الخميس، 13 أبريل 2023

الأبواب في مصر القديمة و ثقافة الباب في القرآن

 المتأمل في الأثار المصرية سيلاحظ من ناحية الفن العمراني كثرة استعمال الأبواب المفتحة .. حتى في الرواق الواحد تجد استعمال كذا باب .. و كذلك في البهو تجد كثرة استعمال الاعمدة المتقاربة من بعضها لتعطي في تقاربها شكل أبواب .


 لو تقرأ القرآن تجد أن قول يعقوب لبنيه [ يا بني لا تدخلوا من باب واحد و ادخلوا من أبواب متفرقة ..] يوسف ، و هذا تدليل واضح أن الفن العمراني لمصر وقتها كان يعتمد على كثرة الأبواب .

وهذا يدخل في الفن العمراني الإسلامي ، فمصر منذ قديم الأزل تؤمن بالله عكس مايشاع على أن يوسف عندما كان في مصر كان مع قوم لاتؤمن بالله ، و الدليل :

[قال ماخطبكن إذ راودتن يوسف عن نفسه قلن حاشا لله ما علمنا عليه من سوء قالت امرأة العزيز الآن حصحص الحق أنا راودته عن نفسه و إنه لمن الصادقين - ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب و أن الله لايهدي كيد الخائنين ] يوسف .

قول النسوة "حاشا لله" و قول امراة العزيز "أن الله لايهدي كيد الخائنين" .. دليل على أنهم يعرفون الله و يؤمنون به .


مالسبب في إكثار الأبواب حتى لو لم يكن لها دور في الإغلاق ؟


وصف الجنة في القرآن مقرون بالأبواب المفتحة :

[جنات عدن مفتحة لهم الأبواب ] ص .


كما أنه حتى في ثقافتنا كمسلمين دائما دعاءنا مقترن بالفتح و الفتح و الغلق كما هو معروف مقرون بالأبواب بالدرجة الأولى ..مثلا ندعي لشخص بالرزق ب "الله يفتح لك أبواب الرزق" .. حتى صورة الفاتحة مقرونة كذلك بالفتح "الفاتحة" حيث نتبرك بها لفتح أبواب التيسير .. النصر كذلك مقترن بالفتح [إنا فتحنا لك فتحا مبينا] [ إذا جاء نصر الله والفتح ] .


اعتقد أن هذا يجعلنا نستفيد من خاصية فن الابواب و تأثيرها الروحي حتى على العقل الباطن ، فالشخص الذي يمر دائما على أبواب مفتوحة أمامه سيتروض على أن أموره مفتوحة و محلولة دائما و بالتالي ميسرة .. لذلك أنصح اي شخص يكثر الأبواب المفتحة في داره أو في محلاته أو حتى في الادارات و المؤسسات الحكومية لأن كثرة تواجد الأبواب المفتحة تضفي طابع "الفتح" ... حتى ولو في رواق واحد داخل بيتك يمكنك جعل أكثر من باب كما في الصورة المرفقة لأحد أثار الفن العمراني المصري .




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق