لدينا لما نقول عن شخص "أبوك" نهضم الألف لسرعة الكلام و نقول "بوك" .. مثلا "يرحم أبوك" نقول بدلها "يرحم بوك" ... مما يثير تساؤلي هو أن الشعر الذي ينبت من أسفل الذقن نطلق عليه كذلك إسم "بوك" و مما لا شك فيه أن هذا الإسم لم يأتي من فراغ أو بضربة حظ بل له أصل ..لأن كل الاسماء لها أصل و أسباب تسمية .
هل هناك علاقة بين كلمتي "بوك" و "أبوك" ؟
إذا كانت هناك علاقة فما الذي يربط شعر الذقن بالأبوة ؟ و ما أصل هذه التسمية التي تربط بين الأب و الذقن ؟
تمثال أبو الهول كما ذكرنا هو يمثل الدلالة على مقام سيدنا إبراهيم .. جسد الاسد يدل على القيادة كون الأسد رمزيته هو القيادة لذلك يطلق عليه "ملك الغابة" ، أما راس الجسد البشري فالغرض منه تبيان و إيضاح من هذا القائد .. و هو إبراهيم عليه السلام الذي جعله الله إماما للناس :
[ و اذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال إني جاعلك للناس إماما ] البقرة .
إمام من أمة .. اي قائد الأمة .
تمثال إبراهيم عليه السلام الذي يطلق عليه أبو الهول الأصل فيه هو أنه أبونا إبراهيم :
[و جاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم و ما جعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل و في هذا ليكون الرسول عليكم شهيدا و تكون شهداء على الناس ] الحج .
من اثار التشويه الذي طال التمثال هو أنهم قاموا بنزع منطقة شعر الذقن البارز في التمثال و تم نقله لمتحف بريطاني ، فقط من أجل تشويه علاقة وطيدة يريد أن يوضحها برمزية شعر الذقن و هي رمز الأبوة مصداقا لكوننا ذريته من بعده و دلالة لعلاقة تاريخ الإسلام بأثار البشرية الأولى .
وهذا سبب تسمية شعر منطقة الذقن بإسم "بوك" كون أبينا إبراهيم كانت من سنته أنه كان له شعر ذقن يربيه .. و الشخصيات التي تمثلها التماثيل التي حرفوا اسماءها في مصر و اسموها ملوك هي شخصيات أنبياء كانت تمشي على ملة ابراهيم و تقلد سنته في تربية شعر الذقن .. كذلك فإنه يرمز شعر تلك المنطقة لرمزية الحكمة كون الأب هو الشخصية الحكيمة التي توجهه أبناءه .
هناك فرق بين اللحية و شعر الذقن .. فاللحية هي التي تنموا على الوجه أما الذقن فهي المنطقة التي أسفل الوجه كما هو موضح في الصورة المرفقة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق