الروايات التي تتحدث أن الصلاة فرضت على أمم سابقة بما يسمى شرائع أخرى لا يختلفون إطلاقا عن ترويج مايسمى يسمى ديانات سماوية .. و الهدف من هذا هو تفريق الناس .
الصلاة مفروضة منذ عهد إبراهيم عليه السلام بنص صريح وواضح و نحن على ملته :
[ربي إني أسكنت من ذريتي بوادي غير ذي زرع عن بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم و ارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون ] ابراهيم .
ابراهيم دعى بأن تقيم ذريته الصلاة و نحن المفروض أننا نكون على تلك الصلاة أبا عن جد ... لذلك الروايات التي تتحدث عن مايسمى تطورات فرض الصلاة هي تضليل ... لأننا كلنا نتبع ملة ابراهيم و نسكه :
[قل صدق الله فاتبعوا ملة إبراهيم حنيفا و ما كان من المشركين ] ال عمران .
عندما نبحث عن تعريف أوقات الصلاة من خلال القرآن ، فإن نجدها مقرونة بالتوقيت :
[ إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا ] النساء .
قد ذكرنا في مناشير سابقة أن القرآن يعترف بمصطلح "كتابة" المؤنث بصيغة أخرى مذكرة و هي "كتاب" ( هذا كتاب = هذه كتابة) .. فمصطلح الكتاب اليوم أصبح مقرونا بمجموعة الورق التي تكونبين دفتين لكن قبل خلق هذا النوع من الكتب كانت مصطلح الكتاب يطلق على أي شيئ مكتوب فيقال له كتاب بدل كتابة ... مثلا عندما نقرأ في القرآن [ رسول من اللع يتلوا صحفا مطهرة فيها كتب قيمة ] فكلمة كتب معناها كتابات و الآية تعني أن الرسول يقرأ صحفا مطهرة فيها كتابات قيمة . .
كتاب =كتابة .
كتب = كتابات .
الآن عندما نقرأ :
إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا = إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابة موقوتة .
بمعنى أن الصلاة كانت مكتوبة على المؤمنين بكتابات مواقيت تبين أوقات إقامتها (موقوتا = موقتة) ... بمعنى تخيل أن هناك كتابة قديمة كتبت و فيها مكتوب أوقات إقامة الصلاة وقتا وقتا .
ماهي هذا الأوقات من خلال القرآن ؟
[ و أقم الصلاة طرفي النهار و زلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيّئات ذلك لذكرى للذاكرين ] هود .
الآية تتحدث عن إقامة الصلاة طرفي النهار بالإضافة لوقت الزلفى من الليل ثم تتحدث في النهاية أن في ذلك ذكرى للذاكرين .
ماهما طرفي النهار ؟
و ماهو زلفى الليل ؟
و ماهي الذكرى التي نتذكرها من جراء تحديد أوقات الصلاة ؟
▪︎ طرفي النهار :
البعض يضن أن طرفي النهار هما الفجر أي بداية تشكل الصباح و نهايته التي تنتهي بالمغرب .. لكن هذا غير صحيح تمام لأننا غير متعمقين جديا في معنى مصطلح "الطرف" و "الأطراف" الذي يقصده القرآن بالأصل ، و الدليل أن القرآن بحد ذاته يصف النهار بأنه يمتلك عدة أطراف و ليس طرفين فقط :
[و من أناء الليل فسبح و أطرف النهار لعلك ترضى ] طه .
و بالتالي فإن النهار يمتلك عدة أطراف ليس طرفين فقط ، و هنا نطرح سؤال مالمقصود بالطرف أصلا ؟ و ما هما هاذان الطرفان التي تقام فيهما الصلاة ؟
تعريف "الطرف" المادي هو أي شيئ يمتلك بداية و نهاية ... فمثلا لو نرسم قطعة مستقيمة تمثل سلكا و نقطعها لطرفين فإنه يتشكل لدينا ثلاث نقاط كل نقطة لها إسم منفصل عن الأخر .. بمعنى أن المستقيم في أصله يملك رأسين ( الرأس أ ، و الرأس د ) فإننا عندما نقسمه لطرفين فإنه تتشكل نقطة ثالثة .
سنوضح بشكل أعمق تمثيل النهار بقطعة القماش التي في الصورة المرفقة و التي هي عندما تكون غير مطرفة لأطراف يكون فيها رأسين فقط يمثلان بداية النهار بالفجر و نهايته بالمغرب ... و بالتالي لو القرآن يقصد إقامة الصلاة في طرفين إثنين فنحن هنا نتحدث عن إقامة الصلاة في أربع أوقات .
كيف ؟
القرآن يذكر بأن النهار له عدة أطراف ، و هذا راجع لكون فترات النهار تتغير و ليست ثابتة بنفس الوقت فالنهار لا يستمر طول اليوم بوضعية الفجر الي فيها مزيج بين خروج الشمس و الظلام ... بل يتغير كل فترة معينة حسب تغير موقع الشمس .. كل فترة من هذه الفترات لها طرف معين يقسم النهار لعدة أطراف ... و هو ما يمثل الساعة الطبيعية التي سار عليها الإنسان الأول قبل اختلاق الساعات الحالية التي نقسم بها الوقت .
و بالتالي سنقسم النهار الذي تمثله قطعة القماش لعدة اطراف كل طرف يمثل فترة زمنية متغيرة .. و هي اوقات وردت حسب آيات القرآن في كلمات :
• الفجر : و قد سمي كذلك كونه يمثل وقت بداية بزوغ بعض الضوء كأنه سينفجر .. و قد ورد مصطلح هذا الوقت :
[ من قبل صلاة الفجر ] ..[و الفجر و ليال عشر] .. [ سلام هي حتى مطلع الفجر] .
• الضحى : و هي فترة خروج ضوء الشمس على ضواحي الارض .. و قد ورد مصطلح هذا الوقت :
[ أن يأتيهم بأسنا ضحى و هم يلعبون ] الأعراف .
[ قال موعدكم يوم الزينة و أن يحشر الناس ضحى ] طه .
[ و الضحى ] الضحى .
• الظهيرة : و هي استقامة الشمس على ظهر الأرض .. و قد ورد مصلح هذا الوقت :
[ و حين تضعون ثيابكم من الظهيرة ] النور .
• العصر : و هو وقت بداية إنعصار ما تبقى من النهار إذانا بقرب بداية وقت غروب الشمس .. و قد ورد مصطلح هذا الوقت :
[ و العصر إن الإنسان لفي خسر ] العصر .
• المغرب : و هو مقرون بغروب الشمس و غروب الشمس منطقيا هو نهاية النهار و بداية الليل .
عند تقسيم اوقات النهار ( الفجر ، الضحى ، الظهيرة ، العصر ، المغرب ) إلى عدة أطراف فإنه سيتشكل لنا بنثل الصورة التي مثلناها بالقماش أربعة أطراف .
طرف الأول : يبدأ من فترة بداية الفجر و ينتهي مع ضحى .
طرف الثاني : يبدأ من فترة بداية الضحى و ينتهي مع الظهيرة .
طرف الثالث : يبدأ من فترة بداية الظهيرة و ينتهي عصرا .
طرف الرابع : يبدأ من فترة بداية العصر و ينتهي مع المغرب .
إذا أطراف النهار هي أربعة بمثل أطراف الإنسان الأربع لمن يتذكر و هي الذراعان و الساقان (4أطراف) .
القرآن يذكر بأن الصلاة في النهار تقام على طرفين :
[ و أقم الصلاة طرفي النهار ] هود .
و بالتالي فإن هذان الطرفان هما طرف البداية وطرف النهاية .. أي أربعة أوقات :
- وقتي بداية الطرف الأول و نهايته = فجر + ضحى .
- وقتي بداية الطرف الاخير و نهايته = العصر + المغرب .
صلاتنا الحالية في النهار أربع اوقات و هي تتناسب مع ما يحاول القرآن إيصاله و إيضاحه .. لكن هناك نقطة تخص وقت الظهر التي يذكرها القرآن بأنها ليست فترة إقامة صلاة :
[ و حين تضعون ثيابكم من الظهيرة] النور .. بمعنى أن هذا الوقت هو وقت خمول و أخذ ما يسمى القيلولة التي يذكرها القرآن :
[ فجاءها بأسنا بياتا او هم قائلون ] الأعراف .
قائلون بمعنى في وقت اخذ نوم القيلولة ظهرا .
و بجانب آخر فإن هناك تساؤل يربطنا دائما بأنه كيف للقرآن أن يقسم بوقت الضحى [ و الضحى و الليل إذا سجى ] و نحن لا نصليه بمقابل نصلي وقت الظهيرة التي وصفها القرآن بوقت وضع الثياب و القيلولة في المضاجع ... و هذا يعني أن وقت الضحى القسم به يثبت أنه يأخذ أهمية بالغة بمثل تلك التي أقسم بها الله في وقت العصر [ و العصر إن الإنسان لفي خسر ] .
و بالتالي فإن الصلاة في النهار مقرونة بالفجر التي ذكر القرآن صراحة مشروعية إقامة الصلاة وقته ( من قبل صلاة الفجر ) و هو بداية الطرف الأول من النهار .. و الضحى الذي أقسم به القرآن نظرا لأهمية وقته و ارتباط الصلاة بالمواقيت و الذس يمثل وقت نهاية الطرف الأول من النهار .. و العصر الذي اقسم به القرآن كذلك و الذي يمثل بداية الطرف الرابع و الأخير من النهار .. و المغرب الذي يمثل آخر فترات طرف النهار الأخير .
بمعنى مختصر :
الله يقول بأن النهار يملك أطراف و ليس طرفين اثنين .. قال ( و من اناء الليل فسبح و أطراف النهار ) و لم يقل طرفي النهار .. و في نفس الوقت يقول ( و اقم الصلاة طرفي النهار ) ... و بالتالي ؛
طرفي النهار المقصودين هنا هما طرفين من أربع و يتعلق بالأمر بالطرف الأول الذي يبدأ به النهار لأن صلاة الفجر مذكورة و تدخل في نطاقه (من قبل صلاة الفجر) النور ، و صلاة الضحى كونه أقسم بوقت الضحى ... الطرف الأول : نقيم الصلاة مع وقت الفجر و نقيمها مرة ثانية وقت الضحى الذي ينتهي به هذا الطرف .
و الطرف الثاني هو الطرف الأخير من النهار كون الله أقسم بالعصر و وصف وقت الظهر بأنه وقت وضع ثياب و ليس صلاة (حين تضعون ثيابكم من الظهيرة) و بالتالي العصر و المغرب هما من يمثلان الطرف الثاني ... بمعنى تقام الصلاة في هذا الطرف وقت العصر و تقام مرة ثانية مع مغرب الشمس .
▪︎ زلفى من الليل :
مصطلح الزلفى يعني المقدمة .. و في لهجتنا اللسانية في منطقتي نسمي مقدمة الرأس ب "الزليف" أي المقدمة ..و زلفى الليل هو بدايته بحضوره التام ضلاما ... و قد أقسم القرآن بهذا الوقت " و الليل إذا سجى " .. كلمة ساجي عندنا بمعنى انه تهيأ كاملا و حضر كليا ... و صلاة هذا الوقت حسب القرآن سميت بالعشاء .
العشاء : و هو مقرون بإسم "العشة" و العشة في لسان بعض ساكنة المنطقة هو البيت .. أي وقت رجوع الناس لبيوتهم و دخولهم إياها .. و هو كذلك سميت عليه وجبت العشاء التي يأكلها الناس عند رجوعهم لبيوتهم ليلا و تكون مع دموس الليل و انتهاء كل بياض النهار ... و قد ورد مصطلح هذا الوقت :
[ و من بعد صلاة العشاء ] النور .
إذا فالصلوات هي 5 صلوات .. الفجر ، الضحى ، العصر ، المغرب ، العشاء ... فما هي الذكرى التي نتذكرها من هذه الأوقات الخمس ؟
[ و أقم الصلاة طرفي النهار و زلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيّئات إن في ذلك لذكرى للذاكرين ] هود .
الصلاة هي استقبال القبلة .. و القبلة هي مكان تواجد المسجد الحرام الذي نتوجه له :
[ فلنولينك قبلة ترضاها فولي وجهك شطر المسجد الحرام و حيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره ] البقرة .
و المسجد الحرام هو البيت الحرام اول بيت وضع للناس و هو المكان الذي بدأ منه إبراهيم عليه السلام وذريته إقامة الصلاة :
[ ربي إن أسكنت من ذريتي بوادي غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تأوي إليهم و ارزقهم من الثمرات ] البقرة .
[ و إذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت أن لا تشرك بي شيئا و طهر بيتي للطائفين و القائمين و الركع السجود ] الحج .
قيام ركوع سجود = إقامة الصلاة .. و ان ابراهيم كان يطهر البيت ليقيم الناس الصلاة .
عند البحث أكثر عن مصطلح القبلة ، نجد أنها مقرونة بمصر و كذلك بإقامة الصلاة فيها :
[ و أوحينا إلى موسى و أخيه ان تبوءا لقومكما بمصر بيوتا و اجعلوا بيوتكم قبلة و أقيموا الصلاة و بشر المؤمنين ] يونس .
عند البحث أكثر عن مصر في القرآن نجدها ذكرت 5 مرات في القرآن .. و عدد صلاوتنا في اليوم هي 5 ؟!
إذا فإن أوقات إقامة الصلاة الخمس هي ميراث قديم و منسك أخذناه كي نبقى متذكرين مكان القبلة الأولى التي نصلي لها و هي مصر المذكورة في القرآن الذي نصلي به خمسة مرات .... ذلك ذكرى للذاكرين .
[ إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا و هدى للعالمين ] ال عمران .
بكة هي مصر و هي قبلتنا التي يجب أن نولي وجهنا نحو البيت الأول الذي وضعه الله فيها .. ( انظر رابط اول تعليق لمعروف المقصود ببكة أنها مصر و ليست مكة ) .
[ و من أناء الليل فسبح و أطراف النهار لعلك ترضى ] طه . [ و أقم الصلاة طرفي النهار و زلفا من الليل ] هود .
كم يملك النهار من طرف ؟
طرفين إثنين أم عدة أطراف ؟! هناك عدة أطراف للنهار (كل طرف يبدأ بوقت و ينتهي بوقت ) و الله أمر بإقامة الصلاة في طرفين فقط ؟
بمعنى أن الصلاة تكون في كل طرف مرتان .. وقت بداية الطرف و وقت نهايته ... و هنا يصبح معنا أربع صلوات .
الصلاة الأولى و الصلاة الثانية متعلقة بالطرف الأول .. و تكون الصلاة الأولى مع وقت بداية الطرف و الثانية وقت نهايته .
الصلاة الثالثة و الرابعة تكون مع وقت بداية الطرف الأخير من النهار و نهايته .. بمعنى الصلاة الثالثة تكون مع وقت بداية فترة الطرف الأخير هذه و الصلاة الرابعة تكون مع وقت نهاية فترة الطرف هذه .
صلاتي الطرف الأول من النهار :
الصلاة الأولى : الفجر (وقت بداية الطرف الأول)
الصلاة الثانية : الضحى (وقت نهاية الطرف الأول )
صلاتي الطرف الأخير من النهار :
الصلاة الثالثة : صلاة العصر (وقت بداية الطرف الأخير من النهار) الصلاة الرابعة : صلاة المغرب (وقت نهاية الطرف الأخير من النهار)
زلفى من الليل : هي الصلاة الخامسة و هي صلاة العشاء .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق