الاثنين، 2 أغسطس 2021

- تدمير الجبال من أحد أسباب الزلازل -



عقلية الوعظ و الإرشاد العاطفي التي تعلمها مدارس كلام اللهو المصبوغ دينيا هي من ابرز العوامل التي تؤثر على فهم خطاب القرآن ... القرآن شرطه الأول و الأساس عدم الفساد في الأرض و عدم تبديل الخلق الطبيعي ، لأن الإعتداء على كل ماهو طبيعي وموزون سيسبب مشاكل عديدة جدا بل و حتى يؤثر على سلوك الأفراد ويجعلهم أكثر وحشية ، بمثال لو اعطيتك أن الإعتداء على الغذاء و الهواء  يؤثر جينيا على عقول الناس .

عندما تسمع بكثرة الزلازل في الأونة الأخيرة فالسبب هو ليس الكذب و الرشوة و عدم الصلاة في الجوامع  أو العري أو غيرها من خطابات شيوخ الجهلوت الدنيوي ..خطاب القرآن ليس لتهذيب الأخلاق فقط ، بل يجب علينا في الأساس مراجعة الخطاب الذي يصف أن عماد الدين هو عدم تبديل خلق الله :
[لاتبديل لخلق الله ذلك الدين القيم و لكن أكثر الناس لا يعلمون ] القرآن الكريم .
أكثر الناس لايعلمون أن شرط الدين هو عدم تبديل خلق الله الأول الذي خلقه ، لأن الحياة و عبادة الله مرتبطة ارتباطا شديدا بتسخير خلقه الموزون و البحث في سبل تسخيرها دون اعتداء أو فساد ، فإذا كان وراءها فساد و لو بالشق الصغير فذلك يعتبر انحرافا عن عبادة الله ... فلو اعتديت على النبات الموزون الذي خلقه الله فسستحمل عواقب وخيمة تصل جتى التأثير في طبيعة و نفسية البشر الطيبة و هذا مثبت علميا .

لو تنظر في خطاب القرآن حول أن الله جعل الجبال أوتادا ، فالآية ليس للتفكه و قول سبحان الله ظون تطبيق ، بل عليك أن تنظر حول عالمك هل يتم الحفاظ على هذه الأوتاد التي تحمي الأرض من الزلالزل التي تنخرها يوما بعد الآخر ؟

الله يذكر في عدة آيات أنه جعل في الأرض رواسي ..
[وَٱلۡأَرۡضَ مَدَدۡنَـٰهَا وَأَلۡقَیۡنَا فِیهَا رَوَ ٰ⁠سِیَ وَأَنۢبَتۡنَا فِیهَا مِن كُلِّ زَوۡجِۭ بَهِیجࣲ]  ق
[وَأَلۡقَىٰ فِی ٱلۡأَرۡضِ رَوَ ٰ⁠سِیَ أَن تَمِیدَ بِكُمۡ] لقمان 
[وَٱلۡأَرۡضَ مَدَدۡنَـٰهَا وَأَلۡقَیۡنَا فِیهَا رَوَ ٰ⁠سِیَ وَأَنۢبَتۡنَا فِیهَا مِن كُلِّ شَیۡءࣲ مَّوۡزُونࣲ] الحجر 

ويذكر في آية صريحة بأن الجبال هي أوتاد الأرض ، و كلمة الأوتاد هي جمع "وتد" ، فالوتد هو أساس ثبات الأرض كالخيمة التي تربط بالأوتاد كي تحافظ على ثباتها .. و غياب هذه الاوتاد أو الإعتداء عليها هو من أهم اسباب الزلازل التي تكتسح المعمورة .

و بالتالي فإن شركات لافارج و غيرها من شركات الأسمنت التي توهمكم بالإستثمار و تعمير الأرض بذلك الإسمنت التي مضاره لا تعد و لا تحصى هو لعب بعقولكم ، الطوب البلدي و الفخار و الطين الطبي كله أصبح من الماضي مع أن الناس استعملته طوال الاف السنين .. لكن اليوم كل ما نشاهده هو تدمير و تفجير للجبال من أجل هذا الإسمنت الذي غزى المعمورة و كله فساد للجبال و لصحة الإنسان و راحتها في بيوتها .. هناك مناطق تحولت إلى صحاري بسبب التصحر التي تسببه مصانع الإسمنت بأكاسيدها الكربونية .

الثورة الصناعية التي يوهمونكم بتطويرها للبشرية عليك أن تراها بمنظور عدد الزلازل التي تضرب بين الحين و الآخر ، و عليك أن تنظر لها بعدد الأمراض و السرطانات التي يسببها الأكل الخمط الذي عدلوه جينيا ، أو ربما عليك برؤية صهاريج الاوكسيجين التي أصبجت الشغل الشاغل للمستشفيات جراء الفيروس التنفسي الذي ظهر بالصين صاحبة أكبر معدلات التلوث و اكتسح العالم .

[و قد مكروا مكرهم و عند الله مكرهم و إن كان مكرهم لتزول منه الجبال ] ابراهيم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق