- من هو مسجد ضرار ؟ -
القرآن يقول لك أنه نبأ عظيم ، بمعنى أنه يخبرك عن أحداث عظيمة وقعت و تقع أمامك اليوم كي تصلحها ..
- قل هو نبأ عظيم • أنتم عنه معرضون - ص .
سبب إعراضنا عن هذا النبأ هو عدم فهمنا للصياغ الزمني الذي تخاطبه الآيات ، فالقرآن أصبح لدى المسلمين مجرد كلام يقرأ للبركة و التجويد بفعل أنّ هناك كتب ضخمة تحمل عنوان "أسباب النزول" و "التفسير" تحاول إسقاط كل الآيات على أنها كلام نزل قبل 1400 سنة في صحراء مكة التي هي السعودية اليوم .
عليك أن تتعامل مع آيات القرآن بحذر و لا تسمح أبدا بأن تبقى منصاغا لكتب لا تعرف عنها شيئا سوى أنك ولدت و وجدت مايسمى مؤسسات الدين الكبرى و شيوخها يتداولونها على أنها ترجمان للقرآن ، تلك هي المصيبة الكبرى التي أدت إلى اللّغو في كلام القرآن لإلغاء نبوءاته :
-وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون- فصلت .
تم التغلب علينا اليوم والغوا الكثير من حقائق نبوءات القرآن لأنهم يعلمون أنه يملك حقائق كبيرة حدثت لهذه الأمة ، فهم لم يستطيعوا محو القرآن من صدور المسلمين لذلك لجؤوا إلى حيلة ثانية و هي تفسير القرآن وفق كلام يلغي نبوءاته ومعناه الحق ... و من أمثلة ذلك حقيقة مسجد ضرار الذي يفضح البنيان الذي بنوه على أنه البيت الحرام ليصدوا الناس عن البيت الحرام ببكة.
▪︎ والذين اتخذوا مسجدا ضرارا و كفرا و تفريقا بين المؤمنين و ارصادا لمن حارب الله و رسوله من قبل و ليحلفن إن أردنا إلاّ الحُسنى و الله يشهد إنهم لكاذبون - لا تقم فيه أبدا لمسجد أسس على التقوى من أوّل يوم أحق أن تقوم فيه ، فيه رجال يحبون أن يطهّروا و الله يحبوا المطهّرين - أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله و رضوان خير أمّن أسس بنيانه على شفى جرف هار فانهار به في نار جهنم و الله لايهدي القوم الظالمين - لايزال بنيانهم الذي بنوا ريبة في قلوبهم إلاّ أن تقطّع قلوبهم و الله عليم حكيم ▪︎التوبة .
من يقرأ الآيات سيتجه مباشرة لكتب التفاسير و اسباب النزول التي تغتال هذه النبوءة بكلام فاضي يجعل من هذه الآيات آيات ميتة لا تفيد ، جعلوا من معنى الآيات على انها تتحدث عن شخص قام ببناء مسجد أمام مسجد الرسول قبل 1400 سنة ثم ذلك الشخص دعى الرسول كي يصلي في ذلك المسجد ، ثم الله انزل الآيات هذه كي يبين له انه مسجد ضرار وان من بناه هم اناس تريد الاضرار بالمسلمين هناك ؟! .. و الحقيقة أنه من السخافة تصديق هكذا كلام فكيف للناس التي تعرف الرسول و هو عايش معاهم أن يتركوا مسجده و يتجهوا لمسجد مبني أمامه ، يا سيدي حتى إن كانت هذه القصة السخيفة و الكاذبة صحيحة فما فائدة كل هذه الآيات بالنسبة لك اليوم ، ما فائدة كلام الله و هو يقول لك "لايزال بنيانهم الذي بنوه ريبة في قلوبهم" ..حسب كلام التفسير في تلك القصة فإن ذلك المسجد تم هدمه فلماذا الله يقول لك لايزال بنيانهم قائما ... أكيد أن هذه النبوءة تخص حدث عظيم و جلل يخص كافة العالم و الأمة الإسلامية .
ركز جيدا معي و استشعر بأن كلام الله نبأ يخاطبك اليوم :
فقط اعرف أين بدأت تظهر القواعد الامريكية في تسعينات القرن الماضي ، ستعرف جيدا أن منشأ القواعد العسكرية الأمريكية بدأ في السعودية بحجة الإستعانة بهم لضرب نظام صدام حسين الذي كان حسبهم يسعى لاحتلال الكويت و الخليج و أنه خطر على المنطقة و انظر ماذا حدث للعراق من وقتها لليوم ، أنظر فقط للخطابات التي كانت تصدر من منبر مكة السعودية وقت مايسمى الربيع العربي و يخرج امام الحرم المكي السديس أن النظام السوري طاغية و يقول أن أمريكا تقود العالم للسلام مع أن الجميع يعرف أنها دولة غازية تنهب الشعوب و تنشر الفوضى داخل الدول ، اقرأ فقط عن الشيوخ الذين تدعي السعودية بتغيير جلدها بفتاوي جديدة على انها بريئة منهم ماذا كانوا يحللون و يفتون بجواز و رخصة الذهاب للجهاد في سوريا مثلما افتوا قبل ذلك في التسعينات عندما اسقطوا الاتحاد السوفياتي خدمة للراسمالية الامريكية و ارسلوا بفتاويهم الالاف للقتال في افغانسات و باقي دول الاتحاد السوفياتي سابقا قبل ان يتفكك .. فقط انظر اليوم إلى من يغذي الصراع الطائفي بين السنة و الشيعة و يسعى لتفتيت المحاور الاجتماعية الداخلية لنزاعات سياسية تحت عباءة الدين و الاستعانة بكتب و سرديات ألّفها الإسلام على أنها تاريخ الإسلام ...و ستعرف جيدا معنى مسجد ضرار و دولته السعودية التي تستغل منبرها على أنها قبلة و مصدر للقرار السياسي المجتمعي وذلك باستعمال عنصر العاطفة الدينية ..و ستعرف معنى من يكفر طوائف و ينجي طوائف بالاستعانة بالفتاوي التي تخرج من تلك الدولة للتفريق بين امة الاسلام بدل لم شملها و توحيدها ، و ستعرف معنى "ارصادا لمن حارب الله ورسوله" بقراءة تاريخ اول القواعد الامريكية بتلك البلاد التي مازالت الى اليوم تدفع ملايير براميلها النفطية التي توجهها لامريكا لأعادة اعطاءها لنفس الدولة .
ثم تأتي الآية التي بعدها تقول للمخاطب "لاتقم فيه أبدا لمسجد أسس على التقوى من أوّل يوم أحق أن تقوم فيه" ..و المقصود طبعا هو بعبارتي "لاتقوم فيه" و "أحق أن تقوم فيه" هو الإشارة إلى القيام ..و هذه الكلمة ستقودك لآيات أخرى تعرف من هو بيت قيام الناس :
]جعل الله الكعبة البيت الحرام قياما* للناس[ (المائدة)
]وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت أن لا تشرك بي شيئا و طهّر بيتي للطائفين و القائمين* و الركع السجود[ (الحج).
مكان القيام الذي يقوده لك الفرقان هو الكعبة ، بمعنى أن الآية التي تتحدث عن منعه بالقيام بمسجد ضرار و تدله على القيام بمسجد التقوى الذي أسس على أول يوم هي في الأصل متعلقة بإرشاد المخاطب إلى مكان البيت الحرام و منعه من القيام في مسجد ضرار .
النقطة الثانية المستنتجة من عبارة "لمسجد أسس على التقوى من أوّل يوم أحق أن تقوم فيه " هو الإشارة إلى المسجد الذي أسس من أوّل يوم على التقوى ، فبالطبع ليس ذلك المسجد الوهمي الذي في قصة السيرة إنما أوّل مسجد أسس في الإسلام هو البيت الحرام :
]إنّ أوّل* بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا و هدى للعالمين[ آل عمران .
الآية عندما استعملت هنا "أوّل بيت وضع للناس" فهي في القرآن تقودك إلى إجابة عبارة "لمسجد أسس على التقوى من أوّل يوم " .. من جهة أخرى فإن الآية استعملت نبرة إسم الإشارة "للذي" و أضافت اللام ل "الذي" و في جعبتها تفسير منطقي يدل على تصحيح الخلل الواقع في تحديد مكان البيت الحرام .
ثم إن ذكر عبارة "فيه رجال يحبون أن يتطهروا و الله يحب المطهرين" له علاقة واضحة بإعادة إرشاد الفرقان إلى أمر الله لإبراهيم بتطهير الببت الحرام :
]وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت أن لا تشرك بي شيئا و طهِّر* بيتي للطائفين ..[
فأكيد ان كل الناس تحب الطهارة و النظافة ، لكن الآية ذكرت هذا الشير لإرشادك إلى آية تطهير إبراهيم للبيت و للدلالة على أن المقصود من آية مسجد ضرار هو أنه مسجد يصد الناس عن القيام بالمسجد الحرام ..ولاعلاقة للآيات بحادثة سيرة كتب ابن هشام و غيرها من الكتب المظللة .
]أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله و رضوان خير أمن أسس بنيانه على شفى جرف هار فانهار به في نار جهنم و الله لا يهدي القوم الظالمين - لايزال بنيانهم الذي بنوه ريبة في قلوبهم إلا أن تقطع قلوبهم و الله عليم حكيم[
الآيات هنا تشير إلى أن هذا البيت سينهار بهم في نار جهنم و أن الله لا يهدي القوم الظالمين بمعنى أنهم مستمرون في ظلمهم إلا ان ينهار ذلك البيت ، و الآية تقطه الشك من اليقين و تقول "لايزال بنيانهم الذي بنوه ريبة في قلوبهم" بمعنى أن بنيانهم لايزال قائم و أنهم في قلوبهم الريبة و الشك منه خيفة أن يتم اكتشافهم .
.
.
.
.
.
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق