▪︎مصر آية النور ▪︎
[ الله نور السّماوات و الأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية و لا غربية يكاد زيتها يضيئ و لو لم تمسسه نار نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء و يضرب الله الأمثال للناس و الله بكل شيئ عليم ] النور .
الآية تنتهي بتذكير أن الله بكل شيئ عليم و هذا فيه دلالة على أن الآية تضرب المثل بشيئ نشاهده ، فعبارة أن الله بكل شيئ عليم تجعلك تعرف بأن الله عليم بما يحدث في كل شيئ أمامنا ... بمعنى أن هناك شيئ أمامنا نحن جاهلين به لكن الله عليم به .. فماهو هذا المثل ؟ الآية تضرب مثل نور الله بأنه كمشكاة ، فما هي المشكاة ؟
▪︎ماهي المشكاة ؟ البالون الذي ينفخ نسميه عندنا "الشكوى" ، و هو قريب من كلمة مشكاة (شكوى = مشكاة) .. لكن يجب أن نعرف لماذا تم اطلاق هذا الإسم عليه ؟ نلاحظ أن كلمة مشكاة مشتقة من الشكوى ( شكى - يشكوا - اشتكاء ) .. و الشكوى هو إفراغ الهموم و الأفكار السلبية و ما يحزن الإنسان .. كما في القرآن : [ قال إنما أشكوا بثي و حزني لله و أعلم من الله ما لا تعلمون ] يوسف .
الآن عندما نبحث عن النطق الفطري الذي يستخدمه الإنسان عندما يحس بأنه يريد الشكوى من أمر ما أصابه ، فنجد أنه يلفظ لفظة "أووف" (و كأنه ينفخ) .. فأي أحد تجده متذمر و داخله قلق و حزن ينطق تلقائيا بعبارة "أوف أف " كأنه يخرج زفيرا كثيرا عالقا بصدره .. كما ورد في قول ابراهيم عليه السلام عندما زاد همه من قومه و اشتكى منهم بكلمة "أف" : [ أف لكم و لما تعبدون من دون الله أفلا تعقلون ] الأنبياء . أو كما وصفتها الأية للمنع من الإشتكاء في تحمل الوالدين أثناء الكبر بالقول"اف" بمعنى لاتشتكي منهم : [إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف و لا تنهرهما ..] الأسراء .
ولو نلاحظ أن النفخ في البالون كذلك يعتمد على النفخ "اووف" ، بحيث عن طريق زفير الهواء ننفخ البالون .. و هذا يدل على أن البالون اطلقنا عليه مشكاة كونه ننفخ داخله بعبارة أوف .
بالإضافة لهذه فإننا نجد ثقافة وضع البالونات في الافراح و المناسبات السعيدة ، و سبب هذه العادة هو أن الفرح يعبر عن نهاية الهموم و الأحزان و نفخ البالون فيه للاحتفال به هو كناية على أن الهموم نفخت داخله و انتهت .. فحتى كلمة فرح أصلها هو "ف +رح" فالفاء تعبر عن "الأف" الذي هو الهموم و المشاكل أما "رح" فمعناها "راح" أي ذهب و ابتعد (فرح = ف + رح = الهم راح ) .
بالمختصر فإننا عندما ننفخ داخل البالون نستعمل زفيرا عاليا و يكون صوت النفخ "أوف" بنفس صوت الذي ذكرنا أنه يمثل صوت الشكوى .. و هذا سبب تسمية البالون بالشكوى التي هي نفسها المشكاة .
هذه بالنسبة للمشكاة ، أما بالنسبة لقول الآية أنها مشكاة فيها مصباح و المصباح نفسه في زجاحة ، فهذا راجع للآتي : المشكاة فيها مصباح = المصباح في زجاجة . إذا المشكاة مصنوعة من زجاج . لو تلاحظ معنا أن شكل تصنيع الزجاج يعتمد على النفخ بنفس طريقة النفخ في البالون كي يزداد حجمه ... كما أن الزجاج و أشكال البالونات لها نفس الشبه من حيث الشكل أثناء ما تصنع .. فصانع الزجاج ينفخ داخل الكتلة الزجاجبة بالهواء بمثل ما يتم النفخ في البالون بالطريقة المعروفة .
▪︎مشكاة زجاجية و داخلها مصباح يضيئ و ضوءه كأنه كوكب دري ؟ الكوكب هو ليس نجم بل هو مجموعة نجوم (كوكبة نجوم) و هي التي تكون تشبه درب التبانة ... كوكب (مذكر) = كوكبة (مؤنث) = مجموعة . [و إذا الكواكب انتثرت] الانفطار . الانتثار يعني صارت متناثرة ، لأنها في أصلها كل كوكب هو مجموعة نجمية متكتلة و انتثارها يعني تباعد نجومها المشكلة لكل كوكب .. و هذا التناثر موجود في عصرنا الحالي بفعل ظاهرة التلوث الضوئي ، و لاتظهر هذه الكواكب الا نادرا في المناطق الصحراوية البعيدة عن أضواء المدن .
أما كلمة "دري" فتعني "مخبئ" .. و أصل الفعل "يداري" أي "يخبئ" أو "يكتم على شيئ" جاءت من "در" .. كأن يقال "لله درّك" اي "لله سرّك الذي تكتمه" .
في الصورة المرفقة صورة ليلية ملتقطة لمصر من الأفق الأعلى .. كمية الأضواء و الأنوار المشتعلة تظهر و كأنها كوكبة نجوم تتلئلئ مشكلة لوحة فنية .
الصورة عندما تبصرها بالأضواء ليلا مختلفة عن النهار أين يصنع الإخضرار صورة عين باكية .. أما بالليل فالأنوار تصنع صورة وردة أو زهرة متفتحة عندما تبصرها من الشمال للجنوب و تحتها شجرة مائلة . عندما تقلب الشجرة دون رؤيتها من الشرق و لا من الغرب (لاشرقية و لا غربية) و تجعل غربها هو شمالها لتظهر مستوية .. سيظهر لك صورة شجرة هي نفسها التي يقصدها القرآن (شجرة مباركة) ، و تم وصفها بالزيتونة التي يكاد زيتها يضيئ كون لون الزيت الضوئي هو تقريبا بنفس لون كوكب النجوم و بنفس اللون الذي تظهر به مصر ليلا .
يظهر لك صورة شجرة تمتد بجذورها مع نهر النيل لترى جهة دلتا النيل شمالا بشكل المشكاة التي ذكرنا انها البالون الزجاجي .. فلو تلاحظ أنه حتى في الانوار الحالية للبيوت يجعلون شكل زجاجة الاضواء بشكل بالون .
لو ترى الصورة من الشمال أيضا سيظهر لك شكل الوردة او ما يسمونه زهرة اللوتس .. و مايسمى كوكب الزهرة لو تلاحظوا باللغة الفرنسية و الإنجليزية يسمى "venus" و هي نفسها كلمة "فانوس" الذي هو ميراث شعبي موجود بمصر يستعملونه للزينة و الإضاءة ليلا . "Venus" كوكب زهرة" نفسها" فانوس = venus = فينوس Venus هو كوكب الزهرة بالفرنسي والإنجليزي و هو نفسه ضوء الفانوس الذي من القدم كان يضيئ أجواء مصر ليلا .
في القرآن نجد تشبيه المشكاة بالكوكب الدري ..هذا الكوكب المختبئ هو نفسه مصر كوكب الزهرة .. و هو لقب قديم كان يطلق على مصر . هذا دون أم ننسى المدينة المنورة هي نفسها مصر و تم اطلاق وصف النور عليها لأن أضواء الفوانيس كانت تزينها ليلا ..... يتبع
▪︎بقعة الشجرة المباركة▪︎
لماذا سمى الله الشجرة المباركة بلفظ "البقعة" ؟ [ فلما آتاها نودي من شاطئ الواد الأيمن في البقعة المباركة من الشجرة ] القصص .
البقعة هو إسم نطلقه على الشكل الذي يتشكل تلقائيا ، فمثلا لو انسكبت القهوة على قماش فإن ذلك الشكل الذي يعطيه انسكاب القهوة نسميه بقعة ..كذلك فإن استعمال القرآن للفظ البقعة هو تدليل على شكل بقعة الشجرة .. بقعة تشكلت بشكل شجرة . كذلك القرآن لم يقل " أمام الشجرة" أو "عند الشجرة" كي نتيقن بانها ليست شجرة نبات بل هي مكان يشبه في شكل بقعته شكل الشجرة .
و هو نفسه الذي ضرب الله به المثل في صورة النور حول الشجرة المباركة التي توقد المشكاة [ كأنها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة ] النور المنطقة أو البقعة هذه هي التي تقع في الفيوم مصر كما يظهر من صور الأفق المبين لها .
[ سنريهم آياتنا في الآفاق و في أنفسهم حتى يتبين لهم الحق أولم يكفي بربك أنه على كل شيئ شهيد ] فصلت . الآفاق جمع أفق و هي الصور الفوقية للأرض التي فيها آيات .
[ و في الأرض آيات للموقنين و في أنفسكم أفلا تبصرون ] الذاريات . [ إن في السماوات و الأرض لآيات للمؤمنين ] الجاثية .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق