المطففين هم الذين يتلاعبون بالأوزان الطفيفة ..مصدر كلمة مطفف هو الطفيف ...و المقصودين خصوصا هم الكيميائيون الذين يتم استغلالهم من طرف الشركات الكبرى للتلاعب بمقادير التركيبات الطبيعية لكل شيئ خلقه الله .. كل ذلك من أجل الربح السريع كما هو معروف ولو كان على حساب صحة البشر .
كلمة كيمياء مصدرها "كم" فهو علم يدرس الكم الطبيعي التركيبي لكل ماهو مخلوق عن أرض ، و بالضبط هو علم يهتم بالأوزان و الكميات الدقيقة جدا تصل حتى النانوغرام ..فبدل أن يستغل هذا العلم للإصلاح يتم استغلاله للجشع و الإجرام في حق البشرية ... فمثلا من أجل إنبات حجم كبير من الفواكه و الربح يتم تهجين عدة فصائل منها وذلك بالتلاعب بالمقدار الكمي لتركيباتها و جيناتها ، أو بإضافة مواد كيمياوية لإنباتها بشكل سريع و بحجم كبير وفي النهاية تنضج دون مكوناتها الموزونة الطبيعية و الصحية .
الله يضرب بهم المثل كمن يذهب للسوق و يكتال ليستوفي الميزان ، لكنه عندما يكون هو الكائل يخسر الميزان .. فهو كالمنافق .
وهو ما نشهده اليوم ، تشتري كيس سميد مثلا و يحاسبك المنتج على الغرام الواحد منه كي تدفع ثمنه لكنه لاينظر أبدا إلى أن القمح الذي طحن به السميد هو قمح مهجن و غير طبيعي و متلاعب بتركيبته ، جتى اللحم يتم انتاجه اليوم بالتعدي على الجينات الوراثية للأنعام و دبغها بالسموم الكيمياوية دون ان ترعى و تأكل الغذاء الطبيعي ... الكيميائيون هم أناس يعلمون أن التلاعب بالميزان الطبيعي نتيجته أمراض و الخُسران لفوائد تلك المواد لكنهم ينافقون... وقس على ذلك كل المواد التي نأكلها اليوم وحقيقة تركيبتها كلها كيمياويات معدلة .
التلاعب بالميزان الطبيعي للخلق للطبيعي مآله كله أمراض عضوية و نفسية ، فحتى الأمراض النفسية من حزن و اكتئاب او فرح مثبت علميا أن للكيمياء تأثير فيها .
[و الأرض مددناها و ألقينا فيها رواسي و أنبتنا فيها من كل شيئ موزون] الحجر .
لكن اليوم يتم التلاعب بالميزان الطبيعي للنبات .
[الله يعلم ما تحمل كل أنثى وما تغيض الأرحام و ماتزداد و كل شيئ عنده بمقدار] الرعد .
التلاعب بالمقادير من شأنه أن يأثر حتى على ما تحمل الارحام ..فالكيمياويات و الغذاء المعدل يؤثر حتى الأجنة .
[ٱلَّذِی لَهُۥ مُلۡكُ ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَلَمۡ یَتَّخِذۡ وَلَدࣰا وَلَمۡ یَكُن لَّهُۥ شَرِیكࣱ فِی ٱلۡمُلۡكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَیۡءࣲ فَقَدَّرَهُۥ تَقۡدِیرࣰا] الفرقان .
الميزان في كل شيئ يتم التلاعب به اليوم في كل شيئ و مآل ذلك هو عواقب ذاتية و حتى مايسمى الكوارث الطبيعية ..فحتى تنفسنا الهواء الطبيعي لم يعد صحيا اليوم اليوم فقد تم الإعتداء عليه بتلويثه منذ بزوغ الثورة الصناعية الجشعة .
[وَٱلسَّمَاۤءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ ٱلۡمِیزَانَ - أَلَّا تَطۡغَوۡا۟ فِی ٱلۡمِیزَانِ - وَأَقِیمُوا۟ ٱلۡوَزۡنَ بِٱلۡقِسۡطِ وَلَا تُخۡسِرُوا۟ ٱلۡمِیزَان] الرحمان .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق