السبت، 8 يونيو 2024

حاء الحمار في التوراة

 سبق و أن تطرقنا أن مايسمى الرموز الهيروغليفية هي آيات التوراة ، و أن كل رمز له منطوق صوتي يسمى "آية" ،و هو نفسه المقصود الذي يشير له القرآن في ما يسمى الحروف المقطعة في بدايات الصور ، مثلا : [ ألف لام راء تلك آيات الكتاب المبين ] يوسف .

بمعنى أن ألف هو آية و لام آية و راء آية ، و هي رموز كل رمز يسمى آية و ينطق بمنطوق معين كأن ينطق "لام" أو "راء" أو "ميم" أو "نون" أو "طاء" ...الخ .


الآن نحن بصدد البحث عن معنى الحروف الثمانية و العشرون(28) الموجودة في الحروف الحالية المستخدمة ، فقد ذكرنا أن الخط الطتابي للحروف الحالية هو تحريف جاء من الكتابات الأصل الأولى و هي التوراة المتواجدة في الرموز الكتابية الأثرية المصرية المسماة هيروغليفية ... و قد وصلنا للتو لحرف "حاء" ؟


حرف الحاء لو كان رمزا كتابيا في الصور الأولى الطبيعية التي راءاها البشر ، بماذا سيعلمه ؟

للوهلة الأولى يبادر إلى ذهننا حيوان معروف يصدر صوت "حا حا " حتى أننا لما نسأل أي أحد أن يقلد صوت الحماء سيقول لك "حاء حاء .." ... فما علاقة الحمار كآية (دليل) بمنطوق الحاء ؟


أولا .. الصوت الذي يصدره الحمار و نحن متفقين .


ثانيا .. عندما نلاحظ مهمة الحمار نجده مرتبطا بالأعمال الشاقة التي تحتاج درجة كبيرة من التحمل و خاصة حمل الأثقال ... فهل إسمه الكامل مرتبط بهذه المهنة الشاقة ؟                                                   كلمة حمار تتكون من شقين حاء + مار ....                                      و المعروف أن الحاء مرتبطة بالإحساس ، فنحن عندما نتعرض لشيئ مضر فجأة ننطق صوت"حاء" دون شعور و كردة فعل فطرية ، فلو لمست بيدك شيئ ساخن ستقول مباشرة "احاااح أو حاح " فالحاء مرتبطة بالإحس ، و حتى كلمة الحس فيها حرف حاء (ح س) ، و بالتالي فإن الشق الأول من كلمة حمار تعني الإحساس .                      أما مقطع"مار" فهو مشتق من كلمة "مر" أي المرارة و الشيئ المر هو الطعم الذي لا يستصاغ و لا يفضل مذاقه ، و العلاقة بين الحمار و المرارة هو أن الحمار حيوان يتعرض في حياته لتذوق مرارة الحياة جراء الأعمال الشاقة التي يقوم بها ، و تعابير وجهه تشير إلى أنه دائما مطأطأ الرأس و عيونه فيها شقاء و مرارة .. كتعبير أنه حيوان خلق لتحمل المرارة التي يتلقاها جراء أشغاله الشاقة .. و كذلك فإن الفعل "مر" الذي نقصد به مرور شخص على شخص فقد سمي هذا الفعل بهذا الإسم كون إحساس المر أو اللحظات المرة لا تدوم و يأتي بعدها اليسر و الفرج [ إن مع اليسر يسرا ] ، و الحمار ينتهي إحساس مراره بوضع حمولة أسفاره بعد مروره الطريق المرسوم له .



ثالثا .. لو نرجع للقرآن نجده يصف صوت الحمار بأنكر الأصوات : [واقصد في مشيك و أغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير ] لقمان.. لماذا ذكر القرآن صوت الحمار بوصف الصوت المنكور؟ هناك من يقول لأن صوته مرفوع ، لكن هناك حيونات كثيرة تصدر أصوت مرتفعة و يتم سماعها الكلاب ، الديك ، البقرة ، الفيل ..الخ ، لماذا الحمار ؟ السبب يرجع لأن صوت الحمار يدل كما ذكرنا على إحساس المرارة ، فهو حيوان جراء الأعمال الشاقة يصدر صوت حاء لكي يفرغ من داخله إحساس المرارة التي يحس بها جراء الأعمال الشاقة .


رابعا .. بالنسبة للحمولة التي يحملها الحمار في مهنته الرئيسية، فكلمة الحمولة جاء منها التحمّل (حمل ، يحمل ، حمولة ، تحمل) ، و قد ذكر القرآن إشارة للحمولة التي يحملها الحمار ضاربا به مثل القوم الذين حملوا مهمة تبيان التوراة لكنهم لم يحملوها و تركوها  : [مثل الذين الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا بئس مثل القوم الذين كذبوا بآيات الله و الله لايهدي القوم الظالمين ] الجمعة ، و لو نلاحظ أن كلمة "حمل" تحتوي في بدايتها مقطع "حاء" و المقطع الثاني "مل" ، و مل جاءت من الملل أي الذي يفعل شيئا شاقا أو لا يحبه أو لا يقدر عليه فهو يحس بالملل ... إذا فحرف الحاء المذكور في بداية كلمة حمولة يقصد به الحمار الذي مهمته حمل الحمولة أصلا ... بل ويتميز عن باقي الحيوانات أنه يصعد الجبال بالحمولة .


خامسا .. لو نقرب كلمة حمار لأقرب كلمة سنجد اللون "الأحمر" ، و كما معروف أن اللون الأحمر يرمز للخطر أو الإنذار او الغضب و هي صفات كلها ضد الراحة و تستوي مع صفة الشقاء ... و هي تستوي مغ الشق الثاني من إسم "حمار" التي هي" مار" و التي قصدنا أنها تعني المر و الشقاء ، فلو نلاحظ أن الكبد يمثل اللون الأحمر في الجسم فهو أكثر عضو من أعصاء الجسم قاتم في احمراره ، و مهمة الكبد أخطر مهمة في الجسم و هي تصفية السموم من الدم و تحطيم الدهون كما أنه مرتبط بالمرارة التي يرسل لها الصفراء ليتم اعادة توزيعها للامعاء لاعادة هضمها ... و اللون الأحمر المتراكم عندما يتعرض للهواء و الاكسجين يزداد إحمراره و نقول عنه بلساننا "تكبد" كدلالة على أن الأحمر كلما زادت قتامته اصبح متكبدا .

ولو تلاحظ أن الكبد اشتق منها إسم التكبد و هي المعاناة ( تكبد المعاناة) و المعاناة لها علاقة بالحالة المرة التي يحسها الإنسان ، كما أن المرارة التي تحملها الكبد تشير إلى الإحساس المر ..و كما هو موضح في الصورة المرفقة فالكبد تشبه الحمار الذي يحمل حمولته التي هي المرارة (أسفاره) ..الحمار يمثل الكبد و المرارة تمثل أسفار حمولته التي يحملها و عندما تمرض المرارة فإنه يتشكل داخلها الحصى و هذا يمثل إرهاقا لها مما يجعل أحيانا الطب يتدخل لإزالتها ، و هذا من ايات الله للمتعمقين فهي إيحاء لدور الحمار و معنى اسمه ...

قبل أن اختم أريد أن أشير إلى نقطة أكلنا للكبد من حواشي الأنعام .. وهذا حسب رأيي خطر لأنها عضو يتجمع و يتكبد فيه سموم الجسم ..فهي أشبه بالحجامة التي عن طريقها نخرج الدم الفاسد ..فأكل الكبد و كأننا نأكل دما متكبدا ساما من الجسم .. حتى في إسمها كبد "كب+د" كانها من "كب" (أي ارمي) أما ده و تعني بالمصرية هذا ..أي ارمي هذا و لا تأكله .. هناك عندنا من لايأكلها إذا افتقست عليها المرارة أثناء نزعها من محاشي اثناء سلخ و نزع أعضاء الانعام ..لكن اعتقد انه يجب الابتعاد عنها نهائيا .


مايهمنا من الموضوع أن آية "حاء" تكتب في آيات التوراة )الرموز المتواجدة بمصر) برمز الحمار .







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق