كثير من الناس تشتكي في عيد الأضحى أنهم لايستطعون أكل اللحم خلال الأيام الأولى مع أنه لو أكل لحم آخر غير لحم العيد مشتري من الجزار مثلا لأكل ، و البعض يتعرض لتسمم غذائي و قهمة إذا تناول اللحم في أول و ثاني أيام العيد .. و ربما هناك من أصبح يلاحظ نقص في تواجد القطط بعد عملية الذبح في الشوارع ؟! مالسبب ؟
[ حرمت عليكم الميتة و الدم و لحم الخنزير و ما أهل لغير الله به و المنخنقة و الموقوذة و المتردية و النطيحة و ما أكل السبع إلا ماذكيتم و ماذبح على النصب و أن تستقسموا بالأزلام ذلكم فسق ] المائدة .
لدينا المذبوحة بعد ما تسلخ (الجزرة) تسمى باللهجة المتداولة "المدمومة" ، فهي تبقى كذلك حتى تنشف و تجف من الدماء و تختفي رائحة الدم منها ... و إسم المدمومة إن دل فإنما يدل على أن الجزرة لازال بها دم و هذا سبب تسميتها بالدمومة و على الأغلب هو ما يدل عليه القرآن بمصطلح "الدم" و تحريمه ... فلو كان المقصود بالدم في آية التحريم هو الدم المعروف فهو يشرب و لايأكل و من غير المنطقي أن هناك من يشرب الدم لأنه فطريا معيوف و لايمكن حتى الإقتراب منه مثله مثل الفضلات و من غير المعقول أن يشير القرآن لحاجة معقولة ... إذا فالمقصود بالدم هي الذبيحة التي لم تجف دماءها وهذا هو السبب المنطقي كون الناس تنفر من أكل اللحم اليوم الأول و الثاني من العيد مع أنك تلاحظ أن الناس تأكل الحواشي التي هي الكرشة و المصارين و القلب و عادي .. و السبب في عدم أكل اللحم هو أنه لايزال أخضر و لم يجف من الدماء ، و هذا سبب نفور أغلبية القطط حيث أنك لا تشاهد إلا القليل من القطط في اليوم الأول و السبب راجع لرائحة الدماء ، حتى أنك تجد أن هناك من يصاب بالدوار ... و السبب في أن الناس تأكل لحم الجزار هو كون لحم الجزار يوزع و قد كان له مدة طويلة منذ ان ذبح و كذا فإن الناس تشتري كمية قليلة .
إذا فلحم الذبيحة لا يجب أن يأكل مباشرة إنما يجب أن يترك يوم أو يومان حتى يجف من من الدماء ... و على الأغلب حسب رأيي ما يسمى أيام التشريق هي أن لا يأكل اللحم إلا بعد أن تشرق عليه شمس ثالث عيد و هو ميراث قديم مرتبط بذكر الله و التكبير عليها و عدم اكلها الا بعد اليوم الثالث .. أو على الأغلب ترك جزرة المذبوحة معلقة يوم كامل حتى تنشف دماءها .. حتى في ميراثنا فإن الأجداد كانو لا يأكلون اللحم أول يوم إنما يأكلوا الرأس و الأحشاء و الجزرة لا تقطع في اليوم الأول .. ولك أن تلاحظ أن اللحم كل ما زاد عمره زاد طعمه الجيد ، و هناك مايسمى القديد او الخليع المجفف الذي هو اللحم المقدد الذي يترك حتى لمدة شهر و قديما كان هناك من يملحه و لا يأكله إلا بعد دخول موسم أول محرم و عاشوراء .
هناك نقطة أخرى تحتاج المناقشة :
[ و البدن جعلناها لكم من شعائر الله لكم فيها خير فاذكروا الله عليها صواف فإذا وجبت جنوبها فكلوا منها و أطعموا القانع و المعتر كذلك سخرناها لكم لعلكم تشكرون ] الحج .
أعتقد أن المقصود ب"فإذا وجبت جنوبها" إما ما قصدناه حول أن الذبيحة لا توجب إلا بعد أن تنشف من الدماء و تجف لحومها منها .. أو المقصود أنه لايجوز ذبح الأنعام حتى تصبح جنوبها التي هي أفخاذها و أطرافها سمينة وواجبة الذبح .
في الصورة المرفقة آثار قرءانية في مصر القرآن يوجد فيها عادة الذبح و تنظيف المذبوحة من الدماء بالماء لكي لايجف على اللحم و نلاحظ في التماثيل أنهم مثلو اللحم متروك منشورا لكي يجف ... و حتى عادة الخليع أو تقديد اللحم بتمليحه و تركه في الشمس يجف هي غادة اقتصادية تجعل اللحظ يتناول بالمعقول و يبقى لمدة طويلة .
و الأصل أنه سنية الذبح هدفها تنقية الذبيحة من دماءها بقطع شريانها كي يسيل الدم خارجا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق