▪︎ آيات اليم (𓈖) ▪︎
ذكرنا في منشور سابق أن اليم هو موج البحر ... على الرابط :
الرمز التصويري في الكتابات المصرية (الكتاب) و الذي هو شكل الموج يقرأ "يم" .
قواعد الكتابة المصرية تعتمد على عدة قواعد فطرية كالتصريف من المذكر للمثى للجمع أو حتى بتحليل مركبات منطوق صوت الكلمات .
الآن عندما يكون لدين 2 رموز لليم ... فإننا نتبع تصريف الإسم لأقرب تصريف يدل على المثنى أو الزوج ... وعندما نصرف كلمة "يم" إلى مثنى فإننا ننطق "يِمَّين" على إثنين ، بمثل كلمة "سن" ننطقها مثنى "سِنّين"
نود الإشارة إلى أن الكتابات التي كتب بها الكتاب التصويري لا يحوي على تشكيل بمثل ما نشكل الكلمات حاليا .. فالكلام الذي نطقه الإنسان الأول لم يكن بالشكل الفصيح الحالي الذي نكتب و نتكلم به الكتابات الرسمية .. و بين قوسين بصراحة ( الكلام الشعبي المتلهّج الذي ننطقه في حياتنا العادية هو كلام سليم لا يحوي التشكيل الذي نلحظه في الكلام الرسمي المسمى الفصحى ، و هو الكلام الأقرب للماضي الأول الذي بدأه الإنسان و كتب به عربيته ، أما التشكيل فهو لايزيد الكلام إلا تعقيدا فهو كالمشكلة التي تعقّد اللسان ) .
و بالتالي ..
فإننا عندما ننطق كلمة "يمّين" دون تشكيل يعقدها نجدها أقرب لكلمة "يمين" المعروفة ... و بالتالي فإن الإنسان الأول إذا أراد كتابة كلمة يمين فإنه يكتبها لأقرب رسم تصويري يمثلها و سيرسم يمّين اثنين (يم + يم ) ... لأنه لو رسم يد لتمثيل جهة اليمين ممكن هناك من يقرأها يد و هناك من سيطرح فكرة انها شمال .. لذلك أقرب كلمة هي رسم يمّين .
كذلك ...
عندما نرسم ثلاث موجات (موج + موج + موج ) فهنا نكون وصلنا لمقصد جمع الإسم ... و بالتالي سنبحث عن جمع كلمة "يم" و سنبحث دون قيود فالعرببة لسان حر طليق و ليس معقد كما شكلوه بتلك القواعد البعيدة كل البعد عن التصريف .
سن + سن + سن = أسنان (جمع سن) .
جبن + جبن + جبن = أجبان (جمع جبن)
يم + يم + يم = أيمان (جمع يم) .
و بالتالي فإن كلمة "أيمان" أو "إيمان" و كلا الكلمتين مذكورتين في القرآن دون خلاف في معناهما ، هما في أصل كتابتهم يكتبون بالكتاب الفطري الأول عن طريق رسم ثلاث أمواج فوق بعضهم للدلالة على جمع كلمة "يم" .
هناك إشارات في القرآن تحاول أن تلمح لعلاقة آية "اليم" بالإيمان :
[وجاوزنا ببني إسرائيل البحر فاتبعهم فرعون و جنوده بغيا و عدوا حتى إذا أدركه الغرق قال آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنوا إسرائيل و أنا من المسلمين - الآن و قد عصيت قبل و كنت من المفسدين - فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية و إن كثيرا من الناس عن آياتنا لغافلون ] يونس .
فرعون ذكرت قصته أنه آمن لما أدركه الغرق في البحر .. و بالتالي هناك علاقة بين البحر و الإيمان لمن يريد تدبر آيات الكتاب :
[ فانتقمنا منهم فأغرقناهم في اليم بأنهم كذبوا بآياتنا و كانوا عنها غافلين ] الأعراف .
اليم المقصود و الذي غرق فيه فرعون و جنوده كما ذكرنا في منشور سابق هو موج البحر .. و بالتالي فإن هناك علاقة بين الإيمان وموج البحر .. لاحظ في آية أخرى ذكر لارتباط الإيمان بالخوف من الغرق في امواج البحر و قوة إيمان الناس بالله في تلك اللحظات :
[وهو الذي يسيّركم في البر و البحر حتى إذا كنتم في الفلك و جرين بهم بريح طيّبة و فرحوا بها جاءهم الموج من كل مكان و ظنوا أنهم أحيط بهم دعوا الله مخلصين له الدين لإن أنجانا من هذه لنكونن من الشاكرين ] يونس .
فالإنسان عندما يكون في البحر و يأتيه أمواج البحر لتغرقه فإنه لا ملجئ له إلا الإيمان بالله و مناجاته .. و فرعون أكبر مفسد و متفرعن في الأرض آمن بالله عندما أدركه الغرق في أمواج البحر .
اريد أن ننوه لنقطة أخيرة ، و هي شعور يحيط به شخص اثناء تلاوته للقرآن ..فيحس أنه يحوي ثقافة التلميح و التلغيز للدلالة على نقاط نحن غافلين عنها .. مثلا لاحظ في قصة فرعون :
فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية و إن كثيرا من الناس عن آياتنا لغافلون = فأغرقناهم في اليم ذلك بأنهم كذبوا بآياتنا و كانوا عنها غافلين ..
لاحظ إعادة عبارة الغفلة عن الآيات .
كل هذا مفاده الإشارة لعلاقة امواج البحر بآية اليم و كتابة إسم الإيمان في الكتاب الحكيم .
وان كان هناك ترابط بين اليم (أمواج البحر) والإيمان فلا يمكننا أن نجزم أن أيمان جمع يم
ردحذفسن أسنا(ن)
جد أجدا(د)
عم أعما(م)
يم أيما(!) الأقرب (أيمام).
قواعد اللغة جعلت الناس تتعامل مع الكلمات كالآلة ... نحن نتكلم عن مكنون و مصدر سبب تسمية الإيمان .. الأسماء تستند في أسباب إنشاءها لجانب موضوعي و الجانب الشكلي ليس هو دائما الأساس .. القرآن عندما يربط البحر بقوة الإيمان و يربطها بقصة موسى و قوة إيمان أمه بما أوحى إليها الله و بقصة غرق فرعون و إيمانه و هو يغرق يريد أن يشير لك للعلاقة التي تربط البحر بالإيمان و اليم ... ليس عبث
حذف