوى من شيوخ يقطنون و تلقو تعليمهم من نفس تلك الأرض ساعين إلى تغذية هذا الصراع للتفريق بين للمؤمنين ، و عندما ترى أكبر القواعد الأمريكية بدأت وجودها في السعودية بداية من الغزو الأمريكي للعراق مثلا ..فستعرف بشكل واضح و صريح أنها هي نفسها الأرض التي يقصدها القرآن بنبوءة الآية الآتية التي تتحدث عن الصد عن البيت الحرام و اتخاذ مسجد آخر وصف بمسجد ضرار للتفريق بين المؤمنين :
[وَٱلَّذِینَ ٱتَّخَذُوا۟ مَسۡجِدࣰا ضِرَارࣰا وَكُفۡرࣰا وَتَفۡرِیقَا بَیۡنَ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ وَإِرۡصَادࣰا لِّمَنۡ حَارَبَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ مِن قَبۡلُۚ وَلَیَحۡلِفُنَّ إِنۡ أَرَدۡنَاۤ إِلَّا ٱلۡحُسۡنَى وَٱللَّهُ یَشۡهَدُ إِنَّهُمۡ لَكَاذِبُونَ - لَا تَقُمۡ فِیهِ أَبَدࣰا لَّمَسۡجِدٌ أُسِّسَ عَلَى ٱلتَّقۡوَىٰ مِنۡ أَوَّلِ یَوۡمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِیهِ فِیهِ رِجَالࣱ یُحِبُّونَ أَن یَتَطَهَّرُوا۟ وَٱللَّهُ یُحِبُّ ٱلۡمُطَّهِّرِینَ - أَفَمَنۡ أَسَّسَ بُنۡیَـٰنَهُۥ عَلَىٰ تَقۡوَىٰ مِنَ ٱللَّه وَرِضۡوَانٍ خَیۡرٌ أَم مَّنۡ أَسَّسَ بُنۡیَانَهُ عَلَىٰ شَفَا جُرُفٍ هَارࣲ فَٱنۡهَارَ بِهِ فِی نَارِ جَهَنَّمَ وَٱللَّهُ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ - لَا یَزَالُ بُنۡیَـٰنُهُمُ ٱلَّذِی بَنَوۡا۟ رِیبَةࣰ فِی قُلُوبِهِمۡ إِلَّا أَن تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمۡ وَٱللَّهُ عَلِیمٌ حَكِیمٌ ] التوبة .
الآيات تختم للدلالة على أنه لايزال بنيانهم الذي بنوه لخداعكم و صدكم عن المسجد الحرام قائم إلى اليوم ، مسجد ضرار المخادع بمكة هو بناء حديث هدفه صدكم عن البيت الذي أسس من أوّل يوم على التقوى ببكة .
أين هي بكة إذا ...
إذا عرفنا أن معنى تسمية "مكة" هو "المكاء" نظرا لكونها أرض خداع ...فما معنى "بكة" الغامض ؟ الإجابة سهلة جدا فصيغة كلمة مكاء قد أجابت عن معنى كلمة مكة و ستجيب عن معنى كلمة بكة إذا اتبعت نفس التصريف في صيغة الفعل ، كالآتي :
مكّة = مُكاء
بكّة = بُكاء
إذا كانت كلمة بكة مشتقة من بكاء ، فما هي العلاقة التي تربط تسمية بكة بعملية البكاء ....أكيد أنّ هناك علاقة بين الإسم و خصائص معينة تخص عملية البكاء المعروفة فما هي العلاقة ؟
الإجابة واضح أنها تتعلق بوصف جغرافيا هذه المنطقة ..
عندما نتطرق لموضوع الجغرافيا حسب القرآن يجب أن نفرق بين تضاريس الحدود الطبيعية و الحدود التي خلقها الإحتلال (الخرائط) ...
للبحث في جغرافيا الأرض فنحن لن نستدل بتلك الخطوط التي تشكل الحدود الوهمية التي خلقها المستعمر إنما نحن نستدل بالأشكال اليقينية التي خلقها الله طبيعيا وواقعيا في الأرض .... كيف ؟
القرآن يفصل في هذا الموضوع و يرى أن شكل القطع الأرضية المتفرقة و السواحل و الأنهار و البحار هي تضاريس هي تضاريس طبيعية خلقها الله و تشكل أشكال معينة تعتبر دلائل للموقنين (آيات) ... نوضح ؟
[وفي الأرض آيات للموقنين - و في أنفسكم أفلا تبصرون] الذاريات
[وفي الأرض قطع متجاورات وجنات من أعناب و زرع و نخيل صنوان و غير صنوان يسقى بماء واحد ونفضل بعضها على بعض في الأكل إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون ] الرعد .
بمعنى أن الأرض من خلال إبصار أشكال و أشكال قطعها يمكن أن نلمح آيات يقينية .
بالأول دعونا نشاهد شكل جغرافيا مصر من الأفق كما هو موضح في الصورة المرفقة ... و سنلاحظ معا الآتي ؛
عندما نرى أرض مصر بالتصوير الواقعي فإن منطقة شمال مصر أو مايسمى اليوم دلتا النيل تشكل بشكل واضح صورة شكل العين ، ، و تلاحظ أيضا أن نهر النيل الضخم بارز و كأنه دمعة تسيل من عين ، و ستلمح بشكل جد واضح و بيّن شكل عين تدمع كصورة حية وواضحة تدل على عملية البكاء .
في الصورة المرفقة بيقين واقعي خريطة مصر التضاريسية نشاهد أمامنا شكل عين باكية تدمع ... فهل المقصود ببكة هو إسم العين الباكية ؟ نعم ، العين الباكية بحسب لسان القرآن تسمى بكة .
في الكتابات الأثرية الضخمة بمصر يوجد رمز العين الباكية المرسوم بالصورة المرفقة ، بحيث أن رمز العين الباكية في الكتابات المصرية تم ترجمته بترجمات جاءت عن طريق مراكز بحث أوروبية و أناس لا علاقة لهم بالشعب الذي يسكن تلك الأرض ... فقد تم ترجمة الرمز بأنه يقرأ "أوجات" بترجمة بعيدة كل البعد عن علاقة تاريخ تلك الأرض و آثارها بالإسلام و القرآن ...
ذلك الرمز الموجود بكثرة في الكتابات المصرية هو تمثيل و تشبيه لأرض مصر بقالب كتابي يعتمد على الرمز ، و قد جعل في قالب عين تبكي لأن مصر هي أرض تملك تضاريس جغرافيا تشبه العين الباكية والتي يسميها لسان القرآن العربي "بكة" .
فإسم "بكة" سمي نسبة للبكاء لأن أرض مصر بتضاريسها تشبه شمل العين الباكية .
[وأوحينا إلى موسى وأخيه أن تبوءا لقومكما بمصر بيوتا و اجعلوا بيوتكم قبلة و بشّر المؤمنين ] يونس .
الله عندما طلب من موسى و هارون أن يتبوءوا مصر و يجعلوا بيوتهم بها ..كون مصر هي بلد القبلة الأولى و الأخرة منذ بزوغ الإسلام و هي القبلة التي كان عليها إمامنا إبراهيم عليه السلام و كل من بعده من المسلمين إلى غاية ماتم صد الناس عليها مع دخول الإحتلال البريطاني و الفرنسي المتواطئ مع العثمانيين و أعراب الخليج ... و القرآن هو نبأ عظيم تنبأ بما سيحدث وفيه ذاكرتنا لإصلاح كل ما تم إفساده .
[إن هو إلا ذكر للعالمين - و لتعلمن نبأه بعد حين ] التكوير .
[قل هو نبأ عظيم - أنتم عنه معرضون ] ص
.
.
.
يتبع.....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق